المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة : فضل الوقف وأهميته


ابو محمد
02-05-2013, 08:44 PM
فضل الوقف وأهميته
لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الاقصى المبارك
<?xml:namespace prefix = o /><o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
الحمد لله الذي قال : ( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير ) <o:p></o:p>
ربكم يا مسلمون ، جعل أعماركم محدودة فأطيلوها بترك أعمال صالحة بعد موتكم ، فمن مات نسي ومن ماتوترك أثرا صالحا ظل حيا على ألسنة الناس وفي قلوبهم .<o:p></o:p>
مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات <o:p></o:p>
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، قال على لسان إبراهيم وهو يدعوه ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) أي اجعل لي في الناس ذكرا جميلا ، وثناء حسنا باقيا فيما يجيء من القرون بعدي ..<o:p></o:p>
ونشهد أن سيدنا وقائدنا وحبيبنا وقرة عيوننا ومهجة قلوبنا محمدا ، عبد الله ورسوله ، ورثنا الإسلام ، فجزاه الله عنا خير الجزاء .. قال ـ وهو الصادق المصدوق ـ ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) قال أبو سعيد الخدري راوي الحديث : " فذكر النبي من أصناف المال ما ذكر ، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل . <o:p></o:p>
يا رب صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك النبي الأمي ، وارزقنا شفاعته في الآخرة ، ومتّعنا بصحبته في الفردوس الأعلى ، وصل اللهم على آله الطاهرين ، وعلى أصحابه الذين فتحوا بيت المقدس وبلاد الشام وعلى غيرهم من الصحابة الكرام ، وصل اللهم على أتباعهم وتابعيهم بإحسان ، وعلى كل من يشد الرحال إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه إلى يوم الدين .<o:p></o:p>
أيها المؤمنون ، أيها المسلمون : <o:p></o:p>
عظيم نعم الله على عباده المسلمين كثيرة ، لا تعد ولا تحصى ، ومنها أعمال البر والإحسان التي يجري ثوابها بعد الموت ، فإذا انتقل المسلم من دار الدنيا وهي دار العمل إلى الدار الآخرة ظل ثواب عمله مستمرا وهو في قبره ..<o:p></o:p>
ومن هذه الأعمال الصالحة الباقي أجرها بعد موت المسلم ، وقف العقارات والأراضي والأموال لمصالح المسلمين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ، علما علّمه ونشره ،وولدا صالحا تركه ، ومصحفا ورثه ، أو مسجدا أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ) <o:p></o:p>
أيها الصابرون المرابطون : <o:p></o:p>
الوقف الذي هو حبس العين على ملك الواقف ، وتسبيل منفعتها على جهة من جهات البر والإحسان ، وهو من سمات المجتمع الإسلامي حيث لم يعرفه العرب في جاهليتهم ، وهو عبادة مالية من أفضل العبادات ، وقربة من أفضل القربات ، وبخاصة إذا كان المسلمون يعيشون على التطور مرابطين ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم وكان مما قاله : ( من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لموعده ، شبعه وريّه وبوله وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة ) واستجاب الصحابة الكرام لرسولهم صلى الله عليه وسلم كعادتهم ، فلم يكن أحد منهم ذو مقدرة إلا وقف ،وهذا إجماع منهم على فضل الوقف وأهميته ، وكان أول وقف في الإسلام هو مسجد قباء ، ومن الوقف في زمن الصحابة بئر رومية الذي اشتراه عثمان بن عفان رضي الله عنه على دفعتين ، ثم جعله وقفا يستقي منه المسلمون ..<o:p></o:p>
أيها المؤمنون :<o:p></o:p>
إن بيت المقدس وقف إسلامي ، تنوع بين الوقف الخيري والوقف الأهلي ، والمسجد الأقصى أول الوقوف في القدس بدليل حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي قال فيه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض فقال : المسجد الحرام قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون عاما ) ...<o:p></o:p>
وإذا كانت بيت المقدس والمسجد الأقصى وقفا إسلاميا فهذا يدل على الرباط الديني الوثيق للمسلمين بهذه المدينة المقدسة وبمسجدها المبارك ، وبكل أكناف بيت المقدس لأنه وقف إسلامي ولهذا لا يجوز التفريط فيها ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) فكيف بحيز التخاذل عن الأرض التي هي ملك للمسلمين لغيرهم ؟!<o:p></o:p>
أيها المسلمون ، أيها المؤمنون : <o:p></o:p>
إن الاعتداء على العقارات والأراضي والممتلكات في القدس والتي هي وقف إسلامي ، بتهويدها في شتى السبل هو اعتداء على الحقائق التاريخية والثوابت الدينية ، والقوانين الدولية ، ونحذر من استمرار المساس بها أو التعرض إليها ، فالله القوي العزيز يمهل ولا يهمل ، وإذا أخذ الظالم لم يضله . ومن جانب آخر ، فالاعتداء على أملاك الوقف في بيت المقدس من قبل بعض المسلمين ، بتسريبها عن طريق قانون أملاك ، أو قيام البعض ـكما هو حاصل الآن ـ باللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية لانتزاع ملكية الوقف من العقار لصالحه الشخصي حرام شرعا ، وولاء لغير المسلمين ويخشى على فاعله أن يموت على غير دين الإسلام ـ لا سمح الله ـ فيخسر الدنيا والآخرة ، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) ..<o:p></o:p>
يا عباد الله ، يا مسلمون :<o:p></o:p>
إن حماية الوقف من الاعتداء عليه واستثماره في بيت المقدس في مختلف المجالات ، لتثبت صمود المسلمين فيها ، هو عبادة واجبة على كل واحد منا ، وهي رباط في سبيل الله تعالى ، وواجب المرابط هو حماية الثغر الذي يكون عليه ، فكونوا لبيت المقدس خير أمناء ، وخير أوفياء ، وليس لكم على هذه الأرض وفي ظل المتغيرات الدولية والسياسية من حولكم ، إلا أن ترجعوا إلى ربكم بالتزام الرباط على الأعمال الصالحة ، والتزام الرباط على اجتناب المعاصي ، وعلى رأسها عدم التفريط في بيت المقدس وفي المسجد الأقصى المبارك .. <o:p></o:p>
عباد الله :<o:p></o:p>
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
الخطبة الثانية<o:p></o:p>
الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولي المؤمنين الصابرين ، وناصر المرابطين في سبيله إلى يوم الدين ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة <o:p></o:p>
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة .<o:p></o:p>
أما بعد ، أيها المسلمون .. أيها المؤمنون :<o:p></o:p>
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على إهداء الزيت إلى المسجد الأقصى ليسرج في قناديله ، وإن من إهداء الزيت البيت المقدس تفصيل كالمحافظة عليه ، وعلى ثبات المسلمين فيه دور الوقف التنموي في جميع المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها ..<o:p></o:p>
واقترح ثلاثة اقتراحات في هذا المجال ، الاقتراح الأول : تشجيع المسلمين على وقف الدراهم بالتعاون بين دائرة الأوقات والمصارف الإسلامية ، لتعزيز صمود المسلمين في بيت المقدس ، ولتكون بابا من أبواب استثمارها ، لتوفير فرص عمل للشباب من خلال شركة المضاربة ، فالله سبحانه يصف المسلمين قائلا : ( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) ..<o:p></o:p>
وأما الاقتراح الثاني : فهو استثمار الأراضي الوقفية بالمزارعة والمساقاة وبإشغالها لحمايتها من استيلاء الأعداء عليها ، ولتكون بابا من أبواب الرزق والعمل لأبناء بيت المقدس قال الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )<o:p></o:p>
أيها المسلمون : <o:p></o:p>
وأما الاقتراح الثالث فهو للمسلمين في الخارج ، وهو أن تقوم مؤسسات أو دول إسلامية بالتعاون مع دائرة الأوقاف لاستثمار الأراضي والعقارات في أكناف بيت المقدس ، باستثمارها ببناء المدارس والمشافي والشقق السكنية للأزواج الشابة وللعائلات الفقيرة وكذلك ترميم المساجد والمؤسسات الوقفية ، وأيضا متابعة الأموال الوقفي المعتدى عليها من قبل الاحتلال لإرجاعها إلى حيز الوقف الإسلامي من خلال المؤسسات الدولية ليكون هذاعملا في سبيل الله ، ونصرة للقدس وأهلها المرابطين فيها ..<o:p></o:p>
وتقصير المسلمين في هذا الجانب إفساد في الأرض ، والله سبحانه قال ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ويقول الله تعالى ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) وهذا ترهيب وتحذير وزجر للمسلمين كي لا يقصروا في العمل لدينهم وأوقافهم وأمتهم ، فهل هم مزدجرون؟!<o:p></o:p>
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا ، وأهلينا وأموالنا ، <o:p></o:p>
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا . <o:p></o:p>
اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وأثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا .ز<o:p></o:p>
اللهم انصر كل من نصر الإسلام ، واخذل كل من خذل الإسلام ، وأهلك كل من تآمر على الإسلام . <o:p></o:p>
اللهم اهزم أعدائك أعداء الدين <o:p></o:p>
اللهم اخذل الكفرة والمنافقين <o:p></o:p>
اللهم انصر عبادك المستضعفين <o:p></o:p>
اللهم أنزل بأسك وعقابك على الظالمين <o:p></o:p>
اللهم حرم أجسادنا على النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار .. <o:p></o:p>
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..<o:p></o:p>
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ..<o:p></o:p>
فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم واستغفروه يغفر لكم واسألوه يعطكم <o:p></o:p>
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )