المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فقه القرآن : مولد النبي أعظم النعم


ابو محمد
01-03-2014, 10:24 AM
من فقه القرآن <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
مولد النبي أعظم النعم <o:p></o:p>
الشيخ محمد سليم محمد علي <o:p></o:p>
خطيب المسجد الأقصى المبارك<o:p></o:p>
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين <o:p></o:p>
www.algantan.com (http://www.algantan.com/) <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
قال الله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) سورة آل عمران آية 164<o:p></o:p>
فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية : <o:p></o:p>
المسألة الأولى : قوله تعالى ( لقد ) حرفان وهما اللام وقد ، للتأكيد على عظيم منّته سبحانه على الناس وبخاصة العرب ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمولده الشريف نعمة من أعظم النعم على البشر ، إذ بها بعث النبي عليه الصلاة والسلام ، بشريعة الإسلام ، وأنزل عليه القرآن الكريم ، فكانت شريعته آخر الشرائع للبشر ، فيها مصدر هدايتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، وكان القرآن الكريم مصدر شريعتهم ورشدهم ، الذي بإتباعه لا يشقى إنسان ، ولا يضل من أراد الهداية .<o:p></o:p>
المسألة الثانية : والآية الكريمة بيان لعظيم نعمة الله على العالمين الإنس والجن ببعثه محمدا صلى الله عليه وسلم ، وهذه النعمة الربانية المهداة للبشر تشتمل على عدة نعم آخرى بداخلها وهي : <o:p></o:p>
أولا : أن الله عز وجل لم يترك البشر من غير شريعة يهتدون بها ويأخذون بأحكامها في الوقت الذي كانوا فيه في جاهلية جهلاء ، وضلالة عمياء، فكان ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته ميلادا للناس من جديد ، فقد أخرجهم من العقائد الضالة إلى التوحيد الخالص ، وأخرجهم من التشريعات الفاسدة ، إلى شريعة الإسلام التي تقوم على رعاية مصالح العباد ، ووضع الضرر عنهم ، وأخرجهم من سوء الأخلاق ورذائلها إلى مكارم الأخلاق وأحسنها .. <o:p></o:p>
ثانيا : أن الله تعالى أكرم البشر بنعمة السنة النبوية ،القولية والعملية ، فالسعيد من اهتدى بها ، والشقي من حاد عنها ، فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي ، التي بنورها يهتدي السارون في ظلمات المبادئ والأفكار الضالة <o:p></o:p>
ثالثا : أن الله تعالى جعل التزكية وهي التربية ركنا من الأركان التي تقوم عليها حياة البشرية ، فبغير التربية الحقة ، يكبر الإنسان كالحيوان ، لا أخلاق تسيّره ، ولا دين يوجهه .<o:p></o:p>
رابعا : ولم تكن التربية بمعزل عن التعليم ، إذ بالتعليم تحصل التربية ، فكانت نعمة التعليم ونعمة التربية ، تقومان على أساس واحد لتميزان الإنسان عن الحيوان البهيم ، وليرتقي هذا المخلوق البشري في سلّم المدنية والحضارة ، ولهذا ختم الله الآية الكريمة بقوله ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) <o:p></o:p>
المسألة الثالثة : قوله تعالى ( منّ ) من الامتنان ، وللعلماء أقوال في معنى ( المنة ) الواردة في هذه الآية الكريمة ، وهذه الأقوال هي : <o:p></o:p>
أولا : أنه جعل الرسول بشرا ، فأقام البراهين على نبوته ورسالته على يديه ، فعلم البشر أن هذا لا يكون من بشر ، وإنما هو مبعوث من رب السماء ، فكان إيمانهم به عن بصيرة ويقين .<o:p></o:p>
ثانيا : أن المنّة هي تشريف المؤمنين أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، حيث قال سبحانه ( من أنفسهم ) وفي هذا فخر وعز للعرب أن كان الرسول منهم ، فحق للعرب أن يفتخروا بعروبتهم أولا لأن الرسول منهم ، وأن يفتخروا بإسلامهم ثانيا ، لأن الدين فيهم .<o:p></o:p>
ثالثا : أن المنة على العرب ، أنهم عرفوا حال النبي فعاش بين ظهرانيهم ، فخبروه عن قرب ، فهو الصادق الأمين ، وهو ذو الخصال الحميدة ، ولهذا كانوا أحق أن يقاتلوا معه ، ويدافعوا عن عقيدته ، ولا ينهزموا دونه ، أو يتركوه .. <o:p></o:p>
المسألة الرابعة : قوله تعالى ( على المؤمنين ) فيها قولان :<o:p></o:p>
الأول : أنهم العرب خاصة <o:p></o:p>
الثاني : أنهم كل مؤمن آمن به .<o:p></o:p>
ولا مانع أن يدخل القول الثاني في المعنى ، لأن كل مؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ، نال هذه المنة ، وشرف بها .. <o:p></o:p>
المسألة الخامسة : أن تخصيص ( المؤمنين ) بالذكر في الآية الكريمة ، مع أن مولده وبعثته رحمة للعالمين ، كما قال عز وجل ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) يدل على أن من انتفع بالإيمان به صلى الله عليه وسلم نال هذه المنة ، وكانت عليه أعظم من غيره .<o:p></o:p>
المسألة السادسة : قوله تعالى ( من أنفسهم ) فيه دلالة على أن النبي لا يكون إلا بشرا ، وأنه يمتاز عنهم بأنه يتلقى الوحي من السماء ، ودل على هذا المعنى قوله تعالى ( لقد منّ الله على المؤمنين ) فالبعث بالرسالة هو من الله وحده ، وليس من عند النبي المرسل .<o:p></o:p>
المسألة السابعة : قوله تعالى ( يتلو عليهم آياته ) التلاوة هي القراءة ، وهي أيضا الاتباع كما قال الله تعالى ( والقمر إذا تلاها )أي إذا تبعها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبلّغ الناس آيات ربه ، هو في نفس الوقت قدوة لهم بإتباعها ، وهذا مصداق لقوله عز وجل ( لقد كان كم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) .<o:p></o:p>
وفي هذين المعنيين ، تنبيه للمسلمين على أن لا يكتفوا بإقامة حروف القرآن الكريم ، وتلاوته دون العمل بأحكامه ، فالتلاوة لكتاب الله تعالى لا تتحقق إلا بإقامة حروفه ، وإقامة حدوده وشرائعه .<o:p></o:p>
المسألة الثامنة : قوله تعالى ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الكتاب هو القرآن الكريم ، والحكمة هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية وفي الآية إشارة إلى وجوب تعلم المسلمين تلاوة القرآن وأحكامه ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله <o:p></o:p>
المسألة التاسعة : قوله تعالى ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) تأكيد على نعمة بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى النعم التي جاء بها للناس <o:p></o:p>
المسألة العاشرة : ومحمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة له ثلاث صفات : <o:p></o:p>
الأولى : أنه رسول مبعوث من ربه عز وجل <o:p></o:p>
الثانية : أنه معلم للناس الخير والحق <o:p></o:p>
الثالثة : أنه مربي للخلق على تعاليم الإسلام <o:p></o:p>
وكل مسلم مأمور بالإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم ، وعليه ، فإن الواجب على كل مسلم ومسلمة : <o:p></o:p>
أولا : أن يكون داعية إلى الإسلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى ولا نبي بعده ونحن أمناء على دينه ، ومن الأمانة أن ندعو إليه .<o:p></o:p>
ثانيا : أن يكون كل مسلم متعلما ومعلما ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ العلم من جبريل ، وعلمه للناس ، والمسلم يأخذ العلم من الإسلام ، ويعلمه لغيره <o:p></o:p>
ثالثا : أن يكون كل مسلم مرب ، وهذا يعني أن يكون كل مسلم قدوة لغيره ، لأن التربية لا تصلح من غير قدوة ، وقد قال الله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) .. <o:p></o:p>
وقد قال الشاعر : <o:p></o:p>
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم.. <o:p></o:p>
اللهم بارك لنا بإتباع رسولك صلى الله عليه وسلم واجعلنا رفقاءه على الحوض وفي الفردوس الأعلى <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>