سليم
07-30-2009, 12:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حروف العطف لها وزنها في اللغة العربية ويثار حولها مسائل كثيرة ومن أكثر هذه الحروف جدلًا هي :
1.الواو
2.الفاء
3.ثم
1.الواو:تأتي لمطلق الجمع دون العناية بالترتيب والتعقيب,وهناك من قال أنها تفيد الترتيب ولكن الحق أنها لا تفيد الترتيب في الغالب لأننا إن قلنا:جاء سليمٌ وجمالٌ فليس فيه دلالة على أن سليمًا جاء قبل جمال بل قد يكون جمال جاء قبل سليم أو أنهما جاءا معًا, والدليل أيضًا قول الله تعالى في سورة البقرة:"وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ", هنا ذكر السجود قبل قول حطة,وقال في سورة الأعراف:"وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً" فلو كانت الواو تفيد الترتيب لوقع التناقض وهذا على الله محال.
أحكام الواو:
1.إقترانها بإما نحو قولنا:"خذ إما الذهب وإما الفضة"
2.إقترانها بـلكن نحو قولنا:"ما جاء سليم ولكن جمال"
3.إقترانها بلا نحو قولنا:"ما جاءني سليم ولا جمال"هنا نفيت مجيء سليم وجمال في حالة الإجتماع أو الإفتراق.
وهناك غيرهذه من أحكام إلا أن هذه أبرزها.
2.الفاء:تأتي وتفيد الترتيب والتعقيب,ويقصد بالترتيب أن المعطوف بها يكون لاحقًا لما قبلها,فقولنا:جاء سليم فجمال" يعني أن سليمًا جاء قبل جمال.
وأما المقصود بالتعقيب هو أن وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه بغير مهلة أوبمدة قريبة .
وقد لا تفيد الترتيب إن كان العطف عطف مفصل على مجمل كما في قوله تعالى:"فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً ",فقوله تعالى:"أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً" هو تفصيل للسؤال.
والفاء تفيد التعقيب وهذا يعني مرور مدة من الزمن ولكن لا تصل إلى التراخي في ثم,يقول الله تعالى:"وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ " فخروج الثمرات لم يكن بعد الإنزال مباشرة ,فلا بد من زمن معين حتى يخرج الثمر,وكقوله تعالى:"خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ",فلا يكون الإنسان خصيمًا إلا بعد أن ينمو ويكبر ويبلغ الحلم,وبين الأمرين أطوار ومراحل.
أحوال الفاء مع الصفات:
ذكر الزمخشري ثلاثة أحوال للفاء مع الصفات:
1.تدل على ترتيب معانيها في الوجود كما لو قلنا:"مررن برجل خادع صاحبه فقتله,اي أنه خدعه فقتله,فكان الخداع قبل القتل.
2.تدل على ترتيبها في بعض الوجوه,نحو قولنا:ابدأ بالأسهل فالأصعب, أو سلم على الأكبر فالأصغر.
3.تدل على ترتيب موصوفاتها كقولنا:"يتقدم الأقرأ فالأسن",فالأقرأ أفضل من الأسن.
3.ثم:تأتي وتفيد الترتيب والتراخي,التراخي لا يقصد به التراخي في الزمن فقط بل عموم البعد والتباين(ثَم),وقد فرق بين النحاة بين الفاء وثم فقال:ثم يفيد الترتيب كالفاء مع المهلة والتراخي لأنها أكثر حروفًا منها",وجاء في المقتضب:"وثم مثل الفاء إلا أنها أشد تراخيًا",وقول الله تعالى في سورة عبس يبين لنا هذا في أجلى صورة حيث يقول:"ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ{21} ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ",فجاء بالفاء عقب الموت لأن الاقبار يكون عقب الموت ,وجاء ب"ثم" للتراخي لأن النشور يأتي متأخرًا.
وأما أن التراخي ليس المقصود فقط المهلة فهذا واضح في قول الله تعالى:"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ",فجاء ب"ثم" بين الإحكام والتفصيل لتراخي الحال وليس الزمن.
المصدر:معاني النحو للأستاذ الدكتورفاضل السامرائي الجزء الثالث.
حروف العطف لها وزنها في اللغة العربية ويثار حولها مسائل كثيرة ومن أكثر هذه الحروف جدلًا هي :
1.الواو
2.الفاء
3.ثم
1.الواو:تأتي لمطلق الجمع دون العناية بالترتيب والتعقيب,وهناك من قال أنها تفيد الترتيب ولكن الحق أنها لا تفيد الترتيب في الغالب لأننا إن قلنا:جاء سليمٌ وجمالٌ فليس فيه دلالة على أن سليمًا جاء قبل جمال بل قد يكون جمال جاء قبل سليم أو أنهما جاءا معًا, والدليل أيضًا قول الله تعالى في سورة البقرة:"وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ", هنا ذكر السجود قبل قول حطة,وقال في سورة الأعراف:"وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً" فلو كانت الواو تفيد الترتيب لوقع التناقض وهذا على الله محال.
أحكام الواو:
1.إقترانها بإما نحو قولنا:"خذ إما الذهب وإما الفضة"
2.إقترانها بـلكن نحو قولنا:"ما جاء سليم ولكن جمال"
3.إقترانها بلا نحو قولنا:"ما جاءني سليم ولا جمال"هنا نفيت مجيء سليم وجمال في حالة الإجتماع أو الإفتراق.
وهناك غيرهذه من أحكام إلا أن هذه أبرزها.
2.الفاء:تأتي وتفيد الترتيب والتعقيب,ويقصد بالترتيب أن المعطوف بها يكون لاحقًا لما قبلها,فقولنا:جاء سليم فجمال" يعني أن سليمًا جاء قبل جمال.
وأما المقصود بالتعقيب هو أن وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه بغير مهلة أوبمدة قريبة .
وقد لا تفيد الترتيب إن كان العطف عطف مفصل على مجمل كما في قوله تعالى:"فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً ",فقوله تعالى:"أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً" هو تفصيل للسؤال.
والفاء تفيد التعقيب وهذا يعني مرور مدة من الزمن ولكن لا تصل إلى التراخي في ثم,يقول الله تعالى:"وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ " فخروج الثمرات لم يكن بعد الإنزال مباشرة ,فلا بد من زمن معين حتى يخرج الثمر,وكقوله تعالى:"خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ",فلا يكون الإنسان خصيمًا إلا بعد أن ينمو ويكبر ويبلغ الحلم,وبين الأمرين أطوار ومراحل.
أحوال الفاء مع الصفات:
ذكر الزمخشري ثلاثة أحوال للفاء مع الصفات:
1.تدل على ترتيب معانيها في الوجود كما لو قلنا:"مررن برجل خادع صاحبه فقتله,اي أنه خدعه فقتله,فكان الخداع قبل القتل.
2.تدل على ترتيبها في بعض الوجوه,نحو قولنا:ابدأ بالأسهل فالأصعب, أو سلم على الأكبر فالأصغر.
3.تدل على ترتيب موصوفاتها كقولنا:"يتقدم الأقرأ فالأسن",فالأقرأ أفضل من الأسن.
3.ثم:تأتي وتفيد الترتيب والتراخي,التراخي لا يقصد به التراخي في الزمن فقط بل عموم البعد والتباين(ثَم),وقد فرق بين النحاة بين الفاء وثم فقال:ثم يفيد الترتيب كالفاء مع المهلة والتراخي لأنها أكثر حروفًا منها",وجاء في المقتضب:"وثم مثل الفاء إلا أنها أشد تراخيًا",وقول الله تعالى في سورة عبس يبين لنا هذا في أجلى صورة حيث يقول:"ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ{21} ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ",فجاء بالفاء عقب الموت لأن الاقبار يكون عقب الموت ,وجاء ب"ثم" للتراخي لأن النشور يأتي متأخرًا.
وأما أن التراخي ليس المقصود فقط المهلة فهذا واضح في قول الله تعالى:"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ",فجاء ب"ثم" بين الإحكام والتفصيل لتراخي الحال وليس الزمن.
المصدر:معاني النحو للأستاذ الدكتورفاضل السامرائي الجزء الثالث.