المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 6/2/2004م وفق 15 ذو الحجة 1424 هجري


admin
05-13-2009, 09:36 AM
تاريخ الخطبة: 15 ذو الحجة 1424 وفق 6/2/2004م
عنوان الخطبة: من حكم الزهاد
الموضوع الرئيسي: الرقاق والأخلاق والآداب
الموضوع الفرعي: الزهد والورع
اسم الخطيب: يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه
ملخص الخطبة
1- دعوة للتوبة والعمل الصالح. 2- مسائل مهمّة نتعلمها من الزاهد حاتم الأصم. 3- أحوال المسلمين وذلتهم في مواجهة المخطّطات اليهودية. 4- نداء للتأسي بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

الخطبة الأولى
أما بعد: اتقوا الله يا عباد الله، واحذروا أن تسلكوا من الفتن سبلها، والزموا كلمةَ التقوى، وكونوا أحق بها وأهلها، واتركوا عصبية الجاهلية، فقد جعلكم الله بالإسلام إخوانًا، وأمركم أن تتعاونوا على البر والتقوى سرًا وإعلانًا، ولا تكونوا من الذين أرجؤوا العمل بسوف وحتى، فتكونوا من الذين قال الله في حقهم: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifبَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الحشر:14].
واختموا ـ أيها المؤمنون ـ صحائف هذا العام بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الملك العلام، ولا تجعلوا أنفسكم الضعيفة لعذاب الله غرضًا، فإنكم لا تجدون أنفسًا تكون لكم عوضًا، وكونوا قومًا دعوا فأجابوا، وأمروا بالتزود فأصابوا، وأنذروا المعاد فأنابوا، وحذروا الإبعاد فلم يرتابوا، قبل أن تركبوا إلى الحفر مراكبًا صعابًا، وتتخذوا بدل القصور منازلاً خرابًا، هنالك تجدون ملائكة غضابًا، وتلبثون في الألحاد أعوامًا وأحقابًا، ثم تبعثون بعدما تكونون ترابًا، هنالك يكون الجزاء على ما أحصاه الله كتابًا، وتكون الأعمال المشوبة بالنفاق سرابًا، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifيَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَاء ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ مَـئَابًا http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يَـٰلَيْتَنِى كُنتُ تُرٰبًاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [النبأ:38-40].
عباد الله، طوبى لمن كان كلامه مناجاة لله، وعمله معاملة مع الله، وفكره في تدبر آيات الله والاعتبار بصنع الله، ونيته خالصة لوجه الله، يزاحم العلماء بركبتيه، ويقبض على العلم بكلتا يديه، عبادته مؤسسة على القواعد وتصحيح العقائد.
فتعالوا ـ أيها المؤمنون ـ لنعتبر ونتعلم من هذه الصورة الحية بين أستاذ وتلميذه، أما الأستاذ فهو الإمام شقيق البرقي رحمه الله تعالى، وأما التلميذ فهو حاتم الأصم رضي الله عنهما وأرضاهما جميعا، وكلاهما قد اشتهر بالزهد والصلاة، وقد دار بينهما هذا الحوار:
قال شقيق لحاتم: لقد صحبتني مدة، فماذا تعلمت؟ قال: تعلمت ثمانية مسائل:
أما الأولى: فإني نظرت إلى الخلق، فكل شخص له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه، فجعلت محبوبي حسناتي، لتكون في القبر معي.
وأما الثانية: فإني نظرت في قول الله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [النازعات:40]، فأجهدتها في دفع الهوى حتى استوت على طاعة الله.
وأما الثالثة: فإني رأيت كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه، ثم نظرت في قول الله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifمَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [النحل:96]، فكل ما وقع من شيء له قيمة وجهته إليه، ليبقى لي عنده.
وأما الرابعة: فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والنسب والشرف وليس لشيء، فنظرت في قوله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الحجرات:13]، فعملت بالتقوى لكي أكون عنده كريمًا.
وأما الخامسة: فإني رأيت الناس يتحاسدون، فاعتبرت بقوله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifنَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الزخرف:32]، فتركت الحسد.
وأما السادسة: رأيتهم يتعادون، فنظرت في قوله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifإِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [فاطر:6]، فتركت عداوتهم، واتخذت الشيطان عدوًا.
وأما السابعة: رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق، فنظرت في قول الله تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [هود:6]، فاشتغلتُ بما له علي، وتركتُ ما لي عنده.
وأما الثامنة: فرأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وأعمالهم وصحة أبدانهم فتوكلت على المولى تبارك وتعالى.
فقال له الأستاذ: وفقك الله تعالى، فإني نظرت في عيون الكتب السماوية السابقة والقرآن العظيم، فوجدت جميع أنواع الخير تدور على هذه المسائل الثمانية.
فاتقوا الله يا عباد الله، اتقوا الله الذي إليه تحشرون، وراقبوه فإن الله خبير بما تعلمون، وأخلصوا لوجهه الأعمال فإنكم بذلك مطالبون، واعتمدوا الصدق في الأقوال والأعمال لعلكم تفلحون، ولا تأمنوا مكر الله، إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، أفلا تتدبرون في كتاب الله المكنون، وفي قوله عز وجل: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الذاريات:56]، وفي قوله: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifأَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [المؤمنون:115]؟! فالله به كفر الجاحدون وخاب الغافلون.
وقد مدح الله تبارك وتعالى الذي آمنوا وكانوا يتقون، وذم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، وأوضح الفرق بين الفريقين: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifأَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [السجدة:18]، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifلاَ يَسْتَوِى أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَائِزُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الحشر:20].
لقد دعانا الله إلى تقواه، فأين المتقون؟! وأبان لنا طريق الفوز والنجاة، فأين السالكون؟! وقص علينا في كتابه الكريم عاقبة العصاة، فأين المعتبرون؟! فاتقوا الله يا عباد الله، ومن فاته القرب من مولاه فهو محروم، إن كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة، فلا تخدع نفسك ـ أيها المسلم ـ في صحة النظر، فجهل الإنسان بنفسه أضر الضرر وأعظم الخطر.
اللهم ارزقنا ما رزقت أولياءك من الاستغناء بك والافتقار إليك، وأكرمنا بما تكرمت به عليهم، واغفر لنا وارحمنا يا رب العالمين.
عباد الله، جعلنا الله وإياكم ممن تاب وأناب، وغفر لنا ذنوبنا، ووقانا وإياكم سوء الحساب.
أخرج الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif أنه قال: ((إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج))، ثم تلا قوله تبارك وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifفَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَىْء حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الأنعام:44].
توجهوا إلى الله تبارك وتعالى، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين، استغفروا الله.

الخطبة الثانية
الحمد الله مبلغ الآمال، الموفق لصالح الأعمال، عالم السر والنجوى، ومعين من أسس بنيانه على التقوى، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار المتوحد بذاته وصفاته وأسمائه، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله خاتم رسله وأنبيائه، الذي جعل له الأرض مسجدًا وطهورًا، وملأ به الوجود نورًا، والكون بهجة وسرورًا، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك الرسول الأمي، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله، في غياب دولة الإسلام كنظام ودستور حياة تعيد للمسلمين هيبتهم وتحافظ على كرامتهم وعزتهم ووحدتهم، وتعمل على تحرير أرضهم من قبل أعدائهم، كثرت المبادرات والآراء الداعية إلى حلّ ما يسمّى أزمة الشرق الأوسط، وكان آخر هذه المبادرات المبادرة السعودية التي تضمن نقطتين أساسيتين لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أولاً: انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 من كلّ الأراضي العربية المحتلة، ثانيًا: اعتراف عربي كامل بدولة إسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية والعلمية وفي شتى المجالات.
إن الأفكار السعودية لحل الأزمة ليست جديدة الطرح، فقد تقدمت بها قبل نحو ستة أشهر، غير أن إسرائيل رفضتها في حينها، أما اليوم فإن هذه المبادرة تحمل أفكارًا تساهم في إلغاء حق العودة لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في الشتات، فتدعو المبادرة إلى توطين مليون ونصف المليون فلسطيني في كل من السعودية والعراق، أما الفلسطينيون في الأردن فسيحصلون على الجنسية الأردنية.
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها إزاء هذه المبادرة، وهل يمكن لها أن ترى النور في ضوء المتغيرات التي أعقبت انهيار النظام العراقي وتخلي النظام الليبي عن برنامج التسلح النووي، وسائر الدول العربية تجرى مفاوضات سرية مع إسرائيل لتطبيع العلاقات معها!! وهناك معاهدات سلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن، فالأجواء العربية مهيأة لهذه المبادرة!! هل يمكن لأمريكا أن تضغط على إسرائيل لقبول هذه المبادرة كحل شامل يحفظ ماء الوجه أمام العالم الذي بات على يقين من الادعاءات الأمريكية الكاذبة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق حين غزتها؟!
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من إبداء وجهة النظر الشرعية في المقام الأول، فالإسلام هو الذي يفرق بين الحق والباطل، إن هذه المبادرة كغيرها من المبادرات التي عقدت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ابتداء من أوسلو، ومرورًا بمدريد وكامب ديفيد وشرم الشيخ.
إن هذه المبادرة مخالفة للشرع الإسلامي، فأرض فلسطين أرض إسلامية، لا يجوز التنازل عنها أو التفريط فيها، لقد جلبت كل الاتفاقيات الدمار والخراب والويلات على شعبنا المسلم الصادق الصابر المرابط في أرضه، لأنها نابعة من أفكار ومبادئ مخالفة لشرع الله تبارك وتعالى.
أما من الناحية السياسية فهذه المبادرة تدل على حالة الوهن والضعف التي تعيشها الأمة في هذه الأيام، وعجز الأنظمة العربية عن التصدي لمخططات أعدائها، المبادرة تسقط حق العودة من دول لا تملك حق التصرف بإرادة أصحاب الحق الشرعيين بالعودة.
أيها المؤمنون، إسرائيل رفضت حتى الآن التعقيب على هذه المبادرة، لأنها ماضية في تحقيق العمل الأحادي الجانب عن طريق الاستمرار في بناء الجدار العنصري، إسرائيل ستعمل على ترسيم حدود تؤمن لها الأمن والاستقرار، رئيس حكومتها أعلن عن إمكانية التخلي عن منطقة المثلث ذات الأغلبية العربية المسلمة إلى السلطة الفلسطينية، لأن تعاظم المد الإسلامي في هذه المنطقة بات يؤرق الجانب الإسرائيلي، أمريكا لن تمارس أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول المبادرة السعودية، لأنها في الوقت الحالي بحاجة ماسة إلى أصوات اليهود من ذوي النفوذ الراجح في أي انتخابات أمريكية قادمة، وخاصة نهاية العام الحالي.
أيها المؤمنون، أيها المرابطون، الحل بأيدينا لا بأيدي غيرنا، الحل في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif، الحل في السير على منهجه عليه الصلاة والسلام، لقد كان نبينا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif لا يخاف إلا الله، ولا يخشى إلا من الله، وما سجد وما ركع إلا لله، وما سأل وما توجه إلا إلى الله، وما صام ولا صلى ولا زكى ولا حج إلا لله، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifقُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبّى إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الأنعام:161-163].
علمنا نبينا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif كيف يكون النصر، الثقة بالله والطاعة لله ولرسوله والسير على منهج السلف الصالح من أصحاب المصطفى http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif.
فيا قادة العالم الإسلامي، تعلموا الدرس من أصحاب رسول الله، تعلموا الدرس من خالد، وما أدراك ما خالد، عجزت النساء أن يلدن مثل خالد، تعلموا الدرس من القعقاع بن عمرو الذي كان أمة لوحدة، فلن يُهزم جيش فيه القعقاع. تعلموا الدرس من أمير المؤمنين عمر الذي خاطبه نبينا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif بقوله: ((إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك)) رواه الإمام البخاري، وبقوله كذلك: ((لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر)) رواه الإمام البخاري ومسلم، هؤلاء رجال رباهم خير الرجال، فكونوا أمثالهم، واحذوا حذوهم، وسيروا على نهجهم تفلحوا.