المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعاً رمضان ... إلى غيرِ رجعة


تراب
08-31-2009, 05:08 AM
وداعاً لرمضانكم!

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه* كما يحب ربنا ويرضى* له الأمر كله* وله الحمد كله* وله الملك كله* وإليه جل وعلا يرجع الأمر كله* وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له* لا رب غيره* ولا إله سواه* يقدم من يشاء بفضله* ويؤخر من يشاء بعدله* ولا يسأله مخلوق عن علة فعله* وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله* بلغ عن الله رسالاته* ونصح له في برياته* أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة* فجعله ربه بفضل منه ورحمة خير أهل أرضه وسماواته* اللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه* اللهم وعلى آله الأخيار وأصحابه الأبرار....

أما بعد أيها المؤمنون:
فاللهم هذا شهرنا قد ظهرت أنواره* وحل على الدنيا هلاله* اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه* واجعلنا اللهم فيه من عبادك المقبولين المخلصين برحمتك يا أرحم الراحمين .

أيها المؤمنون الصائمون:

سلام من الرحمن نحو جنابكم *** فإن سلامي لا يليق ببابكم

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أظنكم وقد ثارت حميّاتكم* وانتفخت اوداجكم* واحمرت أعينكم* وأخذ الغضب منكم كل مأخذ* بعد قراءتكم لعنوان مقالي هذا!!

نعم هو ذاك!

وداعاً رمضان إلى غير رجعة!

فأي رمضان هذا الذي يأتينا ونحن شذر مذر!
أي رمضان هذا وقد انتُزع من أمتي شرفها وطهرها عنوة!
أي رمضان هذا الذي صيامه نوم وقيامه مسلسلات وحفلات وباب حارة* فأصبح أبناءنا وأهلينا كأنهم خُشُبٌ مسنّدة أمام شاشات التلفاز لا تسمع لهم رِكزا!
أي رمضان هذا الذي ترتع وتمرح على أرضكم فيه المردة من شياطين الأنس كحكامنا وإعلامهم* فتكثر الفساد والإفساد، وتخرب الأخلاق وتدمر القيم* وأنتم عنهم ساكتون وهم في طغيانهم يعمهون؟

أتستبدلون الرحمة بالنقمة في هذا الشهر! فوا خجلاه منك يا رمضان!

دُنّست صفوته وديست حرمته* فهذا عاص يتبجح بمعصيته* فلا تجدون له قاضيا يعزره* وذاك صخّاب بالأسواق وغاش للناس وباخس في المكيال* فلا تجدون له الحسبة ولا المحتسب. وهذا إعلام فاسد وماجن يفرغ عليكم قاذوراته في بيوتكم، ليفسد عليكم نسائكم وأبناؤكم* ويشغلكم عن طاعاتكم* فلا تجدون له الأمير الذي يطهره.
وهذه موائد قمار قد انتصبت* وهناك سمر ولهو وترف* وهنا رقص وخمور وفاحشة. فانقلبت ليالي رمضان العفيفة الشريفة إلى ليالٍ رمضانية حمراء تؤزنا فيها شياطين الإنس أزّا. فما عادت له حرمة بيننا* يا خير أمة أخرجت للناس* وقد شرفنا الله به وشرفه بنا من دون الناس* فما عاد أحد يأخذ على أيدي هؤلاء إذا أفسدوا* أو أولائك إذا أجرموا.

ما عدت أصبر أمتي* فإلى متى؟!!
إن البغاث بأرضنا يستنسرُ* قلمي يُراودُني لأقذفَ جمرةً مما حوى صدْري منَ النيران
ما عاد يحْوِيني سُكوتي والبُكا* أنَاْ لستُ مَجْبُولاً على الخُذلانِ* أنا في يميني سيف يُشْرقُ عزةً* والعِزُّ كُلّ العزِّ في إيماني... يا أمّتي آن الأوانُ لدولة* فاستبشِري بخلافة تَؤزُّ كالزلزالِ.

أيها الصائمون:
أما آن الأوان لعامٍ نستقبل فيه شهر رمضان ونحن في عزّة بعد ذلّة* ونصر بعد هزيمة* ووحدة بعد فرقة* أفلا تحبون أن ترضوه عز وجل بأعمالكم* فتعزوا في دنياكم وآخرتكم. أفلا تحبون أن تتفيئوا ظلال سلطان الإسلام في رمضانكم القادم إن شاء الله* فترضوه سبحانه وتعالى بتطبيق شرعه على أرضه؟!

عباد الله:
ورد في الحديث المرفوع ، قال الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه " صفة العرش " : حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي ، حدثنا أبو حنيفة اليمامي الأنصاري ، عن عمير بن عبد الله قال : خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة ، قال : كنت إذا سكت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدأني ، وإذا سألته عن الخبر أنبأني ، وإنه حدثني عن ربه ، عز وجل ، قال : " قال الرب : وعزتي وجلالي ، وارتفاعي فوق عرشي ، ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي ، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي " .

هكذا حول الله ما كنا نحب من خلافة إلى ما نكره من ملك جبرية، وهكذا حول الله ما كنا نحب من حكم بما أنزل الله إلى ما نكره من حكم الطاغوت والجاهلية الديمقراطية الرأسمالية والاشتراكية، وهكذا حول الله ما كنا نحب من استخلاف وتمكين إلى زعزعة مُلك ولجوء وتشرد وضياع، وهكذا حول الله ما كنا نحب من ستر وحياء إلى ما نكره من كشف عورات وفضائح يندى لها الجبين، وهكذا حول الله ما كنا نحب من أمن وأمان وعزة إلى ما نكره من خوف ورعب ومذلة، وهكذا حول الله ما كنا نحب من غنى ورخاء إلى ما نكره من فقر وضيق معيشة.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد قال: "لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر، وتبايعتم بالعينة، وتركتم الجهاد في سبيل الله، ليلزمنكم الله مذلةً في أعناقكم، ثم لا تنزع منكم حتى ترجعون إلى ما كنتم عليه، وتتوبون إلى الله". سنن أبي داود- مسند الإمام أحمد

أيها الكرام: رمضان هو هو, منذ أن شرعه الله تعالى إلى قيام الساعة, لكن ما أحدثه حكامنا عليه من تزييف وتحريف في أحكامه وأفكاره ومفاهيمه هو ما عنيته في كلامي, فأوعزوا لعلمائهم بالفتاوى المطلية بطلاء الشرع ليس أكثر, حتى بدى رمضان شهر كسل وخمول وسمر وسهر لا شهر عبادة ونصر وفتوحات كما ارتضاه الله لنا أن يكون.

نعم, وداعاً لرمضانٍ على مقاسكم يا حكام العرب والمسلمين, ومرحباً برمضان الخلافة على منهاج نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في ظل خليفتنا القادم قريباً بإذن الله, رمضان الفتح والفتوح, رمضان النصر والطاعات, رمضان التوبة والأوبة, رمضان الصيام والقيام على الثغور لا في الخيام والحانات مع الخمور.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول عند دخول رمضان: " مرحباً بمطهرنا من الذنوب".

أجل، أيها المسلمون، هكذا كان الحال في رمضان الأول، رمضان التوبة والإنابة إلى الله، رمضان الإخلاص الخالص الذي جلب النصر المبين، وحطم كيانات الشرك أجمعين. وهذا هو الفهم الصحيح لقول الرسول عليه السلام: " ليُلزمنكم اللهُ مذلةً في أعناقكم، ثم لا تنزع منكم حتى ترجعون إلى ما كنتم عليه وتتوبون إلى الله"، أي تعودون إلى سابق عهدهم من الحكم بما أنزل الله، فتبايعون أميراً عليكم، وتستظلون براية العقاب في سلمكم وحربكم، وعسركم ويسركم، ومنشطكم ومكرهكم.

أيها الناس: إننا والله ننتظر رمضان خلافتنا بالساعات والدقائق والثواني، ونواصل العمل بالليل والنهار سراً وعلانية، ونضرع إلى الله العلي القدير قياماً وقعوداً وعلى جنوبنا أن يعجل الله بالفرج لهذه الأمة المنكوبة، وينظر بعين الشفاء العاجل لهذا الأسد الجريح، شفاءاً لا يغادر سقماً* حتى يأتي رمضان خلافتنا الذي يُغاث فيه الناس ويعصرون* فتكون خلافة على منهاج النبوة، تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض فلا تبقي الأرض من خيراتها شيئا إلا وأخرجته ولا تبقي السماء من خيراتها إلا وأنزلته... اللهم آمين آمين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخوكم: عبد الرحمن المقدسي ( تراب)
10 من رمــضان 1430

admin
08-31-2009, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنت أخي (تراب)، جزاك الله خيرا، وافاق الأمة من سباتها العميق.

نائل أبو محمد
08-28-2010, 01:28 PM
السبت 19 رمضان 1431

http://www.abdelmohsen.com/index.html

نائل أبو محمد
06-08-2011, 11:05 PM
الأربعاء 7 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك