المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كتابات جواد عبد المحسن ـ 1430هـ .


نائل أبو محمد
09-02-2009, 12:30 PM
موقف اليهود الشرقيين من الصهيونية

جواد عبد المحسن الهشلمون

لم يلتفت اليهود في العالم الإسلامي للحركة الصهيونية عندما برزت في منتصف القرن التاسع عشر بل على العكس فقد بادروا إلى مهاجمتها على النطاق الشعبي والرسمي وقد أوجز(ليونارد شتاين) صاحب الكتاب الكلاسيكي الشهير(تصريح بلفور) بجملة واحدة(لم تستطع الصهيونية قط أن تمسك بزمام اليهود الشرقيين) وأشار(إسرائيل كوهين) مؤرخ الحركة الصهيونية إلى المعارضة الشديدة التي كان يبديها الحاخام باشي(رئيس الحاخامين ) العثماني في وجه تحركات هرتسل

ويقول الأستاذ خالد القشطيني في الموسوعة الفلسطينية والظاهر أن السلطات الحاخامية في السلطنة العثمانية عارضت المشروع الصهيوني من المنطلق الديني الذي يرفض التدخل السياسي والعسكري في إرادة الله,وتهيبت في الوقت ذاته من المشروع لما ينطوي عليه من نتائج سياسية واجتماعية إذا فُرض على المنطقة ,وما يترتب على ذلك من رد فعل سيء تجاه اليهود,بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المشروع من بنات أفكار أجانب لم تجمعهم بيهود المنطقة رابطة اللغة أو الخلفية الحضارية....وكان الوكيل الصهيوني يدخل المدن الإسلامية كأي وكيل استعماري غربي في لغته وزيه وعاداته وأسلوبه

لم تستطع الحركة الصهيونية أن تتغلغل في باكورة عملها إلا بطائفة يهودية واحدة وهي الطائفة التي تسكن في اليمن واستطاعت أن تنقل منها العشرات إلى فلسطين منذ الثمانينات من القرن التاسع عشر ممن كانوا يمارسون الزراعة في ظروف مشابهة للظروف في فلسطين.

لقد كان لتوطد الحكم البريطاني في مصر والعراق وفلسطين بعد الحرب العالمية الأولى الأثر البارز في عملية تسهيل مهمة وكلاء المنظمة الصهيونية في هذه البلدان للترويج لفكرة الوطن القومي لليهود,وقد كشفت الوثائق البريطانية عن حجم الضغط الذي قامت به الوكالة اليهودية(المنظمة الصهيونية العالمية)عن طريق الممثلين البريطانيين لتسهيل العمليات التثقيفية والإعلامية الموجهة إلى اليهود في العواصم العربية .

ومن الحلقات المهمة في هذا الموضوع أن تم تأسيس الهاجاناه قسم المخابرات برئاسة موشي شاريت (شرتوك) للاتصال بيهود العالم العربي, وفي سنة 1937 تم تأسيس مركز لتدريب اليهود العرب على الأعمال التجسسية في بلدانهم, وكانوا يطلقون عليهم (الأولاد العرب) وفي سنة 1942 تأسست منظمة (الحالوتس) الصهيونية السرية التي تولت مهمة استخدام اليهود العرب للمساهمة في الأعمال العسكرية والإرهابية في البلدان العربية.

لقد كان العراق يضم مجموعة كبيرة من اليهود تتجاوز المئة ألف, ولقد أولى الصهاينة هذا البلد عناية خاصة فأسس هارون ساسون سنة 1919 اللجنة الصهيونية في بغداد مع 16 فرعا تابعا لها لتحفيز اليهود للهجرة إلى فلسطين, ورغم كل النشاط المبذول فإن الغالبية العظمى من يهود العالم الإسلامي ظلت متمسكة بأوطانها ولم يرحل إلى فلسطين إلا أفرادا معدودين, ولقد وجه-مناحيم دانيال- الوجيه اليهودي الكبير وأحد الإقطاعيين في محافظة بابل رسالة إلى المنظمة الصهيونية سنة 1922 انتقد فيها النشاط الصهيوني في العراق.

لقد كان المفكرون والمثقفون اليهود يدركون خطر هذه الدعوة الصهيونية ومثال هذا ما نشره المحامي الشهير يوسف الكبير وهو من مثقفي اليهود في جريدة الأوقات العراقية سنة 1938 فند فيها الإدعاءات الصهيونية وهاجم فيها الدعوة إلى خلق وطن قومي يهودي في فلسطين فقال (وإذا قبلنا بإعادة بناء الجغرافية التاريخية كنظرية عملية ,فإن ذلك سينسف قضية آلستر (ايرلندا الشمالية) ويعطي أساسا شرعيا مقبولا للإدعاءات الألمانية بأوروبا الشرقية ...وليس هناك ما يمنع الناس من الرجوع إلى الوراء أكثر من ذلك, فمثلا إلى أربعة أو خمسة آلاف سنة بحيث يصبح العالم خاضعا إلى اركيولوجيا عسكرية)

وبعد أن فشل الوكلاء في عملهم لجأوا إلى ما يسمى عندهم ب(مدرسة الصهيونية القاسية) التي تفرض وتجّوز استعمال القوة والقسوة والإرهاب لإغراء وإرغام اليهود اللاصهيونيون على الهجرة إلى إسرائيل, فقامت الأجهزة الصهيونية بسلسلة من التفجيرات الإرهابية في المناطق التي يعتاد اليهود ارتيادها مثل كنيس مسعودة ومقاهي شارع أبي نواس في بغداد وفقد أقام أحدهم واسمه(خضوري سليم) دعوى على الحكومة الإسرائيلية سنة 1950 يطالب فيها بتعويض عن فقده إحدى عينيه في أحد هذه التفجيرات مما أدى إلى قيام ضجة عارمة في إسرائيل ونشرت هذه الأحداث مجلة(هعولام هزيه) هذا العالم.

منقول : حديث رمضان ، الجزء السابع ، 2009، جواد عبد المحسن.

نائل أبو محمد
09-09-2009, 06:51 PM
إسرائيل حاجة أم طلب

جواد عبد المحسن الهشلمون

عندما أنشأ الكافر دول الضرار كانت الحاجة ماسة لوجود أمر يستقطب عواطف الأمة الإسلامية وتجتمع عليه , ومن ناحية أخرى يلهي الأمة عن التدمير المنظم الذي يمارسه الكافر ومغتصبوا السلطة ولقد كانت –فلسطين-بامتياز هي المستقطب والالهية ,مما يعني أن وجود القضية الفلسطينية كانت الحاجة ماسة لضمان بقاء أعوانه وأتباعه وصنائعه في الحكم و حتى ولو لم تكن هناك قضية فلسطينية لأنتجوا أو اخترعوا قضية تشبه القضية الفلسطينية حتى تمر عبرها خططهم وتتحقق أهدافهم كما صنعوا حديثا قضية العراق وإيران وأنتجوا وصنعوا حرب العراق والكويت ثم اتخذوا منها ذريعة لتحطيم أوصال العراق وبناء بيتهم الدائم في الجزيرة العربية .

لقد كانت الأوضاع الداخلية للدول العربية سواء في العراق أو مصر أو سوريا تمر بمرحلة الاضطهاد السياسي لكل مخالف لهذه الحكومات وعملية الاغتيالات السياسية تحدث لتعبر عن حجم الكبت الموجود داخل الدولة والصراع السياسي المقيت بين الأحزاب ومحالفة بعض الأحزاب للكافر حتى يتحقق هدفها السياسي ولو على حساب كرامة وعزة واستقلال بلده.

ويتحدث الأستاذ سميح شبيب في كتابه(حكومة عموم فلسطين) فيقول (كذلك اعتبر دافيد بن غوريون سقوط حيفا نقطة التحول الرئيسية في فتح الطريق نحو القدس, وفي ميلاد الدولة اليهودية.... وتتالي سقوط المدن الفلسطينية اثر ذلك فسقطت صفد في 11 أيار وبيسان في 12 أيار وعكا في 16 أيار ويافا قبل ذلك في يوم 29 نيسان وبرزت خلال تلك الفترة فكرة روجت لها الأنظمة العربية ومفادها, بأن سقوط المدن لا يشكل خطورة بالمعنى العسكري,ذلك أن قدرة الجيوش العربية على تحريرها قائمة)ص17+18.

ومما حصل اليوم حصل بالأمس فلقد عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا في عمان13/أيار/1948 لدراسة الموقف ويستطرد سميح شبيب قائلا( ومما يجدر ذكره في هذا المجال أن(الجيش العربي) الأردني لم تكن لديه وحدات خدمات خاصة به, بل إنه كان يعتبر جزءاً من القيادة العسكرية البريطانية , ويذكر غلوب باشا أنه خلال الأعوام ال28 التي أعقبت تشكيل الجيش لم يكن أحد يتصور أن يخوض هذا الجيش حربا معتمدا على نفسه ....ومع ذلك وبغية ضمان نتائج الحرب,وفق التصور الأردني حاولت الحكومة الأردنية من طرفها أن تثني من عزم الدول العربية على الدخول إلى فلسطين وأن تبعدها عن الاشتراك في تقرير مصيرها....فاقترحت في مجلس الجامعة أن يتولى الجيش العربي منفردا مهمة مقاومة الإسرائيليين شريطة أن تقوم الدول العربية الأخرى بتقديم مبالغ كافية لتقوية الجيش وزيادة جنوده ,هذا في الوقت الذي أكد فيه غلوب لأمين الجامعة العربية عبد الرحمن عزام أنه لا جدوى من دخول الحرب, وأنه ليس بإمكان الأردن تقديم أكثر من(4500) رجل.

ويؤكد غلوب بأن الحكومة الأردنية تحت ضغط الرأي العام الشعبي ستأمر الجيش بالدخول إلى فلسطين عند انتهاء الانتداب)ص23

حددت الدول العربية الساعة12 من ليلة 15/5/1948 موعدا لدخول جيوشها إلى فلسطين ,وهي الساعة ذاتها التي حددتها بريطانيا لإنهاء انتدابها....واستهدفت الحكومات العربية من دخول جيوشها إلى فلسطين في المرحلة الأولى من القتال تحقيق هدفين مزدوجين

1- امتصاص الرأي العام الشعبي المطالب بالقتال

2- تنفيذ ما هو أكثر من قرار التقسيم وتهيئة الأجواء المناسبة لضم الضفة الغربية إلى الأردن وقطاع غزة إلى الإدارة المصرية)ص24

هذا ما قاله سميح شبيب عن مواقف الدول العربية ولنقرأ كلمات قالها الأديب اليهودي(اسحق بار موشيه) في قصصه وذكرياته (الخروج من العراق)(قل هذا بالطبع لم يكن ليحملنا أفرادا أو جماعات على الظن بأن هجرة جماعية إلى البلاد المقدسة هي من الأمور التي يتعين علينا انتظارها, إلا أن الحكومات السعيدية التي تصرفت بغباوة مطلقة, وكان همها قبل كل شيء إنقاذ نفسها من كراهية الشعب...قدمت للحركة الصهيونية أكبر خدمة عندما تبنت خطة نازية لمضايقة اليهود ثم لاقتلاعهم من جذورهم).

وفي الصفحة التالية من كتابه يقول(الا ان أكبر خدمة قدمتها أي جهة من الجهات إلى هذه الحركة وأغراضها كانت الغباوة والحمق وقصر النظر التي تميز بها الاضطهاد السعيدي –يقصد نوري السعيد-لليهود العراقيين, وأكبر دفعة حصلت عليها الحركة الصهيونية إلى الأمام هي القرارات السرية التي كانت الحكومة العراقية قد اتخذتها في تلك الأيام ربما لحماية نفسها من نقمة الشعب وغضبه وكراهيته, عن طريق تحويل المقت والجوع والإرهاب التي كانت تلهب بها ظهور الشعب العراقي إلى عملية بسيطة في رأيها, وهي عملية اضطهاد اليهود وجعل هذا الاضطهاد وسيلة حكومية رسمية تقوم عليها محاكم التفتيش فتظلم اليهود لتخيف العرب)ص 14+15

وبعد تفريغ العراق اتجهت أنظار الصهيونية إلى يهود الأقطار العربية الأخرى واستطاعت أن تحقق أهدافها بجهد أقل

لقد كانت القضية الفلسطينية بالنسبة لحكام العرب هي المظلة السياسية التي يحتمي تحتها كل صاحب انقلاب ليعطي الشرعية لنفسه فيما اغتصبه , ويرفع الشعار شبرا زائدا عن سلفه بضرورة تحرير فلسطين , وهم أبعد الناس عن ذلك وأختم هذا الجزء لرواية يرويها مهدي عبد الهادي من أنه قد التقى ضابطا من المؤسسين لدولة يهود فسأله عن أصعب(48) ساعة مرت عليهم فقال: عندما دخلت الجيوش العربية كانت أدق الأوقات وأحرجها, لأننا ظننا أن هناك خطة مشتركة باتفاق مشترك وبعد(48)ساعة أحسسنا بالارتياح والانفراج.

منقول عن كتاب : حديث رمضان الجزء السابع 2009 م.

جواد عبد المحسن الخليل – فلسطين

__._,_.___

نائل أبو محمد
10-03-2009, 09:06 PM
الصهيونية ... شعارات و أدوات

جواد عبد المحسن الهشلمون

تعرف الصهيونية بأنها منظمة يهودية تنفيذية مهمتها تنفيذ المخططات لإعادة مجد بني إسرائيل و تنسب إلى جبل صهيون ويشير اليهود إلى أنفسهم باعتبارهم(بنت صهيون) وهذا يتعلق بالمعنى الديني فقط.

إن كلمة صهيونية مصطلح فضفاض يصعب تعريفه بشكل مباشر لا لأنه مركب أو لأنه فريد وانما لانه يشير الى نزعات و حركات و منظمات سياسية غير متجانسة بل و متناقضة أحيانا في أهدافها ومصالحها ورؤيتها للتاريخ وفي اصولها العرقية والدينية و الطبقية.

ويستعمل هذا المصطلح مع صفة تحد من معناه أو من توسعته وشموليته كأن نقول (الصهيونية العمالية) أو( الصهيونية المسيحية) بل إن هناك (صهيونية صهيون)وهي صهيونية معارض مشروع شرق إفريقيا ويعني إقامة المشروع في شبه جزيرة سيناء) وإذا كانت الصهيونية تعني (تهجير بعض أعضاء الأقليات اليهودية إلى فلسطين وتوطينهم فيها) فبأي معنىً إذن يمكننا الحديث عن( صهيونية الدياسبورا) وهي صهيونية الشتات أو(الأقليات اليهودية في العالم) وتعني صهيونية اليهودي الذي يرفض أن يشترك في عملية الاستيطان الصهيوني ... وإذا كان يُرى أنه هو الحل الوحيد لمشاكل اليهود.ولقد اختلف الصهيونيون في تعريفهم لها و يقول(دوف بير بورخوف)1881-1917 وهو مؤسس حركة عمال صهيون عن(صهيونية الصالونات)وهو يعني صهيونية الطبقة المتوسطة التي تهتم بالحضارة والثقافة و العرقية أي ما يُسمى (الوعي اليهودي) ولا تهتم كثيراً بالاستيطان.

لقد تعددت الرؤى عند الأوروبيين في شرقها وغربها حول مفهوم الصهيونية وكيفية تفسيرها فلقد قال (ادلف ايخمان) أثناء محاكمته في إسرائيل بأنه صهيونيا لأنه كان يحمل مشروعا للتخلص من اليهود وتهجيرهم ,إذا عرفت الصهيونية بأنها(الدعوة إلى تهجير اليهود إلى فلسطين وتوطينهم بغض النظر عن الدافع أو الانتماء العقائدي) وهنا تلتقي هذه الفكرة مع صهيونية غير اليهود في أنهم ينظرون إلى اليهود على أنهم مجرد أداة تصب لأطماعهم الاستعمارية.

لقد تطور هذا الاصطلاح تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سادت أوروبا مع بداية القرن التاسع عشر وظهرت فيه الدعوة (الشوفونية) وتعني التعصب القومي وإذا حاولنا تتبع الأمر فإننا نجد أن:

1. أن النزعات الصهيونية بدأت تظهر بين اليهود أنفسهم عن طريق الإحسان الذي كان يرسله أغنياء أوروبا الغربية إلى إخوانهم البائسين في أوروبا الشرقية ثم قامت جماعات أحباء صهيون التي حاولت التسلل إلى فلسطين.

2. نحت المفكر اليهودي النمساوي (ناثان برنبادم)1864-1937 و شرح معنى الصهيونية بأنها (أن الصهيونية هي إقامة منظمة تضم الحزب القومي السياسي بالإضافة إلى الحزب ذي التوجه العملي (أحباء صهيون ) الموجود حالياً وقال في مؤتمر بال1897 (أن الصهيونية ترى أن القومية والعرق والشعب شيء واحد )يعني أنه أعاد تعريف دلالة مصطلح الشعب اليهودي فيما سبق كان يقول (الجماعة الدينية).

3. تطور هذا المعنى بعد مؤتمر بازل وأصبح يشير إلى الدعوة التي تبشر بها المنظمة الصهيونية وأصبح الصهيوني هو من يؤمن ببرنامج بازل.

4. تفرعت بعد ذلك دلالات الكلمة فهناك(الصهيونية السياسية) أو الدبلوماسية ثم ظهرت (الصهيونية الثقافية)والدينية التي أضافت إلى المعنى البعد(الغيتوى)ثم ظهرت (الصهيونية الديمقراطية)والعمالية والراديكالية.

5. وفي الآونة الأخيرة ظهرت مصطلحات في إسرائيل مثل (صهيونية الخط الأخضر) أي الصهيونية التي تطالب المؤسسة العسكرية بعدم الاستثمار إلا في فلسطين 48 ولقد استخدم (شلوموا فتيرمي) اصطلاح (الصهيونية السوسيولوجية )أو الديمغرافية وهي الصهيونية التي تود الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة الصهيونية ولو على حساب التنازل عن بعض الأراضي المحتلة ورفعت الشعار العمالي(السلام مقابل الأرض).

6. وهناك (صهيونية الأراضي) أو (الصهيونية التوسعية) التي تود الحفاظ على الأراضي مهما كان الثمن وهي (صهيونية الليكود) والجماعات الاستيطانية الأخرى ويستخدم أيضا اصطلاح (الصهيونية المتوحشة)للإشارة إلى صهيونية كاهانا في مقابل صهيونية هرتزل التي يقال أنها إنسانية ليبرالية معتدلة.

7. وهناك كذلك مصطلحان آخران هامان هما(صهيونية الحد الأدنى) و(صهيونية الحد الأقصى)إذ يرى البعض أن صهيونية هرتزل هي صهيونية الحد الأدنى أو الليبرالية وأما صهيونية الحد الأقصى فهي الصهيونية المتوحشة وهي صهيونية كاخ وغوش ايمونيم والتي ليس لها حد.

ولقد بدأ هذا الاصطلاح يكتسب بعض الإيحاءات القَدحية (الذم ) في إسرائيل فالكلمة العبرية(تسيونيوت)يعني الصهيونية تعني(الناس الذين يتباهون بوطنيتهم بشكل علني ومبالغ فيه ويتسمون بالسذاجة في حقل السياسة) ولعل هذا الاستخدام ناجم عن أزمة الصهيونية وفشلها في أن تظل دليلا للعمل للمستوطنين الصهاينة ويشبه(يوري أفنيري) الصهيونية (بالبيوروتانية )في أمريكا فهي أيديولوجية الأصول التي أدت إلى ظهور مجتمع ما ولكنها ماتت ولم يعد لها فعالية في المجتمع .

8. وأما في العالم العربي فإن الصهيونية تعني الاستعمار الاستيطاني

الاحتلالي في فلسطين الذي تم بدعم من الغرب.

ولتلخيص كل ما مضى نحاول أن نعرف الصهيونية بأنها (الحركة التي قامت في العالم العربي ودعت إلى نقل كل أو بعض أعضاء الأقليات اليهودية من أوطانهم وتوطينهم خارج أوروبا على أن يتم نقل اليهود إلى فلسطين) وأما تاريخها فإنها حركة فكرية سياسية اقتصادية اجتماعية في الحضارة الغربية (لا بين اليهود فحسب, بحيث لا يتم الفصل بين صهيونية اليهود وغير اليهود).

منقول عن كتاب : حديث رمضان ، الجزء السابع 2009