المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يقرأ ، ومن يعلق ؟ .


نائل أبو محمد
05-13-2009, 01:32 PM
حتى تحصل الفائدة ، من يناقش ؟.

كتابات تمر بلا نقاش * راجع الهامش .



أوهن من بيت العنكبوت
ماجـد الزيـر
الدلالات عديدة على أنّ الدولة العبرية تعيش أزمة وجود بعد ستين سنة من الصراع العربي الصهيوني، وأنّ الأمور آيلة فيها إلى زوال قريب. ومن الواضح أنّ حالة العداء لذلك السرطان المزروع في قلب العالم العالم العربي والإسلامي لم يكن في أوجّه خلال العقود الستة التي خلت؛ كما هو في مثل هذه الأيام.
وكل المحاولات التي بُذلت لإفراغ القضية من عناصر قوّتها لغرض تمكين هذه الدولة من البقاء قد فشلت.
ويأتي تحجيم القضية إلى الإطار الفلسطيني الضيِّق، وإفقادها بُعدها العربي والإسلامي؛ من أبرز تلك المحاولات الفاشلة.
قُدِّر لي أن أشارك عشية الخامس عشر من أيار (مايو) الجاري، في أمسية تلفزونية امتدت ساعتين من الزمن، مع قناة "الرسالة" الفضائية، ذات التمويل السعودي، في دولة الكويت. وكانت استهلالاً لحلقات يومية تحمل العنوان "نحن أقوى .. نحن أبقى"، تمتد شهراً كاملاً إحياء للذكرى الستين لنكبة فلسطين. وقدّم تلك الحلقة الدكتور طارق السويدان من الكويت، وشارك فيها الدكتور عصام البشير من السودان، والدكتور على بادحدح من السعودية. وتدخّل عبر الهاتف العديد من الشخصيات والأفراد رجالاً ونساء من المغرب وليبيا والأردن وأوروبا. لقد أجمع فيها من أعدّ وقدّم وشارك؛ على أنّ التحدى مع العدو الصهيوني قائم، والأمل بعودة الحق لأصحابه في أقوى حالاته. وفاضت قريحة الجميع بالتعبير عن ما يجيش بخواطرهم، ويؤمنون به اتجاه فلسطين وشعبها. وقد لفت نظري تأكيد أخوة العروبة والإسلام بأنّ القضية الفلسطينية لا تخصّ الفلسطينيين وحدهم، وزاد الدكتور البشير بأنهم، أي الفلسطينيين، لا يحق لهم التنازل عن الأرض حتى إن أرادوا.
لم يكن ذلك كل المشهد في تلك الرحلة، والذي تعضد القناعة والإيمان بما تقدم من أزمة الكيان الصهيوني. فقد اصطحبني أحد زملاء مقاعد الدراسة المتوسطة، في "مدرسة الحريري" الكائنة في ضاحية حوّلي بمدينة الكويت، لزيارة الدكتور ناصر الصانع. الذي استقبلنا في بيته، للتشاور في بعض هموم الشعب الفلسطيني. وبالرغم من انشغاله الشديد في حملته الانتخابية قبل يومين من الاقتراع على عضوية مجلس الأمة، والذي عدّه المراقبون الأقوى منذ تأسيس الدولة، فلمست منه ما لفلسطين من مكانة في قلبه وعقله، وكيف أنه يتابع أدقّ التفاصيل في الساحة الفلسطينية.
وأتابع مع تلك الرحلة أيضاً وفي اليوم التالي، وأثناء الانطلاق لأداء صلاة الجمعة، مع زميل جامعي هذه المرة. إنه الأكاديمي الدكتور إبراهيم مهنا. حيث استوقفني، وأثناء تجاذب أطراف الحديث ملفتاً نظري إلى عبارة مطبوعة على سيارة أمريكية الصنع كبيرة الحجم حديثة الطراز، يبدو على صاحبها آثار نعمة الله عليه "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت". ولم يكتف صاحب السيارة بذلك، بل أضاف جملة باللغة الإنجليزية هي نصاً "No Normlization With Israel" أي، "لا تطبيع مع إسرائيل". يزيد من أهمية مبادرة صاحب السيارة، صغر حجم البلاد التي تنتشر فيها بعض قواعد الجيش الأمريكي وجنوده، والتي لا تُعتبر الكويت نشازاً لوجودها، بل تشاطرها في ذلك دول عربية عديدة في المنطقة القريبة والبعيدة، وكله في عداد المرفوض. حرصنا أن نسرع قليلاً لكي نرى سائق السيارة، فإذا به شاب في مقتبل العمر، معتدّ بنفسه، فأشرنا إليه بالتحية، فرد بسموّ خلق، وكأنه يعرف سبب استحقاقه لها!.
وختام المشاهد خطيب جمعة ذلك اليوم، الذي خصّص حديثه للمصلين الذين ملؤوا المسجد وساحاته الداخلية والخارجية، لذكرى نكبة فلسطين، وما ألمّ بالأمة من ضياع تلك البقة الغالية. وعدّد واجبات المسلمين نحو القضية، وضرورة عدم التقاعس عن نصرتها والوقوف إلى جانب أهلها.
أعتقد أن كل أرجاء العالم العربي والإسلامي فيها من مئات الإشارت التي تحاكي ما أسفلنا بذكره. ولا يحتاج كل ذي أفق، مهما كان محدوداً، أن يستخلص العبَر مما تقدّم، فأزمة هذا الكيان، واهي العرى، كما وصفته عبارة ذلك الشاب ؛ هي أكبر من أن ينتشله منها الرئيس الأمريكي بوش بعبارات الدعم اللامحدود ووعود البقاء الحالمة على الخارطة عقوداً أخرى .
بوش .. هل يعترف بحقائق الواقع؟!
كلمة العودة
بالغت الدولة العبرية ومن يدعمها في مظاهر الاحتفال والبهجة والفرحة المصطنعة بالذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني المزعوم على أرض فلسطين. وكان أن رجع رئيس أكبر دولة في العالم للمنطقة بعد أن كان فيها منذ أسابيع قليلة، لكي لا يفوته ذلك الحدث، ولكي يضمن زعماء الاحتلال بوجود عالمي يليق والمناسبة. وفي خطابه أمام نواب الكنيست الإسرائيلي، بشّر الرئيس بوش الإسرائيليين بأنهم سيحتفلون بالذكرى المائة والعشرين لقيام دولتهم، وبأنّها ستبقى إلى ذلك الزمان، تحقيقاً لوعد الله لشعبه المختار.
من الطبيعي أن تحتفل الدول بقيامها. ومنطق الأشياء يقول بأنّ بقاء الدول لا يخالف المألوف، خاصة في القرن الواحد العشرين. فالخارطة السياسية للعالم قد رُسمت وغالباً ما استقرت حدودها عبر تصنيف الدول. ولكن ما الذي يجعل الزعيم العالمي و"الحاكم بأمره" لهذا الزمان يؤكد في استشرافه للمستقبل أنّ هذا الكيان سوف يبقى، ويكون موجوداً بعد ستين سنة أخرى؟ لقد قال هذا مع أنّ الإمكانات المادية تقول بأنّ الدولة العبرية متوفر لها كل شيء والدعم الذي تلقاه لا مثيل له. لماذا مثلاً، لا يتضمّن خطاب الرئيس نفسه لشعبه في ذكرى استقلال الولايات المتحدة ، بتبشيرهم بوجود أمريكا بعد مائة سنة. لسان حال ذلك الرئيس المتغطرس والمتعجرف وكذلك الذين يدعمهم؛ بأنهم متخوِّفون، بل ومتشككون في إمكانية وجود هذا الكيان في المستقبل.
كلّ المؤشرات تقول بأنّ الكيان الصهيوني في أزمة حقيقية. ولأول مرة في تاريخ الصراع يرضخ الساسة الإسرائيليون لمنطق التهدئة داخل فلسطين، مع أنّ ميزان الوضع الميداني غير محسوم لصالحهم. وهم يحاولون أن يبعثوا برسائل تعين مصر في وساطتها مع الفصائل على الوصول إلى حلول. لقد سجّل الشعب الفلسطيني أسطورة يجب أن تأخذ ما تستحق عند مؤرخي القضية، في صموده سنتين ويزيد على حصار دولي عزّ نظيره في العالم، شارك فيه الجمبع، حتى أخوة الدم والعروبة. يبدو أنّ الإسرائيلي قد وعي معنى ذلك الصمود، وصدقت مقولة قادة المقاومة بأنهم سيقدمون دروساً في الدمج بين السياسة والمقاومة.
من يزور جرحى قطاع غزة الذين استقبلتهم مستشفيات استنابول التركية؛ يرى نموذجاً لشعب فلسطين ومعاناته. أصحاب الأطراف المبتورة، والأعين المفقوءة، ومن سيلازم فراشه بشلل نصفي طوال حياته. كل هؤلاء يمطرون زائرهم بمشاعر القوّة والعزّة والإصرار على استعادة حقوقهم. ويعرف ويعي من يلقاهم ويحادثهم ويسامرهم؛ سرّ بقاء القضيّة حيّة ناصعة، وكأن نكبة 1948 حدثت بالأمس. فإرادة الصمود التي يحملها هذا الشعب هي الأدوَم، وهؤلاء هم من قلبوا المعادلة رأساً على عقب، وجعلوا وزيرة الخارجية الأمريكية، والتي تبدو متخوِّفة أيضاً على مستقبل هذا الكيان؛ تزور فلسطين ما يقرب من عشرين مرة خلال ولاية بوش الثانية وحدها. بهذا المعدل سيتعيّن على وزراء خارجية واشنطن أن يزوروا المنطقة ما يزيد عن الثلاثمائة مرة، إذا صدقت نبوءة بوش بأن يبقى الاحتلال ستين سنة أخرى، وهو ما لا يمكن أن تحظى به أكبر الولايات الأمريكية المجاورة لواشنطن العاصمة. بقي أن يقرّ بوش بما يعيه وبما يعلن خلافه؛ بأنّ دعمه اللامحدود لهذ الدولة "الخداج" لن يجديها نفعاً، ولن يمنع استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.
ما يؤلم أنّ عظم تضحيات الشعب الفلسطيني، ومدى نفاذية صموده وتأثيرها في المعادلة الإسرائيلية والأمريكية والدولية؛ لا يقابلها أداء وتفاعل سياسي من الرسمية الفلسطينية من جانب سلطة أوسلو، ولا حتى من جانب الرسمية العربية بالعموم. وباعتبار أنّ الرئيس محمود عباس قد حدّد خياره للممات؛ بأن لا بديل عن المفاوضات ولا إزعاج للسياسة الأمريكية للمنطقة، ولا وحدة وطنية بناء عليه؛ فلا أقلّ من بعض الدول العربية أن تنسجم مع البعد القومي للقضية، وتبادر إلى أن تتعامل مع الشعب الفلسطيني بما يستحق من تضحية. وليكن رفع الحصار عن قطاع غزة الردّ العملي على سياسة بوش وواشنطن، الداعمة بلا حدود للكيان الغاصب.
*رئيس التحرير
للاطلاع على بقية مقالات مجلة العودة: www.alawda-mag.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الهامش : كنت سأكتفي بنسخ المقال وكتابته تحت عنوان قرأت لك ، ولكن هدفي الفهم والمعرفة فكتبت العنوان مغاير للأصل { كتابات تمر بلا نقاش } والهدف هو مناقشة النص ، هل هو كلام معقول ، صحيح ، منطق ، يتناسب والوعي السياسي عند المسلم ؟ .

نائل أبو محمد
06-15-2009, 10:16 PM
الاثنين 22 جمادى الثانية 1430
يرفع بناء على قاعدة الرفع الأسبوعي لتاريخ النشر .

نائل أبو محمد
11-20-2010, 03:28 PM
السبت 14 ذو الحجة 1431

نائل أبو محمد
01-21-2011, 09:43 PM
الجمعة 16 صفر 1432