admin
09-25-2009, 02:08 PM
خطبة وصلاة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 25/9/2009م وفق 6 شوال 1430 هجري
<EMBED height=44 width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-09-25-1430-10-06.wav>
الحمد لله الذي أنعم علينا بالاسلام والإيمان . الحمد لله الذي أعاننا على صوم رمضان شهر التوبة والغفران . الحمد لله الذي منح الصائمين الثواب العظيم في يوم الجائزة ليدخلهم الجنة من باب الريان . الحمد لله الذي هذب نفوس الصائمين ليمتنعوا عن الكذب والغدر والزور والبهتان . ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير القائل " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم ... " سورة المجادلة الآية 22 . اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، واحفظنا بعزك الذي لا يضام ، واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار ، في الصحاري والآجام . ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله القائل " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل : يا رسول الله ، ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " . اخرجه أحمد وابن ماجة والحاكم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه ، وعلى آله الطاهرين المبجلين وصحابته الغر الميامين المحجلين ومن تبعهم وخطا وربهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين من علماء تجويد القرآن الكريم وعلماء ضبط المصحف الشريف ، وعلماء العقيدة والتوحيد ، وعلماء الفقه والتشريع ، ومصطلح الحديث الشريف ، وعلماء اللغة العربية والتصريف ، ومن كل عالم قدم خدمة للإسلام والمسلمين . أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة " ... وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله ، ان الله شديد العقاب " . الآية 2 صدق الله العظيم أيها المسلمون _ أيها المصلون لقد من الله رب العالمين على الأمة الإسلامية أن شرع لنا الصيام في شهر رمضان المبارك – شهر القرآن الكريم ، وذلك ليتقربوا الى الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أكثر وأكثر ، ولينالوا الثواب العظيم الذي لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل – ولو أن المسلم يدرك ما في هذا الشهر من الفضائل والميزات والخيرات والحسنات لتمنى أن تكون السنة كلها رمضان . أيها المسلمون – أيها المصلون ها انتم ودعتم شهر رمضان المبارك الذي مر سريعاً ، ولا ندري هل ندرك رمضان في العام القادم أم لا ... ؟ فالله رب العالمين هو المسير للأكوان وهو مرسل الأرواح . وعليه ينبغي على المسلمين الاستمرار في العبادات ما بعد رمضان ، فإن رب رمضان هو رب شوال ، وينبغي أيضاً الاستمرار في إعمار بيوت الله وبخاصة لشد الرحال الى الأقصى المبارك في جميع الأيام والأوقات على مدار السنوات حتى يقوم الناس للحساب . أيها المسلمون – أيها المصلون لقد تجلى التكافل الاجتماعي في أبهى صوره الايمانية خلال شهر رمضان المبارك في فلسطين، كل فلسطين . وبهذه المناسبة نحيي المؤسسات والجمعيات واللجان التي ساهمت في هذا التكافل في ارجاء فلسطين بما في ذلك قطاع غزة الباسل . ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نطالب جميع المواطنين بضرورة التكاتف والتعاضد والتآلف في جميع الأيام فأنتم المعادلة السليمة . فالتكافل الاجتماعي هو من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء ، وذلك حتى تتمكن من كسر الحصار الظالم الحاقد الإنساني المفروض على الشعب الفلسطيني من قبل قوى التكبر والظلم والبغي والعدوان ، نعم ، كسر الحصارات عن غزة العزة غزة الكرامة وكذلك كسر الحصار عن مدينة القدس وعن الضفة الغربية فكلها في حصارات ظالمة متعددة . أيها المسلمون – أيها المصلون – يا أبناء أرض الاسراء والمعراج ليكن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في التعاون والثبات على المبدأ حبث حوصر ( عليه الصلاة والسلام ) هو وأصحابه رضي الله عنهم في شعب من شعاب مكة أي في واد من وديانها مدة ثلاث سنوات . فماذا كان موقفهم ؟ لقد صبروا وتصبروا ، وثبتوا وتثبتوا حتى أكلوا ورق الشجر ولم يتنازلوا عن مبادئهم وثوابتهم ولم يساوموا عليها . فاصبروا – أيها المسلمون – أيها المرابطون – لكسر الحصار وللوقوف في وجه المؤامرات التصفوية للقضية الفلسطينية ، فالله رب العالمين لن يتخلى عنكم ولن يريكم أعمالكم ، فإن النصر صبر ساعة . فأنتم أتباع محمد ( عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) وأنتم أحفاد أبي بكر وعثمان وعلي وأبي عبيدة وخالد وصلاح الدين الأيوبي والقاضي الفاضل والعز بن عبد السلام رضي الله عنهم . أيها المسلمون – أيها المصلون – يا اخوة الايمان في كل مكان كما واجه رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم حصاراً آخر من نوع آخر في المدينة المنورة ، انه حصار اقتصادي حينما حاول المنافقون منع المساعدات عن المسلمين وذلك حتى ينفضوا وبيتعدوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل عن المنافقين " هم الذين يقولون : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .. " فيجيبهم سبحانه وتعالى بقوله " ... ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون " . سورة المنافقون الآية 7 . أيها المسلمون – أيها المرابطون – يا اخوة الايمان في كل مكان السؤال الذي يطرح نفسه : كيف عالج رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم مشكلة الحصار والمقاطعة والتجويع التي حاول المنافقون تنفيذها في المدينة المنورة ؟ نعم انها الأخوة الايمانية بين المهاجرين والأنصار ، انها الوحدة المتينة الصلبة في مواجهات المؤمرات ، انها المؤاخاة الفريدة التي حققها ( عليه الصلاة والسلام ) على أرض الواقع في المدينة المنورة ، ثم انطلقت إلى أرجاء الجزيرة العربية بنور الايمان والاسلام . أما المنافقون فلا يدركون ولا يفقهون بأن الله العلي القدير له خزائن السموات والارض ، وهو الرزاق ذو القوة المتين . أما المنافقون في هذه الأيام فهم المرجفون وهم يرتجفون حقيقة حينما يسمعون بالجهود التي تبذل للمصالحة ، فليس من مصلحتهم الاصلاح ولا المصالحة ولوحدة الصف ، فكيف فيمن يحبس ويحاصر مليوناً ونصف المليون من البشر ؟ فإن من مهامهم الاصطياد بالماء العكر كحشرات الطحلب . أيها المسلمون – أيها المرابطون – يا اخوة الايمان في كل مكان يقول رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم " خلت امرأة النار في هرة ربطتها لم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " . وفي رواية " حبستها " أخرجه البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فأين نخوة المعتصم لترفع الحصار عن قطاع غزة الصمود بخاصة وعن الشعب الفلسطيني بعامة ؟! لقد وصف الشاعر أولئك الذين يحاصرون الشعب الفلسطيني ويتآمرون عليه بقوله : رب وامعتصماه انطلقت – ملء أخواه الصبايا اليتم لامست أسماعهم لكنها – لم تلامس نخوة المعتصم لا يلام الذئب في عدوانه – ان يك الراعي عدو الغنم فأين المصلحون ، واين الدعاة ، وأين المرابطون ، وديننا الاسلامي العظيم يدعونا الى وحدة الصف والى التضامن ، ويدعونا الى نصرة المظلوم ، والى الحفاظ على حقوق الضعيف والمسكين واليتيم ، وعدم التخلي عنهم على المسلمين جميعا أن يقفوا صفاً وحداً في وجه الظلم والعدوان " ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص . " سورة الصف الآية 4 . صدق الله العظيم . ويقول عز وجل في سورة آل عمران " ان ينصركم الله فلا غالب لكم ، وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون " . الآية 160 . ويقول سبحانه وتعالى في سورة الروم " ... وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " . الآية 47 . فلو ان المسلمين في هذه الأيام وصلوا الى مرتبة المؤمنين لتدخل الله رب العالمين بنصرهم . ويقول عز وجل في سورة محمد ( القتال ) " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " . الآية 7 . فالخطاب في هذه الآية الكريمة للمؤمنين وتتضمن فعل الشرط وجواب الشرط فحينما يقع فعل الشرط يتحقق جواب الشرط . فها من مدكر ؟ هل من متعظ ؟ جاء في الحديث النبوي الشريف " التائب من الذنب كن لا ذنب له . " رواه ابن ماجة في ستنه ، والبيهقي في شعب الإيمان عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة فيا فوز المستغفرين ، استغفروا الله . الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم . وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد . أيها المصلون قبل ان أبدأ الخطبة الثانية فمن على منبر المسجد الأقصى المبارك نستنكر ونغضب لما تلاقيه أخواتنا الأسيرات المجاهدات واللواتي يقبعن خلف القضبان من تفتيش جسدي استفزازي مهين وغير مبرر وذلك بعد تعريتهن من ملابسهن ، هذا ما أفاد به عدد من أهالي الاسيرات . ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نبعث بالتحية الايمانية الخالصة لأخواتنا الأسيرات ونقول لهم : لا تبتئسن ولا تحزن لما يحصل معكن فأنتن تواجهن سجانين ظالمين لا يراعون للأخلاق وللشرف حرمة ، فاثبتن والله معكم ونحن ندعو لمن بالستر والثبات والافراج عنكن . أيها المصلون – يا أبناء أرض الاسراء والمعراج هناك أمران يستحقان الاشارة اليهما مع بيان الحكم الديني الاسلامي بحقهما: 1- الأمر الأول : يتعلق بحرية الرأي وضوابطه: لفت نظري الخبر الآتي وقد نشر أمس أن لاسرائيل تستدعي مصر للاعتراض على نشر صورة كاريكاتورية لنيتنياهو في صحيفة الأهرام المصرية حيث تسيء هذه الصورة إلى شخصه ) هكذا نشر الخبر والسؤال حينما نشرت عدة صور كرتونية بحق نبينا ورسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم ماذا قيل ؟ ! قيل : إن هذه الصور تعبر عن حرية الرأي والتفكير !! ونتسائل : أليست الصورة الكاريكاتورية بحق ( نتينياهو ) تعبر عن حرية الرأي والتفكير أيضاًَ ؟ اذاً كانت الحملة ضد بني الاسلام عليه الصلاة والسلام نابعة من حق على هذا الدين العظيم ، وأعطي في حينه التبرير بحرمة الرأي . أما الصورة التي تسيء الى رئيس وزراء اسرائيل فإنها لا تعبر عن حرية الرأي والتفكير !! فما هذه الازدواجية في المواقف والتبرير ؟ ونؤكد بان ما نشر بحق نبينا العظيم هو مرفوض ولا يعد حرية للرأي . ومن حقنا بل من واجبنا الشرعي ان نستنكر وان نغضب لرسولنا صلى الله عليه وسلم . أيها المسلمون – يا أخوة الايمان في كل مكان 2- الأمر الثاني بشأن ما قيل حول حل الدولتين : هذا الحل الوهمي وغير العملي بهدف تثبيت الاحتلال وبهدف استدراج ما تبقى من الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال ، فقد أقر الرئيس الامريكي الحالي بكلامه المعسول قبل يومين بيهودية الدولة ؟ ! وطالب بالدخول في المفاوضات بعد أن تراجع عن مطالبته المسبقة بتحميد الاستيطان . والمعلوم والواضح أن مصادرة الأراضي مستمرة وان الاسنتيطان مستمر ولم يتوقف ، ولم يبقى اصلاً أراض في الضفة الغربية لإقامة ما يسمى ( دولة فلسطينية ) . وأن سقف المطالبة بالدولة الفلسطينية بدأ يتهاوى حتى كاد السقف ان يصل الى الارض. أيها المسلمون – يا أخوة الايمان في كل مكان ان السلطات المحتلة تشترط لإقامة الدولة الفلسطينية ان تكون منزوعة السلاح ، وان تكون ضامنة لأمن اسرائيل، فكيف ستكون الدولة الفلسطينية ضامنة لأمن اسرائيل وهي منزوعة السلاح ؟ إنهم يريدون من الفلسطينيين أن يكونوا نواطير لدولة اسرائيل . وما يزيد الطين بلة ما يقال عن تبادل الاراضي الذي هو صورة من صور التنازل والله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " الآية 141 ويقول في سورة الانفال " يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " الآية 27 . كما استثنى موضوع اللاجئين وموضوع القدس ، فإذا بقي إذاً وسبق أن أصدرنا فتوى شرعية بتحريم موضوع تبادل الأراضي كما استثنى موضوع اللاجئين وموضوع القدس ، فماذا أبقى إذاً وعليه فإن الحلول والمبادرات المطروحة هي مرفوضة شرعاً أصلاً ولا يحذر التعامل معها ولا الرضا بها . اللهم هل بلغت ، فاللهم فاشهد . أيها المصلون الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي: اللهم آمنا في اوطاننا ، وفرج الكرب عنا . اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء . اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ومن كل فاحشة سترا ، ومن كل عسر يسرا . اللهم هيء من يوحد المسلمين ، ويحذو حذو صلاح الدين . اللهم ارحم شهدائنا وشاف جرحانا ، وأطلق قيد أسرانا . اللهم وحد صفوف المسلمين واحقن دماءهم . اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ، ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين . اللهم انا نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات ، وراحة عند الممات ورحمة ومغفرة بعد الممات . اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، إنك قريب مجيب الدعوات . " وأقم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر ولذكر الله اكبر ، والله يعلم ما تصنعون " . سورة العنكبوت الآية 45 . 25 / 9 / 2009 م يوم الجمعة د . عكرمة صبري
<EMBED height=44 width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-09-25-1430-10-06.wav>
الحمد لله الذي أنعم علينا بالاسلام والإيمان . الحمد لله الذي أعاننا على صوم رمضان شهر التوبة والغفران . الحمد لله الذي منح الصائمين الثواب العظيم في يوم الجائزة ليدخلهم الجنة من باب الريان . الحمد لله الذي هذب نفوس الصائمين ليمتنعوا عن الكذب والغدر والزور والبهتان . ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير القائل " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم ... " سورة المجادلة الآية 22 . اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، واحفظنا بعزك الذي لا يضام ، واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار ، في الصحاري والآجام . ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله القائل " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل : يا رسول الله ، ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " . اخرجه أحمد وابن ماجة والحاكم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه صلى الله عليه ، وعلى آله الطاهرين المبجلين وصحابته الغر الميامين المحجلين ومن تبعهم وخطا وربهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين من علماء تجويد القرآن الكريم وعلماء ضبط المصحف الشريف ، وعلماء العقيدة والتوحيد ، وعلماء الفقه والتشريع ، ومصطلح الحديث الشريف ، وعلماء اللغة العربية والتصريف ، ومن كل عالم قدم خدمة للإسلام والمسلمين . أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة " ... وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله ، ان الله شديد العقاب " . الآية 2 صدق الله العظيم أيها المسلمون _ أيها المصلون لقد من الله رب العالمين على الأمة الإسلامية أن شرع لنا الصيام في شهر رمضان المبارك – شهر القرآن الكريم ، وذلك ليتقربوا الى الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أكثر وأكثر ، ولينالوا الثواب العظيم الذي لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل – ولو أن المسلم يدرك ما في هذا الشهر من الفضائل والميزات والخيرات والحسنات لتمنى أن تكون السنة كلها رمضان . أيها المسلمون – أيها المصلون ها انتم ودعتم شهر رمضان المبارك الذي مر سريعاً ، ولا ندري هل ندرك رمضان في العام القادم أم لا ... ؟ فالله رب العالمين هو المسير للأكوان وهو مرسل الأرواح . وعليه ينبغي على المسلمين الاستمرار في العبادات ما بعد رمضان ، فإن رب رمضان هو رب شوال ، وينبغي أيضاً الاستمرار في إعمار بيوت الله وبخاصة لشد الرحال الى الأقصى المبارك في جميع الأيام والأوقات على مدار السنوات حتى يقوم الناس للحساب . أيها المسلمون – أيها المصلون لقد تجلى التكافل الاجتماعي في أبهى صوره الايمانية خلال شهر رمضان المبارك في فلسطين، كل فلسطين . وبهذه المناسبة نحيي المؤسسات والجمعيات واللجان التي ساهمت في هذا التكافل في ارجاء فلسطين بما في ذلك قطاع غزة الباسل . ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نطالب جميع المواطنين بضرورة التكاتف والتعاضد والتآلف في جميع الأيام فأنتم المعادلة السليمة . فالتكافل الاجتماعي هو من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء ، وذلك حتى تتمكن من كسر الحصار الظالم الحاقد الإنساني المفروض على الشعب الفلسطيني من قبل قوى التكبر والظلم والبغي والعدوان ، نعم ، كسر الحصارات عن غزة العزة غزة الكرامة وكذلك كسر الحصار عن مدينة القدس وعن الضفة الغربية فكلها في حصارات ظالمة متعددة . أيها المسلمون – أيها المصلون – يا أبناء أرض الاسراء والمعراج ليكن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في التعاون والثبات على المبدأ حبث حوصر ( عليه الصلاة والسلام ) هو وأصحابه رضي الله عنهم في شعب من شعاب مكة أي في واد من وديانها مدة ثلاث سنوات . فماذا كان موقفهم ؟ لقد صبروا وتصبروا ، وثبتوا وتثبتوا حتى أكلوا ورق الشجر ولم يتنازلوا عن مبادئهم وثوابتهم ولم يساوموا عليها . فاصبروا – أيها المسلمون – أيها المرابطون – لكسر الحصار وللوقوف في وجه المؤامرات التصفوية للقضية الفلسطينية ، فالله رب العالمين لن يتخلى عنكم ولن يريكم أعمالكم ، فإن النصر صبر ساعة . فأنتم أتباع محمد ( عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) وأنتم أحفاد أبي بكر وعثمان وعلي وأبي عبيدة وخالد وصلاح الدين الأيوبي والقاضي الفاضل والعز بن عبد السلام رضي الله عنهم . أيها المسلمون – أيها المصلون – يا اخوة الايمان في كل مكان كما واجه رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم حصاراً آخر من نوع آخر في المدينة المنورة ، انه حصار اقتصادي حينما حاول المنافقون منع المساعدات عن المسلمين وذلك حتى ينفضوا وبيتعدوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل عن المنافقين " هم الذين يقولون : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .. " فيجيبهم سبحانه وتعالى بقوله " ... ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون " . سورة المنافقون الآية 7 . أيها المسلمون – أيها المرابطون – يا اخوة الايمان في كل مكان السؤال الذي يطرح نفسه : كيف عالج رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم مشكلة الحصار والمقاطعة والتجويع التي حاول المنافقون تنفيذها في المدينة المنورة ؟ نعم انها الأخوة الايمانية بين المهاجرين والأنصار ، انها الوحدة المتينة الصلبة في مواجهات المؤمرات ، انها المؤاخاة الفريدة التي حققها ( عليه الصلاة والسلام ) على أرض الواقع في المدينة المنورة ، ثم انطلقت إلى أرجاء الجزيرة العربية بنور الايمان والاسلام . أما المنافقون فلا يدركون ولا يفقهون بأن الله العلي القدير له خزائن السموات والارض ، وهو الرزاق ذو القوة المتين . أما المنافقون في هذه الأيام فهم المرجفون وهم يرتجفون حقيقة حينما يسمعون بالجهود التي تبذل للمصالحة ، فليس من مصلحتهم الاصلاح ولا المصالحة ولوحدة الصف ، فكيف فيمن يحبس ويحاصر مليوناً ونصف المليون من البشر ؟ فإن من مهامهم الاصطياد بالماء العكر كحشرات الطحلب . أيها المسلمون – أيها المرابطون – يا اخوة الايمان في كل مكان يقول رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم " خلت امرأة النار في هرة ربطتها لم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " . وفي رواية " حبستها " أخرجه البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فأين نخوة المعتصم لترفع الحصار عن قطاع غزة الصمود بخاصة وعن الشعب الفلسطيني بعامة ؟! لقد وصف الشاعر أولئك الذين يحاصرون الشعب الفلسطيني ويتآمرون عليه بقوله : رب وامعتصماه انطلقت – ملء أخواه الصبايا اليتم لامست أسماعهم لكنها – لم تلامس نخوة المعتصم لا يلام الذئب في عدوانه – ان يك الراعي عدو الغنم فأين المصلحون ، واين الدعاة ، وأين المرابطون ، وديننا الاسلامي العظيم يدعونا الى وحدة الصف والى التضامن ، ويدعونا الى نصرة المظلوم ، والى الحفاظ على حقوق الضعيف والمسكين واليتيم ، وعدم التخلي عنهم على المسلمين جميعا أن يقفوا صفاً وحداً في وجه الظلم والعدوان " ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص . " سورة الصف الآية 4 . صدق الله العظيم . ويقول عز وجل في سورة آل عمران " ان ينصركم الله فلا غالب لكم ، وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون " . الآية 160 . ويقول سبحانه وتعالى في سورة الروم " ... وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " . الآية 47 . فلو ان المسلمين في هذه الأيام وصلوا الى مرتبة المؤمنين لتدخل الله رب العالمين بنصرهم . ويقول عز وجل في سورة محمد ( القتال ) " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " . الآية 7 . فالخطاب في هذه الآية الكريمة للمؤمنين وتتضمن فعل الشرط وجواب الشرط فحينما يقع فعل الشرط يتحقق جواب الشرط . فها من مدكر ؟ هل من متعظ ؟ جاء في الحديث النبوي الشريف " التائب من الذنب كن لا ذنب له . " رواه ابن ماجة في ستنه ، والبيهقي في شعب الإيمان عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة فيا فوز المستغفرين ، استغفروا الله . الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم . وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد . أيها المصلون قبل ان أبدأ الخطبة الثانية فمن على منبر المسجد الأقصى المبارك نستنكر ونغضب لما تلاقيه أخواتنا الأسيرات المجاهدات واللواتي يقبعن خلف القضبان من تفتيش جسدي استفزازي مهين وغير مبرر وذلك بعد تعريتهن من ملابسهن ، هذا ما أفاد به عدد من أهالي الاسيرات . ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نبعث بالتحية الايمانية الخالصة لأخواتنا الأسيرات ونقول لهم : لا تبتئسن ولا تحزن لما يحصل معكن فأنتن تواجهن سجانين ظالمين لا يراعون للأخلاق وللشرف حرمة ، فاثبتن والله معكم ونحن ندعو لمن بالستر والثبات والافراج عنكن . أيها المصلون – يا أبناء أرض الاسراء والمعراج هناك أمران يستحقان الاشارة اليهما مع بيان الحكم الديني الاسلامي بحقهما: 1- الأمر الأول : يتعلق بحرية الرأي وضوابطه: لفت نظري الخبر الآتي وقد نشر أمس أن لاسرائيل تستدعي مصر للاعتراض على نشر صورة كاريكاتورية لنيتنياهو في صحيفة الأهرام المصرية حيث تسيء هذه الصورة إلى شخصه ) هكذا نشر الخبر والسؤال حينما نشرت عدة صور كرتونية بحق نبينا ورسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم ماذا قيل ؟ ! قيل : إن هذه الصور تعبر عن حرية الرأي والتفكير !! ونتسائل : أليست الصورة الكاريكاتورية بحق ( نتينياهو ) تعبر عن حرية الرأي والتفكير أيضاًَ ؟ اذاً كانت الحملة ضد بني الاسلام عليه الصلاة والسلام نابعة من حق على هذا الدين العظيم ، وأعطي في حينه التبرير بحرمة الرأي . أما الصورة التي تسيء الى رئيس وزراء اسرائيل فإنها لا تعبر عن حرية الرأي والتفكير !! فما هذه الازدواجية في المواقف والتبرير ؟ ونؤكد بان ما نشر بحق نبينا العظيم هو مرفوض ولا يعد حرية للرأي . ومن حقنا بل من واجبنا الشرعي ان نستنكر وان نغضب لرسولنا صلى الله عليه وسلم . أيها المسلمون – يا أخوة الايمان في كل مكان 2- الأمر الثاني بشأن ما قيل حول حل الدولتين : هذا الحل الوهمي وغير العملي بهدف تثبيت الاحتلال وبهدف استدراج ما تبقى من الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال ، فقد أقر الرئيس الامريكي الحالي بكلامه المعسول قبل يومين بيهودية الدولة ؟ ! وطالب بالدخول في المفاوضات بعد أن تراجع عن مطالبته المسبقة بتحميد الاستيطان . والمعلوم والواضح أن مصادرة الأراضي مستمرة وان الاسنتيطان مستمر ولم يتوقف ، ولم يبقى اصلاً أراض في الضفة الغربية لإقامة ما يسمى ( دولة فلسطينية ) . وأن سقف المطالبة بالدولة الفلسطينية بدأ يتهاوى حتى كاد السقف ان يصل الى الارض. أيها المسلمون – يا أخوة الايمان في كل مكان ان السلطات المحتلة تشترط لإقامة الدولة الفلسطينية ان تكون منزوعة السلاح ، وان تكون ضامنة لأمن اسرائيل، فكيف ستكون الدولة الفلسطينية ضامنة لأمن اسرائيل وهي منزوعة السلاح ؟ إنهم يريدون من الفلسطينيين أن يكونوا نواطير لدولة اسرائيل . وما يزيد الطين بلة ما يقال عن تبادل الاراضي الذي هو صورة من صور التنازل والله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " الآية 141 ويقول في سورة الانفال " يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " الآية 27 . كما استثنى موضوع اللاجئين وموضوع القدس ، فإذا بقي إذاً وسبق أن أصدرنا فتوى شرعية بتحريم موضوع تبادل الأراضي كما استثنى موضوع اللاجئين وموضوع القدس ، فماذا أبقى إذاً وعليه فإن الحلول والمبادرات المطروحة هي مرفوضة شرعاً أصلاً ولا يحذر التعامل معها ولا الرضا بها . اللهم هل بلغت ، فاللهم فاشهد . أيها المصلون الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي: اللهم آمنا في اوطاننا ، وفرج الكرب عنا . اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء . اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ومن كل فاحشة سترا ، ومن كل عسر يسرا . اللهم هيء من يوحد المسلمين ، ويحذو حذو صلاح الدين . اللهم ارحم شهدائنا وشاف جرحانا ، وأطلق قيد أسرانا . اللهم وحد صفوف المسلمين واحقن دماءهم . اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ، ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين . اللهم انا نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات ، وراحة عند الممات ورحمة ومغفرة بعد الممات . اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، إنك قريب مجيب الدعوات . " وأقم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر ولذكر الله اكبر ، والله يعلم ما تصنعون " . سورة العنكبوت الآية 45 . 25 / 9 / 2009 م يوم الجمعة د . عكرمة صبري