المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتب الباحث عن الحقيقة ما يلي : ( * )


نائل أبو محمد
10-04-2009, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الكرام
قبل مدة وقع تحت يدي كتاب بعنوان " المهدي المنتظر والخلافة الثانية على منهاج النبوة" تأليف محمد الشويكي
وما زلت في بداية قراءة الكتاب وكم اصابتني الدهشة لأقرأ ما شابه من افكار واضح فيها انها هجوم ومحاولة تفنيد لكل ما قرأناه من احكام الطريقة
تساؤلي هل ناقش احد من الاخوة الرجل
هل كتب احد من الاخوة ردا على هذا الكتاب

ارجو الرد ولو على الخاص ، وبارك الله في الجميع



( * ) تم هذا في منتدى العقاب ... للمتابعة والمعرفة والتواصل .

نائل أبو محمد
10-07-2009, 10:21 PM
توقعت حذف الموضوع وحصل
وقد قمت بعمل توثيق لعرض المشاركة ومراسلة خاصة :

الرسائل الخاصة
الباحث عن الحقيق...
الباحث عن الحقيقة

ملف العضو
اضف صديق
أرسل رسالة
أضف لقائمة الممنوعين من المراسلة
تحويل الرسالة
بحث عن مواضيع
بحث عن مشاركات Re:السلام عليكم , Oct 5 2009, 04:45 PM


عضو متميز


المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 667
رقم العضوية.: 4,165
تاريخ الإلتحاق : 6-October 06



نعم يا اخي الغي


إقتباس

هل تم حذف الموضوع
موضوع المهدي / الشويكي ؟
لأني بحثت ولم أجده ..................


--------------------

ولا تعطين الرأي من لا يريده === فلا انت محمود ولا الرأي نافعه


الإنتقال الى: Inbox Sent Items

نائل أبو محمد
09-10-2010, 02:36 AM
مهم للتفاعل والمراجعة
http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=870&page=2

نائل أبو محمد
09-14-2010, 08:20 AM
http://www.youtube.com/watch?v=f24Z6km9fus

بدون تعليق

نائل أبو محمد
09-14-2010, 08:38 AM
المنتدى : المحور الشرعي
>> خروج المهدي .
___________________________________________



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـد

من أشراط الساعة خروج المهدي، فالمهدي هوعبارة عن حلقة الوصل بين علامات الساعة الصغرى والكبرى، حيث يعاصر ويعايش ثلاث علامات من علامات الساعة الكبرى على الأرجح، وهي: خروج الدجال - لعنه الله -، ونزول عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-، وخروج يأجوج ومأجوج - لعنهم الله - وهم من كل حدب ينسلون ! !!!



قبل الشروع بالحديث عن المهدي نُذَكِّر بالحديث الذي حدَّث به رسول الله مخبراً عن الأحقاب الزمنية التي ستعاصرها هذه الأمة وكل حقبة من سيحكمها، وبشارته عليه الصلاة والسلام بالخلافة الإسلامية في آخر تلك الأحقاب، فقال عليه الصلاة والسلام: {تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت} [1].

ومن العلامات الدالة على قرب خروج المهدي، بل هي أكثر دلالة وتأكيدا، هي ما أخبر عنها النبي في حديثه: {لتملأن الأرض جورا وظلما، فإذا ملئت جورا وظلما، بعث الله رجلا مني، اسمه اسمي، فيملؤها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما} [2].

فإذن المهدي يخرج في وقت عمًّ الفساد والظلم والجور أنحاء المعمورة فيأذن الله سبحانه وتعالى بخروج المهدي ليملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .



من هوالمهدي وما هي صفته وما هي العلامة المؤكدة والمميزة لظهوره؟

ما هي الحروب والملاحم والفتن الذي سيقود فيها المهدي جيوش المسلمين في الأيام الأخيرة بين يدي الساعة…… الخ؟؟؟؟؟ .

المهدي رجل من المسلمين من آل بيت النبي من ولد الحسن بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ، واسم المهدي كاسم النبي ، واسم أبيه كاسم أب النبي

والأرض تنتظر ظهور المهدي في وقت سيقدره الله سبحانه وتعالى، إذ لا يعلم وقت ظهور المهدي ملك مقرب ولا نبي مرسل، فهومن الأمور الغيبية التي اختص الله سبحانه وتعالى نفسه بعلمها؛ ويخرج المهدي في آخر الزمان يؤيد الله به الدين ويمكث سبع سنين أوثماني أوتسعا وعلم ذلك عند علاَّم الغيوب، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وتنعم الأمة خلال عهده نعمة لم تنعم بها قط، بعد أن تكون ذاقت شتى أنواع الابتلاء من جوع وخوف وقتل وغير ذلك، فتخرج الأرض في عهده نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطي المال بغير عدد – نسأل الله أن يعجل بخلافته .



قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى(النهاية في الفتن والملاحم 1/18): (وفي زمانه – أي المهدي - تكون الثمار كثيرة والزروع غزيرة والمال وافراً والسلطان قاهراً والدين قائماً والعدوراغماً والخير في أيامه دائماً)، ووصف النبي عليه الصلاة والسلام المهدي وصفا دقيقا، كما وصف عيسى # وكما وصف الدجال عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وصف النبي المهدي بأنه أجلى الجبهة – أي واسع الجبهة ــ، وقال صلى الله عليه وسلم أنه أقنى الأنف، وهوالأنف الذي له أرنبة دقيقة وله حدة في الوسط أودقة في الوسط، وهذا وصف يدل على جمال الخلقة وحسن الصورة والمنظر، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {المهدي مني أجلى الجبهة (الجلي هوانحسار الشعر عن مقدم الرأس)، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين} . [3]

يصلحه الله في ليلة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة [4] { .

وقد وقف أهل العلم عند قوله صلى الله عليه وسلم : {يصلحه الله}، فقالوا: - يصلحه الله أي يطهره الله من كل ذنب .

والقول الثاني: أي يهيئه الله عز وجل ويعده للخلافة، - كما يقول أحدكم لخادمه أولأهله أصلحوا لنا المكان سيأتينا زوَّار الليلة، أي هيِّئوا لهم المكان - وهذا القول هوالأكثر وضوحا، يصلحه الله في ليلة، أي يهيئه الله عز وجل للخلافة في أيام الفتن والملاحم الأخيرة التي ستكون بين يدي الساعة، يؤيده الله عز وجل بنصره وعونه إذ إن ظهور المهدي ليس أمرا كسبيا منه، أي لا ينبغي أن يقول أحد – إنني سأجتهد في العبادة والطاعة لأكون المهدي، فإن الله يظهره ويؤيده لأن ظهور المهدي ليس أمرا كسبيا كما أن النبوة ليست أمرا كسبيا وإنما لأن ظهور المهدي أمرٌ قدري في وقت يريده الله الرب العلي.

والأحاديث التي وردت بشأن المهدي t بلغت حد التواتر، والمتواتر عند جمهور العلماء يفيد العلم القطعي، أي العلم به واجب والإيمان به فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهذه الأحاديث الواردة في شأن المهدي عن النبي الصادق صلى الله عليه وسلم نذكر منها: -

ما رواه أبوسعيد الخدري t قال: قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : {يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا أوثمانيا} [5].

وجاء عن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لا تذهبوا أولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي} [6].

وفي رواية: {لولم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا} [7].

وقال أيضاً: {لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما يبعث الله رجلا مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ولا الأرض شيئا من نباتها يمكث فيكم سبعا أوثمانيا فإن أكثر فتسعا} [8].



وهناك تعليق لشيخنا المحدث العلاَّمة - محمد ناصر دين الألباني- بمناسبة ذكر هذا الحديث حيث قال رحمه الله: ما أظن أنَّ هذا أوان ظهوره – أي المهدي – فهذا مقتضى السنة الكونية، وما أحسب المهديَّ يقدر خلال سبع سنين على أن يحدث من التغيير في العالم أكثر مما أحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثٍ وعشرين سنة، وظني أن المهدي سيكون رجلاًً فريدًا في كل باب: فريداً في علمه، فريداً في روعه، فريداً في عبادته، فريداً في خلقه، وأنه سيظهر وقد تهيَّأ للعالم الإسلامي وضع صَلُحَ فيه أمر الأمة، وتمت فيه مرحلتا " التصفية والتربية، ولم يبقَ إلا ظهور الزعيم المصلح الذي يقوده وهوالمهدي .



وقال رحمه الله تعالى عن المهدي: فهوفي الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة – كما صح عنه صلى الله عليه وسلم : يبعث الله على رأس كل مائة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها – فكما أن ذلك لا يستلزم ترك السعي وراء طلب العلم، والعمل به، لتجديد الدين، فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه، وترك الاستعداد والعمل لإقامة حكم الله في الأرض؛ بل والعكس هوالصواب، فإن المهدي لن يكون أعظم من نبينا صلى الله عليه وسلم ، الذي ظلَّ ثلاثة وعشرين عاماً، وهويعمل لتوطيد دعائم الإسلام، وإقامة دولته؛ فما عسى أن يفعل المهدي، لوخرج اليوم، فوجد المسلمين شيعاً وأحزاباً، وعلماءهم – إلا القليل منهم – اتخذهم الناس رؤوسا، لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام؛ إلا بعد أن يوحد كلمتهم، ويجمعهم في صف واحد، وتحت راية واحدة، وهذا – بلا شك – يحتاج إلى زمن مديد، الله أعلم به. فالشرع والعقل معاً يقضيان: أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين، حتى إذا خرج المهدي، لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر، وإن لم يخرج فقد قاموا بواجبهم، والله تعالي يقول:

) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ( [9] . انتهى كلامه رحمه الله.



ونستأنف ذكر الأحاديث:

وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: {المهدي من عترتي من ولد فاطمة} [10].

وقال أيضاً: {يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده} [11]. وفي رواية: قال: {يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، ولا يعده عدا} [12].

ومما مضى من الأحاديث يتبين أن الأحاديث الواردة في شأن المهدي متواترة تواترا معنويا كما ذكرت سلفا .



ونأتي إلى سؤال مهم وهو: كيف نعلم بظهور المهدي؟

لقد خرج أناس كثيرون كل يدعي أنه المهدي، فكيف نعلم أن هذا الرجل الذي يقول في مكة أنه المهدي، أنه هوالمهدي حقا الذي أخبر عنه الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

- علماً أن المهدي نفسه لا يعلم انه المهدي إلا في الليلة التي يصلحه الله تعالى فيها - وهذا أمر مهم جدا…..؟

والجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لنا علامة أكيدة مميزة للمهدي t دون غيره من الأدعياء الكذابين؛ ولنتدبر قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .

وروى مسلم عن عَائِشَةَ < أنها قَالَتْ: عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ r فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ فَقَالَ: {الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ} فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ؟ قَالَ: {نَعَمْ فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ}.

حديث آخر: {يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم} قيل: يا رسول الله! فكيف بمن كان كارها؟ قال: {يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته} [13].

حديث آخر: {سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ يَعْنِي الْكَعْبَةَ قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا عَدَدٌ وَلاعُدَّةٌ يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ}، قَالَ يُوسُفُ أحد رواة الحديث: (وَأَهْلُ الشام يَوْمَئِذٍ يَسِيرُونَ إِلَى مَكَّةَ) [14].



قد يسأل سائل: قد علمنا أن المهدي لا يعلم نفسه أنه هوالمهدي إلا في الليلة التي يصلحه الله فيها، فكيف عرف ممن هم حوله والذين يعوذون بالبيت معه كما في الحديث الذي ذُكِرَ آنفا؟ كيف عرف هؤلاء أن الذي نصروه وآزروه هوالمهدي الذي نبَّأَ النبي صلى الله عليه وسلم بخروجه؟ !!!



أقول وبالله التوفيق: إن نبينا صلى الله عليه وسلم وصف لنا المهدي صفته الخَلقية بوصف دقيق كما بينَّا سابقاً، وكذلك اسمه وكنيته، وكذلك الفترة الزمنية التي يعيشها المسلمون قبيل خروجه من ظلم وتعسف وجور وهذا ليس مقصوراً على المسلمين فحسب؛ بل سيتعدى غيرهم إلى أن يسود أنحاء المعمورة كما بيَّن الحبيب المصطفى وأخبر صلوات الله وسلامه عليه، ويزداد يقيناً عند متبعيه أنه هوالمهدي بإصلاح الله له وهذه العلامة وغيرها لا يعلمها عامَّة الناس إلا من منَّ الله عليه بهذا العلم الصحيح المنهجي، ويهديهم الله تعالى لذلك، فتتجلى الحقيقة أمامهم وتتضح كوضوح الشمس وسط النهار فيسارعون إلى بيعته بين الركن والمقام كما بيَّن رسولنا الكريم وأخبر، حيث جاء في الصحيحة(2/78) من قوله صلى الله عليه وسلم :

{ يبايع لرجل بين الركن والمقام ….} .أخرجه أحمد عن أبي هريرة

فيذاع خبر المهدي وظهوره وبيعة الناس له في مكة حتى يصل إلى مسامع الحكام الظلمة من العرب والمسلمين، فيجهِّزون جيشاً عظيماً لقتاله في مكة وفي وسط الكعبة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في الصحيحة (المصدر السابق): {… ولن يستحلَّ البيت إلا أهله، فإذا استحلُّوه فلا تسأل عن هلكة العرب} فيهلكهم الله تعالى بالخسف، ويزلزل الله سبحانه وتعالى الأرض من تحتهم عند وصولهم بيداء من الأرض وهومكان بين مكة والمدينة، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم بالأحاديث التي ذكرناها سابقا، وهذا فضل من الله تعالى ومنَّة، أنه سبحانه كفى الفئة القليلة من المؤمنين هذا الجيش العرمرم الكبير، وهنا يتجلَّى مصداق قوله تعالى:

) إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ* أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( [15] .



وكيف ستتم عملية الخسف؟ نذكرها على النحوالتالي:

خسف في وسط الجيش، تنشق الأرض وتبتلعهم فيعلوصراخ الجند أثناء الخسف بهم فيضطرب الجنود المدججون بالسلاح الذين في مقدمة الجيش وينادون من هم في المؤخرة ماذا حدث؟

وإذا بالخسف الثاني يعقب الخسف الأول يعقبه خسف في أوله ثم خسف بآخره فلا يبقى منهم إلا الذي سيذيع خبر مصرعهم . وهنا يتجلى قول الحق جلَّ علا: ) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( [16] .

قال صلى الله عليه وسلم : {ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم أخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم} [17].

يُبقِي الله عز وجل رجلا ليخبر الناس خلفه عن الخسف الذي نزل بأمر الله عز وجل وحلَّ بالجيش، ليشتهر وينتشر أمر المهدي وخبره، وهذه هي العلامة الأكيدة والمميزة لظهور المهدي t ، فإذا ظهر رجل في مكة وأعلن عن نفسه أنه المهدي وبايعه على ذلك فئة قليلة في بادىء الأمر، وخرج على أثر ذلك جيش لقتاله فخسف الله عز وجل بهذا الجيش الأرض، علمنا بأن هذا الرجل هوالمهدي، وإن كل المسلمين على وجه الأرض في هذه اللحظة سيعلمون أن الرجل الذي ظهر بمكة هوالمهدي، وحينئذ يرحل كل مسلم على وجه الأرض ليبايعه، وتصبح البيعة هنا واجبة فرض عين. ثم يتقدم المهدي هذه الجحافل المؤمنة الطائعة ليقود بهم الملاحم الأخيرة.



فما هي أهم الملاحم والحروب التي سيقود فيها المهدي t كتائب المسلمين في آخر الزمان؟؛ وهذا درس من أهم الدروس التي تملأ قلوب المستضعفين من المسلمين الآن بالأمل في أن الإسلام بموعود الله وبموعود الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم سيظهره الله على الدين كله، وهذا مما أوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ، وبشر عليه الصلاة والسلام أمته بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي} [18].

وعن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها …} [19].

وقال أيضاً: {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أوذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر} [20]. وليبلغن هذا الأمر أي الدين ما بلغ المشرق والمغرب ولا شك أنهما يبلغان جميع الكرة الأرضية -.

وفي رواية: {لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أوذل ذليل إما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أويذلهم فيدينون لها} [21].

إذن فما إن يخسف الله عز وجل بالجيش الذي خرج لملاقاة المهدي الأرضَ ويعلوذكر المهدي وينتشر خبره، حتى يأتيه المسلمون من كل بقاع الدنيا لبيعته فيقوي الله سبحانه وتعالى شوكة المهدي t ويشد عضده بالمؤمنين الصادقين الذين يشتاقون للجهاد في سبيله تحت رايته فهوالخليفة الذي سيرفع راية التوحيد بعون الله تعالى وتأييده، على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين وإقامة دولة الإسلام، فيشد المسلمون على يد المهدي ليبايعوه على النصرة وعلى الجهاد، ولإعلاء كلمة الله عز وجل تحت شعار إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة - أسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله – فيجمع المهدي جيشاً كبيراً جدا من الموحدين من كل بقاع الأرض، فيكون هذا الجيش خير أجناد أهل الأرض يومئذٍ، ولا يجد هذا الجيش بقيادة المهدي وقتا للراحة أوللنوم، وإنما يخوضون كثيرا من الحروب والملاحم والمعارك التي يرتفع فيها صهيل الخيول وتسمع فيها قعقعة السيوف والرماح، وتبلغ فيها القلوب الحناجر، ويسقط فيها كثير من القتلى والجرحى، حتى تخوض الخيول في برك من الدماء والأشلاء، ولنا أن نتصور أن العالم كله سيقف على قلب رجل واحد لقتال المهدي، ولنا البُشرى فما من معركة سيخوضها المهدي إلا وسينصره الله وهوالقوي العزيز، القائل:

) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ( . [22]



المعركة الأولى: - غزوجزيرة العرب .

المعركة الثانية: - غزوبلاد فارس .

المعركة الثالثة: - غزوبلاد الروم، أي: - أوروبا وأمريكا.


ملاحظة: هناك فتح لروما الفاتكان على الأرجح في زمن المهدي والله أعلم، حيث جاء عن أبي قبيل، قال: كنا عند عبدالله بن عمروبن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أورومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له حِلَق، قال: فأخرج منه كتابا، قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله r نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أورومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {مدينة هرقل تفتح أولا} [23]. يعني قسطنطينية. وقد تحقق الفتح الأول على يد الفاتح العثماني بعد ثمانمائة سنة من إخبار النبي r بالفتح وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد. – انتهى.



لمعركة الرابعة: - فتح القسطنطينية.

المعركة الخامسة: - قتال الدجال واليهود والنصر عليهم.


لوتصورنا بعد هذه المعارك التي سيخوضها المهدي، سنجد أن معظم العالم سيقاتل المهدي عليه السلام .

وجاء عن نافع بن عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال} : تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله} [24].

وفي الحديث الذي رواه معاذ بن جبل t أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال [25] { .

وفي الحديث الذي رواه أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود} [26].



ونأتي الآن إلى تفصيل هذه المعارك:

المعركة الأولى: فتح بلاد العرب: - أول جيش سيخرج لقتال المهدي من بلاد العرب كما ذكرنا سابقاً – يغزوجيش الكعبة - فيخرج هذا الجيش لقتال المهدي فينصر الله عز وجل المهدي بمدد غيبي من عنده سبحانه وتعالى، أي بأمر قدري لا دخل فيه لبشر، ولا دخل فيه لجيش، فيؤيد الله المهدي في هذه المعركة الأولى والتي ستبين للمسلمين في الأرض أن هذا الرجل هوالمهدي حقا، فيخسف الله بهذا الجيش الذي خرج لملاقاة المهدي، وبعد هذه المعركة يخرج المهدي t ويبسط سلطانه على كل الجزيرة العربية التي ستفتح أبوابها بعد هذا النصر الغيبي له، - وقد يكون هناك بعض المعارك المحلية في جزيرة العرب ولكن تكون خفيفة، حيث قذف الله في قلوبهم الرعب بخسف جيشهم الجرار - ويتحقق فورا قول النبي صلى الله عليه وسلم : {تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله {رواه مسلم عن نافع



المعركة الثانية: فتح بلاد فارس- بعد سيطرة المهدي على الجزيرة العربية كلها ستخرج بلاد فارس بحدها وحديدها لملاقاة المهدي الذين هم من الشيعة، الذين لا يرقبون في مؤمن من أهل السنة إلا ولا ذمة، يخرجون لقتال المهدي # - لأنهم يعتقدون أن المهدي المنتظر هو- محمد بن الحسن العسكري -، وأنَّه دخل في سرداب في سامرَّاء وكان له من العمر خمس سنين وينتظرون خروجه منه ولن يخرج أبداً، قال ابن كثير: "وهذا من خرافاتهم وهذيانهم وجهلهم وضلالهم وترهاتهم" [27]،

فيهزمهم المهدي شر هزيمة، ويتحقق قول النبي: صلى الله عليه وسلم {ثم تغزون فارس فيفتحها الله { ، فيمتد سلطان المهدي من جزيرة العرب، ويتجه إلى ناحية الشرق إلى بلاد فارس، فيسيطر عليها سيطرة كاملة بموعود الحق تبارك وتعالى وبموعود الرسول عليه الصلاة والسلام .



المعركة الثالثة: الملحمة الكبرى: - وصف النبي هذه المعركة كأنه يحارب في هذا الجيش، والذي يقود كتائبه المهدي #. والمعركة هي قتال الروم أي - أوروبا وأمريكا -، وهي الملحمة الكبرى، وهي أشد الملاحم وأعنفها على الإطلاق، وأما سبب هذه المعركة فهوكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أننا سنصالح الروم - أي النصارى – يعني أوروبا وأمريكا كما تسمى اليوم - صلحاً ثم نغزووإياهم عدواً، والعلم عند علاَّم الغيوب أن هذا العدوالمشترك للمسلمين وللنصارى، والأكثر احتمالاً هم الشيوعيون الوثنيون من روس وصينيين وغيرهم ممن هم على شاكلتهم، حيث جاء في الحديث الذي رواه أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة { [28] .

وفي رواية لمسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوما وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر ويمشون في الشعر}. وفي رواية أخرى للبخاري من حديث أبي هريرة أن النبيصلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة}.

وهذا الوصف ينطبق عليهم، وقد حدثت معارك كثيرة بين المسلمين والترك في السابق وكان زعيم الترك آنذاك جنكيز خان ثم خلفه هلاكووقد عتوْا في الأرض فسادا ودمَّروا الخلافة الإسلامية وقتئذٍ وبقي الأمر على ذلك سنين طويلة حتى قيَّض الله للمسلمين تقي الدين قطز الذي طهَّر البلاد من نتنهم. وجاءت الأحاديث تبين أن معارك أخرى ستدور بيننا وبينهم، فقد يكون هذا هوالعدوالمشترك الذي سنهزمه نحن والنصارى وننتصر عليه والعلم عند الله – أما بالنسبة للمهدي فإنه هوالذي سيقاتلهم - أي يقاتل الترك – نقول: إن هذا القول لا دليل له من أحاديث المصطفى r والأولى التوقف عنده.



والبعض يعتقد أن العدوالمشترك، هم بلاد فارس – أي الرافضة (الشيعة) إيران ومن كان على شاكلتهم – وأنا أستبعد هذا القول ولوكان الأمر كذلك لما كان لهم أي شوكة بعد هزيمتهم، في أن يقاتلوا المهدي # عند خروجه، إذن إنَّ الذي يغزوفارس هوالمهدي كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فالأكثر احتمالاً أن العدوالمشترك هومن بلاد الترك كما أسلفنا ذكره والله تعالى وأعلم.



وبعد فترة المصالحة أي الهدنة، بين المسلمين والنصارى وبعد الانتصار المؤزر الذي حققوه على عدوهم، وفي طريق العودة للجيش المنتصر تتكشف حقيقة النصارى حيث يرفع أحدهم الصليب ويقول انتصر الصليب، فيغار رجل من المسلمين المؤمنين على دينه - دين التوحيد -، فيقوم إلى ذلك الرجل فيدفعه ويقتله، فعندئذ يغدر الروم بالمسلمين وتقع الملحمة الكبرى التي أخبر عنها الصادق الصدوق عليه الصلاة والسلام وهنا يتجلَّى قول الحق جلَّ وعلا ) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ( [29] .

وإليك أخي المسلم نص الحديث قال صلى الله عليه وسلم : {ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب! فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر القوم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف} [30] - أي ثمانمائة ألف جندي -.

وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم : {اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا} [31]. أي حوالي تسعمائة وستون ألف جندي وهذا على الأغلب.



وهنا لنا وقفة للتوضيح وهي: أن هذا الصلح مع الروم الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم يكون بعد تحرير أرض فلسطين من أيدي المغتصبين اليهود، إخوان القردة والخنازير بعون الله تعالى، والدليل على ذلك:

أن المهدي # عندما ينصره الله سبحانه وتعالى بخسف الأرض بأعدائه ويشد الله عزيمته بتأييد المؤمنين له وبيعته ويظهره الله علي جزيرة العرب كافة، بعد ذلك يقيم الخلافة في بيت المقدس، حيث جاء عن عبد الله بن حوالة الأزدي، قال: وضع رسول الله r يده على رأسي أوقال: على هامتي، ثم قال: {يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك} [32].

والمقصود من قوله عليه الصلاة والسلام: {فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام} أي لقرب الساعة وعلاماتها الكبرى تكون وقتئذٍ على الأبواب، حيث أول تلك البلابل خروج المسيح الدجال عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وخروج يأجوج ومأجوج لعنهم الله وغير ذلك وسنأتي لتفصيل ذلك عند بدء الحديث عن أشراط الساعة الكبرى إن شاء الله تعالى.

وقال أيضاً: {خراب يثرب عمران بيت المقدس} ومعنى خراب يثرب أي هجران أهلها لها باتباعهم للمهدي ونزولهم في بلاد الشام لأنها ستكون خير بقاع المسلمين وقتئذٍ، كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأوصى أصحابه للعيش بها، حيث قال صلى الله عليه وسلم : {يتركون المدينة على خير ما كانت؛ لا يغشاها إلا العوافي (يريد: عوافي السباع والطير)، وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحشا…} [33].

ومعنى عمران بيت المقدس أي سيعمر بيت المقدس ويتنفس الصعداء بأهله الموحدين المؤمنين المخلصين الذين سيقيمون دار الخلافة فيه، بينما كان يرضخ لأحقر وأذل قوم على وجه الأرض خلال أسره في أيدي إخوان القردة والخنازير، ومما صحَّ عن الحبيب صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في هذا الباب نذكر منها: قوله صلى الله عليه وسلم : {صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده} [34]. وقال أيضاً: {عقر دار المؤمنين بالشام} رواه الطبراني عن سلمة بن نوفل وهوفي صحيح الجامع (4014)

وقال أيضاً: {يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه، ينزوي كل ماء إلى عنصره، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء} [35]. أي يكون الخير كله هناك – وبلاد الشام، تشمل فلسطين وهي قلب الشام وسوريا ولبنان والأردن - وتخص فلسطين بأنها أرض الرباط لقوله صلى الله عليه وسلم : {أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان} [36].

وقال أيضاً: {لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة، كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك، حتى يلبسوا له أبدان الدروع}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {هم أهل الشام، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يؤمئ بها إلى الشام حتى أوجعها} [37].

وجاء أيضاً عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق}، قال ابن حوالة: خر لي يارسول الله إن أدركت ذلك، فقال: {عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبى إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله} [38].

وجاء أيضاً: عن زيد بن ثابت الأنصاري t قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

{ يا طوبى للشام! يا طوبى للشام! يا طوبى للشام}! قالوا: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: {تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام} [39].

وجاء أيضاً: عن عبد الله بن عمروقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هونور ساطع عمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام} [40].

وجاء أيضاً: عن عبد الله بن حوالة أنه قال: يا رسول الله، اكتب لي بلدا أكون فيه، فلوأعلم أنك تبقى لم أختر على قربك. قال: {عليك بالشام - ثلاثا} فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته للشام قال: {رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: نحمل عمود الإسلام، أمرنا أن نضعه بالشام، وبينا أنا نائم رأيت كتابا اختلس من تحت وسادتي، فظننت أن الله تخلى من أهل الأرض، فأتبعت بصري، فإذا هونور ساطع بين يدي، حتى وضع بالشام، فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله} [41].

وجاء أيضاً: عن سالم بن عبد الله عن أبيه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس} قلنا: بما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: {عليكم بالشام} [42].

وجاء أيضاً: عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، عن أبيه، عن جده قال: قلت يا رسول الله أين تأمرني؟ فقال: {هاهنا وأومأ بيده نحوالشام …} [43].

وجاء أيضاً: عن واثلة بن الأسقع t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {يجند الناس أجنادا جند باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق وجند بالمغرب}، فقال رجل: يا رسول الله خر لي إني فتى شاب فلعلي أدرك ذلك فأي ذلك تأمرني قال: {عليك بالشام} [44].

وجاء أيضاً: عن أبي هريرة t : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرم العرب فرسا، وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين} [45].

وجاء أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للشام بالبركة فقال: {اللهم بارك لنا في مكتنا اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا}. فقال رجل: يا رسول الله وفي عراقنا. فأعرض عنه فرددها ثلاثا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا فيعرض عنه، فقال: {بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان} [46].



فالخلافة إذاً ستنزل في بيت المقدس، وهل يُعقل أن خلافة إسلامية تكون في بيت المقدس واليهود ما زالوا فيه بالطبع هذا هراء، وقد يقول قائل:

إن المهدي هوالذي سيحرر فلسطين من براثن اليهود ثم يقيم الخلافة هناك. أقول:

إذا كان الأمر كذلك فهل هذا الشيء غاب عن النبي r الذي أخبر عن المعارك التي سيقودها المهدي ضد أعداء الله، ولم يأت ذكر معركة مع اليهود، باستثناء هذا الحديث الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود} [47].

فهذا الحديث يدعم الذي قلناه وهوبعد أن يمُنَّ الله تعالى على عباده المؤمنين بنصرهم على أعدائهم الروم، وفتح قسطنطينة يرجعون إلى بيت المقدس مقر الخلافة، فيخرج الدجال عليه لعنة الله عندئذٍ يتبعه سبعون ألفاً من يهود أصبهان، فيأتون من خارج فلسطين وليس من داخلها ويحاصرون الخلافة الإسلامية في بيت المقدس، وبعد مقتل عدوالله الدجال على أيدي المسيح ابن مريم # فيختبئ اليهود وراء الأحجار والأشجار فيتتبعهم المهدي # ومن معه من المؤمنين لقتلهم، وسيأتي الحديث عن هذه المعركة بالتفصيل إن شاء الله تعالى عند ذكر الدجال لعنه الله تعالى …….

إذن إن الصلح مع الروم سيكون بعد تحرير فلسطين من السرطان الأكبر في قلب العالم الإسلامي كما ذكرنا، حيث لم يأت من الأحاديث التي تشير إلى ذكر لليهود في الصلح مع الروم ولا في القتال ضد العدوالذي سيغزوه جيوشهم - أي جيش المسلمين وجيش الروم، وكذلك عندما يغدر الروم بالمسلمين على أثر مقتل رجل منهم على يد رجل مسلم غيور على دينه، فيأتون في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة ألاف وفي رواية اثني عشر ألفاً لم يكن هناك ذكر لليهود مطلقاً بهذه المعركة والتي هي الملحمة الكبرى كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث التي سنوردها لاحقاً.

فلما يفتح الله فارس في وجه الجيش الإسلامي وقائدهم الخليفة الراشد المهدي محمد بن عبد الله عندئذٍ يأتي جيش الروم الجرار وينزلون بالأعماق أوبدابق، وهما موضعان بالشام بالقرب من حلب وقيل هي بشمال سوريا. فيخرج إليهم جيش المسلمين بإمرة المهدي من المدينة المنوَّرة، والله أعلم أن المهدي # ومن معه من المؤمنين لما ينتهون من فتح فارس يلجؤون إلى المدينة المنورة ولما يسمعون بخروج الروم يخرجون إلى الشام فيقيمون معسكر قيادتهم بالغوطة أوما يسمى - بغرفة العمليات - كما جاء في الحديث: {فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ} [48].

وبعد ذلك ما الذي يحصل! ! استمع لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في حديثه الذي رواه أبي هريرة t قال: {لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أوبدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، ويسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه عدوالله - الدجال - ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلوتركه لذاب حتى يهلك، ولكن الله يقتله بيده، فيريهم دمه على حربته { [49] .

فبين هذا الحديث أنَّ الجيشين لما يصطفان للقتال يقول الروم للمسلمين سلِّموا لنا الذين أصابوا منَّا - سواء بالقتل أوبالأسر- كي نقتلهم، فيرفض المسلمون أن يسلِّموا أحداً من إخوانهم لأعداء الله وأعدائهم.

ولما يرفض المسلمون طلب الروم وعندما يتحقق وقوع القتال بينهم ينخذل ثلث جيش المسلمين فيجبنون فلا يستطيعون القتال فيفرون من أرض المعركة فأولئك يتبرَّأ الله منهم فلا يتوب عليهم أبداً - أي من ذلك الإثم، إثم الفرار من الزحف -، والثلث يستشهدون فيكونون خير شهداء أهل الأرض يومئذٍ والثلث الباقي ينتصرون يفتح الله عليهم فهؤلاء يعصمهم الله من الفتن فلا تضرهم بعد ذلك فتنة ما دامت السماوات والأرض .

وإلى تفاصيل أحداث تلك المعركة إليك أخي المسلم الآتي:

فقد جاء في الحديث المرفوع برواية مسلم عن يسير بن جابر قال: (هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجير فقال: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة جاءت الساعة، فقعد عبد الله بن مسعود فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحوالشام ثم قال: عدويجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني، قال: نعم، وتكون عند ذلكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع، نهد إليهم أهل الإسلام، فيجعل الله الديرة عليهم (على الروم)، فيقتتلون مقتلة لم يُرَ مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعادوا بنوالأب كانوا مئة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أوبأي ميراث يقاسم).

نتبيَّن من هذا الحديث كيف سيكون سريان تلك المعركة، ستكون المقتلة أوالمعركة عظيمة في نزال متواصل لمدة أربعة أيام لا تهدأ فيها السيوف إلا بليل يحجز بينهم وبنهاية اليوم الرابع تتمخَّض الحرب عن النتائج الآتية:

1- ينهزم الروم هزيمة منكرة لم يروا مثلها ويقتل منهم أعداد كثيرة لا يعلمها إلا الله تعالى، فيهلك معظمهم ويجعل الله الدائرة عليهم .

2- ينصر الله تعالى عبده المهدي # بعد أن يلاقي المسلمون شدة وبلاء عظيمين وبعد أن تبلغ القلوب الحناجر وبعد أن يبتلوا بخذلان ثلث جيشهم، وقد زلزلوا زلزالا شديدا عندها يأتيهم نصر الله تعالى الذي وعد به عباده المؤمنين وكان أمر الله مفعولا، وهنا يتجلَّى قول الحق جلَّ في علاه: ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( [50] . وقوله تعالى: ) …ِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ( [51] .

وهنا لنا وقفة للتبيان وهي كما ذكرنا سابقاً أن خروج المهدي سيكون بعد تحرير فلسطين بعون الله تعالى، وبعد بطلان السلاح الحديث على أغلب الظن، وذكرنا الأدلة على أن تحريراً سيكون بعون الله تعالى قبل المهدي، وأما أدلة بطلان الأسلحة الحديثة التقنية فهوالآتي:



* أدلة بطلان الأسلحة الحديثة على ضوء الكتاب والسنة.



أولاً: آية في كتاب الله تبين أن الحضارة والتقدم سيصلان إلى ذروتهما وعند ذلك يظن أهل الأرض من علماء وباحثين وصانعين أن يكون بإمكانهم عمل أي شيء أوتنفيذ أي اختراع فعند ذلك يأتي أمر الله تعالى إلى الأرض فتصبح قفراً بعدما أغناها الله به من حضارة وتقدم والدليل في قول الله جل وعلا:

) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرض مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَونَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [52] ( .



ثانياً: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون بيننا وبين الروم مقتلة عظيمة لم يُرَ مثلها عند مرج دابق في الشام – وللتعرف إلى مرج دابق فإن مرجا تعني: السهل الكبير الواسع بالإضافة إلى بعض الوديان تتخله وفيه بعض التلال، وأما كلمة دابق: هواسم مذكر لبلد وهوفي الأصل اسم نهر .

ومرج دابق هي قرية تقع في شمال سورية وهي إحدى قرى مدينة تمزاز التي تتبع بدورها لمدينة أومحافظة حلب، وتبعد عن مدينة حلب أربعة فراسخ – الفرسخ ثلاثة أميال، والميل = 1748متراً.

وهي مرج معشب كثير العشب، وكان ينزل به بنومروان، كذلك فيها قبر الخليفة سليمان بن عبد الملك، كذلك يحده شرقاً قرية صغيرة يقال لها دويبيق، كذلك في هذا السهل كانت هناك المعركة الفاصلة في التاريخ بين المماليك والعثمانيين وانتصر فيها العثمانيون سـنة (1516)م .

ويكون عدد الروم تسعمائة وستون ألف جندي مع قلة عدد المسلمين وقد نبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في الحديث الصحيح فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم {.. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ثم يشترط المسلمون شرطة للموت ….} [53] إلى نهاية الحديث حتى يأتي اليوم الرابع فيفتح الله على المسلمين بالنصر المؤزر بعونه تعالى، وفي هذا الحديث إشارة واضحة أن هذا القتال يدور بالنهار فقط حتى يحجز الليل بين المسلمين والكفار وهذا خير دليل على أن الحرب ستكون حينئذ بالسيف والرمح وغير ذلك وليس بالسلاح الحديث الذي نعرفه الآن لأننا نعرف جميعاً أن أفضل أوقات الحرب للمعركة في زمننا هذا هوالليل أوعلى الأقل لا يحجز الليل بين المتقاتلين ولا يكون سبباً لتوقف القتال وكذلك بين الحديث أن المسلمين والروم رغم كثرة العدد يتجمعون في مكان واحد متقابلين وهذا لا يستساغ فهماً ولا يُقبَل عقلاً بأي حال من الأحوال مع بقاء السلاح الحديث، ولعدة أسباب أيضاً منها: أن منطقة مرج دابق هي منطقة تعد صغيرة فلا تكاد تستوعب تلك الجيوش الجرارة بسلاحها الأبيض وهي الرماح والسيوف والنشب، فكيف إذا كانت تلك الجيوش مدججة بكافة الأسلحة الحديثة، هذا محال ولا يكون ذلك إلا في الخرافات أوفي قصص ألف ليلة وليلة، وهنالك بعض المعلومات العسكرية التي نستند إليها بكلامنا هذا وقد أخذناها من بعض الخبراء العسكريين أصحاب الخبرة حول تجهيز الجيوش والذي أفادنا ببعض المعلومات وهي:

1- أن الجيش يتكون من أربعة فرق وهوقابل للزيادة في حالة الحرب .

2- والفرقة أربعة ألوية وإذا كانت مجحفلة يصل تعدادها ما يقارب من 15 ألفا إلى 20 ألف جندي.

3 - واللواء يتكون من أربع كتائب .

4 - والكتيبة تتألف من أربع سرايا وفي حالة الحرب قد تصل الكتيبة إلى ست سرايا .

5 - والسرية تتكون من 11 دبابة .

6 - والدبابة تغطي مداها 21 k )) مثل الدبابة مركافا وهي صناعة يهودية ومثل الدبابة ( 54 T- ). ××

نفهم من هذا أن الكتيبة تتكون من -48- دبابة، واللواء يتكون من- 484=192- دبابة، والفرقة تتكون من - 1924=768 - دبابة مع -20- (عشرين ألف جندي)، فكيف إذا كان جيش تعداده -960 - ألف جندي أي ما يقارب المليون جندي فكم يكون تعداد الآليات معه؟؟! !! وأي بلاد تستوعبه! ! .

وأيضاً هناك وفي الجهة المقابلة الجيش الآخر وهوفي هذه المعركة جيش المسلمين، وإن كان تعداده أقل من جيوش الكفر ولكنه يشكل مساحة على الأرض. ولوكان القتال بالسلاح الحديث فيجب أن يكون هناك مسافات بينهما وهي على النحوالتالي:

2 - نقطة تجمع اللواء المكون من أربع كتائب يبعد عن خط القتال من - 35 إلى 40 كم - هذا في الهجوم وهوخلاف الدفاع الذي يكون فيه خط الدفاع الرئيسي عن الحدود - 65 كم -.

3 - وخط انتشار الكتائب في الهجوم من - 8 إلى 12 كم - من خط القتال .

4 - وخط انتشار السرايا في الهجوم من- 4 إلى 6 كم - من خط القتال .

5 - وخط انتشار الفصائل في الهجوم من – 2 إلى 3 كم - من خط القتال .

وكذلك هناك تغطية جوية من طيران مقاتل إلى مروحيات وغير ذلك ومن المعلوم عند المتخصصين ان مرحلة هجوم الطائرات المروحية من مسافة انتظار - 35 كم - وتبدأ بالقصف من مسافة - 8 كم إلى 15 كم - ومرحلة استخدام الطائرات المقاتلة تبدأ بالهجوم من مسافة - 70 كم إلى 80 كم - فبعد هذا كله أيقول عاقل إن هذه المعركة ستكون بالسلاح الحديث؟؟ !!



ثالثاً: بين الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه بعد قتال الروم ستفتح قسطنطينة وأن المؤمنين عندها يقسمون الغنائم بينهم وقد علقوا سيوفهم على شجر الزيتون وهنا يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن القتال سيكون بالسيف ولا نرى أننا يجب أن نؤوِّل حديث الرسول إلى غير تأويله .



رابعاً: عندما يسمع المسلمون صياح الشيطان يخبرهم بخروج المسيح (الدجال) عند ذلك يبعثون جماعة لاستطلاع الأمر مكونة من عشرة فرسان من خيرة فرسان أهل الأرض يومئذ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قا لصلى الله عليه وسلم {إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم} ولوكان سلاحنا الحديث هنا موجودا مثلاً لاختلف وضع الاستطلاع كما نعرف جميعاً ولكن هذه إشارة واضحة جلية أن هذا السلاح لن يكون موجوداً في ذلك الزمان، بل يكون في خبر كان!.

خامساً: خروج الدجال في آخر الزمان يصاحبه سبعون ألفاً من أتباعه من اليهود كلهم ذوسيف محلى وساج كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبوأمامة الباهلي t وقد بين هذا الحديث أن الدجال لم يأت بطائرات ولا آليات مدرعة، ولم يأت مستخدماً السلاح الذي نعرفه الآن وإنما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يتبعه سبعون ألفاً عليهم الطيالسة.

وكذلك عندما يَمُن الله على المؤمنين بمقتل الدجال على يد المسيح # يرى المؤمنون دم الدجال على حربة السيد المسيح # ثم بعد ذلك اختباء اليهود وراء الأحجار والأشجار، كل هذا يدل على اختفاء السلاح الحديث الذي نعرفه الآن، حيث من المعلوم أن اليهود لا يقاتلون جميعاً إلا في قرى محصّنة أومن وراء جدر، كما أخبر بذلك الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وهذا ما نشاهده اليوم على الحقيقة،

فكيف لهؤلاء الجبناء أن يتَّققُوا من الطائرات والصواريخ والمدافع وحتى البنادق الصغيرة خلف الحجر والشجر والدواب؟!! هل يقول بهذا عاقل؟.

سادساً: خروج يأجوج ومأجوج بالرماح والنشب وليس بحاملات الطائرات ولا بالآليات المدرعة ولا بحاملات الجنود ولا بغيرهم، إذ أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلمين سيوقدون سبع سنين من قسيهم ونشبهم وأترستهم بعد القضاء عليهم من قبل جند الله تعالى الذي أرسله عليهم.



سابعاً: قال الرسول صلى الله عليه وسلم {----- يا عباد الله فاثبتوا – أي عند خروج الدجال - قالوا يا رسول الله ما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قالوا يا رسول الله فذلك اليوم كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا اقدروا له} [54].



ثامناً: ليلة طلوع الشمس يكون مقدار تلك الليلة بليلتين أوثلاث من باقي الليالي، ولا يعرف ذلك إلا المتنفلون أي الذين يقيمون الليل، فيرقدون ثم يستيقظون لصلاة الليل، ثم ينامون ثم يستيقظون وهكذا والفجر لم ينفجر بعد - وهذا ما سنذكره عند آية طلوع الشمس من مغربها - الشاهد هوأن التوقيت الزمني بالساعات يذهب هوالآخر، وإلا هذا المتنفل كان بإمكانه أن يضبط منبهه على الوقت الذي يريده من الليل وانتهى أليس كذلك؟.



تاسعاً: في آخر علامة من علامات الساعة الكبرى وهي (نار تخرج من قعر عدن تحشر الناس إلى محشرهم)، الشاهد أن الناس يفرون من تلك النار العظيمة لا بطائراتهم ولا بسفنهم ولا بمركباتهم، بل على الإبل، وصفة هذه النار (أنها تقيل مع الناس حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا)، ومن المعلوم عند كل ذي لب أن الفار من الموت لا بد أن يستخدم أسرع ما يملك من وسائل النقل للفرار منه، فكيف إذا كان الموت بواسطة نار عظيمة هي أعظم نار عرفتها الدنيا فبالله عليك هل يفر منها الفار على ظهر بعير قد لا تتجاوز سرعته ثلاثين أوأربعين كيلومترا في الساعة وعنده الطائرات النفاثة والسفن الحديثة والمركبات وغير ذلك، فهل هذا يعقل؟!!!

إذن التوقيت الزمني بالساعة يذهب ولا يبقى من مظاهر حضارتنا العلمية هذه شيئاً أبداً وإن كنا لا نعرف الكيفية التي ستنتهي بها هذه الحضارة ولكننا نصدق ما جاء على لسان رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ونود أخيراً أن نقول إن من يَرُد أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فهوعلى شفا هلكة ولوحديثاً واحداً، كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: {من رد حديثاً صحيحاً عن رسول الله فهوعلى شفا هلكة}.

ولا يجوز أن نصرف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير الوجه الذي ذكره، - أي لا نأولها ونحملها على أنها مَجاز - إلا إذا لم تقبل ذلك المعنى.

فيتبين من خلال هذه الأحاديث أن المعركة العنيفة بين المسلمين وبين الروم والتي سميت بالملحمة الكبرى، التي لم يُرَ مثلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، وستدور رحاها في بلاد المسلمين في سوريا أودمشق، أي في بلاد الشام بمكان يسمى الأعماق أودابق كما بيَّنا ذلك ومكان موقعها .

والروم حين يجمعون للمسلمين يأتون تحت ثمانين غاية أوراية وتحت كل راية اثنا عشر ألفا كما ذكر النبي r ، فيقولون: للمسلمين خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون لأهل الروم: لا والله لا نخلي بيننا وبين إخواننا، وهذا يدل على أن كثيراً من النصارى – نصارى الغرب - '' أوروبا وأمريكا " ــ سيسلمون ويقاتلون مع المسلمين، فيريد الروم أن يبدءوا المعارك مع المسلمين لينتقموا من أولئك الذين تركوا معسكرهم وأسلموا لله عز وجل، فتبدأ المعركة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : {ستقتتلون مقتلة عظيمة لم يُرَ مثلها} رواه مسلم وينصر الله عز وجل المهدي # في هذه المعركة وكتائب جيش التوحيد بمنَّة من الله وفضل. وبعد انتهاء المعركة العنيفة والتي لم يُرَ مثلها كما بيَّن الحبيب r وأخبر، يستريح المسلمون بعد ذلك ويعلقون سيوفهم على شجر الزيتون، ويبدؤون بتقسيم الغنائم والحزن يعتلي قلوبهم لفقد آبائهم في تلك المعركة وأبنائهم وإخوانهم كما قال صلى الله عليه وسلم : {… فيتعادُّ بنوالأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا رجل الواحد، فبأي غنيمة يُفرَح أوأي ميراث يُقسَم …. } رواه مسلم.

ولكن هل انتهت المعارك بين أهل الإيمان وأهل الكفر بانتهاء هذه المعركة؟ بالطبع لا، فسرعان ما ينتهون من هذه المعركة ويأخذون قسطاً من الراحة يسارع الأمير المبارك المهدي # بإعطاء أوامره بالتحرك إلى قسطنطينة حيث إن العمل ما زال أمامه كبير وعمره t على تحصيله قليل فهوموقن يقينا قطعياً لا تشوبه شائبة أنه سيمكث في هذه الأرض بضع سنين بعد خروجه تصديقاً لما أخبر به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .



وهنا تبدأ المعركة الرابعة: فتح القسطنطينية: - وهي الأستانة أوأسطنبول وهي تركيا حيث من المعلوم أنها كانت عاصمة الخلافة الإسلامية ولزمن بعيد حتى جاء عدوالله العميل الاستعماري كمال مصطفى أتاتورك فألغى الخلافة الإسلامية وارتضى العلمانية بدلاً عنها - وقد أخبر النبي الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بأن القسطنطينية ستفتح بقيادة المهدي #، ولكن العجب أن القسطنطينية لن تفتح برمح ولا بسيف ولا بخيل، وإنما تفتح بسلاح عظيم لا يفوقه سلاح ولواستخدمته الأمة بحق ويقين ما استطاع أن يصمد أمامها أعتى جنود الأرض، وذلك السلاح الرباني، سلاح التوحيد وهي: لا إلـه إلا الله، الله أكبر .

فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر}- قالوا نعم يا رسول الله سمعنا بها، فقال عليه الصلاة والسلام: {لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولون: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون لا إله إلا الله، والله أكبر فيفرج لهم، فيدخلونها، فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون}، وفي رواية: {فبينا هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون،إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون}، وذلك باطل- أي كذب من الشيطان حتى لا يتم على المؤمنين فرحتهم بنصر الله المؤزر لهم، فيرفضون – أي يتركون - ما في أيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارس طليعة). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس، أومن خير فوارس، على ظهر الأرض يومئذ} [55].

ذكر النبي r الفوارس وأنه يعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، وإن من المسلمين من لا يصدق هذا الكلام ولوكان من عند المصطفى الصادق عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء الذين يعبدون العقل من دون الله عز وجل، ويقدمون العقل على النقل وإن صح، وإننا لا نقلل من شأن العقل، ولكن نور العقل لا يصطدم مع نور الوحي أبدا.

إن نور الوحي لا يطمس نور العقل أبدا، بل يباركه ويزكيه ويقويه)، لكن لا ينبغي على الإطلاق أن يقدم العقل على صحيح النقل، وإن صح النقل عن الله ورسوله، بل ينبغي أن نسلم وأن نعلم يقينا بأن الله سيهئ الكون في لحظة يريدها ليقع ما أخبر به نبيه الصادق المصدوق والذي لا ينطق عن الهوى، وليس لمخلوق على وجه الأرض أن يقف على كيفية ذلك. وهكذا تفتح القسطنطينية بلا قتال ولا سلاح ولا سهام.



وأخيراً هل انتهت المعارك التي يشارك بها المهدي # بعد فتح قسطنطينة؟

الجواب - لا - لم تنته معارك المهدي ومن معه من المؤمنين الصادقين المتقين.


منقول

قام بآخر تعديل حوريـ الدعوة ـة يوم 17-09-2009 في 11:45.




http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=479857&highlight=%C7%E1%E3%E5%CF%ED