المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القدس لا توحدنا، بل الإسلام!


تراب
10-06-2009, 05:52 PM
القدس لا توحدنا، بل الإسلام!

أيها الناس: في كل مرة يتم فيها اقتحام المسجد الأقصى يتباكى الإعلام الكاذب على القدس ومقدساتها، وتنتشر الدعوات الاحتجاجية من قبل الجهات غير الحكومية من أحزاب وتجمعات وجمعيات وحركات إسلامية وغير إسلامية ( ولا أعمم) للقيام بمسيرات إو إصدار بيانات، أو غير ذلك من الأعمال التي لا ترفع عن الأقصى شيئاً من الظلم أو القهر أو الاحتلال إلا أنها تكون هبّة لله ونصرة للأقصى الشريف. هكذا تعودنا ونحن نراقب اقتحامات المسجد الأقصى وغيرها من الأحداث القهرية والممارسات القمعية والأعمال التدميرية والإساءات الفظيعة التي يرتكبها الكفار بحق المسلمين ومقدساتهم وأبنائهم ودينهم وقرآنهم ونبيهم عليه السلام!

أيها الناس: لما قام علج من علوج الكفار بإضرام النيران في المسجد الأقصى المبارك، كان من المفروض بعد هذه الحادثة النكراء أن تقوم جميع الجيوش الإسلامية بالتحرك الفورى في نفس اليوم، لسحق هذا العلج ومن معه جميعاً.

ويُروى عن جولدا مائير رئيسة وزراء ما يسمى بـ"إسرائيل" في ذلك الوقت أنها لم تنم في ليلة حريق الأقصى في انتظار ردة فعل المسلمين التى ستدمر الكيان الصهيونى بمن فيه انتقاماً لأحد أهم المقدسات الإسلامية، فوصفت يوم حريق الأقصى بأنه أسوأ أيام حياتها على الإطلاق، لكن وبعد تخاذل المسلمين عن نصرة الأقصى قالت جولدا مائير أن اليوم التالى للحريق هو أسعد أيام حياتها؛ وقبل حريق الأقصى تم احتلال فلسطين فى العام ولم يتحرك المسلمون فى شتى أنحاء العالم، وتركوها تقع فريسة المؤامرات الصليبية الصهيونية والحكام الخونة. وقامت "إسرائيل" بضرب المفاعل النووي العراقي، ولما سألوا رئيس وزراء "إسرائيل" وقتئذ مناحيم بيغن عن رد الفعل العربى بعد هذه العملية، وهل هذا الحدث سيدفع الدول العربية للتضامن مع العراق ومواجهة الكيان الصهيوني؟ أجاب: أعتقد أنهم سيتكلمون كثيراً، ثم سرعان ما ينسون!

وهذا ما حصل بالفعل، لقد تكلموا بعد مجزرة صبرا وشاتيلا ثم نسوا، وتكلموا بعد مذبحة المسلمين المصلين الساجدين في المسجد الإبراهيمي ثم نسوا، وتكلموا بعد مجزرة المسلمين في قانا وجنين وخان يونس ثم نسوا، وتكلموا بعد محرقة المسلمين في غزة قبل أشهر معدودة من هذا العام ثم نسوا، ومن قبل ما تكلموا بعد احتلال العراق ثم نسوا، وتكلموا بعد احتلال أفغانستان ثم نسوا...

أيها الناس: واليوم، نتابع حلقة أخرى من حلقات مسلسل الشجب والاستنكار والإدانة والمناشدة وغير ذلك من ألفاظ الخزي والعار، حيث تستمر التحركات والبيانات التضامنية مع الأقصى والقدس في لبنان، جراء الاعتداءات الصهيونية التي جرت الأحد الماضي.

وعلى ذمة صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر يوم أمس، تنفذ في لبنان الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق اعتصاماً اليوم، بعد صلاة الجمعة، وقد دعت الحملة في بيان لها إلى تحرك تضامني شعبي كبير تحت شعار «القدس توحدنا»، وعقدت الحملة لقاء تشاورياً في دار الندوة، حضره رئيس مجلس إدارة الدار ونواب ووزراء سابقون - وليس حاليين - ومسؤولون من منظمات مختلفة، وقدّم منسق الحملة ورقة تضمنت اقتراحات للعمل، ومنها اقتراح لكل المؤسسات الشعبية العربية من أحزاب وحركات ومؤتمرات واتحادات ومنظمات «ليكون هذا اليوم يوماً للأقصى تنفذ فيه اعتصامات ومسيرات ومهرجانات على امتداد الوطن العربي والعالم، وأن تتجاوب القيادات الوطنية الفلسطينية مع نداء الأمة كلها بالمصالحة والوحدة وتجديد الانتفاضة ووقف المفاوضات باعتبارنا نواجه عدواً لا يفهم سوى لغة المقاومة! كما عقد اللقاء التشاوري الإسلامي اجتماعاً طارئاً في بيروت لبحث الانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأصدر المجتمعون بياناً شجبوا فيه «الهجمة الصهيونية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك»، كما استنكروا «الصمت الرسمي العربي والدولي»، مطالبين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الكيان الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية كافة. كما أصدر منتدى الفكر والأدب - صور بياناً طالب فيه النظام الرسمي العربي بوقف كل أشكال التطبيع والمفاوضات وقطع العلاقات مع النظام الصهيوني. ودعا كل مؤسسات الرأي وهيئات المجتمع المدني اللبناني للقيام بأوسع تحرّك شعبي وديموقراطي لرفض تدنيس الأقصى». كما دعا كل مؤسسات الرأي وحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات أن تتنبة الى خطورة المشروع الصهيوني ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس، ونسوا توغل القوات الإسرائيلية حتى بيروت وحصارها!

لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادى
وناراً لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد

ونقول للقوم المخدوعين بالشعارات الزائفة، والإجراءات العقيمة: إن القدس لا توحدنا، بل الإسلام يفعل ذلك بنا كما فعله بمن هم خير منا. فالاسلام هو من وحد الصحابة لا الكعبة المشرفة!

ولا يُشرفني أن أكون جنبا لجنب من يقول الله ثالث ثلاثة في أي قضية ما دام لا يخضع لسطان المسلمين.

أيها الناس: أرأيتم حجم الهامش الاحتجاجي المسموح به لكم على اقتحام الأقصى وحرقه وقتل المصلين فيه، واحتلال فلسطين والعراق وأفغانستان، وأعمال القتل والتهجير والنهب والسلب التي تمارس ضد المسلمين في كل مكان؟ وبالله عليكم، هل تتناسب هذه الأعمال الاحتجاجية مع حجم الاعتداءات الإجرامية؟ كلا، والله، لا تتناسب، ولا يمكن أن تكون هذه ردات أفعال خير أمة أخرجت للناس، ولا تقبل هذه الأعمال الفارغة من أي محتوى احتجاجي حقيقي بأي حال من الأحوال. وما هكذا أمرنا ديننا أن نفعل، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال عز وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}.

لقد أجمع أهل العلم أن العقوبة بالمثل الواردة في الآيات ليست خاصة بالمُثلة التي كانت سبباً لنزول إحداها، بل هي عامة في القصاص والحدود والمعاملة مع الكفار ومع فساق المسلمين الظلمة، فإذا جاز الاقتصاص من المسلم بمثل جريمته، فلأن يجوز معاملة الكافر الحربي بمثل معاملته للمسلمين من باب أولى مع بعض القيود.

ومن المشاهد أن الكفار اليوم قد قتلوا أبناء المسلمين ونساءهم وشيوخهم بغير ذنب اقترفوه في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها، وكذلك في كل البلاد التي دخلتها أمريكا، ودنسوا مقدساتهم بعد أن احتلوا أرضهم، وإن في الشريعة الإسلامية حكماً بالقصاص من كل معتدٍ أثيم، ومعاملته بالمثل، ومن أنواع المعاملة بالمثل تطبيق قانون المعتدين الذي حكموه فينا، فإن قتلوا مدنينا نقتلْ عددا مماثلاً من مدنيهم، وإن اقتحموا مقدساتنا نقتحمْ مقدسات مماثلة لهم، وإن حرقوا زروعنا نحرقْ من زروعهم مثلها، وإن سبوا عدداً من نسائنا نسبِ عدداً مماثلاً من نسائهم، وأمرهن موكول للخليفة يمنُّ أو يَقسم! ولا يخفى على أحد أن الذي يستطيع فعل ذلك كله هو دولة الخلافة الإسلامية،

أيها الناس: إن المسجد الأقصى يرسل إليكم رسالة جديدة فيقول:

أين الرجال؟ أين الجيوش؟ أين المجاهدون في سبيل الله؟

أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، أين خلافتكم أيها المسلمون؟

يقول المسجد الأقصى: إن منبري يئن تحت وطأة خطب جوفاء لا تليق به، أين محب الدين بن الزكي الذي افتتح خطبة تحريري من الصليبيين بقوله: الحمد لله الذي رد على المسلمين هذه الضالة من الأمة الضالة؟

يقول المسجد الأقصى: لا تحررني الحجارة فلدي منها الكثير، ولكني أريد حديداً يفل حديدي،

يقول المسجد الأقصى: فكوا أسري وانثروا حجارتي في كل شبر من فلسطين فلست أبالي، واجمعوا حجارة أخرى غيرها، وارفعوا القواعد من البيت على أنقاضي، وابنوا أقصاكم الجديد الذي يتسع للقريب والبعيد.

يقول المسجد الأقصى: لا تخافوا علي من زحف يهود، وخافوا علي هرولة الحكام نحو السلام المزعوم والتطبيع وفتح الحدود، فقد وُطئت يوم زارني السادات، وفجعت يوم رأيت وجه ماهر، فلولا أنكم صفعتموه بالنعال لتمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني.

يقول المسجد الأقصى: ولست أبالي حين تقصفني طائراتكم ودباباتكم، ولو نثرت رمالي، وبلغ دخانها عنان سمائي، ولست أجزع أن تمس نار التحرير ثيابي، ولست أندم إن شوه المجاهدون زخارفي وقبابي، فلا أريد ترميماً ولا تزييناً ولا مؤتمراً، أقول لكم: تعالوا حرروني واسلخوا جلدي، واكسروا عظامي، تعالوا خلصوني من الشرك الذي اعتراني، والفسق الذي قطع أوصالي، فإني لا أطيق صبراً على فراق توحيدي وقرآني وإسلامي.

يقول المسجد الأقصى: ضقت ذرعاً ببطاقات الهوية التي تعلنون، فلست فلسطينياً ولا عربياً ولا أعجمياً، وإنما أنا مسلم شقيق المسجد الحرام من أمه وأبيه، فلا مرحباً بفلسطينيتكم، ولا مرحباً بعروبتكم ولا بأعجميتكم، وإني أحملكم أمانة أن تقولوا لهم: فلا كيل لكم عندي ولا تقربون، كفوا عن التآمر علي من قبل أن يطمس الله وجوهكم فيردها على أدبارها، أو يلعنكم كما لعن أصحاب السبت، يا أصدقاء أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولاً.

يقول المسجد الأقصى: لقد مللت شعاراتكم يا أحبتي، "ولن ننساك يا أقصى"! فمن لا ينساني يعمل لإنقاذي، ولو كنت على بالكم لما هادنتم ولا هنتم، ولا طأطأتم الرأس للسلطان الذي خذلني وخذلكم، وسلمني لأعدائي وسلمكم، وفي الأسر أوقعني وأوقعكم.

يقول المسجد الأقصى: ألا هبوا لتحريري، فإن الأسر أعياني، فلا الحكام تنقذني، ولا الحراس تنجدني، وإني لرب الكون أشكوكم، أريد خليفة ثاني، برُشد الأمر يأتيني، ولَجب الجيش يغشاني، فذا والله أنشده، سبيل الفك للعاني.

أجل أيها المسلمون، هذه هي المعضلة التي يواجهها المسجد الأقصى، وما لم تحل تلك المعضلة فسيبقى المسجد الأقصى أسيراً. فكما فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول مرة بالجيوش التي حاصرت بيت المقدس أياماً كانت حوله كالجراد، وكما حرره صلاح الدين ثانية بعد معركة حطين، فإن تحريره الثالث لا يكون إلا بجيش عرمرم مجاهد في سبيل الله، تُعدّه دولة الخلافة الراشدة الثانية القائمة قريباً بإذن الله، ومن ينشد تحريره أو حمايته بغير هذا فقد افترى.

يقول بهاء الدين شداد واصفاً حال صلاح الدين مع القدس: "كان رحمه الله عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". وقال أيضاً: "وهو كالوالدة الثكلى، ويجول بفرسه من طلب إلى طلب - ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي "يا للإسلام" وعيناه تذرفان، بالدموع وكلما نظر إلى عكا، وما حل بها من البلاء، اشتد في الزحف والقتال، ولم يطعم طعاماً البتة، وإنما شرب أقداح دواء كان يشير بها الطبيب، ولقد أخبرني بعض أطبائه أنه بقي من يوم الجمعة إلى يوم الأحد لم يتناول من الغذاء إلا شيئاً يسيراً لفرط اهتمامه".


اللهم عجل لنا بخلافتنا ورد علينا ضالتنا.

نائل أبو محمد
03-24-2011, 09:41 PM
الخميس 19 ربيع الثاني 1432

نائل أبو محمد
05-30-2011, 07:10 PM
الاثنين 27 جمادى الثانية 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد
11-16-2011, 01:26 PM
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432 سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك