المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 3/6/2005م وفق 26 ربيع ثاني 1426 هجري


admin
05-15-2009, 09:28 AM
<EMBED style="WIDTH: 490px; HEIGHT: 44px" src=2005-06-03.wma width=490 height=44 type=audio/x-ms-wma>

تاريخ الخطبة: 25 ربيع ثاني 1426 وفق 03/6/2005م
عنوان الخطبة: دروس وعبر من حياة أم سليم
الموضوع الرئيسي: سيرة وتاريخ
الموضوع الفرعي: تراجم
اسم الخطيب: يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

ملخص الخطبة
1- فضل الصحابة. 2- دروس من حياة أم سليم: ثبات العقيدة، الدعوة إلى الله، الشجاعة، الصبر، غلاء المهور. 3- السيدة نفيسة في سكرات الموت. 4- اضطهاد المسلمين في أوزبكستان. 5- وقفات مع ذكرى حرب حزيران وما بعدها. 6- المسجد الأقصى والأخطار المحدقة. 7- أسباب تدهور الأمة الإسلامية في واقعنا المعاصر.

الخطبة الأولى
عباد الله، تعالوا نعيش وإياكم مع النفحات الطيبة العطرة، مع الذين تربّوا على مائدة القرآن، وتعلموا من الرسول عليه الصلاة والسلام. وكم نحن بحاجة في هذه الأيام لكي نسير على منهاجهم، كيف لا وهم الذين أيّدوا هذا الدين، ونصروا الإسلام، ونشروه في كل مكان؟! كانوا رضي الله عنهم رسل خير ومحبة، رسل دعوة ورسالة، واجهوا ظلم الظالمين بعدالة الإسلام، وطبّقوا الأحكام، فخلّد الله ذكرهم في كتابه وعلى لسان نبيه http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif، رسموا للعالم خريطة الطريق السليمة التي توصل الناس إلى رضا ربهم، فيتحقق الأمن والأمان، والعزة والسلطان.
عباد الله، الصحابية الجليلة أم سُلَيم بنت ملحان الأنصارية رضي الله عنها، تزوجت مالك بن النضر في الجاهلية، فولدت الصحابي أنس بن مالك http://www.alminbar.net/../images/radia-icon.gif، وأسلمت مع السابقين الأولين من الأنصار، وغضب زوجها لإسلامها، وخرج إلى الشام فمات بها، وجاء أبو طلحة يطلب يدها، وكان كافرًا لا يؤمن بالله العظيم، فاشترطت عليه الإسلام. وهنا ـ أيها المؤمنون ـ يتجلّى جانب الإيمان والتوحيد، تتجلى عقيدة المؤمن. العقيدة ـ أيها المؤمنون ـ هي الأمر الذي لا يجوز التفريط فيه أبدًا.
ومن هنا فقد عَلَّمنا رسولنا http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif درسًا في الثبات على العقيدة والتضحية لأجلها عندما جاءه كفار قريش، وشكوه لعمه أبي طالب أعلنها مُدَوّية صريحة بقوله: ((والله لو وضعوا الشمس في يمني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ـ وهو توحيد الله والدعوة لدينه ـ ما تركته حتى يُظهِره الله أو أهلك دونه)).
هذا هو الاقتناع بالعقيدة التي هانت على بعض الناس اليوم فهانوا على الله تعالى، فتنازلوا عن أهم مبادئ العقيدة بثمن بخس دراهم معدودة.
عباد الله، الصحابية أم سُلَيم صاحبة عقيدة، تعلمت من رسول الله http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif خير المعلمين، تعلمت في أول مدرسة في الإسلام، في بيت الأرقم بن أبي الرقم.
جاء أبو طلحة يطلب يدها وكان كافرًا، فماذا قالت له؟ قالت: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟! قال: بلى، قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة؟! إن أسلمت فإني لا أريد منك صَدَاقًا غيره. سبحان الله! هكذا تكون الدعوة إلى الله يا عباد الله، إن أسلم الرجل فهي تقبل بزواجه، ومهرها هبة له، تضحية بالمال، http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifوَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [فصلت:33]. أين نساء اليوم ليتعلمن هذا الدرس من هذه الصحابية المؤمنة الصادقة؟!
عباد الله، اسمعوا هذه القصة جيدًا، أراد شاب أن يتزوج فتاة ظهر له منها أنها صاحبة دين وخلق تطبيقًا لقول الرسول http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif: ((فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك))، وتقدّم الشاب لخطبة الفتاة، ثم عقد عليها عقد الزواج حتى يكون دخوله لبيتهم شرعيًا، فماذا حدث؟ جلس الشاب مع الفتاة، أتدرون ـ يا عباد الله ـ ما أول سؤال سألته الفتاة لهذا الشاب؟! كان يتوقع الشاب أن تسأل عن معنى آية من كتاب الله تعالى أو عن حديث نبوي شريف أو عن حكم شرعي أو تسأل عن أحوال المسلمين في فلسطين أو العراق أو كيف يعيش المسلمون في هذه الأيام في دول العالم الغربي وكيف يُحارَبون ليس إلا لأنهم مسلمون، أتدرون ماذا سألت الفتاة أيها المسلمون؟! ويا بئس ما سألت، قالت للشاب: ما رأيك في الرقص الشرقي؟ وبُهِت الشاب أمامها، وقال لها: ما دخل الرقص فيما نحن فيه؟! فقالت له: وكيف لا تجيد الرقص وأنت طالب جامعي؟! اسمح لي أن أقول لك: إنك متأخر، أيوجد في زماننا من لا يجيد الرقص والفن؟!
إن هذا الشيء عجيب! إذا أردت أن يتم الزواج فعليك أن تتعلم فن الرقص. شريحة من شرائح المجتمع الذي يعيش فيه بعض الفتيان، هذا النموذج من فتياتنا هذه الأيام، وأريد أن أقول لكم كلمة، وعليكم أن تحفظوها جيدًا: أخطر ما تُصاب به الأمم هو في دينها وعقيدتها، إذا أصيبت الأمم بهذا البلاء فعليها العفاء.
وطلّق الشابُ الفتاة، وبحث عن امرأة مؤمنة من جديد.
عباد الله، أم سُلَيم رضي الله عنها كانت مثالاً للمرأة المسلمة، في بيتها كان يزورها الرسول http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif، فتتحفه بالشيء تصنعه له. أم سُلَيم قُتِل أخوها وأبوها في سبيل الله. أم سُلَيم كانت تغزو مع رسول الله، ولها قصص مشهورة، منها أنها اتخذت خنجرًا يوم حُنَين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله، هذه أم سُلَيم معها خنجر! فقالت: اتخذته؛ إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.
ومنها قصتها لما مات ولدها ابن أبي طلحة، فقالت لما دخل: لا أحد يذكر ذلك لأبي طلحة قبلي. فلما جاء وسأل عن ولده قالت: هو أسكن ما كان، فظن أنه عوفي، وقام فأكل، ثم تزيّنت له وتطيّبت، فنام معها، وأصاب منها، فلما أصبح قالت له: احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبي http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif فقال: ((بارك الله لكما في ليلتكما)). فجاءت بولد وهو عبد الله بن أبي طلحة، فأنجب ورُزِق أولادًا قرأ القرآن منهم عشرة قراءة كاملة.
عباد الله، نريد أولادًا يقرؤون القرآن يتلونه ويحفظونه ويعملون بما ورد فيه، لا نريد شبابًا يتسكّعون في الشوارع ويلهثون وراء الشهوات والمعاصي، نريد شبابًا يحملون دعوة الإسلام، نريد شبابًا يتخلّقون بأخلاق القرآن، نريد طائفة تعيد للأمة مجدها وعزها وكرامتها، نريد جيلاً يحمل فكرًا سليما وتربية صالحة، استجابة لنداء الله تعالى في سورة التحريم: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [التحريم:6].
وجهوا أولادكم إلى المخيمات الإسلامية، فنحن على أبواب العطلة الصيفية، شجعوهم على حفظ القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فالأمر يحتاج لعناية ورعاية ومتابعة، حتى ينشأ جيل صالح يحمل راية الإسلام.
عباد الله، لقد اشترطت أم سُلَيم رضي الله عنها أن يُسلم أبو طلحة، وكان لها ما طلبت، أكرمها الله سبحانه وتعالى بأن يسلم أبو طلحة على يدها فجاء وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقالت: يا أنس، زوّج أبا طلحة. فزوجها، كم تريدين من المهر يا أم سُلَيم؟ فقالت: يكفيني أنك نطقت بالشهادتين.
عباد الله، لماذا أصبح المهر يشكل مشكلة أمام من يريد الزواج؟! لماذا لا تُخفّف عن أولادنا تكاليف وأعباء الزواج؟! من الممكن أن نحصر الشيء الكثير من عاداتنا وتقاليدنا، فدماء شهداء الأمة لم تجف بعد، بحاجة لطاقات وجهود الشباب المؤمن الصادق مع الله في العبادات والمعاملات والدفاع عن حرمات الإسلام والمسلمين.
عباد الله، انظروا إلى هذه المرأة الصالحة، لما حضرت السيدة نفيسة رضي الله عنها الوفاة كانت صائمة في رمضان، فقال لها الطبيب: يا سيدتي أفطري، فقالت: والله لا أفطر إلا عند الله، لقد كنت أدعو الله دائمًا وأقول: اللهم اقبضني إليك وأنا صائمة. نفيسة على فراش الموت صائمة، الطبيب يقول لها: أفطري، فتقول: والله لا أفطر إلا عند الله. وما هو الإفطار عند الله؟ ما هو الإفطار عند الله يا حفيدة رسول الله؟ وعلى أي شيء يكون؟ http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifإِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا http://www.alminbar.net/../images/mid-icon.gif عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًاhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [الإنسان:5، 6]، السيدة نفيسة قرأت القرآن الكريم كله مائة وأربعين مرة، قرأت القرآن، ظَلّت تقرأ وهي على فراش الموت إلى أن وصلت إلى قوله تعالى: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifلَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [الأنعام:127]، ثم فاضت روحها الطاهرة إلى علام الغيوب.
يا عالِم السرّ منّـا لا تكشف السرّ عنّا
وكن لنا حيث كنّا وعافنـا واعف عنّا
نريد نساءً صالحات من طراز أم سُلَيم والسيدة نفيسة، نريد مؤمنات قاتنات كما قال تعالى: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifفَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [النساء:34].
وقد ضرب الله لنا القدوة الحسنة منهن في القرآن الكريم: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifوَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [التحريم:11]، http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifوَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَاhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [التحريم:12].

الخطبة الثانية
أيها المؤمنون، يقول الله عز وجل: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifإِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [النساء:104]. قضية مهمة في عالمنا الإسلامي، هناك في أوزبكستان قتل وتعذيب وتشريد لأمة الإسلام على أيدي الطغاة المجرمين الحاقدين الموالين لأعداء الأمة، ليس لسبب، بل لأنهم مسلمون يريدون أن يقيموا حكم الإسلام في تلك الأرض الإسلامية، المسلمون في تلك البلاد يُقَتّلون ليلاً ونهارًا سرًّا وجهارًا، ولا حسيب ولا رقيب، يضحّون بأنفسهم ابتغاء رضوان الله، وحكام المسلمين في كل مكان صُمّ بكم عمي فهم لا يعقلون، لم نسمع أي اعتراض من واحد منهم.
ولكن أبشروا أيها المؤمنون، فالأمل يلوح في الأمة والحمد لله، فقد بدأت الأمة تتلّمس طريقها للخلاص، فقد أدركت أمتنا أن لا خلاص لها إلا بإعادة سلطان الإسلام على الأرض، ولعل تلك الطلائع التي رفضت الظلم في أوزبكستان خير شاهد على ذلك. وتذكروا ـ يا عباد الله ـ أن الفرج قريب إن شاء الله، وأن نصر الله آتٍ لا محالة، مهما طال الليل والظلام فلا بد من طلوع الفجر والنور، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أيها المسلمون، تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى حرب حُزَيران عام 1967م، ولا يزال شعبنا الفلسطيني يعاني من آثارها المدمرة القاسية، ويدفع ثمن تآمر وتخاذل من كانوا يتربعون على سدة الحكم. ثمانية وثلاثون عامًا، أربعة عقود مرت على نكسة حُزَيران التي أعقبت نكبة عام 1948م، وخلال هذه الحقبة من الاحتلال لأرض فلسطين جرت متغيرات، واختلت موازين، وتبدلت معايير، تترك الحليم حيران، فقد تمسكت إسرائيل بمنهج واضح رغم اختلاف الحكومات التي تقلدت زمام الحكم على امتداد العقود الأربعة، وقد نجحت بفرض سيادتها وتمسكها بالثوابت التي أعلنتها عقب هزيمة حُزَيران عام 1967م:
1- لا للعودة لحدود عام 1967م.
2- لا لتقسيم القدس.
3- لا لعودة النازحين المُهَجَّرين.
هذه الثوابت التي تمسكت بها إسرائيل عززت من وجودها واحتلالها وتوسعها وهضمها لحقوق أمتنا. وخلال هذه الفترة أقامت المستوطنات والنقاط العسكرية، وصادرت آبار المياه، وقتلت وشرّدت آلافًا من أبناء شعبنا.
أما على الجانب العربي الإسلامي صاحب الأرض فماذا جرى؟! وماذا يجري؟! فالاعتراف بإسرائيل اليوم أصبح حتمية تاريخية وأمرًا واقعًا، والمقاومة أصبحت إرهابًا، والتطبيع أصبح من أسس التقدم والسلام والتعايش السلمي.
أيها المسلمون، لقد صدرت قرارات دولية عقب حرب حُزيران أهمها القراران (242، 338) الداعيان إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذين البندين، وبالمقابل صدرت قرارات ضد أنظمة عربية ودول إسلامية مما يسمى مجلس الأمن، سرعان ما أعقبها تنفيذ فعلي لهذه القرارات، إما بالمقاطعة الاقتصادية كما تم مع الصومال والسودان وليبيا وسوريا، أو بتدخل عسكري سافر كما حدث في أفغانستان والعراق. والأنكى من ذلك التأييد أو الصمت العربي للعدوان الأمريكي على الشعوب الإسلامية، أو التلويح باستخدام القوة العسكرية في حال عدم الانصياع للقرارات الدولية، كما حدث مع سوريا التي سحبت قواتها من لبنان، أو فرض حلول سلمية بين الفئات المتصارعة، كما هو الحال في السودان. وبنفس الوقت استغلت إسرائيل حالة الضعف، وعملت على تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول العربية ظاهرًا وباطنًا، وهي تمتلك أسلحة نووية، ومع ذلك لا يجرؤ أي نظام بمطالبتها بإزالة أسلحة الدمار الشامل، أو التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في حين تواجه إيران تهديدات مباشرة من أمريكا ضد برنامجها النووي.
وعندنا فإننا نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام أن المستوطنين عازمون على دخول المسجد الأقصى، ويراهنون على من يملك طول النفس لمن يحقق مآربه. فهل ييأس المسلمون من الدفاع عن الأقصى ونحن مطالبون بالرباط الذي شرفنا الله فيه بقوله: http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَhttp://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif [آل عمران:200]؟!
وكذلك فإن إصرار سلطات الاحتلال على هدم تسعين منزلاً في مدينة القدس ـ وبالتحديد في سلوان ـ جريمة لا تغتفر بحق شعبنا المسلم، والتي تندرج ضمن سياسة تهويد المدينة المقدسة، ونحن من هنا نستنكر هذا الإجراء الظالم، فهل من مجيب؟!
أيها المسلمون، هذا الواقع اليوم، فهل سأل أحدكم عن السبب؟! والجواب هو ابتعادنا عن منهج الله وعدم وجود دولة الإسلام، فمتى تدرك الأمة أن عزتها ورفعة شأنها ووحدتها لا تكون إلا بالإسلام؟! متى يدرك حكامنا أن الأحداث الجارية اليوم هي حرب معلنة ضد الإسلام والمسلمين أوقدها أعداء الأمة الحاقدين على عظمة هذا الدين الحنيف؟!
أيها المسلمون، عودوا إلى رشدكم، وتمسكوا بعقيدتكم، اعملوا على إقامة دولتكم دولة الخلافة الراشدة، ازرعوا في نفوس أبنائكم عظمة الإسلام وحب الدين ورفعة الأخلاق.