المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 16/10/2009م وفق 27 شوال 1430 هجري


admin
10-16-2009, 03:45 PM
خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 16/10/2009م وفق 27 شوال 1430 هجري


<EMBED height=44 width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-10-16-1430-10-27-yosef.wav>

عماد احمد
10-17-2009, 01:08 PM
القدس لا توحدنا، بل الإسلام!

عدد مرات المشاهدة 321


(الخطبة الأولى)

أيها الناس: في كل مرة يتم فيها اقتحام المسجد الأقصى يتباكى الإعلام الكاذب على القدس ومقدساتها، وتنتشر الدعوات الاحتجاجية من قبل الجهات غير الحكومية من أحزاب وتجمعات وجمعيات وحركات إسلامية وغير إسلامية للقيام بمسيرات إو إصدار بيانات، أو غير ذلك من الأعمال التي لا ترفع عن الأقصى شيئاً من الظلم أو القهر أو الاحتلال، بل على العكس من ذلك فإنها تزيد من معاناته في الأسر، وتمكن الغاصبين من إحكام السيطرة عليه وعلى زواره وعماره وحراسه وجيرانه. هكذا تعودنا ونحن نراقب اقتحامات المسجد الأقصى وغيرها من الأحداث القهرية والممارسات القمعية والأعمال التدميرية والإساءات الفظيعة التي يرتكبها الكفار بحق المسلمين ومقدساتهم وأبنائهم ودينهم وقرآنهم ونبيهم عليه السلام! أجل أيها المسلمون، نعرف هذا جيداً منذ عقود طويلة مضت والمسلمون يسامون سوء العذاب، وتحل عليهم الكوارث، وردود الأفعال هي هي لم تتغير أبداً، رغم تغير الوجوه وتبدل الأقنعة وتنوع الشعارات. لا يعبأ أحد بانتهاك مقدسات أو أعراض، وصار سب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ليبرالية! وتدنيس القرآن الكريم علمانية! وهتك ستار الإسلام وتنصير المسلمين مواطَنة! فالعالم الإسلامي اليوم يسير على خطى الأندلس أيها المسلمون، لا غيرة ولا إحساس ولا كرامة ولا شهامة ولا رجولة لدى من تنادى لنصرة الأقصى واستنقاذه بهذه الأساليب الرخيصة.
أيها الناس: لما قام علج من علوج الكفار بإضرام النيران في المسجد الأقصى المبارك، كان من المفروض بعد هذه الحادثة النكراء أن تقوم جميع الجيوش الإسلامية بالتحرك الفورى في نفس اليوم، لسحق هذا العلج ومن معه جميعاً. ويُروى عن جولدا مائير رئيسة وزراء ما يسمى بـ"إسرائيل" في ذلك الوقت أنها لم تنم في ليلة حريق الأقصى في انتظار ردة فعل المسلمين التى ستدمر الكيان الصهيونى بمن فيه انتقاماً لأحد أهم المقدسات الإسلامية، فوصفت يوم حريق الأقصى بأنه أسوأ أيام حياتها على الإطلاق، لكن وبعد تخاذل المسلمين عن نصرة الأقصى قالت جولدا مائير أن اليوم التالى للحريق هو أسعد أيام حياتها؛ وقبل حريق الأقصى تم احتلال فلسطين فى العام ولم يتحرك المسلمون فى شتى أنحاء العالم، وتركوها تقع فريسة المؤامرات الصليبية الصهيونية والحكام الخونة. وقامت “إسرائيل” بضرب المفاعل النووي العراقي، ولما سألوا رئيس وزراء “إسرائيل” وقتئذ مناحيم بيغن عن رد الفعل العربى بعد هذه العملية، وهل هذا الحدث سيدفع الدول العربية للتضامن مع العراق ومواجهة الكيان الصهيوني؟ أجاب: أعتقد أنهم سيتكلمون كثيراً، ثم سرعان ما ينسون! وهذا ما حصل بالفعل، لقد تكلموا بعد مجزرة صبرا وشاتيلا ثم نسوا، وتكلموا بعد مذبحة المسلمين المصلين الساجدين في المسجد الإبراهيمي ثم نسوا، وتكلموا بعد مجزرة المسلمين في قانا وجنين وخان يونس ثم نسوا، وتكلموا بعد محرقة المسلمين في غزة قبل أشهر معدودة من هذا العام ثم نسوا، ومن قبل ما تكلموا بعد احتلال العراق ثم نسوا، وتكلموا بعد احتلال أفغانستان ثم نسوا، وتكلموا بعد احتلال الصومال ثم نسوا، وتكلموا بعد رسوم الدنمارك المسيئة للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ثم نسوا! إنهم يتكلمون كثيراً ولكنهم سرعان ما ينسون، وسرعان ما يهللون لرئيس يلقي خطاباً ملفقاً كاذباً بكلمات رنانة، ويصفقون لـ أوباما الذى أعلن الحرب الصليبية في وادي سوات ضد الشعب الباكستانى المسلم، ولم يُدِنْ محرقة غزة بكلمة واحدة، ولم يستطع وقف بناء شقة سكنية واحدة في مستوطنة واحدة.

أيها الناس: واليوم، نتابع حلقة أخرى من حلقات مسلسل الشجب والاستنكار والإدانة والمناشدة وغير ذلك من ألفاظ الخزي والعار، حيث تستمر التحركات والبيانات التضامنية مع الأقصى والقدس في لبنان، جراء الاعتداءات الصهيونية التي جرت الأحد الماضي. وعلى ذمة صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر يوم أمس، تنفذ في لبنان الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق اعتصاماً اليوم، بعد صلاة الجمعة، وقد دعت الحملة في بيان لها إلى تحرك تضامني شعبي كبير تحت شعار «القدس توحدنا»، وعقدت الحملة لقاء تشاورياً في دار الندوة، حضره رئيس مجلس إدارة الدار ونواب ووزراء سابقون - وليس حاليين - ومسؤولون من منظمات مختلفة، وقدّم منسق الحملة ورقة تضمنت اقتراحات للعمل، ومنها اقتراح لكل المؤسسات الشعبية العربية من أحزاب وحركات ومؤتمرات واتحادات ومنظمات «ليكون هذا اليوم يوماً للأقصى تنفذ فيه اعتصامات ومسيرات ومهرجانات على امتداد الوطن العربي والعالم، وأن تتجاوب القيادات الوطنية الفلسطينية مع نداء الأمة كلها بالمصالحة والوحدة وتجديد الانتفاضة ووقف المفاوضات باعتبارنا نواجه عدواً لا يفهم سوى لغة المقاومة! كما عقد اللقاء التشاوري الإسلامي اجتماعاً طارئاً في بيروت لبحث الانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأصدر المجتمعون بياناً شجبوا فيه «الهجمة الصهيونية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك»، كما استنكروا «الصمت الرسمي العربي والدولي»، مطالبين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الكيان الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية كافة. كما أصدر منتدى الفكر والأدب - صور بياناً طالب فيه النظام الرسمي العربي بوقف كل أشكال التطبيع والمفاوضات وقطع العلاقات مع النظام الصهيوني. ودعا كل مؤسسات الرأي وهيئات المجتمع المدني اللبناني للقيام بأوسع تحرّك شعبي وديموقراطي لرفض تدنيس الأقصى

كما دعا كل مؤسسات الرأي وحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات أن تتنبة الى خطورة المشروع الصهيوني ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس، ونسوا توغل القوات الإسرائيلية حتى بيروت وحصارها!
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادى
وناراً لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
ونقول للقوم المخدوعين بالشعارات الزائفة، والإجراءات العقيمة: إن القدس لا توحدنا، بل الإسلام يفعل ذلك بنا كما فعله بمن هم خير منا.


(الخطبة الثانية)

أيها الناس: أرأيتم حجم الهامش الاحتجاجي المسموح به لكم على اقتحام الأقصى وحرقه وقتل المصلين فيه، واحتلال فلسطين والعراق وأفغانستان، وأعمال القتل والتهجير والنهب والسلب التي تمارس ضد المسلمين في كل مكان؟ وبالله عليكم، هل تتناسب هذه الأعمال الاحتجاجية مع حجم الاعتداءات الإجرامية؟ كلا، والله، لا تتناسب، ولا يمكن أن تكون هذه ردات أفعال خير أمة أخرجت للناس، ولا تقبل هذه الأعمال الفارغة من أي محتوى احتجاجي حقيقي بأي حال من الأحوال. وما هكذا أمرنا ديننا أن نفعل، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ. وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال عز وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}.

وقد أجمع أهل العلم أن العقوبة بالمثل الواردة في الآيات ليست خاصة بالمُثلة التي كانت سبباً لنزول إحداها، بل هي عامة في القصاص والحدود والمعاملة مع الكفار ومع فساق المسلمين الظلمة، فإذا جاز الاقتصاص من المسلم بمثل جريمته، فلأن يجوز معاملة الكافر الحربي بمثل معاملته للمسلمين من باب أولى مع بعض القيود. ومن المشاهد أن الكفار اليوم قد قتلوا أبناء المسلمين ونساءهم وشيوخهم بغير ذنب اقترفوه في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها، وكذلك في كل البلاد التي دخلتها أمريكا، ودنسوا مقدساتهم بعد أن احتلوا أرضهم، وإن في الشريعة الإسلامية حكماً بالقصاص من كل معتدٍ أثيم، ومعاملته بالمثل، ومن أنواع المعاملة بالمثل تطبيق قانون المعتدين الذي حكموه فينا، فإن قتلوا مدنينا نقتلْ عددا مماثلاً من مدنيهم، وإن اقتحموا مقدساتنا نقتحمْ مقدسات مماثلة لهم، وإن حرقوا زروعنا نحرقْ من زروعهم مثلها، وإن سبوا عدداً من نسائنا نسبِ عدداً مماثلاً من نسائهم، وأمرهن موكول للخليفة يمنُّ أو يَقسم! ولا يخفى على أحد أن الذي يستطيع فعل ذلك كله هو دولة الخلافة الإسلامية، فاعملوا على إيجادها يرحمكم اللله.


التاريخ:02/10/2009
الخطيب:الشيخ عصام عميرة/ بيت صفافا - القدس

عاشقة المسجد الأقصى
10-18-2009, 03:48 PM
بوركت جهودكم

..