نائل أبو محمد
10-25-2009, 03:09 PM
أنا شرطي !!
د. عطالله أبو السبح
هكذا قالها وبنبرة قوية مثيرة ، وأردف : امش ِ .. امش ِ آمراً كمنذر قوم, متسلحا بدفتر المخالفات, وقلم بلا سدادة, رأيت المشهد, وتمنيت أن يخفف لهجته, وهممت أن أكلمه لكنه كان أسرع مني , فتح باب السيارة , ركب إلى جانب السائق وأمره بحزم وصراخ أن يتحرك (للمركز) , وتمنيت أن طلب إلى الركاب بالنزول خاصة وأن منهم خمسة طلاب , منهم طالبتان طلبتا أن يعفو ويترك السيارة تتحرك لتصلا إلى الجامعة في موعد الامتحان ، ولكن الشرطي (شخط) (لو سمحت ِ ما حد يتدخل)... وأخذت الناس تتساءل : لماذا؟ كيف؟ أما يرى (الشرطي) أنه (يهين) رجلاً في مثل سن أبيه ؟! وبالغ آخر: لأ , في مثل سن جده !! ثم ما الذنب الذي اقترفه ، ألأنه أخذ راكبا عن الطريق؟ وآخر : ولماذا فلان الذي لا ينتظر أبدا ولا يكلمه أحد, وأضاف آخر, وفلان وفلان وفلان!! فأجاب آخر: لأنهم من المحاسيب, وصرخ آخر : والله زمان ... وتشعب الحديث إلى السياسة والانتخابات والعدل والمشايخ وقصص مشابهة , قد يكون بعضها من نسج الخيال, وقد يكون واقعياً ، شعرت هناك من الانتهازيين والصائدين في الماء العكر يقفون هذه المواقف ليؤججوا نيران الغضب والكراهية في نفوس الناس وصدورهم، وشعرت بغصة في حلقي... وصعد سؤال من صدري.. لماذا سلك هذا الشاب هذا السلوك؟ مظهره العام ينبئ عن تدينه, لحيته الكثة, وزبيبة الصلاة , فهل يستقيم هذا مع تصرفه حيال السائق والركاب؟ هل قدم لدعوة الإسلام من خير؟ أفي لحظة (انفعال) يهدم أثر ألف خطبة وألف آية وألف توجيه؟ فلماذا؟ وآخر يتكلم بصوت مرتفع مذكراً صاحبه يوم (الغاز) وأن هذا الشرطي ضرب بعصا ثقيلة أكثر من امرأة وهن يذدن عن أمكنتهن في الطابور ، ثم يلتف بعضهم (لتعبئة) عشرة أنابيب لأصحابه وأقاربه، ثم يأمر الناس بالالتزام بالصف , وأخذ الناس بالصراخ والسباب واللعن ثم تطرقوا إلى الانتخابات والسياسة وعقد المقارنات بين عهدين وبين سلوكين , وبين من يجاهر بالمعصية ولكنه يلتزم بآداب (الشرطة) (وهذا) الشيخ.. المتدين.. فأكمل آخر : الضلالي.. ثم أمنيات بأن يتغير الحال , فيهمس شاب لزميله متوعداً : بيصير خير!! وكان حريصاً على أن يصل همسه إلى محدثه فحسب خشية أن يسمعها (المشايخ) فاستقبل صاحبه الهمس قائلا.. أهؤلاء مشايخ؟ وأكمل بكلمة نابية (...) ! وعدت أتمنى ولا مجال للدخول في المساجلات أو الحوار, تمنيت أن تضع قيادة الشرطة صناديق مغلقة في أهم ميدانين أو ثلاثة يضع المظلومون فيها شكاواهم لتصل إلى رأس الهرم الشرطي, ولا يهملها, ولا يوضع فيها إلا تظلماتهم من رجل الشرطة ليحقق في مدى صحتها... فإن كان صحيحاً ما جاء في أية شكوى فليعاقب الشرطي حتى لو بالطرد, لنقطع قالة السوء، ونسد الذريعة إلى هذا السلوك الشائن, اقتحم سمعي صوت امرأة تولول لست أدري كيف وصل إليها خبر مفاده أن ابنتها (إحدى الطالبتين) قد حبستها الشرطة !! كانت المرأة أكثر جرأة وانتهازية , لعنت حماس, واللي خلف حماس , وأخذت تدعو على نفسها (بالفضيحة) لأنها انتخبت حماس .. فقفز إلى رأسي الذي يكاد ينفجر أكل هذا بسبب هذا السلوك المشين من هذا الشرطي؟ ضحك الهامس والمهموس بوقاحة.. وتملكني الغيظ من الشرطي.. وتشعب حديث الناس ليصل إلى الحصار, والأنفاق.. وسقى الله أيام شرطة اليهود!؟ فتمنيت أن ضابط (المركز) يعاقب هذا الشرطي بالجلد وينقله إلى مكان ليس له علاقة (بالمرور) .
من المسئول؟ أجبت أنه المدرس, الداعية, رجل الإصلاح, الضابط, القانون, المواطن, رئيس الوزراء, وزير الداخلية, حماس ... لا يمكن أن يكون ملائكة، ولكن يمكن أن نتجنب هذه الصغائر التي تصير في لحظات كبائر, كيف نسي هذا الشرطي بأن مظهره دعوة , ابتسامته دعوة, كلمته الطيبة دعوة , تقديره لظروف العباد دعوة , وقفته في الشمس لساعات طوال دعوة , تفويته الفرصة على الانتهازيين دعوة , تطبيقه القانون بل روح القانون دعوة, ويهدم كل ذلك ما فعله في لحظة نزق فاصطاد اصطاد, ووجد مبتغاه ؟؟!!
د. عطالله أبو السبح
هكذا قالها وبنبرة قوية مثيرة ، وأردف : امش ِ .. امش ِ آمراً كمنذر قوم, متسلحا بدفتر المخالفات, وقلم بلا سدادة, رأيت المشهد, وتمنيت أن يخفف لهجته, وهممت أن أكلمه لكنه كان أسرع مني , فتح باب السيارة , ركب إلى جانب السائق وأمره بحزم وصراخ أن يتحرك (للمركز) , وتمنيت أن طلب إلى الركاب بالنزول خاصة وأن منهم خمسة طلاب , منهم طالبتان طلبتا أن يعفو ويترك السيارة تتحرك لتصلا إلى الجامعة في موعد الامتحان ، ولكن الشرطي (شخط) (لو سمحت ِ ما حد يتدخل)... وأخذت الناس تتساءل : لماذا؟ كيف؟ أما يرى (الشرطي) أنه (يهين) رجلاً في مثل سن أبيه ؟! وبالغ آخر: لأ , في مثل سن جده !! ثم ما الذنب الذي اقترفه ، ألأنه أخذ راكبا عن الطريق؟ وآخر : ولماذا فلان الذي لا ينتظر أبدا ولا يكلمه أحد, وأضاف آخر, وفلان وفلان وفلان!! فأجاب آخر: لأنهم من المحاسيب, وصرخ آخر : والله زمان ... وتشعب الحديث إلى السياسة والانتخابات والعدل والمشايخ وقصص مشابهة , قد يكون بعضها من نسج الخيال, وقد يكون واقعياً ، شعرت هناك من الانتهازيين والصائدين في الماء العكر يقفون هذه المواقف ليؤججوا نيران الغضب والكراهية في نفوس الناس وصدورهم، وشعرت بغصة في حلقي... وصعد سؤال من صدري.. لماذا سلك هذا الشاب هذا السلوك؟ مظهره العام ينبئ عن تدينه, لحيته الكثة, وزبيبة الصلاة , فهل يستقيم هذا مع تصرفه حيال السائق والركاب؟ هل قدم لدعوة الإسلام من خير؟ أفي لحظة (انفعال) يهدم أثر ألف خطبة وألف آية وألف توجيه؟ فلماذا؟ وآخر يتكلم بصوت مرتفع مذكراً صاحبه يوم (الغاز) وأن هذا الشرطي ضرب بعصا ثقيلة أكثر من امرأة وهن يذدن عن أمكنتهن في الطابور ، ثم يلتف بعضهم (لتعبئة) عشرة أنابيب لأصحابه وأقاربه، ثم يأمر الناس بالالتزام بالصف , وأخذ الناس بالصراخ والسباب واللعن ثم تطرقوا إلى الانتخابات والسياسة وعقد المقارنات بين عهدين وبين سلوكين , وبين من يجاهر بالمعصية ولكنه يلتزم بآداب (الشرطة) (وهذا) الشيخ.. المتدين.. فأكمل آخر : الضلالي.. ثم أمنيات بأن يتغير الحال , فيهمس شاب لزميله متوعداً : بيصير خير!! وكان حريصاً على أن يصل همسه إلى محدثه فحسب خشية أن يسمعها (المشايخ) فاستقبل صاحبه الهمس قائلا.. أهؤلاء مشايخ؟ وأكمل بكلمة نابية (...) ! وعدت أتمنى ولا مجال للدخول في المساجلات أو الحوار, تمنيت أن تضع قيادة الشرطة صناديق مغلقة في أهم ميدانين أو ثلاثة يضع المظلومون فيها شكاواهم لتصل إلى رأس الهرم الشرطي, ولا يهملها, ولا يوضع فيها إلا تظلماتهم من رجل الشرطة ليحقق في مدى صحتها... فإن كان صحيحاً ما جاء في أية شكوى فليعاقب الشرطي حتى لو بالطرد, لنقطع قالة السوء، ونسد الذريعة إلى هذا السلوك الشائن, اقتحم سمعي صوت امرأة تولول لست أدري كيف وصل إليها خبر مفاده أن ابنتها (إحدى الطالبتين) قد حبستها الشرطة !! كانت المرأة أكثر جرأة وانتهازية , لعنت حماس, واللي خلف حماس , وأخذت تدعو على نفسها (بالفضيحة) لأنها انتخبت حماس .. فقفز إلى رأسي الذي يكاد ينفجر أكل هذا بسبب هذا السلوك المشين من هذا الشرطي؟ ضحك الهامس والمهموس بوقاحة.. وتملكني الغيظ من الشرطي.. وتشعب حديث الناس ليصل إلى الحصار, والأنفاق.. وسقى الله أيام شرطة اليهود!؟ فتمنيت أن ضابط (المركز) يعاقب هذا الشرطي بالجلد وينقله إلى مكان ليس له علاقة (بالمرور) .
من المسئول؟ أجبت أنه المدرس, الداعية, رجل الإصلاح, الضابط, القانون, المواطن, رئيس الوزراء, وزير الداخلية, حماس ... لا يمكن أن يكون ملائكة، ولكن يمكن أن نتجنب هذه الصغائر التي تصير في لحظات كبائر, كيف نسي هذا الشرطي بأن مظهره دعوة , ابتسامته دعوة, كلمته الطيبة دعوة , تقديره لظروف العباد دعوة , وقفته في الشمس لساعات طوال دعوة , تفويته الفرصة على الانتهازيين دعوة , تطبيقه القانون بل روح القانون دعوة, ويهدم كل ذلك ما فعله في لحظة نزق فاصطاد اصطاد, ووجد مبتغاه ؟؟!!