المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنيان المسجد الأقصى المبارك


admin
11-03-2009, 11:55 PM
متى بني بنيان المسجد الأقصى لأول مرةجاء في صحيح البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي قائلا (يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة". وآدم عليه الصلاة والسلام كان أول من بنى الكعبة، ويعتقد أن الملائكة ساعدته في بناءها، ثم مع مرور الزمان، إنهدمت الكعبة وإندثرت فقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإعادة بنائها. كما أن آدم عليه الصلاة والسلام هو أول من بنى المسجد الأقصى, ثم مع الزمان إنهدم وإندثر فجاء سيدنا داوود عليه الصلاة والسلام وإبتدأ إعادة بناء بيت المقدس وأتم إبنه سليمان عليه الصلاة والسلام بنائها. فالمسجد الأقصى مثلة مثل المسجد الحرام في إنشاءه، أنشأه سيدنا آدم وليس سيدنا داوود أو سليمان، إنما كان تجديده على يدي سيدنا داوود وسليمان، وفي هذا رد واضح وأكيد على أن هذا المكان ليس لليهود، الذين يدعون ملكيته، إضافة إلى أن سيدنا داوود هو نبي مسلم كما رأينا في درس (الإسلام)، واليهود هي ملة إنشقت عن دين الإسلام، فنحن أولى بسيدنا داوود من اليهود المغضوب عليهم، فداوود هو نبينا كما هو الحال مع جميع الأنبياء وكما هو الحال مع سيدنا محمد الذي كان أول المسلمين وخاتم المرسلين، الذي أكمل وأتم الدين. وعملية هدم بنيان المسجد وإعادة بناءه تكررت مرارا وتكرارا في التاريخ:-<O:p</O:p
1) فسيدنا آدم بدأ بناءه، ثم هدم بعدها بفترة لا نعلمها، ولكن نرجح لإصابتها بزلزال.<O:p</O:p
2) ثم أعاد بناء البنيان سيدنا داوود وتبعه إبنه سليمان، ثم إنهدم البناء بعدها بمدة لا نعلمها.<O:p</O:p
3) ثم بناه الخليفة عمر بن الخطاب حوالي عام 20 هـ وكان مبنياً من الخشب.<O:p</O:p
4) ثم أعيد بناء البنيان على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وتم سنة 97هـ وكان من خمسة عشر رواق، أي بضعف المساحة الموجودة حالية (سبعة أروقة) ثم إنهدم في زلزلة سنة 138هـ.<O:p</O:p
5) ثم أعاد بناءه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 164هـ وكان من خمسة أروقة، ثم إنهدم بزلزلة أخرى سنة 406هـ.<O:p</O:p
6) فبُدأ بأعاد بناءه من جديد علي يد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وتم بناءه على يد إبنه الظاهر لإعزاز الله، وتم البناء سنة 418هـ، ثم إنهدم مرة أخرى بزلزلة جديدة سنة 422هـ.<O:p</O:p
7) فأعاد الخليفة الظاهر لإعزاز الله بناءه، وتم البناء سنة 427هـ بسبعة أروقة، أي بإنقاص أربعة أروقة من كل جانب، وفي هذا بيان واضح إلى أن سيدنا داوود وإبنه سليمان عليهما الصلاة والسلام أعادا بناء المسجد القبلي الأقصى الذي بدء بناءه سيدنا آدم بأمر من الله سبحانه وتعالى.<O:p</O:p
8) كما وأحيط المسجد الأقصى من الجهتين الجنوبية والشرقية بسور المدينة الذي يعود تاريخه للفترات الإسلامية الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وأما من الجهة الشمالية والغربية فلقد أحيطتا بأروقة تم بناؤها في الفترتين الأيوبية والمملوكية.<O:p</O:p
9) في 21/8/1969م قام الإرهابي اليهودي الأسترالي «دينيس مايكل» وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة وبحق مقدساتها. المجرم الأسترالي «دينيس مايكيل» قام بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الايوبي.. ذلك المنبر التاريخي الذي أعده القائد صلاح الدين لإلقاء خطبة من فوقه لدى انتصاره وتحرير لبيت المقدس، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى و بلغت المساحة المحترقة من المسجد القبلي الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500م2 من المساحة الأصلية البالغة 4400م2 وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد القبلي الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية، وقد كانت جريمة إحراق المسجد القبلي الأقصى من أبشع الاعتداءات بحق المسجد الأقصى، كما كانت خطوة يهودية فعلية في طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى وكانت الكارثة الحقيقية والصدمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاكم الكيان الصهيوني بتبرئة ساحة المجرم الاسترالى بحجة أنه «مجنون» !! ثم أطلقت سراحه دون أن ينال أي عقوبة أو حتى إدانة!!، وصرح المجرم «دينيس مايكل» لدى اعتقاله أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله!!، وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور إلا أن قوات الأمن الصهيونية لم تجر تحقيقا في الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولية ما حدث وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنونا!!، ويقول اليهود إن «تيطس» قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى في 21/8/70م ولذلك فإن هذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم ، ولذلك لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم، ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر آب اغسطس من كل عام منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين!!، ولم يكتف اليهود باحراق المسجد القبلي الاقصى عام 69، كما لم تكن جريمة الاحراق حدثا عابرا، بل كانت خطوة على طريق طويل يسيرون فيه.
وننبه هنا على أمر مهم يجب أخذه في الإعتبار، فكما قلنا أن بناء المسجد الأقصى إنهدم وبني وإنهدم وبني مرارا وتكرارا، وآخر مرة بني فيها كان عام 427هـ كما رأينا، أي بفترة طويلة جدا بعد سيدنا داوود وسيدنا سليمان عليهما الصلاة والسلام، ولكن مع هذا فإننا نرى الكثير من الأشكال الهندسية والزخرفية في البناء الجديد تأخذ شكل النجمة السداسية أو السبلات الثلاثة، التي تدعي اليهود بالباطل أنها شعار داوود عليه الصلاة والسلام، ولو كانت هذه الأشكال من زمن سيدنا داوود لما رأيناها في البناء الجديد، وما كان إدعاء اليهود بأن هذا الشعارات هي لسيدنا داوود إلا لوجودها أصلا في التصماميم والزخارف الإسلامية، محاولين بهذا سرقة وتجيير الموجودات الإسلاميه لصالحهم، ولو إفترضنا جدلا أن هذه الاشكال فعلا من زمن سيدنا داوود، فما العجب، فسيدنا داوود هو نبي مسلم أعاد بناء بيت المقدس، وفي كل الأحوال تبقى اليهودية ملة منشقة عن الإسلام، غضب الله عليها لإنشقاقها عن الدين الحق.<O:p</O:p
ولنضرب لكم مثلا بسيطا كيف تقوم اليهود بتجيير الأمور لصالحها، في حي طريق القادسية، هناك جامع وعقبة باسم (مِكّي)، وهناك بيت إستولى عليه اليهود، هل تعلمون ما الأسم الذي أطلقه المستوطن الذي يسكن في هذا البيت على نفسه، إنه يطلق على نفسه اسم (مِكِي)، لماذا؟، كي يدعي بعد عدة سنين، أن هذا الحي هو أصلا لليهود والدليل أن (جدهم كان اسمه مِكي) وأن هذا الحي أخذ اسمه من اسم هذا المستوطن.<O:p</O:p
والمسجد الأقصى يقع في قلب بيت المقدس، وبيت المقدس هي أرض أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد لها الرحال، وهي أرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر، وهي الأرض المباركة، وهي أرض الرباط، وهو المسجد الوحيد بعد المسجد الحرام ومسجد الرسول الذي يجوز أن تشد له الرحال فقد جاء في مسند أحمد (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بَهْزٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَمَّامٌ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏قَتَادَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَزَعَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ ‏ ‏مَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏ ‏وَمَسْجِدِي ‏ ‏وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ). كما وجاء في سنن إبن ماجة (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عِيسَى بْنُ يُونُسَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَخِيهِ ‏عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ ‏ ‏فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ). كما وجاء في فضل بيت المقدس في مسند أحمد (‏حدثنا ‏حسن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن لهيعة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏جعفر بن ربيعة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ‏ ‏عن ‏ ‏أم حكيم السلمية ‏ ‏عن ‏ ‏أم سلمة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من أحرم من ‏‏ بيت المقدس ‏ ‏غفر الله له ما تقدم من ذنبه)، وجاء فيه أيضا (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ إِسْحَاقَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ ‏ ‏مَوْلَى آلِ ‏ ‏جُبَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْأَخْنَسِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّهِ ‏ ‏أُمِّ حَكِيمٍ ابْنَةِ أُمَيَّةَ بْنِ الْأَخْنَسِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏مَنْ أَهَلَّ مِنْ ‏ ‏الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ‏ ‏بِعُمْرَةٍ ‏ ‏أَوْ بِحَجَّةٍ ‏ ‏غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏قَالَ ‏ ‏فَرَكِبَتْ ‏ ‏أُمُّ حَكِيمٍ ‏ ‏عِنْدَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ إِلَى ‏‏ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏حَتَّى ‏ ‏أَهَلَّتْ ‏ ‏مِنْهُ بِعُمْرَةٍ). ويقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة البقرة 144 (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002144.htm))، وفي الآيات 149-150 (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002149.htm) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002150.htm)).