المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 13/11/2009م وفق 25 ذو القعدة 1430 هجري


admin
11-13-2009, 12:46 PM
خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 13/11/2009م وفق 25 ذو القعدة 1430 هجري


<EMBED height=44 width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-11-13-1430-11-25-Khotbeh-Ekrema-Sabri.wav>

تناول الخطيب موضوع حج بيت الله الحرام

الحمد لله، الحمد لله اذ لم يأتني أجلي ، حتى اكتفيت من الاسلام سربالاً، الحمد لله الذي جعل البيت الحرام متابة للناس وأمناً ، ورزق اهله ثمرات وفاكهة، الحمد لله الذي أنعم علينا الاقامة في بيت المقدس وأكنافه، ومنحنا الأقصى، ونشهد ان لا إله إلا الله، فرض الحج على من استطاع اليه سبيلاً، تطهيراً للنفوس وأزكى، ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا محمد عبد الله ونبيه ورسوله، المصطفى المختار واعظم حبيب يزار، الذي أحرم للحج ولبى.... لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، صلى الله عليه، وعل آله الطاهرين المبجلين، وصحابته الغر الميامين، وعلى المسلمين الذين لبو الندا، وجاءوا شعثاً غبراً شيباً وشباناً، أما بعد، فيقول الله عز وجل في سورة الحج: (وأذن في الناس في الحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) صدق الله العظيم أيها المسلمون، يا أحبة الله، في هذه الأيام بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام تتوافد تباعاً، شطر المسجد الحرام انهم يتوجهون من بلاد مباركة مقدسة إلى بلاد مباركة مقدسة، من بيت المقدس وأكنافه إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، من القبة الصفراء لتعانق القبة الخضراء. ان ضيوف الرحمن يتطلعون صوباً إلى الكعبة المشرفة، وتحفوا قلوبهم لزيارة قبر رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون يا احبة الله، ان حجاج بيت الله الحرام يتهيؤون هذه الأيام روحياًُ ونفسياً وعقلياً لاداء ركن من اركان الاسلام حيث يلتقون هناك حول الكعبة المشرفة وبين الصفى والمروة وعلى جبل عرفة من مختلف الأجناس والقوميات والألوان، وعلى صعيد واحد، فلا فرق بين رأيس ومرؤوس، ولا بين أمير ومأمور ولا بين غني وفقير، وقد اتصلوا جميعاً بالله رب العالمين رب الخلائق والمخلوقات انه لا رب غيره ولا معبود سواه، وهم يرددون لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والمك لا شريك لك، أيها المسلمون يا احبة الله : ان ملابس الاحرام التي تكسوا الحجيج هناك تذكر الحاج بيوم القيامة وتنسيه الدنيا ومشاغلها ومفاتنها وزخارفها، وكيف لا وقد ابتدأت سورة الحج بقوله عز وجل (يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس بسكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) أيها المسلمون يا احبة الله يا من لم تحجوا هذا العام، ان العبادة لا تنحصر بالحجيج فقط، فقد هيأ الله رب العالمين لكم وللمسلمين جميعاً الاسباب والأجواء لكي تنالوا الثواب العظيم تلو الثواب لكي تتعبدوا في العشر الاوائل من ذي الحجة، والتي لها فضل كبير ومنزلة عالية عند الله عز وجل عن غيرها من الأيام والليالي الاخرى، هذا وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الليالي لبيان فضلها وعظيم شأنها بقوله: (والفجر، وليال عشر ، والشفع والوتر) وقال معظم المفسرين بأن المراد بهذه الليالي هي الليالي الأوائل العشر من ذي الحجة، وأن الفجر هو فجر يوم النحر يوم عيد الأضحى المبارك أيها المسلمون يا احبة الله ان الله عز وجل يضاعف ثواب العمل الصالح في الأيام العشرة من ذي الحجة فعليكم أيها المسلمون يا احبة الله الذين لم تذهبوا للحج في هذا العام ان تغتنموا هذه الأيام بالطاعات والعبادات لقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة) قيل يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ أي اذا ضحى المسلم بنفسه وماله في سبيل الله حيئذ فقط تفوق الشهادة العمل الصالح في هذه الأيام العشرة. أيها المسلمون يا احبة الله والسؤال ما الأعمال الصالحة التي يحرص المسلم على أدائها خلال هذه الأيام، والجواب من هذه الأعمال صوم التطوع، وصوم يوم عرفة والإكثار من الصلوات النافلة وتلاوة القرآن الكريم والاستغفار والدعاء والتوبة والتصدق وصلة الارحام فإن الله عز وجل يزيد الثواب فيها. أيها المسلمون يا احبة الله نحن في وقت أحوج ما نكون فيه للجوء إلى الله رب العالمين خالق الأكوان والإنسان وأن نستغيث برب السموات والأرضين ليفرج الله كربنا ويوحد صفوفنا وينصرنا على أعدائنا، نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الحياة الايمانية التعبدية تأسياً برسولنا والسلف الصلح وبالعلماء العاملين رضوان الله عليهم، وذلك لنكون طائعين لله عز وجل، ولكي نتحرر من عبادة المادة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد فقد روى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قائلاً: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنجمي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان ابن عمر يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ). أيها المسلمون يا احبة الله حينما ألقى رسولنا خطبته الشهيرة والأخير والمعروفة بخطبة الوداع في السنة العاشرة للهجرة فإنه لم يخاطب الحجيج لوحدهم وقتئذ، وانما وجه خطابه لجميع المسلمين في كل زمان ومكان إلى ان يرث الله الارض وما عليها، ومن المبادئ العامة في الخطبة هي حرمة سفك الدماء، وحرمة غصب الأموال والممتلكات وحرمة أكل الربا، وحرمة الزنا، ووجوب الحفاظ على الأعراض، فأين نحن من وصايا نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام يا أمة الاسلام. أيها المسلمون يا احبة الله ان ابتعادنا عن هذه الوصايا جعلنا في فرقة وتمزق وأصبح أعداء الاسلام يتجرأون على هذا الدين العظيم وأمس صرح ما يسمى بوزير خارجية اسرائيل تصريحات مسمومة باطلة عنصرية ضد الاسلام فنعتبرها مرفوضة ومدانة لمن قام بها ولمن تفوه بها. أيها المسلمون يا احبة الله لا تصلح الأمور بسفك الدماء ولا بالخلافات والتناقضات والعنتريات فيما بين المسلمين بينما تصلح الامة بالعقيدة الاحتكام للقرآن الكريم وإلى السنة النبوية المطهرة، وبالدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والكلام الجيد والله سبحانة وتعالى يقول (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وطلب الله عز وجل من موسى وأخيه عليهما السلام ان يخاطبا فرعون خطاباً ليناً لقلوله عز وجل: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) فإذا كان الخطاب إلى فرعون ينبغي أن يكون ليناً فكيف يكون فيما بين المسلمين، وكيف تكون نصرة المسلم لأخيه في حين نسمع ونشاهد السفن والبواخر التي تحاصر غزة العزة والكرامة من قبل غير المسلمين، فأين المسلمون الذين يعملون من أجل كسر الحصار، وكيف ينصرنا الله في حين يحارب بعضنا بعضاً، انه لا يصلح هذا الأمر إلا بالذي صلح به أوله، ونقول لحجاج بيت الله الحرام الذين لم يغادروا حتى الآن صحبتكم السلامة، نودعكم على بركة الله، اوصلوا السلام من فلسطين من بيت المقدس، من المسجد الأقصى المبارك، إلى رسولنا وحبيبنا محمد عليه افضل السلام وأتم التسليم، ونسأله عز وجل لكم ولجميع حجاج بيت الله الحرام حجا مبرورا وسعياً مشكوراً وذنبداً مغفوراً وتجارة لن تبور وأن تعودوا إلى دياركم سالمين غانمين، ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة ويا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الامي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. ياابناء ارض الاسراء والمعراج. سنودع لكم وسندعو لكم ان شاء الله كما ندعو للاقصى والقدس وفلسطين والمسلمين جميعاً ونحن نطوف حول الكعبة المشرفة ونسعى بين الصفى والمروة ونحن واقفون على عرفة ندعو لكم بالتوفيق الثبات على وقفتكم الايمانية لحماية المسجد الاقصى المبارك وحماية المعتكفين له فأنتم أهل لتحمل المسؤولية ونحن ارث وارث لهذه الديار على بركة الله ارض الاسراء والمعراج إلى ارض مهبط الوحي، ونضع الأقصى أمانة في أعناقكم ولتأخذوا حذركم بالليل وبالنهار وبشكل مستمر وذلك بالتعاون مع حراس المسجد الاقصى لاي محاولة اقتحامية أو تسللية عدوانية، ويقول عليه الصلاة والسلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى، وفي رواية المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا . يا ابناء الاسراء والمعراج: ان الأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال غير خاضع لاي مساومة ولا لأي تنازل فالله رب العالمين كتب لكم ان تكونوا في الصف الأول لحمل هذه الأمانة والدفاع عن الأقصى نيابة عن الامة الاسلامية وأن مواقفكم الايمانية أيها المرابطون والمعتكفون والمجاهدون قد لفت نظر العالم كله نحو الاقصى وأن المسلمين في ارجاء العالم فخورون ومعتزون بكم وبمواقفكم وهم يدعون لكم والاقصى حديث الساعة لديهم، وفي الوقت نفسه انهم لمحزونون لانهم غير قادرين مشاركتكم في الدفاع عن الاقصى هذا وان الله عز وجل سائل كل راع بالعالم الاسلامي حفظ أم ضيع بحق الأقصى ، فالأمانة الأمانة يا ابناء بيت المقدس وأكنافه وحماك الله يا اقصى والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..صدق الله العظيم. أيها المصلون: الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي، اللهم آمنا في أوطاننا وفرج الكرب عنا واحم المسجد الاقصى من كل سوء، اللهم ارحم شهداءنا وشاف جرحانا واطلق سراح اسرانا، اللهم عليك بمن آذانا، اللهم هيئ من يوحد المسلبمين ويحذوا حذو صلاح الدين، اللهم اجعل الأمة الاسلامية في كفالتك واهدها للعمل بكتابك، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها انت خير من زكاها، اللهم يا الله، يا امل الحائرين، ويا نصير المستضعفين ندعوك بكل اليقين اعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين، اللهم أعد حجاج بيت الله الحرام إلى ديارهم سالمين، اللهم انا نسألك توبة نصوحة، توبة قبل الممات ،وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات، اللهم انصر الاسلام والمسلمين، واعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والأموات، انك سميع مجيب الدعوات، وأقم الصلاة يا مقيم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون. القدس 21 /11/2009م.

ابو محمد
11-13-2009, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جزيلا على تسجيل الخطبة وبارك الله فيك يا شيخنا الفاضل

عاشقة المسجد الأقصى
11-16-2009, 03:34 PM
جزاكم الله خيرا على تسجيل الخطبة



...