المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله


مجوووووده
04-19-2010, 05:32 PM
http://www.lakii.com/vb/smile/28-2.gif (http://www.lakii.com/vb/smile/28-2.gif)



الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد:

قال تعالى : "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ".

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية من كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان:

" أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله "

أي : على نية صالحة ، وإخلاص

" ورضوان "

بأن كان موافقا لأمره ، فجمع في عمله بين الإخلاص والمتابعة ،

" خير أم من أسس بنيانه على شفا "

أي : على طرف

" جرف هار "

أي : بال ، قد تداعى للانهدام ،

" فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين "

لما فيه مصالح دينهم ودنياهم .

انتهى كلامه رحمه الله

وكما نعلم إخوتي وأخواتي في الله أن أحدنا إذا أراد أن يبني منزلاً له أو بنياناً مهما كان نوعه في هذه الحياة الدنيا تراه حريصاً كل الحرص على أن يكون هذا البنيان على قواعد وأسس سليمة خالية قدر المستطاع من العيوب التي قد تسبب في يوم من الأيام ولو الخلل البسيط في هذا البنيان الذي هو فان لا محالة كما قال تعالى :" كل من عليها فان " .
فمالنا لا نهتم ببنيان الآخرة البنيان الباقي الذي لا يفنى في جنة الخلد " العمل الصالح "؟ , فحري بنا كما نهتم ونعتني بأسس وقواعد البنيان في الحياة الدنيا الزائل بإحضار المشرفين والمهندسين وغير ذلك من الوسائل أن يجعل جلّ إهتمامه ببنيان الآخرة النعيم الباقي بالعلم والعمل بكتاب الله وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وفق فهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
وبناء على ما تقدم أضع بين يديكم متن القواعد الأربعة لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله وغفر له ونسأل الله أن ينفع به الجميع.

قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".الذاريات:56.

فإذا عرفت أنه الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد, كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة ,فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت , كالحدث إذا دخل في الطهارة , فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفته ذلك , لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".النساء :116.

وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.

القاعدة الأولى :

أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام.
والدليل قوله تعالى :" قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ". يونس :31.

القاعدة الثانية:

أنهم يقولون :ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة.
فدليل القربة: قوله تعالى :" والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار". الزمر :3.
ودليل الشفاعة : قوله تعالى :" ويعبدون من دون الله ما لايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعآؤنا عند الله ".يونس : 18.

والشفاعة شفاعتان : شفاعة منفية وشفاعة مثبتة.

فالشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.

والدليل قوله تعالى :" يا أيّها الذين آمنوا أنفقوا مما رقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون".البقرة:254.

والشفاعة المثبتة : هي التي تطلب من الله , والشافع مكرم بالشفاعة, والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن, كما قال تعالى :"من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه". البقرة 255