المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 001 - سورة الفاتحة


admin
05-19-2009, 04:57 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إستمع بصوت عبد الباسط عبد الصمد (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/ABD_ELBASET/001.htm)

إستمع بصوت عبد الرحمن السديس (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Al-Sudas/001.wma)
إستمع بصوت سعد الغامدي (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Al-Ghamedi/001.wma)
إستمع بصوت أحمد العجمي (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Al-A'ajami/001.wma)

001
سورة الفاتحة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001001.HTM) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001002.HTM)الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001003.HTM)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001004.HTM)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001005.HTM)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001006.HTM)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay001007.HTM)

نائل أبو محمد
05-31-2009, 01:34 PM
ما شاء الله
لا قوة إلا بالله
جزاك الله خيراً

ونفع بك ..
هذا فضل من الله عظيم
هذا عطاء واسع من فضل الله الكريم ..
أمة بدأت بكلمة إقرأ ،
ثم أمدهاالله بعد ذلك بكتابه العظيم .

باب قول الله تعالى: "قل لو كان البحر مدادا" الآية وقوله "ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام" الآية
وقال: باب قول الله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا الآية، وقوله وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ الآية. وروى حديث أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم-: تكفل الله لمن جاهد في سبيله الحديث.

--------------------------------------------------------------------------------

نعم. وهذا الباب أيضا لإثبات الكلام لله -عز وجل- وأن كلام الله لا ينتهي، قال: باب قول الله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا هذه في آيات سورة الكهف، وفي آية لقمان وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إثبات الكلام لله في الآيتين قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ آية لقمان في إثبات الكلام لله -عز وجل- وأن كلام الله لا ينفد، وأنه لو كانت الأشجار التي في الأرض أقلاما يكتب بها، والبحار مدادا: حبرا يكتب به؛ لتكسرت الأقلام، ونفدت مياه البحار، ولم تنفد كلمات الله وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ .

والآية الأخرى، آية الكهف قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا حبرا يكتب به كلام الله لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا لو مد بمثله مددا انتهى المداد ولم تنته كلمات الله، نعم، وذكر حديث أبي هريرة: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق بكلماتي هذا الشاهد وتصديق بكلماتي فيه إثبات الكلام لله - عز وجل-نعم.

بنت الاقصى
06-15-2009, 10:04 PM
جازاك الله خيرا


وجعله في ميزان حسناتك


....

بنت الاقصى

موسى أحمد الزغاري
12-01-2009, 06:34 PM
قال تعالى : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } .
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمي الأمين أما بعد :
سبحان الله ، لقد جاءت التسمية في أول القرآن الكريم ترتيباً وجاءت قبلها نزولاً . فجاءت {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1 ، طالبة القراءة منهُ صلى الله عليه وسلم مستعينا باسم الله ، ولكنها هناك كانت خاصَّة ، لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم . وجاءت التسمية الأولى ترتيباً ( بسم الله الرحمن الرحيم ). تطلب من الإنسان الاستعانة باسم الله الرحمن الرحيم ، وهي هنا عامَّة لا خاصَّة .
وتأتي بعدها : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } .
وهي طلب بصيغة الخبر .أي أنَّها إخبارية تتضمن معنى الطلب ، أي ؛ احمدوا الله تعالى هكذا .
وتأتي بعدها مباشرة الاية الثالثة والتي هي محل البحث : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } .

ويتوارد السؤال أو الأسئلة على الذهن من أبواب متفرقة .
فنحن نعرف أن الرحمن والرحيم لفظان مشتقان من الجذر ( رحم ) .
فما الفائدة من ذكر هذين اللفظين متعاقبين وراء بعضهما مع اشتراكهما في الجذر نفسه ؟
ومافائدة إعادة الرحمن الرحيم بعد ورودهما في البسملة .
وأيهما الأبلغ ، وقد قدَّم الرحمن على الرحيم .
وكذلك الصيغة الصرفية تختلف ؛ فالرحمان على وزن فعلان ،والرحيم على وزن فعيل .
نقول وبالله المستعان :
الرحمن الرحيم : صفتان مشتقتان من الرحمة، وقيل: الرحمنُ ليس مشتقاً لأن العربَ لم تَعْرِفْه في قولهم:
{ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ (60)}[الفرقان /60] وأجاب ابن العربي عنه بأنهم جَهِلوا الصفةَ دونَ الموصوفِ، ولذلك لم يقولوا: وَمَنْ الرحمن؟
ومعنى كلام ابن عربي هنا رحمه الله ؛ هو أنِّ الكفار ، كفار قريش ، لم يجهلوا الموصوف ، وهو الله تعالى ، ولكنهم جهلوا هذه الصفة وهي ( الرحمن ) . ، فجاء اسم الاستفهام ( ما ) بدلاً من اسم الاستفهام ( مَنْ ) . فاستفهامهم جاء حول الصفة نفسها . لأنَّ ( ما ) الاستفهامية يُستفهَم بها عن غير العاقل، من الحيوان والنبات والجماد والأعمال؛ وعن حقيقة الشيء عاقلاً كان أو غير عاقل نحو: ما الإنسان؟ وما الحيوان؟، وعن صفته، نحو: ما المتنبي في الشعراء؟.
تستعمل (مَنْ) لغير العاقل، إذا نُزل منزلة العاقل؛ كأن يُنادى مثلاً، وغير العاقل لا يُنادى، نحو: أَسِرْبَ القَطا هَلْ مَنْ يُعِير جَناحَهُ، أو شَمَلَ العاقلَ وغيرَ العاقل حُكْمٌ واحد نحو:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ (18)}[ الحج / 22]، أو اقترن غيرُ العاقل بالعاقل في عمومٍ مُفَصَّلٍ بـ (مَن) نحو: { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) } [ النور / 24] .




وذهب الأعلمُ الشنتمريُّ إلى أن " الرحمن " بدلٌ من اسمِ الله لا نعتٌ له، وذلك مبنيٌّ على مذهبه من أنَّ الرحمن عنده عَلَمٌ بالغلَبة. واستدَلَّ على ذلك بأنه قد جاء غيرَ تابعٍ لموصوفٍ،
كقوله تعالى:
{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) } [ الرحمن / 55 ] .
{ ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ (5)}[ طه / 20 ] .

ونحن نعرف أن البدل والنعت كلاهما من التوابع . والأعلمُ الشنتمريُّ اعتبر أنَّ الرحمن بدل من الله ؛ في البسملة :بسم الله الرحمن الرحيم
فالرحمن مُبدل من الله ، وهنا أخطأالأعلمُ الشنتمريُّفي اعتباره الرحمن مبدلاً من الله وأنكر كونه تابعاً، فالمُبدل تابع لما قبله .والآيات التي أوردها هي غير المبحوثة أعلاه .
وقد ردَّالسُّهيلي ؛ بأنه لو كان بدلاً لكان مُبَيِّنَاً لِما قبله، وما قبله - وهي لفظة الجلالة ( الله ) - لا تفتقرُ إلى تبيين لأنها أعرفُ الأعلامِ، ألا تراهم قالوا:
{ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ( 60 )} [ الفرقان / 25 ] .
ولم يقولوا: وما اللهُ ؟ .
أمَّا قوله: " جاء غيرَ تابع " فذلك لا يمنعُ كونَه صفةً، لأنه إذا عُلم الموصوفُ جاز حَذْفُه وبقاءُ صفتِه، كقولِه تعالى:
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ * مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ }
[فاطر: 28]
* أي نوع مختلف، وكقول الشاعر:30ـ
* كناطحٍ صخرةً يوماً لِيُوْهِنَها = فلم يَضِرْها وأَوْهَى قرنَه الوَعِلُ
أي: كوعلٍ ناطح، وهو كثير .

وهنا أخطأ السهيلي هذه المرة ، لأنَّ كلمة الرحمن جاءت تابعة لموصوفها وهو ( الله ) . وكل الأمثلة الني أوردها هي فيما حُذف موصوفه .
ويعود أبو زيد السهيلي فيقول عن ( الرحمن ): فهو وصف يراد به الثناء، وإن كان يجري مجرى الإعلام.
ونبقى على أنَّ الرحمن هي صفة للذات ( الله ) . وهو الأرجح لدينا .

واختلف أهلُ العلمِ في " الرحمن الرحيم " بالنسبة إلى كونِهما بمعنىً واحدٍ أو مختلفين.
فذهب بعضُهم إلى أنهما بمعنى واحد كَنْدمان ونَدِيم، ثم اختلف هؤلاء على قولين، فمنهم مَنْ قال: جُمِع بينهما تأكيداً ، ومنهم مَنْ قال: لمَّا تَسَمَّى مُسَيْلمة - لعنه الله- بالرحمن قال الله لنفسه: الرحمنُ الرحيم ، فالجمعُ بين هاتين الصفتين لله تعالى فقط . وهذا ضعيفٌ جداً، فإنَّ تسميَته بذلك غيرُ مُعْتَدٍّ بها البتَة، وأيضاً فإن بسم الله الرحمن الرحيم قبلَ ظهورِ أمرِ مُسَيْلَمَةَ.


ومنهم مَنْ قال: لكلِّ واحد فائدةٌ غيرُ فائدةِ الآخر، وجَعَل ذلك بالنسبة إلى تغايُرِ متعلِّقِهما إذ يقال: " رَحْمن الدنيا ورحيمُ الآخرة " ، يُروى ذلك عن النبي صلَى الله عليه وسلم، وذلك لأنَّ رحمته في الدنيا تَعُمُّ المؤمنَ والكافرَ، وفي الآخرة تَخُصُّ المؤمنين فقط، ويُروَى: رحيمُ الدنيا ورحمنُ الآخرة، وفي المغايَرة بينهما بهذا القَدْر وحدَه نظرٌ لا يَخْفى.

وذهب بعضُهم إلى أنهما مختلفان، ثم اختلف هؤلاء أيضاً: فمنهم مَنْ قال: الرحمن أبلغُ، ولذلك لا يُطلق على غيرِ الباري تعالى، واختاره الزمخشري، وجعلَه من باب غَضْبان وسَكْران للممتلىءِ غَضَباً وسُكْراً، ولذلك يقال: رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الآخرة فقط، قال الزمخشري: " فكان القياسُ الترقِّيَ من الأدنى، إلى الأعلى، كما يُقال: شُجاع باسل ولا يقال: باسِلٌ شجاع. ثم أجاب بأنه أَرْدَفَ الرحمنَ الذي يتناول جلائلَ النِّعَمِ وأصولَها بالرحيمِ ليكونَ كالتتمَّةِ والرديف ليتناولَ ما دَقَّ منها ولَطَف.

ومنهم مََنْ عَكَس فجعلَ الرحيمَ أبلغَ، ويؤيده روايةُ مَنْ قال: " رحيم الدنيا ورحمان الآخرة " لأنه في الدنيا يَرْحم المؤمن والكافرَ، وفي الآخرة لا يَرْحم إلا المؤمن. لكن الصحيح أنَّ الرحمنَ أبلغُ، وأمَّا هذه الروايةُ فليس فيها دليلٌ، بل هي دالَّةٌ على أنَّ الرحمنَ أبلغُ، وذلك لأن القيامَة فيها الرحمةُ أكثرُ بأضعافٍ، وأثرُها فيها أظهرُ، على ما يُروى أنه خَبَّأ لعباده تسعاً وتسعينَ رحمةً ليوم القيامة. والظاهر أن جهةَ المبالَغَةِ فيهما مختلفةٌ، فمبالغةُ " فَعْلان " من حيث الامتلاءُ والغَلَبَةُ ومبالغةُ " فعيل " من حيث التكرارُ والوقوع بمَحَالِّ الرحمة. وقال أبو عبيدة: " وبناء فَعْلان ليس كبناءِ فَعِيل، فإنَّ بناء فَعْلان لا يقع إلا على مبالغةِ الفِعْل، نحو: رجل غَضْبانُ للمتلئ غضباً، وفعيل يكون بمعنى الفاعلِ والمفعول، قال:
31ـ
فأمَّا إذا عَضَّتْ بك الحربُ عَضَّةً = فإنك مَعْطوفٌ عليك رحيمُ

فالرحمنُ خاصٌّ الاسمِ عامُّ الفعل. والرحيمُ عامٌّ الاسمِ خاصُّ الفعلِ، ولذلك لا يَتَعَدَّى فَعْلان ويتعدَّى فعيل. حكى ابنُ سِيده: " زيدٌ حفيظٌ علمَك وعلمَ غيرك ".
والألفُ واللام في " الرحمن " للغلَبة ، ولا يُطلق على غير الباري تعالى عند أكثر العلماء، لقوله تعالى:
{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ }[الإسراء: 110]،

فعادَلَ به ما لا شِرْكَةَ فيه، بخلاف " رحيم " فإنه يُطلق على غيره تعالى، قال [تعالى] في حَقَّه عليه السلام:
{ بالمؤمنين رؤوف رحيم }[التوبة: 128]،


وأمَّا قول الشاعر في مُسَيْلَمََةَ الكذاب -لعنه الله تعالى-:32ـ
........................ وأنت غَيْثُ الوَرى لا زلت رَحْمانا
فلا يُلتفت إلى قوله لَفْرطَ تَعَنُّتهم، ولا يُستعمل إلاَّ مُعَرَّفاً بالألفِ واللامِ أو مضافاً، ولا يُلتفت لقوله: " لا زِلْتَ رَحْمانا " لشذوذه.

وجاء في[ كشف المعاني في متشابه المثاني تصنيف بدر الدين بن جماعة ] :

ذكر المفسرون في إيراد الاسمين مع اتحاد المعنى فيهما معانيَ كثيرة مذكورة في كُتبِ التفسير لم نُطِلْ بها هنا . وأحسن مما لم أقف عليه في تفسير : أنَّ (( فَعْلَان)) صيغة مبالغة في كثرة الشيء وعِظَمِهِ ، والامتلاء منه ، ولا يلزم من الدوام لذلك . ، كغضبان وسكران ونومان ، وصيغة (( فَعِيل )) لدوام الصفة ككريم وظريف ، فكأنَّه قيل العظيم الرحمةِ الدائِمِها .
ولذلك لمَّا تفرد الربُّ سبحانه العظيم بعظم رحمته لم ْ يُسَمَّ بالرحمن ـ بالألف واللام ـ غيره .



ما فائدة تقديم الرحمن على الرحيم ؟
جوابه : لمَّا كانت رحمته في الدنيا عامَّة للمؤمنين والكافرين ؛ قدَّمَ الرحمن ، وفي الآخرة دائمة لأهل الجنة لا تنقطع ، قيل الرحيم ثانياً ؛ ولذلك يُقال : رحمن الدُّنيا ورحيم الآخرة . انتهى .

وجاء في[فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن تاليف شيخ الإسلام أبي يحي زكريا الأنصاري . ص 17] :
قوله تعالى : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } الفاتحة .
كرَّرهُ لأنَّ الرحمة هي الإنعامُ على المُحتاج ، وذكرَ في الاية الأولى المُنْعِمَ دون المُنْعَمِ عليهم ، وأعادها مع ذكرهم بقوله :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } .
فأنْ قُلتَ : الرحمن أبلغُ من الرحيم فكيف قدَّمَهُ ؟
وعادة العربِ في صفات المدحِّ الترقَّي من (( الأدنى )) إلى (( الأعلى )) كقولهم : فلانٌ عالمٌ نحريرٌ ... لأنَّ ذِكرَ الأعلى أولاً ، ثمَّ الأدنى ، لم يتجدَّد بذكر الأدنى فائدةً ، بخلاف عكسه .

قلتُ :إنْ كانا بمعنى واحدٍ كندمان ونديم ، كما قال الجوهري وغيره فلا إشكال ، أو بأنَّ (( الرحمن )) أبلغُ كما عليه الأكثر ، فإنَّما قدَّمهُ لأنَّه اسم خاص بالله تعالى كلفظ (( الله )) . انتهى .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربَّ العالمين

نائل أبو محمد
12-02-2009, 09:57 AM
الأربعاء 15 ذو الحجة 1430

جزاك الله خيراً أخي موسى

لا تتأخر علينا