المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 8/12/2006م وفق 17 ذو القعدة 1427 هجري


admin
05-20-2009, 06:00 PM
<EMBED src=2006-12-08.wav width=612 height=44 type=audio/wav>

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك

ألقيت هذه الخطبة في المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة 18/ذي القعدة/1427هـ وفق 8/12/2006 مـ
وقد ألقاها الشيخ يوسف عبد الوهاب محمود أبو سنينة إمام وخطيب في المسجد الأقصى،
غفر الله له ولوالدية والجميع المسلمين آمين.

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل مكة المشرفةَ أعظم البلاد شأناً وَصَيَّرها محلاً مباركاَ، وأجزل للمتقربين فيها العطية، وكم لها في الفضل مزية، لأن فيها البيتَ الحرام، الذي هو للناس مثابةُ وقِوام، المغفور لمن حجه أو طاف به من البرية ما اقترفه من الخطية، ونشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الذي جعل مكة وما حولها حرماً، وأغنى بماء زمزمَ عن الطعام، وشفا به سُقماً، ونشهد أنَّ سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام، أفضلَ من الحجرَ الأسود قبلَّ، وفي الطواف بالكعبة رَمَل، وصلى خلف المقام الذي للخليل فيه أثر، ووقف بعرفات والمشعر، صلى الله عليه وسلم ما رميت الجمار، وما تضرع داعٍ في الملتزم والمستجار، وما سعى بين الصفا والمروة محرم، ورضي الله عن آله وأصحابه الذين يجب توقيرُهم على كل مسلم. وإرض عنا يا مولانا برحمتك، وأحفظنا بعين رعايتك، اللهم وفق للمسلمين حَجهَّم، وَيَسَّر أَمرهم وأعنهم، وكن لنا ناصراً وأميناً، وحافظاً ومعيناَ يا رب العالمين، أما بعد:


إعلمو أيها المسلمون:
أَنَّ الحج سلوك وَخُلق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنة). بشرط أَن يكون مبروراًُ، وما معنى كونهُ مبروراً؟ أن يعود صاحبهُ زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، أما إذا أكتسب الأنسانُ ماله من الحرام وقال: لبيك اللهم لبيك، قالت له الملائكة: لا لبيك ولا سعديك مالك من حرام، وزادك من حرام، وحجك مأزور غيرُ مأجور، فتعالوا أيها المؤمنون نقف لحظات طيبه في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، نصلي ركعتين تحية المسجد النبوي، ونقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بهيبة ووقار ونقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة خلق الله، نشهد أَنك بلغت الرسالة، وأَديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغمة، ومحوت الظلمة، وجاهدت في الله حق جهاد جزاك الله عنا وعن جميع المسلمين خير ما جزى نبيناً عن أمتة. ثم نسلم على أبو بكر وعُمر رضى الله عنهما.

عباد الله:
وهناك في المدينة المنورة في قبة الإسلام، ودارِ الإيمان، وأرض الهجرة نعيش مع ذكريات الإسلام الأولى، والتي نحن في هذه الأيام في أمس الحاجة للسير على منهاجها. نزور مقبرة البقيع والتي يرقد فيها أعلام الأسلام والذين حملوا لواء الدين، هناك حيث الصمت الرهيب، جبال تحت أطباق الثرى، نسلم ونقول لهم: السلام عليكم ديار قوم مؤمنين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، انتم فرطنا إلى الجنة ونحن لكم تبع ونسأل الله لنا ولكم العافيه، فأكثروا يا عباد الله من زيارة القبور فأنها تذكركم الآخرة، أكثرو من زيارتها فإن قلوبنا قد قست ونزعت من بعضها الرحمة، اللهم أرحمنا برحمتك الواسعة يا رب العالمين.

عباد الله:
وفي مكة المكرمة، زادها الله تشريفاً وتكريماً نطوف بالبيت الحرام ونحن في خشوع وخضوع وإجلال وإكبار، نتوجه الى المولى الكريم أن يمن على أمة الأسلام بالنصر المبين وأن يوحد هذه الأمة وأن تعود إلى رشدها وصواب أمرها. وبين الركن والحجر الأسود نقرأُ قوله تعالى: (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة2: 201).

عباد الله:
ولما وضع الرسول صلى الله علية وسلم خده الشريف على الحجر الأسود بكى بكاءاً شديداً، فقال له عمر: لم البكاءُ يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هنا تسكب العبرات يا عمر.... لقد عادت به الذكريات للخليل أبراهيمَ عليه السلام وهو يرفع القواعدَ من البيت وأسماعيل وهو يدعو الله تعالى بقوله: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة2: 129). إنه الوفاء لأبراهيم عليه السلام الذي قال الله في حقة: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم53: 37) فأمتنا أمة وفاء وحق وصدق.

عباد الله:
وفي اليوم الثامن من ذي الحجة تُحرمون بالحج وتبيتون في منى، وفي اليوم التاسع أنتم في عرفات الله، في مشهد رهيب، تهوي اليكم أفئدة الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، في ذلك اليوم نزل على رسولنا الأكرم أربعُ بشريات،
الاولى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) (المائدة5: 3).
والثانيه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة5: 3).
والثالثة: (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (المائدة5: 3).
والرابعة: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة5: 3).

وفي ذلك اليوم الرباني ألقى رسولنا الكريم بلاغه النبويَ الشريف قال: (أيها الناس: إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في شهركم هذا...) ويُحًرَّمُ الرسولُ صلى الله علية وسلم الثأر والربا..ثم قال: (أيها الناس، لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكمُ رقاب بعض)، وكأن الرسول صلى الله علية وسلم ينظر الينا، ويعيش معنا، وصدق الحق بقوله: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) (الحجرات49: 7)، فلماذا الخلاف والشجار والخصام ولأتفه الأسباب، نسأل الله السلامة، وينتقل الرسول صلى الله علية وسلم إلى الحقوق الإجتماعية فيقول: (وأتقوا الله في النساء، فإنهنَّ عوان عندكم، أخذتموهنَّ بأمانة الله وأستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله، ولهنَّ عليكم رزقُهُنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئن فرشكم أحداً تكرهونه).

عباد الله:
هذا هو التكريم الحقيقي للمرأة، فلماذا خرجت المرأة عارية تكشف عن محاسنها ومفاتنها أمام ذئاب البشر؟ وهي تعلم أن ذلك حرام، لماذا هذا الفساد الذي يُدمرُ المجتمع؟ (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) (الروم30: 41).

عباد الله:
وصلى رسولنا الأكرم ركعتين خلف مقام أبراهيم عليه السلام لقوله عز وجل (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) (البقرة2: 125)، ثم شرب من ماء زمزم وقال: (ماء زمزمَ لما شرب له). فإذا ما شربت أيها المسلم من ماء زمزم فعليك أن تنوى نية خير ليحققها الله لك، أنظروا يا عباد الله لحبر الأمة وترجمان القرآن أبنٍ عباسٍ رضى الله عنهما ماذا قال عندما شرب من ماء زمزم قال: (اللهم إني أسالك علماً نافعاُ، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كل داء)، إنه الفهم عن رسول الله صلي الله علية وسلم الذي وضع يده الشريفة على راسه يوماً وقال: (اللهم فقهه بالدين وعلمة التأويل) الحديث. ثم نسعى بين الصفى والمروة فهي من شعائر الله كما ورد ذلك في القرآن الكريم.

عباد الله:
والحج مؤتمر سياسي كبير، ولذلك كان أميرُ المؤمنين عمر في موسم الحج يجمع الأمراء، ويعقد معهم مؤتمراً يناقش فيه أحوال الأمة، يناقشهم في حل مشاكل المسلمين، فلماذا لا يجتمع حكام المسلمين ويناقشون مشاكل الأمة؟ لماذا فقدنا هذه المعاني؟ تذكرو أيها المؤمنون أنَّ الحاكم في الأسلام كالوصيّ على مال اليتيم، إذا أكل من أموال المسلمين: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) (النساء4: 10). فشل في قيادات الأمة، اليوم من هزيمة إلى أخرى وصدق فيهم قول الله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا) (النبأ78: 27-28)، أتقو الله عباد الله وتذكروا دائماً أن لنا ديناً لا يمكن أن نفرط فيه مهما غلا الثمن، مهما كان الثمن غالياً لا نفرط في عقيدتنا، لن نكون يوماً من أتباع الديمقراطية الزائفة، وإنما سنظل مسلمين مُوحدين، مؤمنين صابرين مطبقين لمنهج رب العالمين.

الحمد لله الملك العلام، الذي فرض علينا الحج الى بيته الحرام، وجعله مرّة في العُمُر لا كلُّ عام، وفيه يكون التعارفُ والإلتئام، وجعل هذا البيت رمزَ الوَحدْة الإسلامية، وملتقى وفود الحجاج من البلدان العالمية، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران3: 97). ونشهد أن سيدنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، الذي أرسله الله إلينا رحمةً للأهتداء، ووسيلةً للمحبة والإخاء، وصلى رسولنا -صلى الله علية وسلم- الظهر والعصر جمع تقديم قصراً، وبآذانٍ واحد، وبعد أن غربت الشمس عاد صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة، فصلى المغرب والعشاء جمع تأخير وقصر في العشاء لأن صلاة المغرب لا قصر فيها. وفي يوم العيد رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة بسبع حصيات، وبعد ما أحضر له عَلٍيّ مائةَ ناقة وقف النبي صلى الله علية وسلم بنفسة فذبح بيده الشريفة ثلاثاً وستين ثم اعطى سبعاً وثلاثين ناقةً ليذبحها علىٌ رضي الله عنه. ورمى صلى الله عليه وسلم الجمار وذبح، وحلق شعره، وبعد ذلك توجه إلى البيت الحرام فطاف طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج، ثم قصد راجعاً إلى منى، حيث قضى بها اليوم الحادي عشر والثاني عشر وبعد ذلك رجع إلى مكة فطاف طواف الوداع. اللهم إنا نتوجه إليك وأَنت في عليائك أن تيسر حج المسلمين في هذا العام يا رب العالمين. اللهم أحفظهم وأكلأهم بعين رعايتك ووفقهم لما فيه خيرهم وصلاحهم يا رب العالمين.

عباد الله:
توجهوا إلى الله وأدعوا الله وأنتم موقنون بالأجابة فيا فوز المستغفرين، استغفروا الله .

الخطبة الثانية
فهنيئاً لنا برسول الله صلى الله علية وسلم الذي قاد سفينةََ العالم الحائرة إلى منهج رب العالمين، هنيئاً لنا برسول الله الذي جعل من رعاة الغنم قادة الأمم. هنيئاً لنا بالقائد الذي جعل من عُبَّاد الحي قادةً للبشر، هنيئاً لنا بالمصطفى الذي جعل من العبيد سادة وقادة، صلى الله علية وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المسلمون:
تسعى الأدارة الأمريكية جاهدةً في الوقت الحالي لتثبيت ما أسمته الحرية والديمقراطية في البلدان الأسلامية، ومنطقتِنا العربية بالتحديد، والتي تهدف أساساً لخدمة المصالح الأستعمارية التوسيعية في كلٍ من العراق المذبوح عبر شلالات من الدماء والقتلى، والتي لم يشهد العراق مثيلاً لها في العهود السابقة. وفي لبنان الذي يقف على شفا حرب أهلية طاحنة، وفي فلسطين التي لا تزال يُعاني شعبها الصامد الصابر المرابط الأمريْن بين وعودٍ كاذبة بتحقيق السلام، وبين واقع أليم، تُسلب فيه الحريات، وتقطع فيه أوصال الوطن، وفي السودان الذي يعاني من مؤامرة التفتيت والتجزئة.

أيها المسلمون:
ومن الملاحظ أن كلاً من العراق ولبنان وفلسطين تعيش فراغاً سياسياً، حيث لم يتمَّ حتى الأن تشكيل حكومة وطنية في هذه البلاد ترعى مصالح الأمة. فهل تعرفون السبب؟ اسمعوها جيداً وأقوالها بكل صراحة، لأن حكام هذه البلاد سلبت إرادتهم، ولم تعد تملك زمام المبادرة، أو أتخاذ قرار يكفل للأمة عزتها وكرامتها، اسمعوا قول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (إني قد وُليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، أطيعوني ما أطعت الله، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم)، كلمات خالدة ترسم معالم الحكم في الأسلام، كلمات تحمل أمانة المسؤولية، تزخر بالعزة والكرامة والأيمان والصدق والعطاء. أين حكام اليوم من قول عمرّ رضي الله عنه عندما قال له أعرابي: إتق الله يا عمر، وغضب الصحابة من كلمتة، قال أمير المؤمنين: دعوة فليقلها، فلا خير فيكم أذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم. إنها الحكمة، إنها سعة الصدر؟ إنه الحلم والعزم في آنٍ واحد، هذه هي القيادة المؤمنة الصادقة، القيادة التي تربت على موائد الرحمن، وبين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لقد عرفوا أن السلطان زائل، وأن القصور فانية، وأن الجاه لا يبقى، والأشخاص زائلة، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن55: 26-28).

أيها المسلمون:
وفي أجواء عدم الإستقرار، وغموض المواقف السياسية تضيع القدس الشريف، فأسرائيل ماضية على قدم وساق بتهويدها، وتغيير معالمها، وتعمل على استكمال بناء وتجهيز المعابر الحدودية، وإحكام قبضتها على منافذ المدينة حتى يصبح الداخل بحاجة إلى تصريح وتصاريح. القدس تئن وليس هناك من يرعى مصالحها، فالحفريات تحت وحول المسجد الأقصى مستمرة، الناس مثقلون بالضرائب المتعددة، كساد تجاري، بطالة متزايدة، غلاء فاحش، أنتشار المخدرات والسرقات حدث عنها ولا حرج، مظاهر الضياع تشيع في مدينة الأسراء والمعراج، لقد ضيعنا كل شيء، حتى الأمانة التي استرعانا الله أياها. فإتقوا الله يا شباب الأسلام: أتقوا الله في دينكم، اتقوا الله في آبائكم، أتقوا الله في أولياء أموركم، أتقوا الله في بلدكم الذي باركه الله، كونوا على قدر المسؤولية، فأنتم في زمان لا يعرف إلا المناصب الفانية، أتقوا الله وأنتم تعيشون زمن الغش والكذب، والنفاق والخداع، والنفعية والوصولية. دعوكم من ضياع الوقت، أتقوا الله وتذكروا أنكم تعيشون في ضائقة مالية فلا نحتاج إلى أزمات خلقيه، ولا معاملات ربوية.

عباد الله:
قضية الأسرى والذين يعانون ظروفاً قاسية، عشرة الآف سجين يقبعون خلف القضبان، يعيشون ويُلاقون صنوف الإذلال والقهر، أسير واحد أسرائيلي أقاموا الدنيا من أجله، فماذا نقول لأسرانا؟ ومن هنا من علياء هذا المنبر الشريف نرسلها برقيه عاجلة للمسؤولين أن يجعلوا قضية الأسرى متفاعلة وحية وأن يضعوها على سلم الاولويات.

الدعاء
اللهم فرج أسرهم وأطلق سراحهم وأكرم كل واحد منهم،
اللهم روحهم إلى أهلهم رداً جميلاً وأحسن عاقبتهم في الأمور كلها يا رب العالمين.
اللهم إنا لا نسألك رَدَّ القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه،
يا لطيفاً بخلقه، يا عليماً بخلقه، يا خبيراً بخلقه، الطف بنا فيما جرت به المقادير،
أستر عوراتنا، آمن روعاتنا،
فرج كروبنا، اغفر ذنوبنا، وأستر عيوبنا، يا غفار الذنوب،
اللهم أرحمنا فأنك بنا راهم ولا تعذبنا، فأنت علينا قادر الطف بنا فيما جرت به المقادير،
اللهم أغثنا وأسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً سريعاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائت، نافعا غير ضار.
اللهم إن بالعباد والبلاد، والخلق من اللأداء والجَهد والضنك ما لا نشكوه الا اليك
اللهم انبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع،
وأسقنا من بركات السماء، وانبت لنا من بركات الأرض،
اللهم أرفع عنا الجَهد والجوع والعري،
وأكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك،
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً،
اللهم أسق عبادك وبهائمك، وأنشر رحمتك وأحيي بلدك الميت.
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والأحسان وايتائ ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فأذكروا الله الجليل يذكركم، وأشكروه على نعمه، يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.