المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من جواهر الأدب


موسى أحمد الزغاري
05-26-2009, 09:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في ثمرات الأوراق
لابن حجة الحموي :

ونقلتُ * من درة الغواص أن عروة بن أذينة الشاعر وفد على هشام بن عبد الملك في جماعة من الشعراء فلما دخلوا عليه عرف عروة فقال له ألست القائل:
لقد علمتُ وما الإسرافُ من خُلقي = أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إلهي فيعييني تـطـلـبـهُ = ولو قعدت أتانـي لا يعـنـينـي
وأراك قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق . فقال له : يا أمير المؤمنين زادك الله بسطة في العلم والجسم ولا رد وافدك خائباً والله لقد بالغت في الوعظ وأذكرتني ما أنسانيه الدهر ، وخرج من فوره إلى راحلته فركبها وتوجه راجعاً إلى الحجاز . فلما كان في الليل ذكره هشام وهو في فراشه فقال رجل من قريش قال حكمة ، ووفد إلي فجبهته ورددته عن حاجته ، وهو مع ذلك شاعر لا آمن ما يقول . فلما أصبح سأل عنه فأخبر بانصرافه وقال: لا جرم ليعلم أن الرزق سيأتيه ثم دعا مولى له وأعطاه ألفي دينار وقال الحق بهذه ابن أذينة وأعطه إياها قال: فلم أدركه إلا وقد دخل بيته فقرعت الباب عليه فخرج إلي فأعطيته المال فقال أبلغ أمير المؤمنين قولي سعيت فأكديت ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي .


* قول المؤلف .

نائل أبو محمد
05-26-2009, 11:08 PM
كنوز وفوائد
أتمنى أن يطلع عليها كل إنسان

دمت للخير مقدام.

admin
05-27-2009, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الذي قال في منزل كتابه (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذاريات: 22)، وصلى الله على سيدنا محمد الطيب الأمين القائل وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى (كان الله عز وجل على العرش وكان قبل كل شيء، وكتب في اللوح المحفوظ كل شيء يكون) (أصله في صحيح البخاري) والقائل (والله لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم ما يرزق الطير، تغدو خماصا وتعود بطانا) (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة)، والقائل (إن الله وكل في الرحم ملكا ، فيقول : يا رب نطفة ، يا رب علقة ، يا رب مضغة ، فإذا أراد أن يخلقها قال: يا رب أذكر، يا رب أنثى، يا رب شقي أم سعيد، فما الرزق، فما الأجل، فيكتب كذلك في بطن أمه) (صحيح البخاري)، والقائل (أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم) (صحيح إبن ماجة - وصححة الألباني).
فارزاقنا مكتوبة في اللوحة المحفوظ قبل أن تُخلق السماوات والأرض، ويتنزل لها ملك مخصوص يكتبها لنا ونحن في ارحام إمهاتنا، ولن نموت حتى نستوفي هذا الرزق كاملا، لا زيادة ولا نقصان، ومن هنا أتسائل:

- في اللاهي والكادح الذي يكدح في الدنيا بلا هوادة ناسيا أو متناسيا عبادته لله، هل عندما تترك العبادة والصلاة تستطيع أن تزيد رزقك؟
- في العامل والصانع والتاجر الذي يخدع الناس ويغشهم، هل عندما تحتال وتغش الناس، هل تستطيع أن تزيد رزقك؟

- في الكاذب الذي يكذب ويحلف بالله كذباً ليصدقه الناس، هل عندما تحلف بالله سيزيد رزقك؟


- في الصارق الذي يسرق أموال الناس وممتلكاتها وحقوفها، هل عندما تسرق ستزيد رزقك؟
لا والف لا، فقد قال الله، والله صادق، وهو أصدق الصادقين، أن الإنسان لن يموت إلا بعد أن يرى كل رزقه، فما الذي يحدث إذن عندما يغش إنسان أو يحتال او يكذب أو يسرق، ويدخل عليه مال من هذا الذي قام به، الذي يحدث هو أنه يقطف رزقه الذي كتبه له عز وجل، ولكنه يقطفه حراماً، ولو أن صبر على هذا الرزق لوصله حلالا طيبه كما يحبه الله، فالله طيب لا يقبل إلا طيبا، جاء في صحيح مسلم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال (أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم }. [23 / المؤمنون / الآية 51 ] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } [2/البقرة / الآية 172 ] . ثم ذكر الرجل يطيل السفر . أشعث أغبر. يمد يديه إلى السماء. يا رب! يا رب! ومطعمة حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك؟) صدقت يا رسول الله،.
- فالنتيجة هي ان الكسب الحرام لا يزيد رزق الإنسان، والإمتناع عن الحرام لا ينقص رزقه أيضاً، إذن لم يتوجه الإنسان للكسب الحرام؟ من المؤكد أنه جاهل لا يعلم كيف يصرف الله الأمور، وظالم يظلم نفسه بيديه، يقدم بيديه الشر فيتسبب لنفسه بالمصائب التي جعلها الله رداً على الشرور التي نقوم بها، يقول عز وجل (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30).
- والنصيحة: إجعل رزقك حالا، إكسبه من حلال، واصرفه في حلال، ولا تخشى الفقر، فالله هو رب العباد، فهو حسبنا، يطعمنا ويسقينا ويأوينا ويكفينا، حسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موسى أحمد الزغاري
05-31-2009, 07:13 AM
ثمارك يا سيدي يانعة وقطوفها دانية
فيها الفوائد متزايدة
والدرر متناثرة

بوركت وبورك مسعاك
الأحد 7 جمادى الثانية 1430

نائل أبو محمد
09-14-2010, 07:42 AM
الثلاثاء 6 شوال 1431