المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على اعتبار أن النصارى ضالين – فلماذا سيعذبهم الله بضلالهم؟


admin
05-28-2009, 11:10 PM
على اعتبار أن النصارى ضالين – فلماذا سيعذبهم الله بضلالهم؟دعونا نبحث عن جواب هذا السؤال في أوائل سورة البقرة، على اعتبار أن أوائل سورة البقرة وبالأخص أول أربعين آية هي شرح إجمالي لسورة الفاتحة وبالأخص عن الناس وأصنافهم وتوجهاتها وظنها ومنهاج حياتها، لنبدأ بقوله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002026.htm)) (البقرة2: 26)، فهذه أول آية تكلمت عن الضلال كوننا نتكلم عن (الضالين)، لنتمعن في قوله عز وجل (يُضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يُضل به إلا الفاسقين)، لاحظ أن الضلال من الله بمعنى أنه سمح به للمصر، وهذا جلي في قوله عز وجل (وما يُضل به إلا الفاسقين)، فالفاسق الذي فسق عن رحمة الله بمعصيته لله وإصراره على المعصية هو الذي يَضِلُ عن الصراط المستقيم، كما أن الآية التالية فسرت المعاصي التي تسببت بالفسق الذي أدى إلى الضلال، يقول عز وجل (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002027.htm)) (البقرة2: 27)، فهذه ثلاثة معاصي عظيمة تسبب بفسقهم وضلالهم وخسارتهم الجنة واستحقاهم عذاب النار خالدين فيها وبئس المصير:-

1- ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، فهم قد نقضوا عهد الله بتوحيده عندما أشركوا مع الله إلهً آخر، كما ذكرنا سابقاً، فمعظمهم مشركون.

2- يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، فقد أمر الله بوصل كلمة (لا إله إلا الله)، وهم ماذا فعلوا؟ أمروا الناس وحرضوهم على ترك دين الله الحق، تارةًً بالتشكيك، وتارةً بالتحريف، وأخرى بالتزييف، فانظر إلى سمومهم التي يبثوها بين الناس للتشكيك في دين الإسلام من إلقاء الشبهات، كشبهة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم التي أفردنا لها باباً مخصوصاً في الرد عليها، وكشبهة إرضاع الكبير والتي سنرد عليها قريباً إن شاء الله، وكنشرهم كتاب (الفرقان الحق) الذي ما هو إلا بهتانٌ باطل، ليحل محل القرآن الكريم المحفوظ بعناية الله ورعايته إلى يوم الدين، وغيرها كثير.
3- ويفسدون في الأرض، وما الفساد في الأرض إلا تحريض الناس وأمرهم بالشرك مع الله آلةً آخر، وهذا يأتي من عمليات التبشير التي يقومون بها لنشر ديانتهم المحرفة والمزورة والتي تدعو لاعتبار أن المسيح عيسى بن مريم إلةً، واعتبار أمه مريم إلةً شركاً مع الله، في عقيدة التثليث، وهذا هو والله هو عين الإفساد. وأنظر أينما حلت الحرب، وأينما حل الإحتلال والإستعمار، كيف تبدأ عملية التنصير والتبشير، أنظر إلى الصومال وأنظر إلى أفغانستان، وأنظر إلى جنوب إفريقيا، أنظر كل دولة حاربها الغرب مدعياً أنه يحارب دفاعاً عن حقوق الإنسان، مدعياً أن يريد رفع الظلم عن المظلومين، وإحقاق الحق، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها.
ثم انظر مع هذا كله، كيف أنهم يعتقدون أنهم على حق، يقول عز وجل (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002011.htm)* أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002012.htm))، فباعتقادهم أن نشر الديانة المسيحية هو الإصلاح، ولكن الله بين أن هذا هو الإفساد، فما عادت هذه الديانة مسيحية إنما هي عقيدة نصرانية باطلة محرفة ومزورة وداعية للشرك.
إذن نخلص أن الضلال جاء من الفسق، والفسق جاء من ترك التوحيد أي الشرك، ثم التدرج في دعاء الناس لترك التوحيد، وأخيرا الوصول لدعوة الناس للشرك بالله، وبهذا وبفسقهم وشركهم وأذيتهم الناس ومطالبتهم لهم بالشرك استحقوا النار خالدين فيها.

التدرج في الشر من أذية النفس لأذية الغير

نتعلم مما سبق أن الأذية قد تبدأ بالنفس، أن يؤذي الإنسان نفسه بكفره وعناده وشركه وهذا أمر خطير موجب لعذاب جهنم، أما ما هو أخطر منه، فهو أن تتعدى أذية الإنسان لغيره، أي أن يتسبب الكافر أو المشرك بأن يقع غيره في معصية الله، وهذا هو حال النصارى في عملية التنصير والتبشير التي يقومون بها، ولقد ضرب لنا الله بهذا المثل في القرآن الكريم، وأعني هنا في أول أربعين آية من سورة البقرة أيضاً، ضرب الله لنا المثل بإبليس، فعندما أمره الله أن يسجد لآدم، أبى وأستكبر وكان من الكافرين، وهذه المعصية أذية من إبليس لنفسه، ولم تتعدى نفسه، فقد أضر إبليس نفسه عندما رفض الانصياع لأمر الله، لذلك أطلق عليه الله في هذا الموقف (إبليس) بمعنى أنه أبلس وفسق عن رحمة الله، يقول عز وجل (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002034.htm)) (البقرة2: 34)، ولكن لما تعدى شر إبليس وضرره من نفسه لغيرة، أي لآدم وحواء، فإن وصف الله له تغير من إبليس ليصبح (الشيطان)، يقول عز وجل (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002036.htm)) (البقرة2: 36)، وهذا يفسر لنا سبب بقاء إبليس في السماوات حتى بعد أن رفض السجود لآدم، لان الأذية التي قام بها قام بها تجاه نفسه، فأمهله عز وجل عسى أن يتوب ويؤب ويستغفر ويعود لله، ولكن لما تحولت الأذية لغيره، جاء أمر الهبوط مباشرةً (قلنا اهبطوا)، يعلمنا عز وجل أن الأذية طالما كانت من نفس الإنسان على نفسه، فإن الفرصة لا زالت متاحة، والباب لا زال مفتوحا للتوبة، ولكن الله لا يرضى أن يؤذي مخلوقٌ مخلوقاً غيره، حيث يأتي العقاب الرباني مصائب على هذا الذي آذى بما إكتسبت يداه وبما قدم بأذية الغير، يقول عز وجل (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay042030.htm)) (الشورى42: 30).



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

نائل أبو محمد
09-13-2010, 11:10 PM
الاثنين 5 شوال 1431

موسى أحمد الزغاري
01-03-2011, 04:56 AM
السلام عليكم
أخي الكريم أبا حسن

الله تعالى يقول:
{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }
لا يُفهم من هذه الآية الكريمة ، أنهم ضالون بمعنى تائهون.
فقد أوحى لي عنوان الموضوع هذا الفهم .
النصارى ضالون باختيارهم .
لماذا ؟
نجد أنَّ الله تعالى أورد قسمين من الكفار هنا ؛ اليهود والنصارى .
المغضوب عليهم : اليهود
الضالين : النصارى
عند التدقيق في البُنية الصرفية اللغوية لكلمتي
الضالين ، والمغضوب .
نجد أنهما اسما فاعل .
واسم الفاعل صفة لا تُفيد الثبات .
وكأن الله تعالى يقول لنا :
أنَّ هؤلاء الناس من يهود ونصارى بأمكانهم أن يُغيروا هاتين الصفتين ، ولكنهم لم يغيروا ، فصحَّ الجزاء ، وكانت جهنم لهم مصيرا ، وأمرنا الله أن لا نتبع مصيرهم الذي لو شاؤوا لغيروه.


الأمر الآخر
أن اتباع الكفر والضلال هو أمر تخييري يقوم به العبد باختياره
فمن كفر فجزاؤه جهنم
ومن آمن فجزاؤه الجنة ونعيمها

وتقبل تحياتي