المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ينسب عز وجل لنفسه الأمور الظاهرية


admin
05-29-2009, 08:34 AM
لماذا ينسب عز وجل لنفسه الأمور الظاهرية

السؤال المهم الذي يتبادر على أنفسنا، هو (لماذا ينسب الله عز وجل لنفسه أمور يفعلها البشر؟)، مع أن هذه الأمور تمثل صفات سلبية لا تليق بالله عز وجل. والجواب نجده في آيات الله، لنقرأ بعض الآيات ثم نتكلم، يقول عز وجل في سورة آل عمران 3 – آية 7 (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، يقول عز وجل في سورة النساء 4 – آية 78 (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا)، ويقول عز وجل في سورة البلد 90 – آية 10 (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، ويقول عز وجل في سورة التكوير 81 – آية 29 (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، ويقول عز وجل في سورة الصافات 37 – آية 96 (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) لاحظ الآتي:-
· من آيات القرآن الكريم ما هو محكم ومنها ما هو متشابه، والمحكم يمكن تفسيره على الظاهر ولا يختلف فيه إثنان، أما المتشابه فلا يمكن تفسيره على الظاهر، ولكن نحتاج لتفسيره تفسيراً آخر يكون صحيحاً ولا يتعارض مع باقي القرآن الكريم وهذا هو التفسير الباطني.
· كل شيء من عند الله (المتشابه والمحكم) من عند الله، (الموت والحياة) من عند الله، (الخير والشر) من عند الله، (الصواب والخطأ) من عند الله، (الحلال والحرام) من عند الله، كل شيء من عند الله، المهم أن نفهم أن الله لا يجبرك على الخبيث أو الخطأ أو الحرام أنت الذي يختاره.
· من يفسر المتشابه بطريقة خاطئة في قلبه زيغ، وهو أحد إثنين، إما (مُحدِث للفتن) أو (مفسر يريد التفسير بهدف الرياء والسمعة والشهرة بين الناس، وليس لوجه الله) أو (مفسر أضله الشيطان ليضل الناس) وهذا أخطرهم لأنه يعتقد أنه على حق فيستميت في الدفاع عن آرائه وأفكاره وتفسيره ولا يقبل النقد ولا يعود للحق.
· تفسير المتشابه بطريقة صحيحة يحتاج (رسوخ في العلم) (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ويحتاج (إيمان قوي) يقول عز وجل في سورة البقرة 2 – آية 282 (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ويحتاج (أن تعرف أن كل الأمور من الله) ويحتاج أن تتذكر ما علمنا إياه الله من الأمور المحكمة وما علمنا إياه عندما أخذ منا العهد والميثاق الغليظ.
· أعطى الله الإنسان النجدين أي إمكانية الإختيار بين النقيدين، فلك أن تختار بين الصواب والخطأ وبين الحلال والحرام وبين المباح والمكروه، هذا من عطاء الله.
· هذه المشيئة التي أعطاها الله للإنسان إنما تنطوي تحت مشيئة الله، فاذا منع الله أمراً عن عبده، فلا يمكن لهذا العبد القيام به، وأذا أوقع الله أمراً على العبد فلا يمكن لهذا العبد رفعه.
· عندما نستخدم مشيئتنا التي وهبنا الله إياها للقيام بعمل، وتتوافق هذه المشيئة مع مشيئة الله، فإن الله يخلق لك العمل (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)، فمشيئة الإنسان لا تعني القدرة ولا القوة ولا الحول ولا الإمكانية، فهذه كلها من الله، ولا تنسى أنك تقول عند كل آذان (لا حول ولا قوة إلا بالله)، يقول عز وجل في سورة الكهف 18 – آية 39 (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ).