المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنزال ونزول وتنزيل القرآن مفرقا - منجما - دفعة واحدة


admin
05-29-2009, 09:20 AM
نزول القرآن الكريم دفعة واحدة
القرآن الكريم هو كلام الله العظيم، وهو موجود في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بزمن طويل، وترتيب القرآن الكريم في اللوح المحفوظ هو نفس ترتيبه الذي نعرفه في المصحف العثماني، فأول سورة هي الفاتحة وآخر سورة هي الناس، وقد نزل القرآن الكريم جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور أو إلى بيت العزة في السماء الدنيا، في ليلة القدر في رمضان، وهذا التنزيل هو المراد بقوله تعالى في سورة القدر 97 – آية 1 (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وفي قوله عز وجل في سورة الدخان 44 – آية 3 (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، وفي قوله عز وجل في سورة البقرة 2 – آية 185 (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ). وقد قال بعض المفسرين أن المقصود من هذه الآيات ليس هو نزول القرآن كاملاً دفعة واحدة في شهر رمضان، ولكن المقصود أن إبتداء نزول القرآن على سيدنا محمد كان في شهر رمضان في ليلة القدر، وأستمر نزوله عليه في العشرين سنة التالية، وهذا القول أراه ضعيف، ذلك أن الآيات الثلاثة السابقة تتكلم عن نزول القرآن بصيغة الكلية (أنزلناه، أنزل فيه القرآن)، مما يقوي القول أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ في شهر رمضان إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم من هناك إبتدأ نزوله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
نزول القرآن الكريم منجماً (مفرقاً)

نزل القرآن منجماً (مفرقاً) على نبينا صلى الله عليه وسلم حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس، وقد نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام، وقد كانت مدة تنَزل القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين سنة تقريباً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين في المدينة، وهذا التنزيل هو المراد بقوله تعالى في سورة الإسراء 17 – آية 106 (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا)، وبقوله في سورة الفرقان 25 – آية 32 (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
الفرق بين النزول والتنزيل
(الإنزال) تستعمل إذا كان المنزل نزل دفعة واحدة، و(التنزيل) إنما تستعمل فيما إذا كان المنزل أمرا تدريجياً، وقد ورد كلا التعبيرين حول نزول القرآن: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا). وبورود هاذين اللفظين يتعزز أن القرآن أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ ثم بدأ نزوله بالتدريج من السماء الدنيا على سيدنا محمد، يقول عز وجل في سورة هود (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) فهذه الآية ظاهرة في أن القرآن حقيقة محكمة، ثم طرأ عليها التفصيل والتفريق بمشيئة الله تعالى، والاحكام الذي يقابل التفصيل هو وحدانية الشيء وعدم تركبه وتجزئه.
أقسام نزول القرآن الكريم
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين ابتدائي وسببي، الإبتدائي وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القرآن. أما السببي، فهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، كأن يسأل أحد ما الرسول صلى الله عليه وسلم ويجيب الله عنه، مثل قوله تعالى في سورة البقرة 2 – آية 189 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)، أو وقوع حادثة تحتاج إلى بيان وتحذير، أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه، مثل قوله تعالى في سورة المجادلة 58 آية 1 (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
سؤال لا بد من إجابة له
والسؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه العديد هو كيف تحدث القرآن في خصوصيات ودقائق أمور بعض الناس، وهو موجود قبل خلق السماوات والأرض؟ أما الجواب فهو من فهمنا الصحيح لذات وصفات الله عز وجل، فكما نعلم أن الزمن مخلوق من مخلوقات الله، وهو ضعيف ومحتاج لله، والله لا يحتاج للزمن حتى يتعرف على الأمور أو يقوم بها، وبالتالي فإن كلام الله لا يحتاج أيضاً للزمن ليكون صحيح، فسبحانه وتعالى يعلم الغيب تماما كأنه حاضر، ولا فرق عنده بين الماضي والحاضر والمستقبل، فهو يرى الزمن كله والمكان كله بنفس اللحظة، ففي كل لحظة يرى عز وجل كل ما في الزمان كله، فهو يرانا، ويرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونوح عليه الصلاة والسلام، وآدم صلى الله عليه وسلم، ومن هذا العلم الكامل الشامل جعل عز وجل في كلامه الكريم كل ما تحتاجه البشرية سواءاً في حياة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو بعده، يقول عز وجل في سورة الأنعام 6 – آية 38 (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)، وبهذا فإنه عز وجل جعل القرآن الكريم في اللوح المحفوظ وضمنه كل ما هو لازم، ثم أنزله مفرق بحسب ما تقتضيه الحاجة والفائدة.
بعض الحكم من نزول القرآن مفرقاً

· تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، أي: تقوية قلبه وشد عزيمته، يقول عز وجل في سورة الفرقان 25 – آية 32 (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
· تيسير حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه.
· التدرج في التشريع وتربية الأمة، فقد بدأ القرآن بأصول الإيمان، ثم جاء تفصيل الأحكام تدريجياً.
مسايرة الحوادث والوقائع، فكلما نزل بالمسلمين أمر أو احتاجوا إلى بيان شيء نزل القرآن الكريم بما يناسب تلك المستجدات.

نائل أبو محمد
08-17-2010, 06:07 PM
الثلاثاء 8 رمضان 1431

نائل أبو محمد
10-04-2010, 02:34 PM
الاثنين 26 شوال 1431

نائل أبو محمد
05-17-2011, 09:16 PM
الثلاثاء 14 جمادى الثانية 1432

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك