المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الناسخ والمنسوخ


admin
05-29-2009, 09:56 AM
الناسخ والمنسوخ

النسخ لغةً: الإزالة أو الإبطال، والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي، ولا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد، يقول عز وجل في سورة الأعلى 87 – آيات 6-7 (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)، ويقول عز وجل في سورة الرعد 13 – آية 39 (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، ويقول عز وجل في سورة النحل 16 – آية 101 (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، ويقول عز وجل في سورة الحج 22 – آية 52 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فنسخ بعض آيات القرآن أو مسح بعضها الآخر هو مشيئة لله عز وجل، وله فيها غاية، وله فيها حكمة، والفائدة منها للإنسان ولا شك، فالله هو الغني ونحن الفقراء.
نسيان الرسول عليه الصلاة والسلام
علينا أن نفرق بين نسيان الرسول عليه والصلاة والسلام وبين ما أنساه الله عز وجل، فالرسول بشر من لحم ودم، ويتصف بصفات بني البشر من أكل وشرب وضعف ومرض ونسيان، فقد ينسى الرسول عليه الصلاة والسلام آيات قرآنية من القرآن الكريم مثله مثل أي إنسان آخر، فإذا نسي الرسول آية قرآنية لصفته البشرية، أعاد الله تذكيره بها، فقد روى الشيخان عنه صلى الله عليه وسلم أنه (سمع رجلا يقرأ من الليل. فقال "يرحمه الله" لقد أذكرني كذا وكذا. آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا)، وهذا من تذكير الله له (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى)، فإذا نسي الرسول آية من آيات القرآن الموجود في اللوح المحفوظ سخّر له عز وجل من يذكره بها، أما الآيات التي يريد الله لها أن تنسى لأنه يريد نسخها فلم يكن يسخر عز وجل أحد ليذكر بها الرسول عليه الصلاة والسلام، فتُنسى وتُنسخ وتُمحا.
هل يمكن نسخ كلام الله
يقول عز وجل في سورة البقرة 2 – آية 106 (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فلا يسطيع مخلوق أن ينسخ أو يبدل كلام الله، ولكن المتكلم في هذه الآية هو الله عز وجل نفسه، والله هو صاحب الأمر، فإذا أراد أن ينسخ آية أو أراد أن ينسى أية فهذا شأنه، فالذي ينسخ ليس البشر، وليس الناس، إنما هو الله رب العالمين ولله الأمر من قبل ومن بعد، يقول عز وجل في سورة آل عمران 3 – آية 154 (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)، ويقول في سورة الروم 30 – آية 4 (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)، ويقول عز في سورة القصص 28 – آية 68 (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، ويقول في سورة الأحزاب 33 – آية 36 (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)، ثم دعونا نسأل أنفسنا، ألم ينسخ الله الديانات ديانة بديانة، ألم تُنسخ اليهودية بالنصرانية، ونسخت النصرانية بالإسلام، فما هو العجيب في أن ينسخ اللهُ بعض آيِ القرآن الكريم ببعض.
فيما يكون النسخ
مجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال.