المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق النسخ


admin
05-29-2009, 10:04 AM
طرق النسخ

1- نسخ التلاوة والحكم معًا، جاء في مجموعة الفتاوى في الحديث الصحيح (أن رجلا كان معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ذهبت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر وأنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها نسخت البارحة)، ومثاله حديث عائشة قالت: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرا من القرآن) رواه مسلم وغيره، وهنا ملاحظة مهمة، فأم المؤمنين عائشة تقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام تُوفي وهذه الآية كانت تقرأ، وقد يتسأل البعض فأين إذن هذه الآية، أما الجواب، ففي النسخ، فهذه الآية نسخت، نسخها الله، ولا يشترط أن يكون النسخ في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد يكون النسخ مع موته أو حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم، ونحن كمؤمنين نؤمن أن هذا القرآن من الله والله حافظه، فهو محفوظ من التبديل والزيادة والنقصان التي يقوم بها البشر، فإذا أنسى الله آية من آياته فهذا حكمه عز وجل وهذا فعله سبحانه وتعالى.
2- نسخ الحكم وبقاء التلاوة:
- ومثاله قوله تعالى في سورة الأنفال 8 – آية 66 (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى في سورة الأنفال 8 – آية 65 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ).
- قوله تعالى في سورة المجادلة 58 – آية 12 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) نسخها قوله عز وجل في الآية 13 (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
3- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:-
- ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: (ثم نسخن بخمس معلومات) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة.
- وقد جاء في صحيح إبن ماجة في حديث صححه الألباني (قال عمر بن الخطاب لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل ما أجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله ألا وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان حمل أو اعتراف وقد قرأتها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده).