المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 22/6/2007م وفق 7 جمادي الثاني 1428 هجري


admin
05-29-2009, 11:07 PM
خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 22/6/2007م وفق 7 جمادي الثاني 1428 هجري

<EMBED src=2007-06-22.wav width=612 height=44 type=audio/wav>
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة من المسجد الأقصى

ألقيت هذه الخطبة في المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة 22/6/2007م - وفق 7/6/1428هـ وقد ألقاها الشيخ يوسف أبو سنينه امام وخطيب في المسجد الأقصى المبارك.

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي فجر ينابيع الحكمة من قلوب العلماء المخلصة المخلصين، وأجرى على ألسنتهم من الحكمه والموعظة الحسنة ما يهدي المستهدين، وأطلق أقلامهم بما يبين مواطن العلل من المجتمع، وطرق مداواتها أتم تبين، ونشهد أن لا إله إلا الله، الواحد القهار، العزيز الغفار، اصطفى من خلقه طائفه مؤمنة، مرابطه صابره، وزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بعبادته والمداومة على الأذكار، في الليل والنهار، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله، الهادي إلى صراط مستقيم، والداعي إلى الدين القويم، اللهم صل وسلم وبارك وسلم عليه، وأصحابه الغر الميامين، وسائر عباد الله الصالحين، ونسأله جل جلاله أن يحفظ أمتنا الإسلامية في أرضنا المباركة وأنْ يوحد صفها، ويعلي شأنها، ويجمع شملها، وينصرها على اعدائها،
أما بعد فيا عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى، إصطفى رسولنا صلى الله عليه وسلم من صفوة الصفوة من المصطفين الأخيار، واصطفى له خير أمة يفدونه بمهجهم، وتيفانون في إنفاذ ما رسمه لهم من الخطط الرشيدة الموْصِلة إلي السعادتين، يرون الموت في سبيله حياة، ويتسابقون في فداء كلّ مرتخص وغال في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، علمهم صلى الله عليه وسلم كيف يتعاملون مع الله، وكيف يتعاملون مع الناس، وكيف يتعاملون مع انفسهم.
عباد الله: قبل غزوه بدر الكبرى، استشار رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه فماذا فقالوا: (لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصُبرٌ في الحرب صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسرْ بنا على بركه الله تعالى).
عباد الله: لماذا لا نتعلم من هذه الكلمات وحدة الرأي و الأمة والكلمة، وحدة الموقف لماذا نختلف في كل شيء، والجواب على ذلك واضح، إننا لم نعمل لله، وإنما نعمل لدنيا فانيه، وكأننا لم نقرأ كلمات الرجل المؤمن من آل فرعون، اسمعوا ماذا قال يا عباد الله: (وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) (غافر:40 ، (38-40)).
عباد الله: تعالو بنا إلى أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف كانوا؟ كيف انتصرو على اعدائهم؟ فهذا هو الصديق رضى الله عنه أظهر من البسالة والشجاعة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفوق الوصف في يوم بدر، حتى قال سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: أشجع الناس ابو بكر، فوالله لساعة من أبى بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أعلن إسلامه، فكان معه في العريش كما كان معه في الغار، هكذت كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يبيعون انفسهم لله، وقد إشتراها المولى سبحانه وتعالى، قال الحق جل في علاه (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة:9 ، 111)، كانوا يعملون في دائرة واحدة عنوانها: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (الزمر39: ، (11-12)) لم يلتفتوا إلى الدنيا وزخارفها وشهواتها، ولم يعرفوا الأنانيه، ولإ إحتكار السلطة، لم يسمعوا قول خالد عندما قال (لم أقاتل من لأجل عمر، وإنما قاتلنا لله سبحانه وتعالى)، ولم يُشهروا سلاحهم في وجوه المسلمين، ولم يكن همهم إِلا نصرةُ هذا الدين، لم يقولوا في يومٍ من الأيام (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) المائدة:5 ، 24). انظرو في سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه كيف حكم المسلمين، قال يوماً: (لو أنَّ شاة عرجت في العراق لسألني الله يوم القيام’ لمَ لمْ تُسوِ لها الطريق)، لقد حكم الفاروق الامة َ الإسلامية فكانت موفورة الجانب، عزيزة َالمقام والمكانة، حتى عَمَّ نورُ الأسلام وأشرقت بشائر الإيمان في كل مكان وَعَزَّ بعزه المسلمون عزاً لا يُلحق، الفاروق نام تحت الشجره في البرية بلا حراسة، لقد حافظ على الأمة الأسلامية فنام نومةً هنية، وعندما طُعن في المحراب، ما قال آه، وإنما قال الحمد لله، وخنجر الفارسيّ مصنوع في الخارج، والمؤامره محبوكة، واستشهد العملاق، وكفن في الثياب وكسر الباب. ونحن يا عباد الله في هذه الأًيام في أمس الحاجة أن نعود إلى الله، وأن نحكم بشرع الله، وأول الطريق هو التوبه الصادقة، والمحبة والطهارة والمحافظة على الصلوات في اوقاتها، ونحن والحمد لله أًمة مؤمنة إن شاء الله، نحافظ على ذكر الله وقراءة القرآن، ونعمل به، فهذا الصحابي الجليل أُسَيْدُ بنُ الحُضًيْر رضي الله عنه، كان يُصلي بالليل فجالت فرسه مراراً، فغدا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخبره بذلك فقال صلي الله عليه وسلم: (تلك الملائكه كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستترُُ منهم). وصدق الله جل وعلا حيث قال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:41 ، 30). اسمعو أَيها المؤمنون ماذا روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ وعباَد بنَ بشرٍ كانا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلةٍ ظلماءَ حُنْدُس – أي شديدةُ الظلامِ- قال: فلما خرجا من عنده أضاءَت عصا احدِهما فكانا يمشيان في ضوئها، فلما تفرقا أضائت عصا هذا وعصا هذا. وصدق الحق حيث يقول: (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:66 ، 8).
عباد الله: يقول الإمام علي وكرَّم الله وجهه: (إن الدنيا قد ارتحلت مُدبرة، وإن الآخره قد ارتحلت مقبلة، فكونوا مِن أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنَّ الدنيا عملٌ ولا حساب، وإن الآخرةُ حساب ولا عمل)، فاعملو يا عباد الله لآخرتكم وتذكروا أَنَّ اكرمكم عند الله اتقاكم، فهذا الصحابي الجليل سلمانُ الفارسي من اصبهان، اطاع الرحمن، فدخل الجنان، وهذا ابو لهب قائدُ الكفار –وابن عم المختار، مسكنه النار يُجاور فرعوت وبئس القرار.
عباد الله: من علامة المنافق حذف صلاه الفجر من جدول أعماله، وربما نقرها بعد الشروق، ولكن هيهات، وَمنْ فاته حضور الصلاة فليبك على نفسه قبل الوفاة، ضيعتَ رأس المال، ونحن نطلب الربح، أردنا منك صلاة الليل فتركت صلاة الصبح، حرصك على النوم الطويل، أوقعك في الخطأ الوبيل، كفاك كفاك ليس ينفعك العويل. فإياكم والنفاقَ يا عباد الله، ففيه كسل عن الصلوات، واستهزاءٌ بالدين وبالمسلمين في الخلوات، وانقضاض على الأَعراض، وإعراض عن أحكام الله، وقد وصف الله المنافقين بقوله: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) (المنافقون:63 ، 4) وقال كذلك: (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) (المنافقون:63 ، 4) وقال ايضاُ: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) (المنافقون:63 ، 4) وقال: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) (التوبة:9 ، 84). فسهامهم الى نحور المؤمنين مُسدَوَة، ورفعت اعلامهم مع الباطل، فخذوا حذركم يا عباد الله فإنَّ الناس قد جمعوا لكم، وخيوط الفتنة أُبرمت، وحبال المحنة نُسجت، وعهد الهدنة نقض، واتفق المنافقون، واجتمع المارقون، وبنو مسجد الضرار وليس منهم إلا خراب َ الدار، فحسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله على منْ أهمنا وغمَّنا واعتدى علينا.
عباد الله: وبدلا ً من أن نصطلح مع الله اعلنا الحرب على الله، الله تعالى حرم الزنا والناس حللوه، الخمر حرام شربناها، القمار حرام لعبناه، الربا حرام اكلناه، فماذا فعلنا مع الله، ما هو الشيئ الذي عملناه لله؟ والأغرب من ذلك الحفلاتُ الموسيقيةُ التي تقام في حفلات الزواج وغيرها: وكؤوس الخمر التي تدار من خلالها، فساد ليس بعده فساد، ليالي الجُمعُ المباركة تُحيا بإقامة المحرمات، بدلاً من احيائها بالذكر والعبادة والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله: أترون أنَّ الله سيسكت على هذه الأعمال السيئه؟ أترون أن الله سيصبر على هذه المهاترات؟ أَنَّ الله ليغضب، وإذا غضب عاقب، ألم تسمعو قوله جل وعلا: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) (الإسراء:17 ، 16). وقوله جل وعلا: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود:11 ، 82-83).
عباد الله: لماذا ضعفت الأمه، وتداعى عليها الأكلة من كل مكان؟ لماذا تنحى العلماء وتحالف الأدعياء؟ فلا آمر بالمعروف، ولا واعظ ولا مذكر، وَهَنَتَ المنابر، وسكتت الألسنه، وانتشر الفساد. ألا رجل يغار على هذا الدين، ألا رجل يبث روح القوة في عروق المسلمين، لقد امسينا في حالة يشمت بها العدو ويبكي أسىً منها الصديق. وتذكروا أيها المسلمون دائما يا عباد الله، أَن من لا يُقرُّ بالداء لا يسعى في الدواء، فيجب أَن نعترف بمرضنا، ونسعى في علاجه، ولا دواء إلا في السير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلفنا الذين كانو في غايه العزة وتمام السعادة، واستمر ذلك في المسلمين ما دام الإيمانُ يخالط حشاشة قلوبهم، وشرعُ الله يمازج أرواحهم، ومددَ الفضيلة يسري بغزارةٍ في عروقهم، متفائلين في الصالح العام دون المصالح الشخصية، مؤثرين لا مستأثرين، ولم يكن مصدرُ عزتهم إلا من الله تعالى، ثم من قوة إيمانهم، واخائهم الروحي في سبيل إنفاذ أحكام الإسلام، وانعاش قلوب المؤمنين بروح الإيمان. فعلى النفوس الأبية المؤمنة، أن تسعا في استعادة مجد المسلمين، متآخين مترحمين متكافلين مترابطين تحت كلمة واحدة، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:3 ، 103).
عباد الله: توجهوا الى المولى الكريم واقروا له بالتوبه والتسليم واستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جَلَّ عظمة وسلطانا،ً وعز قدرةً وتعاظمَ شاناً، وتبارك رحيماً وتعالى رحمانا، نحمده ونشكره وندعوه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً لا شك فيها ولا أمرا، ونشهد أَنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوثُ بالحق بشيراً ونذيراً، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه سادهِ الورى، وائمة الأمصار والقرى، ما غَبَّرَ جيوش الحق في وجوه المبطلين حتى رجعوا القهقرى، ونسأل الله الكريم لًبرَّ الرحيم، ذا الجود والكرم والإحسان أن يديم النصر والتأييد والبقاء والعزّ والكرامة لإمتنا الإسلامية، وأَن يمدها بمددٍ من عنده وأن يلهمها الصواب والرشد والهداية والبعد عن الضلال والفساد والغواية.
أما بعد، فيا أيها المسلمون الأوضاع المأسوية التي يعيشها شعبنا اليوم يندى لها الجبين خجلا وتتتفطر لها القلوب حزنا وتدمع لها العيون دماً ولسان حالنا في الشكوى كما قال نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، نعم كما هو المكنون والحزين يعضُ على نواجذه كمدا وألما ويشكو بثه وحزنه إلى الله لا يشكوا إلى الشرق أو الغرب وإنما نرفع أيدنا ونشكو إلى لله تبارك وتعالى إمتثالا وتذليل للمؤسسات في كل مكان تحت ذرائع واهية التباكي على حقوق المواطنين وحريتهم وعلى الشرعية أتكون الشرعية في سفك الدماء وترويع الآمنين ، ما الذي يحدث يا عباد الله في هذه الأرض المباركة وآه أسفاه تباعد المواقف وتبادل الإتهامات الاذعة بالخيانة والعمالة حتى بات الجميع يسأل من هو الشهيد، ايها الأخوة في كل مكان لستم وحدكم في الميدان، لتقرروا المصير الشعب الفلسطينين كفاكم إستخفافا بالكرامة وإمتهانا للقضية وتمسكاً بالسلطة، إسمعوا قول الله سبحانه وتعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال:8 ، 25)، فالحالة المزرية التي نعيشها اليوم اصبح من الصعب علينا تجاوزها إن لم توضع النقاط على الحروف، التي أدت إلى هذا المأذق والمأساة والكارثة، فما حدث ما كان له أن يحدث لولا إصرار بعض المتنفيذين في البقاء في السلطة، والحكم على حساب قضيتنا ودماء شهدائنا والتعالى والرفض على كل الإتفاقيات والوحدة وتحريم الإقتتال علما بأنهم لا أحد منتصر وفي النهاية يدفع شعبنا الثمن.
أيها المسلمون إن الإقتتال كان إمنية غيرنا ونحن قدمناه لهم على طبق من ذهب، وبنفس الوقت وقعنا في المصيدة التي نصبت لنا، وإعلموا يا عبدا الله علما اليقين أنه لا مخرج إلا بالوحدة وبالعودة إلى الله، (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء:4 ، 115)، لا بد من عودة اللحمة لهذا الشعب على أساس وحدة العقيدة والإيمان، نحن بحاجة إلى الوحدة ووقف حملات التحريض البشعة من جميع الأطراف وبلا إستثناء، والعودة إلى مبدأ الحورا البناء والإحتكام لكتاب الله وشرعه (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة:5 ، 45)، لا بد من إعادة بناء المؤسسات على أساس مهني قوي يعمل لمصلحة هذا الشعب، فأين أنتم أيها الفرقاء من الأقصى الحزين، أين أنتم من حق العودة، أين أنتم من تحرير بيت المقدس، فأتقوا الله وعودوا إلى ربكم، وصواب أمركم، وأعلموا أن مع العسر يسرا وان الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر



الدعاء

اللهم إنصرنا فإنك بنا راحم - ولا تعذبنا فإنك علينا قادر
والطف بنا بما جرت به المقادير إنك على كل شيء قدير
اللهم إجعل لنا ولسائر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من كل هم فرجا
اللهم ظفرنا بعيوبنا - وأغفر لنا ذنوبنا - واصلح لنا قلوبنا - وبين لنا ذنوبنا
اللهم خلصنا من الرياء والخيلاء - والظناء والشحناء
اللهم إجعلنا أقوياء أوفياء سعداء - وإرفع راية الإسلام خفاقة في السماء
يا ذو العزة والكبرياء
اللهم إنا قد إعترفنا بذنوبنا - وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننا من الخاسرين
ربنا آمنا بما أنزلت مع الرسول فأكتبنا مع الشاهدين
اللهم إرحم موتانا - وأغفر لشهدانا وأطلق سراح أسرانا - وإجعل الجنة مأوانا ومثوانا
وكن معنا وثبتنا في القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
إنك قريب تجيب الدعوات
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذو القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
إذكروا الله الكريم يذكركم وإشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون