المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة بتاريخ 12/10/2007م وفق 1 شوال 1428 هجري للشيخ محمد حسين


admin
05-29-2009, 11:43 PM
خطبة الجمعة بتاريخ 12/10/2007م وفق 1 شوال 1428 هجري


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة ألقيت في المسجد الأقصى المبارك في 1/شوال/1428هـ وفق 12/10/2007م
" خطبة عيد الفطر السعيد "

الله اكبر – الله اكبر – الله اكبر
الله اكبر – الله اكبر – الله اكبر
الله اكبر – الله اكبر – الله اكبر
الله اكبر ما صام المسلمون شهر رمضان
الله اكبر ما احيوا لياليهم بالطاعة والقيام
الله اكبر ما اغتنم المسلمون مواسم الخير والإحسان
الله اكبر- الله اكبر - الله اكبر
الله اكبر وهو الكبير الذي عنت الوجوه لعظمته
الله اكبر وهو الغالب لا قاهر لقدرته
الله اكبر هو المنتقم من الظالمين بسيف سطوته
الله اكبر- الله اكبر - الله اكبر
الله اكبر لا عزة إلا بالإسلام
الله اكبر لا حياة إلا بتحكيم القرآن
الله اكبر لا كرامة إلا في رحاب الإيمان
الله اكبر- الله اكبر - الله اكبر
الحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة وأصيلا واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده واشهد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بعثه الله بشيرا ونذيرا وهاديا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن اتخذ سنته منهجا وسبيلا .
وبعد أيها المسلمون أيها المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
يحل علينا صبيحة هذا اليوم الأغر عيد الفطر السعيد وهو من أيام الله التي رفع قدرها وأعلى شأنها فهو يوم فطر المسلمين وبهجة الصائمين ويوم الجزاء للطائعين فأكرم به يوماً يتوج عباده الصيام ويفتتح موسم الحج إلى بيت الله الحرام ،فلله الحمد بالتوفيق لطاعته وبلاغ يوم جائزته إذ تتزين الجنان لمن أوشكوا أن يستريحوا لدار كرامته ، فلله الحمد والمنة وله الشكر على كل نعمة .
والله اكبر - الله اكبر - الله اكبر
أيها المسلمون يا إخوة الإيمان في كل مكان
ولما كان العيد من أيام الله تعالى وهو يوم الفرحة وشكر النعمة فقد بين الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم شعائر هذا اليوم الذي يبدأ بالتهليل والتكبير ثم الصلاة في مصلى العيد ومن سنة النبي عليه الصلاة السلام أن تؤدى صلاة العيد في العراء وهي شعيرة من شعائر هذا اليوم تليها خطبة العيد وقد كان صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس يعلمهم أحكام دينهم ويأمرهم وينهاهم و يحثهم على فعل الخير حيث اجتماع المسلمين في المصلى للتزود بالخير والعمل بهدي النبي عليه الصلاة والسلام فالحمد لله على هذه السنة في يوم عيد المسلمين وله الشكر والمنة أن هدانا إلى سواء السبيل .
والله اكبر - الله اكبر - الله اكبر
أيها المسلمون يا إخوة الإيمان في كل مكان :
إن امتنا اليوم مدعوة أن تحدد مكانها على خارطة العالم الذي تعصف به رياح التغيير ، وتتقاسمه المصالح وتتصارع فيه القوى لتحتل مكانها اللائق بها كأمة رائدة تملك من الإمكانات ما يؤلها لذلك أن أخذت بأوامر الله واتبعت سنة رسوله عليه الصلاة والسلام . فعيد الفطر يحمل لامتنا على امتداد تاريخنا بشائر العزة والنصر الذي حفل بهما شهر الصيام لخير امة أخرجت للناس . فلماذا الانكفاء والتراجع ونحن نملك عز الدنيا وسعادة الآخرة بهذا الدين العظيم وحبل الله المتين فلا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر - الله اكبر - الله اكبر .
الله اكبر - الله اكبر - الله اكبر
الله اكبر - الله اكبر - الله اكبر
الله اكبر
الحمد لله حمد الشاكرين العابدين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين واعلموا يا عباد الله أن الله صلى على نبيه قديما ولم يزل قائلا عليما {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب آية 56
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد .
أيها المسلمون يا إخوة الإيمان في كل مكان يا أبناء ديار الإسراء والمعراج :-
ليكن العيد محطة لشحذ الهمم وتجديد العزيمة على الرباط فوق هذا الثرى الطهور للمحافظة على القدس درة جبين فلسطين ورعاية مسجدها الأقصى القلب النابض بحياة المدينة المقدسة بما يمثله من جزء من عقيدتنا ومكان عبادتنا وتفويت كل الفرص على المتربصين بأرضنا ومقدساتنا في إجراءات التعسف والقهر من مصادرات للأراضي وإقامة للمستعمرات ومن محاولات العبث في المقدسات .
إن صمودنا وإصرارنا على الحرية والخلاص من نير الاحتلال سيؤدي حتما إلى يوم عيد يزهو فيه الوطن بثوب العزة والمواطن بثوب الحرية في ظل عقيدتنا السمحة وتشبثنا بحقوقنا المشروعة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله مهللين ومكبرين
الله اكبر - الله اكبر - الله اكبر
أيها المسلمون يا أبناء ديار الإسراء والمعراج :-
إن العيد هو يوم صلة ورحمة وبر وإحسان وتزاور وتآلف فاحرصوا على هذه الأعمال الخيرة في يومكم هذا وفي سائر أيامكم لتحققوا غاية العيد وحكمته . تفقدوا البيوت المستورة وأحسنوا إلى الأسر المتعففة عن السؤال . ولا تنسوا أبناء الشهداء والأسرى والمعتقلين . اشيعوا الخير بين الفقراء والمحتاجين وافعلوا الخير لعلكم ترحمون { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ }البقرة110امسحوا دمعة طفل فقد أباه وأم فقدت ابنها وزوجة ترملت باستشهاد زوجها . وكونوا مجتمع الخير في يوم الخير .
واعملوا على جمع الكلمة وتوحيد الصف فما زال طريق الحرية مليء بالمعوقات التي تحتاج إزالتها إلى تصميم وإرادة ووحدة الصف والموقف كما انتهز هذه المناسبة الجليلة لأبعث من علياء هذا المنبر تحية إكبار واحترام لأسرى الحرية خلف قضبان سجون الاحتلال داعيا المولى عز وجل أن يحسن خلاصهم ويردهم سالمين غانمين إلى أهليهم وذويهم وأبناء شعبهم.
كما استمطر شأبيب رحمة الله تعالى على الأرواح الطاهرة التي ارتفعت إلى العلا دفاعا عن العقيدة والمقدسات والوطن سائلا المولى القدير أن يسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
أيها المسلمون :
إن العيد من شعائر الله فحافظوا على هدي النبي عليه الصلاة والسلام في يوم العيد وواصلوا الطاعات ولا تجعلوا مناسبة العيد للهو واقتراف المنكرات فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يدعون الله أشهرا أن يتقبل صيامهم ويدعونه أشهرا أن يبلغهم رمضان القادم .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وردنا إليك رداً جميلا وهيئ لنا وللمسلمين فرجا عاجلا قريبا وقائدا مؤمنا رحيما يوحد صفنا ويجمع شملنا وينتصر لنا .
واعد علينا أمثال هذا العيد وقد توحدت امتنا وعز سلطانها وقوي شأنها وارتفعت رايتها خفاقة فوق ديار الإسلام وفوق المسجد الأقصى المبارك انك يا مولانا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وتقبل الله منا ومنكم الطاعات
وكل عام وانتم بخير
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ونسأله الهداية والتوفيق إنه أهل ذلك والقادر عليه .