admin
06-01-2009, 12:00 PM
خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى بتاريخ 9/1/2009م وفق 13 محرم 1430 هجري
وآمعتصماه - يا زعماء المسلمين أغيثوا أهل غزة (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2009-01-09-1430-01-13.htm)
<EMBED height=44 type=audio/wav width=612 src=2009-01-09-1430-01-13.wav>
خطبة الجمعة : " العدوان الاجرامي على غزة // الشهداء يرتفعون الى السماء" الخطبة الأولى الحمد لله ... الحمد لله اذ لم يأتني أجلي حتى اكتسبت من الاسلام سربالا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. الحمد لله آمنا بالله ربا ، وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. ونشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، جعل عزة المؤمنين بوحدتهم، وربط قوتهم بتضامنهم وجهادهم. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام. واحفظنا بعزك الذي لا يضام . واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار، في الصحاري والآجام. ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلا كنهارها، من اعتصم بها هدي الى الطريق المستقيم، ومن التزم بغيرها من انظمة الكفر ضل سواء السيبل، القائل " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنته رسوله". رواه الامام مالك في كتابه ( الموطأ ). صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المبجلين، وصحابته الغر الميامين المحجلين، ومن تبعهم وخطا وربهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم من العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين باحسان الى يوم الدين. أما بعد فيقول الله عز وجل في سورة العنكبوت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم _ بسم الله الرحمن الرحيم وآلم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين . أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ، ساء ما يحكمون". صدق الله العظيم- الآيات 1_4 أيها المسلمون _ يا أخوة الإيمان في كل مكان، نعم إننا نمر بأوضاع صعبة، بحرب إبادة جماعية، بأرض محروقة بتطهير عرقي وبحضارات ظالمة نفتتن بها بسبب الاجتياحات العسكرية العدوانية لقطاع غزة الباسلة، غزة العزة والكرامة. فالشدائد والأزمات تكشف المعادن وتفضح المستور، وتميز الطيب من الخبيث ،والصادق من الكاذب. وأين الذين يرجحون المصالح العامة على المصالح الخاصة؟ أيها المسلمون_ يا اخوة الايمان في كل مكان لقد بلغت حصيلة العدوان الغاشم الظالم الوحشي على قطاع غزة حتى صباح هذا اليوم ( الجمعة في 9/1/2009م) ما يقارب ثمانمائة شهيد ويزيد عن ثلاثة آلاف جريح نصفهم من النساء والأطفال. بالاضافة الى سبعة عشر مسجداً ومئات البيوت السكنية، ومعظم المرافق العامة والوزارات والمؤسسات. حتى المدارس التي لجأ إليها مئات العائلات من الأطفال والنساء لم تسلم من القصف العشوائي العنصري الذي يسعى إلى الإبادة الجماعية. أيها المسلمون _ يا أخوة الإيمان في كل مكان نعم، إنها إبادة جماعية، إنها أرض محروقة فماذا أيها الحكام في العالم العربي والاسلامي، أنتم فاعلون؟! أم أنكم فقط تستنكرون وتبررون؟! فالله رب العالمين سيحاسب من يقصر في أداء واجبه فيقول في سورة الصافات" وقفوهم، انه مسؤولون". الآية 24. ويقول عز وجل في سورة الشعراء " يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم ". الآيتان 88و 89. لماذا لا تجيرون من يستجير بكم؟! لماذا لم تستجيبوا حتى الىن لنداء " وامعتصماه " الذي انطلق من حناجر اليتامى والأرامل والتكالى والجرحى رغم أننا في اليوم الرابع عشر للاجتياح العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة ألم تقرأوا ( أيها الحكام ) تاريخ الحضارة الاسلامية عن موقف الخليفة العباسي المعتصم ( هو محمد بن هارون، وكانت وفاته 227ه/ 840م) الذي استجارت به اراة واحدة فقط واستنجدت به قائلو وامعتصماه. فهل أصم المعتصم أذنيه لهذه الاستجارة ؟ لا، إنه المعتصم بالله رحمه رحمه الله الذي أقسم بالله ان يحرر المراة وان يحرر الأسرى الآخرين الذين وقعوا في قبضة الروم المعتدين، وكان له ذلك. أيها المسلمون_ يا أخوة الايمان في كل مكان أشير في هذا المقام إلى مجموعة من الاحاديث النبوية الشريفة لنذكر فيها الحكام والامراء وأولي الشان في العالم الاسلامي فيقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم: 1- أولاً: " المسلم أخو المسلم : لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقولى ههنا ويشير إلى صدره" ثلاث مرات.."رواه مسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. فليست الأخوة في الاسلام شعارات استهلاكية ولا نظريات خيالية وإنما هي أخوة اسلامية تقوم على الايمان والعمل: فتكون الاخوة صادقة وعميقة وصافية بمقدار صدق الإيمان وعمقه وصفائه. وتنتفي هذه الأخوة أو تضعف بانتفاء الإيماناو بضعفه . فالمسلم لا يخذل أخاه المسلم. أيها المسلمون_ يا أخوة الايمان في كل مكان 2- ثانياً: يقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي_ عن الله عز وجل" عزتي وحلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولانتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم ينصره". رواه الطبراني في الكبير في الاوسط عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفي رواية ( فلم يفعل). 3- ثالثاً: يقول عليه الصلاة والسلام " ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته". رواه أبو داود في سننه، والطبراني في الاوسط عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. 4- رابعاً : يقول صلى الله عليه وسلم " من أذل عند قوم فلم ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة". رواه أحمد والطبراني عن الصحابي الجليل سهل بن حنيف رضي الله عنه. فهذه الأحاديث النبوية الشريفة صريحة وواضحة في التحذير من الخذلان وعدم النصرة. أيها المسلمون_ يا اخوة الايمان في كل مكان والسؤال: ما الهدف من هذا للعدوان الاجرامي على قطاع غزة؟ والجواب: هناك عدة أهداف وأبرزها: 1- كسر إرادة هذا الشعب الاعزل ليرفع الراية البيضاء وليقبل الحلول الاستسلامية. الا ان الشعب الفلسطيني هو شعب مؤمن وهو جزء من الأمة الاسلامية لذا فهو لن يستسلم، وان المسلم يسعى لتحقيق احدى الحسنيين : اما النصر ، واما الشهادة. فإنا أن يعيش عزيزاً وإما أن يموت كريماً. 2- التنافس بين الاحزاب الاسرائيلية للانتخابات القادمة على حساب دم مئات الأطفال والنساء الأبراء من شعبنا المؤمن المرابط. 3_ محاولات يائسة لتصفية القضية الفلسطينية وذلك من وعد بلفور عام 1917م وحتى الىن ، فإن شعبنا رفض جميع هذه المحاولات وباءت بالفشل وان القناع قد سقط عن وجوه المتآمرين سابقاً ولاحقاً. لذا لا بد من وقف العدوان الغاشم. أيها المسلمون _ يا أخوة الايمان في كل مكان كان الصحابة رضي الله عنهم وهم متوجهون إلى غزوة بدر الآخرة يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل. فازداد المؤمنون ايمانا على ايمان. فعلينا أيها المسلمون أن نردد : حسبنا الله ونعم الوكيل، وبخاصة ونحن في أمر عظيم وفي مأزق عصيب، فالله كافينا وهو حسبنا وهو حافظنا وهو راعينا وهو نعم المولى ونعم النصير فيقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم" إذا وقعتم في أمر عظيم فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل". أخرجه ابن مردوية عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. وقد سبق أن ردد سيدنا ابراهيم عليه السلام هذه العبارة حين ألقي في النار بقوله: حسبنا الله ونعم الوكيل. أيها المسلمون/ أيها المؤمنون إن ما تمر به الأمة الإسلامية في هذه الأيام من المحن والمصائب والفرقة والاختلاف ليحفزنا بالرجوع إلى الله رب العالمين قولاً وعملاً ويدفعنا للأخذ بالأسباب. وأجيبوني أيها المصلون من الذي ينصرنا ؟ الله. ومن يميتنا ؟ الله .ومن يحيينا ؟ الله. ومن يرزقنا؟ الله. ومن يحررنا ؟ الله. لا اله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، جاء في الحديث النبوي الشريف " عجباً لأمر المؤمن‘ إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد لا المؤمن: ان أصابته سراء شكر فكان خيراً له. وان أصابته ضراء وصبر فكان خيراً له".رواه مسلم عن الصحابي الجليل أبي يحيى صهيب بن سنان ( صهيب الرومي) رضي الله عنه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سينا محمد صلاة وسلاماً دائمين متلازمين الى يوم الدين. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل يدنا محمد، كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد. أيها المصلون نلفت نظركم بأننا سنقيم صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين ارتفعوا الى بارئهم فهناك عشرات الشهداء لا يزالون تحت الانقاض، وهناك شهداء ممزقة أجسادهم لم يعرف أأسمائهم حتى الآن. وستكون صلاة الغائب بعد اانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة إن شاء الله. أيها المسلمون هناك مسألتان نشير لهما بإيجاز: 1- المسألة الأولى: حرية العبادة: لقد منعت السلطات المحتلة المصلين من دخول المسجد الأقصى المبارك _ وبالتالي فقد حرم عشرات الآلاف من المصلين من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. وهذا الاجراء يتعارض مع حرية العبادة ويتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية. ولا توجد دولة في العالم تحدد أعمار المصلين للدخول إلى أماكن عبادتهم. وهذا يؤكد 1- أولاً: إن مدينة القدس لا تزال محتلة. وهذا إقرار عملي من سلطات الاحتلال على أن هذه المدينة محتلة. 2- ثانياً: ان سلطات الاحتلال لا تتعامل مع سكان القدس الاصليين كمواطنين، وانما تتعامل معهم بأنهم يقعون تحت اجراءات احتلالية عنصرية. فهل هذه الاجراءات تؤدي الى الهدوء وال استباب الأمن الى السلام المزعوم؟! فمن على منبر المسجد الأقصى المبارك نعن استنكارنا لهذه الاجراءات التي تحرم عشرات الىلاف من المصلين المسلمين ، لأن كل مسلم له الحق الديني أن يصلي في الأقصى الذي هو لجميع المسلمين. أيها المسلمون 2- المسألة الثانية: بشأن رفعة الشهداء: هناك خطأ غير مقصود يتداوله الاعلاميون في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وهذا الخطأ في قولهم سقط الشهيد . والمعلوم ان الشهيد لم يسقط وإنما يرتفع الى السموات العلا. فالصحيح من الناحية الشرعية: ان نقول: ارتفع الشهيد أي أن الشهيد يرتفع حياً إلى السموات العلا فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، بل أحياء ولكن لا تشعرون". الآية 154. ويقول عز وجل في سورة آل عمران " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون". الآية 169. فنرجو من وسائل الاعلام أن يراعوا الناحية التسمية الشرعية بان ارتفع الشهيد لا إن سقط الشهيد. أيها المصلون_ الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي لعله يوجد نفس طاهر فيما بيننا اللهم آمنا في اوطاننا، وفرج الكرب عنا. اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وأصلح لنا آخرتنا التي هي معادنا. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم ارحم شهدائنا، اللهم شاف جرحانا ، وأطلق سراح أسرانا . اللهم ثبت أقدام إخواننا في غزة الصمود، وأخرجهم من العدوان الغاشم سالمين يا رب العالمين. اللهم هيء من يوحد المسلمين، ويحذو حذوة صلاح الدين. اللهم إنا نسألك توبةً نصوحا: توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات. اللهم انصر الاسلام والمسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. " وأقم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله اكبر، والله يعلم ما تصنعون". سورة العنكبوت الآية 45. 9/1/2009م د. عكرمة صبري
وآمعتصماه - يا زعماء المسلمين أغيثوا أهل غزة (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2009-01-09-1430-01-13.htm)
<EMBED height=44 type=audio/wav width=612 src=2009-01-09-1430-01-13.wav>
خطبة الجمعة : " العدوان الاجرامي على غزة // الشهداء يرتفعون الى السماء" الخطبة الأولى الحمد لله ... الحمد لله اذ لم يأتني أجلي حتى اكتسبت من الاسلام سربالا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. الحمد لله آمنا بالله ربا ، وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. ونشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، جعل عزة المؤمنين بوحدتهم، وربط قوتهم بتضامنهم وجهادهم. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام. واحفظنا بعزك الذي لا يضام . واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار، في الصحاري والآجام. ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلا كنهارها، من اعتصم بها هدي الى الطريق المستقيم، ومن التزم بغيرها من انظمة الكفر ضل سواء السيبل، القائل " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنته رسوله". رواه الامام مالك في كتابه ( الموطأ ). صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المبجلين، وصحابته الغر الميامين المحجلين، ومن تبعهم وخطا وربهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم من العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين باحسان الى يوم الدين. أما بعد فيقول الله عز وجل في سورة العنكبوت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم _ بسم الله الرحمن الرحيم وآلم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين . أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ، ساء ما يحكمون". صدق الله العظيم- الآيات 1_4 أيها المسلمون _ يا أخوة الإيمان في كل مكان، نعم إننا نمر بأوضاع صعبة، بحرب إبادة جماعية، بأرض محروقة بتطهير عرقي وبحضارات ظالمة نفتتن بها بسبب الاجتياحات العسكرية العدوانية لقطاع غزة الباسلة، غزة العزة والكرامة. فالشدائد والأزمات تكشف المعادن وتفضح المستور، وتميز الطيب من الخبيث ،والصادق من الكاذب. وأين الذين يرجحون المصالح العامة على المصالح الخاصة؟ أيها المسلمون_ يا اخوة الايمان في كل مكان لقد بلغت حصيلة العدوان الغاشم الظالم الوحشي على قطاع غزة حتى صباح هذا اليوم ( الجمعة في 9/1/2009م) ما يقارب ثمانمائة شهيد ويزيد عن ثلاثة آلاف جريح نصفهم من النساء والأطفال. بالاضافة الى سبعة عشر مسجداً ومئات البيوت السكنية، ومعظم المرافق العامة والوزارات والمؤسسات. حتى المدارس التي لجأ إليها مئات العائلات من الأطفال والنساء لم تسلم من القصف العشوائي العنصري الذي يسعى إلى الإبادة الجماعية. أيها المسلمون _ يا أخوة الإيمان في كل مكان نعم، إنها إبادة جماعية، إنها أرض محروقة فماذا أيها الحكام في العالم العربي والاسلامي، أنتم فاعلون؟! أم أنكم فقط تستنكرون وتبررون؟! فالله رب العالمين سيحاسب من يقصر في أداء واجبه فيقول في سورة الصافات" وقفوهم، انه مسؤولون". الآية 24. ويقول عز وجل في سورة الشعراء " يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم ". الآيتان 88و 89. لماذا لا تجيرون من يستجير بكم؟! لماذا لم تستجيبوا حتى الىن لنداء " وامعتصماه " الذي انطلق من حناجر اليتامى والأرامل والتكالى والجرحى رغم أننا في اليوم الرابع عشر للاجتياح العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة ألم تقرأوا ( أيها الحكام ) تاريخ الحضارة الاسلامية عن موقف الخليفة العباسي المعتصم ( هو محمد بن هارون، وكانت وفاته 227ه/ 840م) الذي استجارت به اراة واحدة فقط واستنجدت به قائلو وامعتصماه. فهل أصم المعتصم أذنيه لهذه الاستجارة ؟ لا، إنه المعتصم بالله رحمه رحمه الله الذي أقسم بالله ان يحرر المراة وان يحرر الأسرى الآخرين الذين وقعوا في قبضة الروم المعتدين، وكان له ذلك. أيها المسلمون_ يا أخوة الايمان في كل مكان أشير في هذا المقام إلى مجموعة من الاحاديث النبوية الشريفة لنذكر فيها الحكام والامراء وأولي الشان في العالم الاسلامي فيقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم: 1- أولاً: " المسلم أخو المسلم : لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقولى ههنا ويشير إلى صدره" ثلاث مرات.."رواه مسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. فليست الأخوة في الاسلام شعارات استهلاكية ولا نظريات خيالية وإنما هي أخوة اسلامية تقوم على الايمان والعمل: فتكون الاخوة صادقة وعميقة وصافية بمقدار صدق الإيمان وعمقه وصفائه. وتنتفي هذه الأخوة أو تضعف بانتفاء الإيماناو بضعفه . فالمسلم لا يخذل أخاه المسلم. أيها المسلمون_ يا أخوة الايمان في كل مكان 2- ثانياً: يقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي_ عن الله عز وجل" عزتي وحلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولانتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم ينصره". رواه الطبراني في الكبير في الاوسط عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفي رواية ( فلم يفعل). 3- ثالثاً: يقول عليه الصلاة والسلام " ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته". رواه أبو داود في سننه، والطبراني في الاوسط عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. 4- رابعاً : يقول صلى الله عليه وسلم " من أذل عند قوم فلم ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة". رواه أحمد والطبراني عن الصحابي الجليل سهل بن حنيف رضي الله عنه. فهذه الأحاديث النبوية الشريفة صريحة وواضحة في التحذير من الخذلان وعدم النصرة. أيها المسلمون_ يا اخوة الايمان في كل مكان والسؤال: ما الهدف من هذا للعدوان الاجرامي على قطاع غزة؟ والجواب: هناك عدة أهداف وأبرزها: 1- كسر إرادة هذا الشعب الاعزل ليرفع الراية البيضاء وليقبل الحلول الاستسلامية. الا ان الشعب الفلسطيني هو شعب مؤمن وهو جزء من الأمة الاسلامية لذا فهو لن يستسلم، وان المسلم يسعى لتحقيق احدى الحسنيين : اما النصر ، واما الشهادة. فإنا أن يعيش عزيزاً وإما أن يموت كريماً. 2- التنافس بين الاحزاب الاسرائيلية للانتخابات القادمة على حساب دم مئات الأطفال والنساء الأبراء من شعبنا المؤمن المرابط. 3_ محاولات يائسة لتصفية القضية الفلسطينية وذلك من وعد بلفور عام 1917م وحتى الىن ، فإن شعبنا رفض جميع هذه المحاولات وباءت بالفشل وان القناع قد سقط عن وجوه المتآمرين سابقاً ولاحقاً. لذا لا بد من وقف العدوان الغاشم. أيها المسلمون _ يا أخوة الايمان في كل مكان كان الصحابة رضي الله عنهم وهم متوجهون إلى غزوة بدر الآخرة يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل. فازداد المؤمنون ايمانا على ايمان. فعلينا أيها المسلمون أن نردد : حسبنا الله ونعم الوكيل، وبخاصة ونحن في أمر عظيم وفي مأزق عصيب، فالله كافينا وهو حسبنا وهو حافظنا وهو راعينا وهو نعم المولى ونعم النصير فيقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم" إذا وقعتم في أمر عظيم فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل". أخرجه ابن مردوية عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. وقد سبق أن ردد سيدنا ابراهيم عليه السلام هذه العبارة حين ألقي في النار بقوله: حسبنا الله ونعم الوكيل. أيها المسلمون/ أيها المؤمنون إن ما تمر به الأمة الإسلامية في هذه الأيام من المحن والمصائب والفرقة والاختلاف ليحفزنا بالرجوع إلى الله رب العالمين قولاً وعملاً ويدفعنا للأخذ بالأسباب. وأجيبوني أيها المصلون من الذي ينصرنا ؟ الله. ومن يميتنا ؟ الله .ومن يحيينا ؟ الله. ومن يرزقنا؟ الله. ومن يحررنا ؟ الله. لا اله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، جاء في الحديث النبوي الشريف " عجباً لأمر المؤمن‘ إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد لا المؤمن: ان أصابته سراء شكر فكان خيراً له. وان أصابته ضراء وصبر فكان خيراً له".رواه مسلم عن الصحابي الجليل أبي يحيى صهيب بن سنان ( صهيب الرومي) رضي الله عنه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سينا محمد صلاة وسلاماً دائمين متلازمين الى يوم الدين. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل يدنا محمد، كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد. أيها المصلون نلفت نظركم بأننا سنقيم صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين ارتفعوا الى بارئهم فهناك عشرات الشهداء لا يزالون تحت الانقاض، وهناك شهداء ممزقة أجسادهم لم يعرف أأسمائهم حتى الآن. وستكون صلاة الغائب بعد اانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة إن شاء الله. أيها المسلمون هناك مسألتان نشير لهما بإيجاز: 1- المسألة الأولى: حرية العبادة: لقد منعت السلطات المحتلة المصلين من دخول المسجد الأقصى المبارك _ وبالتالي فقد حرم عشرات الآلاف من المصلين من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. وهذا الاجراء يتعارض مع حرية العبادة ويتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية. ولا توجد دولة في العالم تحدد أعمار المصلين للدخول إلى أماكن عبادتهم. وهذا يؤكد 1- أولاً: إن مدينة القدس لا تزال محتلة. وهذا إقرار عملي من سلطات الاحتلال على أن هذه المدينة محتلة. 2- ثانياً: ان سلطات الاحتلال لا تتعامل مع سكان القدس الاصليين كمواطنين، وانما تتعامل معهم بأنهم يقعون تحت اجراءات احتلالية عنصرية. فهل هذه الاجراءات تؤدي الى الهدوء وال استباب الأمن الى السلام المزعوم؟! فمن على منبر المسجد الأقصى المبارك نعن استنكارنا لهذه الاجراءات التي تحرم عشرات الىلاف من المصلين المسلمين ، لأن كل مسلم له الحق الديني أن يصلي في الأقصى الذي هو لجميع المسلمين. أيها المسلمون 2- المسألة الثانية: بشأن رفعة الشهداء: هناك خطأ غير مقصود يتداوله الاعلاميون في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وهذا الخطأ في قولهم سقط الشهيد . والمعلوم ان الشهيد لم يسقط وإنما يرتفع الى السموات العلا. فالصحيح من الناحية الشرعية: ان نقول: ارتفع الشهيد أي أن الشهيد يرتفع حياً إلى السموات العلا فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، بل أحياء ولكن لا تشعرون". الآية 154. ويقول عز وجل في سورة آل عمران " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون". الآية 169. فنرجو من وسائل الاعلام أن يراعوا الناحية التسمية الشرعية بان ارتفع الشهيد لا إن سقط الشهيد. أيها المصلون_ الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي لعله يوجد نفس طاهر فيما بيننا اللهم آمنا في اوطاننا، وفرج الكرب عنا. اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وأصلح لنا آخرتنا التي هي معادنا. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم ارحم شهدائنا، اللهم شاف جرحانا ، وأطلق سراح أسرانا . اللهم ثبت أقدام إخواننا في غزة الصمود، وأخرجهم من العدوان الغاشم سالمين يا رب العالمين. اللهم هيء من يوحد المسلمين، ويحذو حذوة صلاح الدين. اللهم إنا نسألك توبةً نصوحا: توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات. اللهم انصر الاسلام والمسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. " وأقم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله اكبر، والله يعلم ما تصنعون". سورة العنكبوت الآية 45. 9/1/2009م د. عكرمة صبري