admin
06-01-2009, 12:06 PM
خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى بتاريخ 30/1/2008م وفق 4 صفر 1430 هجري
غزة إنتصرت (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2009-01-30-1430-02-04.htm)
<EMBED height=44 type=audio/wav width=612 src=2009-01-30-1430-02-04.wav>
4 صفر الخير 1430ه وفق 30/ 1/ 2009م الموضوع الخطبة الأولى الحمد لله ... الحمد لله إذا لم يأتني أجلي // حتى اكتسبت من الإسلام سربالا الحمد لله آمنا بالله رباً ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل عزة المؤمنين بوحدتهم، وربط قوتهم بتضامنهم وجهادهم. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام، واكلاً بعنايتك في الليل والنهار، في الصحاري والآجام. ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله إمام العادلين وسيد المجاهدين القائل " لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا ما أصابهم من من الأولاء حتى يأتيهم امر الله وهم كذلك. قالوا يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكتاف بيت المقدس". أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الأوسط باسنا وصحيح ورجال ثقات. وفي رواية ( لا يضرهم من خالفهم ) صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المبجلين ، وصحابته الغر الميامين المحجلين ، ومن تبعهم وخطا ربهم وأستن سنتهم واقتفى أثرهم من علماء تجويد القرآن الكريم وحفظه، وعلماء ضبط المصحف الشؤيف، وعلماء العقيدة والتوحيد، وعلماء الفقه والتشريع، وعلماء مصطلح الحديث الشريف، علماء اللغة العربية والتصريف، ومن كل عالم عامل قدم خدمة للإسلام والمسلمين الى يوم الدين. أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه " وقد مكروا مكرهم وعند االله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام ". سورة ابراهيم الآيتان 46و 47. صدق الله العظيم. ايها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكاان هاتان الآيتان الكريمتان من سورة ابراهيم وهي مكية، وتشيران إلى مكر المشركين وتآمرهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن مكرهم شديد وحاقد وله تأثير قوي بحيث يكاد يصل إلى زوال الجبال، إلا أن الله عز وجل حفظ رسوله عليه ( عليه الصلاة والسلام) وعصمه منهم ووقاه من شرهم، ورد كيدهم في نحورهم. ومهما كان المكر شديداً وقوياً فإنه يضعف ويزول أمام قدرة الله العزيز الجبار المنتقم، ولن ينجو الماكر من عذابه ولن يفلت الظالم منه. والسؤال ما المراد بمكر الله؟ والجواب: إن الله العلي القدير يكشف مكر الماكرين ويبطله، وذلك من قبل المقابلة لمكرهم ومؤامراتهم. وتشير الآيتان الكريمتان أيضاً أن الله رب العالمين لن يخلف وعده بنصر الأنبياء والمرسلين والمؤمنين، ولن يتخلى عنهم وذلك من خلال كشف الماكرين وفضحهم وإبطال مكرهم ومؤامراتهم، ولخطورة هذا المكر الخبيث على المجتمع : فإن القرآن الكريم حذر من يتصفون في أربعين لفظاً من الكمر ومشتقاته. ايها المسلمون_ ايها المرابطون في أرض الاسراء والمعراج ان هذه المعاني القرأنية شاهدناها ولمسناها على أرض غزة العزة، غزة البطولة، غزة الكرامة، فرغم الخسائر بالأرواح والممتلكات التي خلفها الغزو القاشل اللاإنساني على قطاع غزة إلا أن مكر المعتدين قد ارتد عليهم، وانقلب السحر على الساحر !! وأن الرهانات المتعددة التي نسجت من خيال المعتدين والغزاة والماكرين والمتآمرين فإنها قد باءت بالفشل، وان السلطات الاسرائيلية، تحاول من خلال الإعلام المضلل، أن توهم شعبها أنها قد حققت نصراً نتيجة عدوانها الغاشم. والسؤال هل : تمزيق جثث الأطفال يعد انتصاراً؟ وهل قتل النساء يعد انتصاراً؟ وهل هدم المساجد والمدارس والجامعات يعد انتصاراً؟ لا، وألف !! إنها إبادة جماعية، انها محرقة جديدة ترتكب في القرن الحادي والعشرين !! إنها وصية عار على جبين المعتدين، إنها تدل على الفشل الذريع، إنها لم تأتي بخير، إنها قد زادت الأمور تعقيداً. وأن ما يرفع من شعارات السلام قد ظهر زيفها. وتبخرت مع القنابل الفوسفورية الحارقة !! وأن الذين يشككون بصمود شعبنا وثباته وتضحياته وانتصاره هم من المتواطئين مع الغزاة المعتدين. أيها المسلمون_ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس هذا ويأتي انعقاد ( الكونغرس اليهودي العالمي) في مدينة القدس خلال هذا الاسبوع بهدف التضامن مع اسرائيل في الظروف الراهنة وذلك على خلفية الحرب والعدوان على غزة وعلى ضوء المسيرات والمظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم كله منددة بالعدوان ومنتقدة السياسة الإسرائيلية، وأيضاً لمؤازرة أهل غزة. وأعلن المشاركون في هذا المؤتمر دعمهم الكامل لاسرائيل مادياً ومعنوياً ، ذلك في محاولة لإخراج اسرائيل من المأزق الصعب الذي أوقعت نفسها فيه، ولتبييض صفحتها التي اسودت نتيجة العدوان الغاشم على قطاع غزة، حيث كشفت المعتدون عن وجههم القبيح، وانكشف ما كان مستوراً، إن المجتمعين في القدس يريدون تكريس الاحتلال والتهويد نعم إنهم يجتمعون ويتفقون وهم على باطل، فلماذا لا نجتمع ولا نثق ونحن على حق !؟ أيها المسلمون _ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس نعم يتوجب على الفصائل والاحزاب والقوى السياسية يتوجب عليها ان تجتمع، ويتوجب عليها أن تتفق، ويتوجب عليها أن تتوحد في مواقفها. ولطالما نادينا بالحوار البناء الايجابي سابقاًُ ولاحقاً لان ديننا الاسلامي العظيم يأمرنا بذلك هناك عشرات الآيات الكريمو والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو الى الوحدة وتحث عليها، وتوجب علينا التمسك بحبل الله المتين. وتحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف والشقاق، وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية من الضعف والفشل وذهاب الريح. ولو ان الاطراف المتنازعة استجابت لنداءاتنا من حصول الأزمة لما تراكمت السلبيات وازدادت الخلافات. أيها المسلمون _ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس أيها المجتمعون في مصر أرض الكنانة حتى يتم التقارب بين وجهات النظر واحتراماً للدماء الذكية ولارواح الشهداء الابرار لا بد من وضع المقترحات الآتية في أولويات مباحثاتكم : 1_ أولاً : الاتفاق على القواسم المشتركة لجميع الأحزاب الفصائل والقوى السياسية الأخرى وأن نضع المصلحة العامة فوق المصالح الحزبية الفصائلية. وعدم إثارة القضايا التي هي موضع خلاف لأن اثارتها من أي طرف سيحرج الطرف الآخر مما يؤدي الى فشل الاجتماعات والحوارات. ومن الخطأ ومن الخطيئة أيضاً أن نبرز خلافاتنا ونجعلها هي الأساس، بل يتوجب علينا أن نركز على عوامل الوفاق والاتفاق. 2_ ثانياً: التوقف عن التراشق الإعلامي يتوجب علينا أن نبتعد عن التراشق الإعلامي والمناكفات التي لا تخدم قضيتنا ولا المصلحة العامة. وان هذا التراشق يقلل من احترام العالم لنا، وعلينا أن نستفيد من التعاطف الدولي لنا وأن نستثمره للصالح العام بأن نخرج متوحدين ومتفقين على اسس ثابتة وعلى مواقف واضحة تقودنا إلى الامام لا إلى الخلف. أيها المسلمون _ يا أبناء أرض فلسطين المباركة المقدسة 3_ ثالثاً: إطلاق سراح المعتقلين وحتى نزيل أسباب التوتر ينبغي اطلاق سراح المعتقلين من مختلف الفصائل في رام الله وغزة بغض النظر عن التهم المنسوبة اليهم، فيكفينا الأسرى الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية. 4_ رابعاً : اعادة فتح الجمعيات والمؤسسات المغلقة وحتى تتقارب وجهات النظر وحتى تصفو النفوس من اعادة فتح الجمعيات والمؤسسات المغلقة، والتي تقدم خدمات لشريحة واسعة وعريضة من العائلات المحتاجة والأيتام في مجتمعنا المنكوب. أيها المسلمون 5_ خامساً وأخيراً : فتح معبر رفح ورفع الحصار التأكيد على ضرورة فتح معبر رفح، فلا مجال لإعمار غزة دون فتح هذا المعبر. والسؤال: لماذا هذا المعبر بالذات دون سائر المعابر ؟ والجواب: ان المعابر الأخرى مرتبطة بالاحتلال الاسرائيلي مباشر، ولا مجال لفتحها الا بضغط دولي، ومع الأسف أن الضغط الدولي غير متاح الآن في حين أن معبر رفح هو الذي ربط قطاع غزة بمصراً ارض الكنانة، وان هذا المعبر ليس جديداً فهو مقام منذ مئات السنين، ان لم نقل منذ آلاف السنين. وان ابقاء معبر رفح مغلقاً ستبقى المشكلة قائمة غير قاعدة ويبقى المليون ونصف المليون من البشر محبوسين في سجن كبير، ومن الظلم أن نقع تحت رحمة قوات الاتحاد الاوروبي التي لا تتحرك إلا بأوامر اسرائيلية . ومن المحتمل بل من المؤكد ان الاشراف الاوروبي لن يتم، إذاً كيف تعرف إذاء حل هذه المشكلة ؟ فلا بد من قرار مصري فلسطيني لفتح المعبر هذا المعبر الذي يقع على أرض مصرية فلسطينية. أيها المسلمون _ يا أبناء فلسطين العزيزة كفى ما جرى، فال بد من الاجتماع والتوحد والتوفق للنطاق الى وحدة الأمة العربية والاسلامية. وأن الدماء الزكية وأن أرواح الشهداء لتناديكم لتحرير البلاد وإنهاء الاحتلال، جاء في الحديث النبوي الشريف " اذا وقعتم في أمر عظيم، فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل أخرجه بن مردوية عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة، فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلاةً سلاماً دائمين متلازمين الى يوم الدين. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. أيها المسلمون_ يا إخوة الايمان في كل مكان أتناول في هذه الخطبة موضوع تبادل الأسرى، وسبق ان تناولنا هذا الموضوع ، مراراً ومع الأسف لم تتم حتى الآن صفقة تبادل الأسرى. ونتسائل : ما المعوقات لتبادل الأسرى؟ ولطالما نادينا بضرورة تنفيذ التبادل، وشرحنا مشروعية هذا التبادل. وسؤال آخر : لماذا يطرح موضوع تبادل الأسرى في هذه الأيام؟ والجواب: أن الرئيس الفرنسي يطلب من الرئيس الأسير الآن في غزة. وما من مبعوث أوروبي أو أمريكي يأتي الى منطقة الشرق الأوسط إلا ويشير موضوع هذا الأسير ويطالب بإطلاق سراحه !! : نعم ، ان المسؤولين في أوروبا وأمريكا قلقون على أسير واحد فقط !! والسؤال الذي يتبع ما قبله: هل ان القادة العرب الذين يجتمعون مع مسؤولين آوروبيين أو أمريكيين يبحثون معهم موضوع الأسرى العرب في السجون الاسرائيلية والذين يزيد عددهم الآن عن اثن عشر ألف أسير؟! والجواب : نعم ، ان المسؤولين في أوروبا!! لم نسمع أن بحث أي مسؤول عربي موضوع الأسرى في السجون الإسرائيلية!! فما هذه المفارقات المؤلمة المخزية؟! أيها المسلمون وسؤال رابع : لماذا لا يقوم الرؤساء في الاتحاد الاوروبي وفي امريكا بالضغط على اسرائيل حتى تنفذ صفقة التبادل بين الأسرى؟ فما داموا حريصين على اطلاق سراح الأسير الإسرائيلي فيتوجب عليهم القيام بالضغط على اسرائيل لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى. ففي ذلك مصلحة للجميع ، وتخفيف من أعداد الأسرى ولإدخال السرور إلى قلوب الأطفال والزوجات والمهات باطلاق سراح الاسرى: سراح الابناء والآباء والأزواج، مع التأكيد أننا نطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الأبطال فمن حقهم أن يعيشوا أحراراً في بالدهم وبين عائلاتهم وأسره، بما في ذلك أسرى في مدينة القدس، فإن الأسرى المقدسيين مظلومزن اكثر من غيرهم لأنهم لا تشملهم التبادل. ونحن مسلمون لم نيأس من رحمة الله، فلا بد من زوال الاحتلال وتحرير جميع الأسرى. " ويقولون : متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا". صدق الله العظيم. سورة الإسراء الآية 51. أيها المصلون الساعة ساعة استجابة فآمنوا امن بعدي: الللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ( ثلاث مرات ) اللهم آمنا في أوطاننا وفرج الكرب عنا. اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء. اللهم ارحم شهدائنا وشاف جرحانا ، وأطلق سراح أسرانا، وعليك بمن آذان. اللهم هيء من يوحد المسلمين، ويحذو حذوة صلاح الدين. اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين. اللهم وحد صفوف المسلمين، واحقن دماءهم. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم ان نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات. اللهم انصر الاسلام والمسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق وادين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. " وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون". سورة العنكبوت الآية 45. 30/1/2009م
غزة إنتصرت (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2009-01-30-1430-02-04.htm)
<EMBED height=44 type=audio/wav width=612 src=2009-01-30-1430-02-04.wav>
4 صفر الخير 1430ه وفق 30/ 1/ 2009م الموضوع الخطبة الأولى الحمد لله ... الحمد لله إذا لم يأتني أجلي // حتى اكتسبت من الإسلام سربالا الحمد لله آمنا بالله رباً ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل عزة المؤمنين بوحدتهم، وربط قوتهم بتضامنهم وجهادهم. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بعزك الذي لا يضام، واكلاً بعنايتك في الليل والنهار، في الصحاري والآجام. ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله إمام العادلين وسيد المجاهدين القائل " لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا ما أصابهم من من الأولاء حتى يأتيهم امر الله وهم كذلك. قالوا يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكتاف بيت المقدس". أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الأوسط باسنا وصحيح ورجال ثقات. وفي رواية ( لا يضرهم من خالفهم ) صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المبجلين ، وصحابته الغر الميامين المحجلين ، ومن تبعهم وخطا ربهم وأستن سنتهم واقتفى أثرهم من علماء تجويد القرآن الكريم وحفظه، وعلماء ضبط المصحف الشؤيف، وعلماء العقيدة والتوحيد، وعلماء الفقه والتشريع، وعلماء مصطلح الحديث الشريف، علماء اللغة العربية والتصريف، ومن كل عالم عامل قدم خدمة للإسلام والمسلمين الى يوم الدين. أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه " وقد مكروا مكرهم وعند االله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام ". سورة ابراهيم الآيتان 46و 47. صدق الله العظيم. ايها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكاان هاتان الآيتان الكريمتان من سورة ابراهيم وهي مكية، وتشيران إلى مكر المشركين وتآمرهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن مكرهم شديد وحاقد وله تأثير قوي بحيث يكاد يصل إلى زوال الجبال، إلا أن الله عز وجل حفظ رسوله عليه ( عليه الصلاة والسلام) وعصمه منهم ووقاه من شرهم، ورد كيدهم في نحورهم. ومهما كان المكر شديداً وقوياً فإنه يضعف ويزول أمام قدرة الله العزيز الجبار المنتقم، ولن ينجو الماكر من عذابه ولن يفلت الظالم منه. والسؤال ما المراد بمكر الله؟ والجواب: إن الله العلي القدير يكشف مكر الماكرين ويبطله، وذلك من قبل المقابلة لمكرهم ومؤامراتهم. وتشير الآيتان الكريمتان أيضاً أن الله رب العالمين لن يخلف وعده بنصر الأنبياء والمرسلين والمؤمنين، ولن يتخلى عنهم وذلك من خلال كشف الماكرين وفضحهم وإبطال مكرهم ومؤامراتهم، ولخطورة هذا المكر الخبيث على المجتمع : فإن القرآن الكريم حذر من يتصفون في أربعين لفظاً من الكمر ومشتقاته. ايها المسلمون_ ايها المرابطون في أرض الاسراء والمعراج ان هذه المعاني القرأنية شاهدناها ولمسناها على أرض غزة العزة، غزة البطولة، غزة الكرامة، فرغم الخسائر بالأرواح والممتلكات التي خلفها الغزو القاشل اللاإنساني على قطاع غزة إلا أن مكر المعتدين قد ارتد عليهم، وانقلب السحر على الساحر !! وأن الرهانات المتعددة التي نسجت من خيال المعتدين والغزاة والماكرين والمتآمرين فإنها قد باءت بالفشل، وان السلطات الاسرائيلية، تحاول من خلال الإعلام المضلل، أن توهم شعبها أنها قد حققت نصراً نتيجة عدوانها الغاشم. والسؤال هل : تمزيق جثث الأطفال يعد انتصاراً؟ وهل قتل النساء يعد انتصاراً؟ وهل هدم المساجد والمدارس والجامعات يعد انتصاراً؟ لا، وألف !! إنها إبادة جماعية، انها محرقة جديدة ترتكب في القرن الحادي والعشرين !! إنها وصية عار على جبين المعتدين، إنها تدل على الفشل الذريع، إنها لم تأتي بخير، إنها قد زادت الأمور تعقيداً. وأن ما يرفع من شعارات السلام قد ظهر زيفها. وتبخرت مع القنابل الفوسفورية الحارقة !! وأن الذين يشككون بصمود شعبنا وثباته وتضحياته وانتصاره هم من المتواطئين مع الغزاة المعتدين. أيها المسلمون_ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس هذا ويأتي انعقاد ( الكونغرس اليهودي العالمي) في مدينة القدس خلال هذا الاسبوع بهدف التضامن مع اسرائيل في الظروف الراهنة وذلك على خلفية الحرب والعدوان على غزة وعلى ضوء المسيرات والمظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم كله منددة بالعدوان ومنتقدة السياسة الإسرائيلية، وأيضاً لمؤازرة أهل غزة. وأعلن المشاركون في هذا المؤتمر دعمهم الكامل لاسرائيل مادياً ومعنوياً ، ذلك في محاولة لإخراج اسرائيل من المأزق الصعب الذي أوقعت نفسها فيه، ولتبييض صفحتها التي اسودت نتيجة العدوان الغاشم على قطاع غزة، حيث كشفت المعتدون عن وجههم القبيح، وانكشف ما كان مستوراً، إن المجتمعين في القدس يريدون تكريس الاحتلال والتهويد نعم إنهم يجتمعون ويتفقون وهم على باطل، فلماذا لا نجتمع ولا نثق ونحن على حق !؟ أيها المسلمون _ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس نعم يتوجب على الفصائل والاحزاب والقوى السياسية يتوجب عليها ان تجتمع، ويتوجب عليها أن تتفق، ويتوجب عليها أن تتوحد في مواقفها. ولطالما نادينا بالحوار البناء الايجابي سابقاًُ ولاحقاً لان ديننا الاسلامي العظيم يأمرنا بذلك هناك عشرات الآيات الكريمو والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو الى الوحدة وتحث عليها، وتوجب علينا التمسك بحبل الله المتين. وتحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف والشقاق، وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية من الضعف والفشل وذهاب الريح. ولو ان الاطراف المتنازعة استجابت لنداءاتنا من حصول الأزمة لما تراكمت السلبيات وازدادت الخلافات. أيها المسلمون _ أيها المرابطون في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس أيها المجتمعون في مصر أرض الكنانة حتى يتم التقارب بين وجهات النظر واحتراماً للدماء الذكية ولارواح الشهداء الابرار لا بد من وضع المقترحات الآتية في أولويات مباحثاتكم : 1_ أولاً : الاتفاق على القواسم المشتركة لجميع الأحزاب الفصائل والقوى السياسية الأخرى وأن نضع المصلحة العامة فوق المصالح الحزبية الفصائلية. وعدم إثارة القضايا التي هي موضع خلاف لأن اثارتها من أي طرف سيحرج الطرف الآخر مما يؤدي الى فشل الاجتماعات والحوارات. ومن الخطأ ومن الخطيئة أيضاً أن نبرز خلافاتنا ونجعلها هي الأساس، بل يتوجب علينا أن نركز على عوامل الوفاق والاتفاق. 2_ ثانياً: التوقف عن التراشق الإعلامي يتوجب علينا أن نبتعد عن التراشق الإعلامي والمناكفات التي لا تخدم قضيتنا ولا المصلحة العامة. وان هذا التراشق يقلل من احترام العالم لنا، وعلينا أن نستفيد من التعاطف الدولي لنا وأن نستثمره للصالح العام بأن نخرج متوحدين ومتفقين على اسس ثابتة وعلى مواقف واضحة تقودنا إلى الامام لا إلى الخلف. أيها المسلمون _ يا أبناء أرض فلسطين المباركة المقدسة 3_ ثالثاً: إطلاق سراح المعتقلين وحتى نزيل أسباب التوتر ينبغي اطلاق سراح المعتقلين من مختلف الفصائل في رام الله وغزة بغض النظر عن التهم المنسوبة اليهم، فيكفينا الأسرى الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية. 4_ رابعاً : اعادة فتح الجمعيات والمؤسسات المغلقة وحتى تتقارب وجهات النظر وحتى تصفو النفوس من اعادة فتح الجمعيات والمؤسسات المغلقة، والتي تقدم خدمات لشريحة واسعة وعريضة من العائلات المحتاجة والأيتام في مجتمعنا المنكوب. أيها المسلمون 5_ خامساً وأخيراً : فتح معبر رفح ورفع الحصار التأكيد على ضرورة فتح معبر رفح، فلا مجال لإعمار غزة دون فتح هذا المعبر. والسؤال: لماذا هذا المعبر بالذات دون سائر المعابر ؟ والجواب: ان المعابر الأخرى مرتبطة بالاحتلال الاسرائيلي مباشر، ولا مجال لفتحها الا بضغط دولي، ومع الأسف أن الضغط الدولي غير متاح الآن في حين أن معبر رفح هو الذي ربط قطاع غزة بمصراً ارض الكنانة، وان هذا المعبر ليس جديداً فهو مقام منذ مئات السنين، ان لم نقل منذ آلاف السنين. وان ابقاء معبر رفح مغلقاً ستبقى المشكلة قائمة غير قاعدة ويبقى المليون ونصف المليون من البشر محبوسين في سجن كبير، ومن الظلم أن نقع تحت رحمة قوات الاتحاد الاوروبي التي لا تتحرك إلا بأوامر اسرائيلية . ومن المحتمل بل من المؤكد ان الاشراف الاوروبي لن يتم، إذاً كيف تعرف إذاء حل هذه المشكلة ؟ فلا بد من قرار مصري فلسطيني لفتح المعبر هذا المعبر الذي يقع على أرض مصرية فلسطينية. أيها المسلمون _ يا أبناء فلسطين العزيزة كفى ما جرى، فال بد من الاجتماع والتوحد والتوفق للنطاق الى وحدة الأمة العربية والاسلامية. وأن الدماء الزكية وأن أرواح الشهداء لتناديكم لتحرير البلاد وإنهاء الاحتلال، جاء في الحديث النبوي الشريف " اذا وقعتم في أمر عظيم، فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل أخرجه بن مردوية عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة، فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلاةً سلاماً دائمين متلازمين الى يوم الدين. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. أيها المسلمون_ يا إخوة الايمان في كل مكان أتناول في هذه الخطبة موضوع تبادل الأسرى، وسبق ان تناولنا هذا الموضوع ، مراراً ومع الأسف لم تتم حتى الآن صفقة تبادل الأسرى. ونتسائل : ما المعوقات لتبادل الأسرى؟ ولطالما نادينا بضرورة تنفيذ التبادل، وشرحنا مشروعية هذا التبادل. وسؤال آخر : لماذا يطرح موضوع تبادل الأسرى في هذه الأيام؟ والجواب: أن الرئيس الفرنسي يطلب من الرئيس الأسير الآن في غزة. وما من مبعوث أوروبي أو أمريكي يأتي الى منطقة الشرق الأوسط إلا ويشير موضوع هذا الأسير ويطالب بإطلاق سراحه !! : نعم ، ان المسؤولين في أوروبا وأمريكا قلقون على أسير واحد فقط !! والسؤال الذي يتبع ما قبله: هل ان القادة العرب الذين يجتمعون مع مسؤولين آوروبيين أو أمريكيين يبحثون معهم موضوع الأسرى العرب في السجون الاسرائيلية والذين يزيد عددهم الآن عن اثن عشر ألف أسير؟! والجواب : نعم ، ان المسؤولين في أوروبا!! لم نسمع أن بحث أي مسؤول عربي موضوع الأسرى في السجون الإسرائيلية!! فما هذه المفارقات المؤلمة المخزية؟! أيها المسلمون وسؤال رابع : لماذا لا يقوم الرؤساء في الاتحاد الاوروبي وفي امريكا بالضغط على اسرائيل حتى تنفذ صفقة التبادل بين الأسرى؟ فما داموا حريصين على اطلاق سراح الأسير الإسرائيلي فيتوجب عليهم القيام بالضغط على اسرائيل لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى. ففي ذلك مصلحة للجميع ، وتخفيف من أعداد الأسرى ولإدخال السرور إلى قلوب الأطفال والزوجات والمهات باطلاق سراح الاسرى: سراح الابناء والآباء والأزواج، مع التأكيد أننا نطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الأبطال فمن حقهم أن يعيشوا أحراراً في بالدهم وبين عائلاتهم وأسره، بما في ذلك أسرى في مدينة القدس، فإن الأسرى المقدسيين مظلومزن اكثر من غيرهم لأنهم لا تشملهم التبادل. ونحن مسلمون لم نيأس من رحمة الله، فلا بد من زوال الاحتلال وتحرير جميع الأسرى. " ويقولون : متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا". صدق الله العظيم. سورة الإسراء الآية 51. أيها المصلون الساعة ساعة استجابة فآمنوا امن بعدي: الللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ( ثلاث مرات ) اللهم آمنا في أوطاننا وفرج الكرب عنا. اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء. اللهم ارحم شهدائنا وشاف جرحانا ، وأطلق سراح أسرانا، وعليك بمن آذان. اللهم هيء من يوحد المسلمين، ويحذو حذوة صلاح الدين. اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين. اللهم وحد صفوف المسلمين، واحقن دماءهم. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم ان نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات. اللهم انصر الاسلام والمسلمين، وأعل بفضلك كلمة الحق وادين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. " وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون". سورة العنكبوت الآية 45. 30/1/2009م