المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى بتاريخ 10/4/2009م وفق 22 ربيع الثاني 1430 هجري


admin
06-01-2009, 12:23 PM
خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى بتاريخ 10/4/2009م وفق 22 ربيع الثاني 1430 هجري

الوحدة يا أهل فلسطين (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2009-04-17-1430-04-22.htm)

<EMBED height=44 type=audio/wav width=612 src=2009-04-17-1430-04-22.wav>

الخطبة الأولى الحمد لله...الحمد لله اذ لم يأتني أجلي = حتى اكتسبت من الاسلام سربالا الحمد لله آمنا بالله رباً ، وبالاسلام دينا ، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا . الحمد لله انعم علينا الإقامة والمرابطة في بيت المقدس واكتاف بيت المقدس . الحمد لله أكرم مدينة القدس بأن رفع منزلتها وربطها بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة كما ربطها بالسماء ، وربط المسجد الأقصى المبارك بالحرم المكي والكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي . ونشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، نصر عبده ، وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده القائل " أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم ، بل أكثرهم لا يؤمنون". سورة البقرة الآية 100. اللهم اشرح لنا صدورنا ، ويسر لنا أمورنا . اللهم إنا نعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر ، وشر فتنة ما يلح في الليل وما يلح في النهار ، وشر ما تهب به الريح ، وشر بوائق الدهر . ونشهد أن سيدنا وقائدنا وحبيبنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله ، أمام العادلين وسيد المجاهدين ، وقدوة العاملين وخاتم الأنبياء والمرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين المبجلين ، وصحابته الغر الميامين المحجلين ، ومن تبعهم واقتفى أثرهم واستن سنتهم وخطا وربهم من العلماء العاملين باحسان إلى يوم الدين . أما بعد فقد روى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الانصاري رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سألت ربي ثلاثاً ، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطا فيها. وسألنه أن لا يجعل بأسهم بينهم شديد فمنعنيها . " اخرجه الإمام مسلم في صحيحه في باب الفتن والإمام احمد في مسنده . أيها المسلمون في هذا الحديث النبوي الشريف يوضح ( عليه الصلاة والسلام) بأنه سأل الله عز وجل ثلاث مسائل، وهي : المسألة الأولى تتعلق بالقحط والجدب ، والمسألة الثانية تتعلق بالغرق ، والمسألة الثالثة والأخيرة تتعلق بالفتن والخلافات بين المسلمين . أما المسألة الأولى فيقول ( عليه الصلاة والسلام ) : سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها أي طلبت من الله رب العالمين ألا يهلك الأمة الاسلامية بالسنة أي بالقحط والجدب فاستجاب الله سبحانه وتعالى لهذا المطلب حتى لو أصابها قحط فإن ضرره يكون جزئياً وليس شاملاً ولا يؤدي الى اهلاك الأمة الاسلامية . أيها المسلمون ثم يقول رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم " ... وسألت ربي الا يهلك امتي بالغرق فأعطانيها . " أي طلبت من الله عز وجل ألا يهلك الأمة الاسلامية بالغرق فاستجاب لهذا المطلب . بمعنى أن الأمة الإسلامية لا تهلك بسبب الغرق ، حتى لو أصابها غرق او طوفان فان ضرره يكون جزئياً وليس شاملاً ولا يؤدي إلى هلاك الأمة . أيها المسلمون ثم يقول ( عليه الصلاة والسلام ) ... وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم شديد فمنعنيها ، أي طلبت من الله العلي القدير ألا يجعل الاختلاف والشدة بين المسلمين فمنعنيها ، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى لم يستجب لطلب الرسول صلى الله وسلم في هذه المسألة . أيها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكان ان هذا الحديث النبوي الشريف يحذر المسلمين في كل زمان ومكان من الاختلاف والنزاع والشقاق، وأن الله العلي القدير قد وضعهم في اختبار صعب وامتحان شديد ، ليجتازوا المحن والخلافات بنجاح وذلك بالوحدة والتحابب والتصافي والتسامح التي دعا اليها القرآن الكريم في عشرات الايات الكريمة ودعت إليها السنة النبوية أيضاً ، كما دعت الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة الى نبذ الخلافات والمشاحنات فيما بين المسلمين . أيها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكان والسؤال : ما الحكمة الشرعية من عدم استجابة الله عز وجل لمطلب رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم بشأن المسألة الثالثة ؟ والجواب : إن الوحدة والتضامن والتكافل والتعاون تتعلق بها أحكام شرعية تكليفية عملية فكما ان الله سبحانه وتعالى طلب من الالتزام بالاحكام الشرعية التكليفية العملية التي تتعلق بالصلاة والصوم والزكاة والحج فإنه عز وجل قد طلب منا الالتزام لالاحكام الشرعية التكليفية العملية المتعلقة بالوحدة والتضامن والتكافل والتعاون والتعاضد . كما أن هناك أحكاماً شرعية عملية أخرى تتعلق بالتحذير من الاختلاف والتفرق والنزاع والشقاق والاقتتال لأنها تحلق الدين أي تزيله . والله سبحانه وتعالى يقول " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، واصبروا ، إن الله مع الصابرين ". سورة الأنفال الآية 46 . ويقول عليه الصلاة والسلام . من حديث شريف مطول " فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب ". متفق عليه عن الصحابي الجليل بكرة رضي اللع عنه . وهذا الحديث الشريف من الأحاديث المشهورة وله عدة روايات . أيها المسلمون _ يا اخوة الإيمان في كل مكان في الوقت الذي تبني فيه الدول غير الاسلامية في هذا العالم علاقات على أساس المصالح المتبادلة أو توحيد الأعراق واللغات المختلفة وذلك ضمن اتحادات سياسية واقتصادية كما هو الحال في أمريكا وفي الاتحاد الاوروبي ، في هذا الوقت نشاهد الأنظمة في العالم الاسلامي تزداد فيه الفرق والاختلافات وتفتيت الجهود وبعثرة الأموال والتبعية للدول الاستعمارية الكبرى ، وهذا ما يجرئ الغرب الاعتداء على ديار الاسلام وعلى التدخل في شؤون المسلمين . ومن المؤسف والمؤلم أن الانظمة في الاعلم العربي والاسلامي قد قبلت على نفسها تهم الإرهاب ثم أخذت تبرئ نفسها هذه التهم باسلوب انهزامي مذل ومتخاذل ، فإن تفرقهم قد أضعف من مواقفهم ، ولم تكن لديهم الجرأة ليقولوا : من الإرهابي ؟ ومن الذي يقض على رأس الارهاب ؟ أليس الاستعمار هو ارهاب ؟ أليس الاختلال هو ارهاب ؟ أليس قتل الأطفال والنساء هو ارهاب ؟ أليس تدمير المساجد والمدارس هو ارهاب ؟! فانقلبت المفاهيم والمقاييس في هذا الزمان الذي يوصف بالتقدم بالسلام زوراً وبهتاناً . أيها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكان وأعلنوا لقد أدرك أجدادكم قبل الاسلام أهمية الصلح والأمن وأعلنوا التوقف عن الخلافات والمنازعات لأنهم عانوا قبل ذلك من الحروب والقتال فيما بين القبائل فاجتمع رؤساء قريش وقرروا فيما بينهم اقامة حلف يعرف بحلف الضول وقد حفره رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ، وقد مدح ( عليه الصلاة والسلام ) حلف الفضول بعد البعثة النبوية حيث قال " لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب لي به حمر النعم . ولو دعيت به في الإسلام لأحببت ". وقد تضمن هذا الحلف عدة بنود منها : عدم القتال فيما بينهم ، وعاهدوا الله ان يكونوا مع المظلوم وأن ينصروا المعتدى عليه ، وأن يوقفوا المعتدي عند حده . وأن يوصلوا الحق لصاحبه . هذا ما توصل إليه اجدادكم قبل الاسلام أي قبل خمسة عشر قرناً ، وقبل أن تفكر دول آوروبا في في الاتحاد فيما بينها . نقول ذلك للمتحاورين في مصر في هذه الأيام : ألا توجد قواسم مشتركة فيما بينكم ؟ لذا ينبغي التركيز على هذه القواسم ، وعدم إثارة النقاط التي هي موضع خلاف . ولنتعظ بما حل بنا ، ولنتوصل الى اتفاق يرضي جميع الأطراف حرصاً على المصلحة العامة . أيها المسلمون _ يا اخوة الايمان في كل مكان ان الذي يجمعنا : عرباً واتراكاً وأكرادا وعجماً هو شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، إنه ديننا الاسلامي العظيم الذي يلزمنا بالأخوة الإيمانية وبالوحدة والإصلاح ، ويحذرنا من الفرقة والاختلاف ويدعو إلى حق الدماء بين المتنازعين، وإلى نبذ الأمور الجانبية لتحقيق المصلحة العامة . هذا وان ديننا الاسلامي العظيم لا يعترف بالحدود المصطنعة القائمة بين الأقطار الاسلامية ،ونحن بذلك لا نقف ازاء نظام معين ضد نظام آخر لأن التحيز أصلاً يؤدي إلى زيادة في الخلاف ، وانه يتناقص مع الإصلاح ، ونحن أولى الأمم والشعوب في العالم بتحقيق الوحدة والاستقلال على أساس الأخوة الايمانية والشريعة الإسلامية . جاء في الحديث النبوي الشريف " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قلنا : بلى ، يا رسول الله . قال " إصلاح ذات البين . وفساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول: تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ". رواه احمد وأبو داود والترمذي عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه . والنص للترمذي وقال : حديث حسن صحيح . صدق رسول الله صلى اله عليه وسلم . ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فيا فوز المستغفرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للبشرية أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الامين وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، في العالمين انك حميد مجيد . أيها المسلمون يا أبناء أرض الاسراء والمعراج أتناول في هذه الخطبة أمرين اثنين ، هما : 1- الأمر الأول يتعلق بيوم الأسير الذي يصادف هذا اليوم ( الجمعة ) ونحن بهذه المناسبة نحي أبطالنا الأسرى على ثباتهم وصمودهم وتضحياتهم،ونطالب باطلاق سراحهم لينعموا بالحرية وليعيشوا مع عائلاتهم وأولادهم وآبائهم وأمهاتهم . كما نؤكد على موضوع تبادل الأسرى ، هذا الموضوع الذي تعطله السلطات الاسرائيلية المحتلة وتماطل في اجرائه، فلا بد من تنفيذ عملية تبادل الأسرى بما في ذلك أسرى مدينة القدس وأسرى مناطق 48 . ونحن أيضاً مع الأسرى في المعتقلات غير الانسانية وبخاصة في العراق وفي امريكا بما في ذلك معتقل ( غواتنامو ) الذي يعاني فيه الأسرى انواع المعاملات غير الانسانية ، مع ان الرئيس الامريكي الجديد وعد باغلاقه ولكن الامور لم تتغير في هذا المعتقل الإرهابي . أيها المسلمون _ يا أبناء أرض الإسراء والمعراج 2_ الأمر الثاني : المسجد الأقصى المبارك : بداية نحيي كل من لبى النداءات لشد الرحال إلى الأقصى المبارك يوم أمس ( الخميس ) . إنه ليوم مشهود نعتز ونفخر به ، هذا الحشد من المسلمين في بيت المقدس ةأكتاف المقدس بما في ذلك اخوتنا في مناطق 48 ليدل على اننا نحب الأقصى ونفتديه بأرواحنا كيف لا وهو يمثل جزءاً من عقيدتنا وايماننا . كما ان اعلنت احدى الجماعات اليهود المتطرفة نيتها باقتحام المسجد الأقصى اذ بالنداءات تنطلق من الهيئة الاسلامية العليا بالقدس ومن المؤسسات المقدسة والشخصيات الاعتبارية ومن الحركة الاسلامية ومن مؤسسة الأقصى ومن أعضاء الكنيست العرب لقد انطلقت هذه النداءات للنفير ولشد الرحال إلى الأقصى ، وبالرغم من من أن مدينة القدس وقعت في سجن كبير إلا أن ذلك لم يمنع المسلمين من الحشودات داخل الأقصى وخارجه وهم جميعا يدافون عن الأقصى ويحبطون المخطط العدواني الذي يستهدف اقتحام الأقصى ، أما الذين لم يلبوا النداء فنتركهم لله العلي القدير فهو أخبر بهم . أيها المسلمون _ يا أبناء أرض الإسراء والمعراج سنبقى نكرر ونؤكد على قدسية المسجد الأقصى المبارك وعلى قدسية أرض الاسراء والمعراج ، وأن الأقصى للمسلمين وحدهم بقرار من رب العالمين وهو أمانة الأجيال تلو الأجيال ، وهو خط أحمر ، ويحمل المسؤولية لمن يحاول المس بقدسيته وحرمته لإرضاء اليهود المتطرفين . وسيبقى الأقصى عنوان ثباتنا وصمودنا ومرابطتنا في أرض الاسراء والمعراج ، وحماك الله يا أقصى . أيها المصلون الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي اللهم آمنا في اوطاننا ، وفرج الكلاب عنا . اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء ( تكرر ثلاث مرات) اللهم ارحم شهدائنا ، وشاف جرحانا ، واطلق سراح أسرانا ، وعليك بمن آذانا . اللهم هيء من يوحد المسلمين ، ويحذو حذو صلاح الدين . اللهم اجعل الأمة الاسلامية في كفالتك ، واهدها للعمل بكتابك . اللهم يا الله يا امل الحائرين ويا نصر المستضعفين ندعوك بكل اليقين اعلاء شأن المسلمين بالحق والنصر المبين. اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها انت خير من زكاها . اللهم إنا نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات ، وراحة عند الممات ، ورحمة ومغفرة بعد الممات. اللهم انصر الاسلام والمسلمين ، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . " وأقم الصلاة ، ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله اكبر ، والله يعلم ما تصنعون". سورة العنكبوت _ الآية 45 . 17/4/2009 . د . عكرمة صبري