admin
06-01-2009, 12:39 PM
خطبة الجمعة للشيخ عكرمة صبري من المسجد الأقصى بتاريخ 29/5/2009م وفق 5 جمادي الثاني 1430 هجري
بر الوالدين
<EMBED height=44 type=audio/x-wav width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-05-29-1430-06-05.wav>
الخطبة الأولى الحمد لله... الحمد لله إذا لم يأتني أجلي ، حتى اكتسبت من الاسلام سربالا الحمد لله آمنا بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا . الحمد لله أنعم علينا الإقامة والمرابطة في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس. الحمد لله أكرم مدينة القدس بأن رفع منزلتها وربطها بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة كما ربطها بالسماء . وربط المسجد الأقصى المبارك بالحرم المكي والكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي . ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله ولا شيء بعده . اللهم اشرح لنا صدورنا ، ويسر لنا أمورنا . اللهم انا نعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر ، ةشر فتنة ما يلح في الليل وما يلج في النهار ، وشر ما تهب به الريح ، وشر بوائق الدهر . ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله امام العادين وقدوة العاملين وسيد المجاهدين وخاتم الأنبياء والمرسلين ، أمرنا بطاعة الوالدين والبر بهما ، وعد عقوقهما كبيرة من الكبائر ، صلى الله عليه على آله الطاهرين المبجلين ، وصحابته الغر الميامين المحجلين ، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وخطا وربهم واستن العلماء العاملين باحسان إلى يوم الدين . أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء : وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ، إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما : أف ولا تنهرهما ، وقل لهما : قولاً كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل : رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم . سورة الاسراء _ الآيتان 23 و 24 . أـيها المسلمون _ يا خير أمة أخرجت للناس هاتان الآيتان الكريمتان من سورة الاسراء وهي مكية ، وتشير هاتان الآيتان الى معان إيمانية جمة ومتعددة ، اذكر عدداً منها : 1- يتوجب على الابناء والبنات الاحسان الى الوالدين ، وبخاصة حين سن الكبر لأحدهما أو كلاهما أو لكليهما . ويلاحظ أن الإحسان يحق للوالدين قد ورد ذكرهما في القرآن الكريم بعد عبادة الله عز وجل ، وذلك لبيان أهمية طاعة الوالدين . ومعنى ( قضى نحبه ) حكم وأمر . وهناك آية كريمة أخرى تؤكد هذا المعنى فيقول رب العالمين في سورة النساء " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيء وبالوالدين إحسانا ... " الآية 35 . 2- ثانيا : النهي عن التأفف والتبرم من قبل الإبن أمام والديه لأي سبب من الأسباب يراه منهما . بل ينبغي على الابن ان يصبر ويتحمل لما يصدر عنهما. فكيف يا مسلمون، فيمن يشتم أباه أو أمه أو يضربهما فالاثم أشد وأشد ، والللعنة تنزل على الابن العاق في الدنيا والآخرة . أيها المسلمون _ يا خير أمة أخرجت للناس 3- ثالثاً : تشير هاتان الآيتان الكريمتان الى تحريم زجر الأبوين والى تحريم التلفظ بأي كلام ينغص عليهما أو يحرج شعورهما . 4- رابعاً : يتوجب على الابن ان يقول لهما قولاً حسناً طيباً مقروناً بالاحترام والتقدير . 5- خامساً : ينبغي على الابن ان يتواضع لهما تواضعاً مقروناً بالرحمة والرافة . 6- سادساً : يتوجب على الابن أن يدعو لهما بالرحمة في حياتهما وبعد مماتهما عرفاناً بالجميل . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات السؤال الذي يطرح نفسه : لماذ أتناول موضوع بر الوالدين رغم أنه معلوم لدى الجميع ؟ والجواب : نعم ، لقد تناولت وأتناول موضوع بر الوالدين لما نشاهده في هذه الأيام من تزايد لحالات عقوق الوالدين وم يترتب على ذلك من سلبيات كثيرة من اعتداء عليهما ، ومن طرد لهما من البيت ، ومن استعمال العنف معما ، ومن اهمال لهما في الحياة الاجتماعية ... وغير ذلك من التصرفات اللاأخلاقية التي تصدر من بعض الأبناء تجاه الامهات والآباء، ولا مجال للتفصيل في الحالات غير اللاإنسانية التي تطلع عليها مما تولم كل مسلم ، ومما تدمي القلوب المؤمنة . والمعلوم بأن بر الوالدين من أوجب الواجبات على الأبناء والبنات وأن البر مرتبط بالايمان وبعبادة الله رب العالمين . أيها المسلمون إن فضل الوالدين على الابناء والبنات عظيم وكبير ، حتى ان الابن لا يستطيع أن يوفي حقهما ، ويتجلى هذا واضحاً فيما ورد أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : إن أبوي بلغان الكبر ، وإني أفعل معهما مثل فعلهما معي في الصغر فهل قضيتهما حقهما في التربية ؟ فماذا كان جواب رسول الله صلى اله عليه وسلم يا مسلمون ؟ انه قال " لا فإنهما يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك . وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما " . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن الشعور الداخلي للابن أن ينتظر وفاتهما ، بينما الشعولر الداخلي للأبوين تجاه الابن : أنهما يحبان بقاءه ويتمنان له طول العمر والحياة السعيدة . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : يا رسول الله ، اني حملت أمي على عاتقي فرسخين في رمضها ، لو ألقيت فيها بضعة ً من لحم لنضجت فهل أديت شكرها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام " العلة ان يكون بطلقة " . وفي رواية أن رجلاص كان في الطواف حاملاً ان يطوف في حول الكعبة . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : هل أديت حقها ؟ قال عليه الصلاة والسلام " لا ، ولا بركزه واحدة " وفي رواية " لا ، ولا بزفرة واحدة " . رواه البزار في مسنده رقم 1777 البر والصلة ، والطبراني في الصغير وأورد البيهقي في مجمع الزوائد عن الصحابي الجليل بربدة بن المصيب الأسلمي رضي الله عنه . أيها المسلمون إن من حقوق الوالدين على الأبناء هو الاتفاق عليهما ومد يد العون لهما فقد ثبت ان ابناً اشتكى الى الرسول صلى الله عليه وسلم بان والده يريد ان يحتاج ماله ، أي أن يأخذ ماله . فدعا ( عليه الصلاة والسلام ) الأب _فماذا كانت المفاجأة يا مسلمون _ فإذا بالأب شيخ كبير السن يتوكأ على العصا فسال الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فأجاب أن النبي كان ضعيفاً وانا قوي ، وكان فقيراً وأنا غني . فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي . واليوم انا ضعيف وهو قوي ، وأنا فقير وهو غني ، وبخل علي بماله . فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " ما من حجر ولا مدد يسمع هذا إلا بكى " . وقال للابن " أنت ومالك لأبيك " وقال أيضاً " إن أولادكم من أطيب كسبكم ، فكلوا من كسب أولادكم " . رواه البيهقي وابن ماجة عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن حده ( عبد الله بن عمرو بن العاص ) رضي الله عنعهما أيضاً . فكيف يا مسلمون فيمن يعتدي الابن على أموال وممتلكات والديه . أيها المسلمون ومن حقوق الوالدين ايضاً : قيام الأبناء بخدمتهما ورعايتهما، حتى إن خدمة الأبوين مقدمة على الجهاد في سبيل الله ، أي أن ثواب خدمة الأبوين يفوق ثواب الجهاد في سبيل الله فقد ورد أن رجلاً جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن في الجاد فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم . قال عليه الصلاة والسلام " ففيهما جاهد " . رواه البخاري زمسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب الى الله رسوله ؟ قال : الصلاة في وقتها . قلت : أي ؟ قال : بر الوالدين . قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " . رواه البخاري ومسلم . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات لقد فاضل الشارع الحكيم بين الأب والأم في الحقوق وفي الرعاية فجعل حق الأم على الأبن أعظم وأكبر من حق الأب ، لان الام أوفر رحمة وأعظم شفعة, وهي تقاسي من آلام الحمل والرضع وهي التي تشقى وتتعب في الرضاعة والحضانة والتربية ، وهي التي تسهر ليلها ليرتاح ابنها ، وتجوع نهارها ليشبع ابنها . كما أن الأم هي المحور وهي العمود الذي تلتقي حوله الأسرة ، فالأم هي مركز للالتقاء وهي مصنع الرجال ومنشأة الأبطال ، لذا استحقت التكريم والرعاية والعناية ففي الحديث النبوي الشريف المشهور : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : م أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال : أمك . فال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك " . متفق عليه عن الصحاب الجليل أب يهريرة رضي الله عنه . أيها المسلمون _ أيها الأبناء أإيتها الامهات كما ان بر الوالدين من الواجبات ، فإن عقوق الوالدين من الكبائر والمحرمات ، بل ان العقوق يأتي في الاثم بعد الاشراك بالله لقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم " ألا انبئكم بأكبر الكبائر : ثلاثاً ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الاشراك بالله وعقوق الوالدين . وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور . فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت". متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه . ولقوله (عليه الصلاة والسلام) في حديث شريف آخر " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات " رواه الحاكم والطبراني عن الصحابيين الجليلين أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما . رواه الحاكم والاصبهاني عن الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه ايها المسلمون _ أيها الابناء _ ايتها البنات فإن الابن العاق يعاقب عقوبتين في الدنيا والآخرة نتيجة عقوقه . وثبت أن شاباً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتضر للموت ولم يستطع نطق الشهادتين لأنه كان يعق والدته . فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمه ليستوضح منها عن وضع ابنها ، وليعلمها بالعاقبة الوخيمة التي تنتظر ابنها يوم القيامة تنيجة عقوقه لها ، ونتيجة عدم رضاها عنه . فسامحته اشفافاًُ منها عليه . فقال صلى الله عليه وسلم " يا غلام قل : لا اله الا وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " . فقال لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله الذي انقذه بي من النار " . رواه احمد والطبراني عن الصحابي الجليل عبد الله ابن أبي اوفى رضي الله عنه . فعليكم _ ايها المسلمون _ ببر الوالدين ، حينئذ ينزل الله رحمة علينا فالرحمة لا تزل على قوم فيهم قاطع رحم فيقول عليه الصلاة والسلام " بروا آباءكم تبركم ابناءكم " . رواه الطبراني عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما . واياكم وعقوق الوالدين فالعاق يحرم من الجنة للحديث الشريف " لا يدخل الجنة : عاق ولا قمار ، ولا منان ، ولا مدمن خمر " . رواه الدارمي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة ، فيا فوز المستغقرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم . وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد مكا باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، في العالمين انك حميد مجيد. أيها المصلون _ يا ابناء أرض الإسراء والمعراج أتناول في هذه الخطبة الطروحات التصفوية التي أعلن عنها قبل ايام تتعلق بالقضية الفاسطينية تحت ذريعة الحلول الوسط وتحت ذريعة ما يسمى بانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتحت ذريعة إحلال السلام الوهمي ، ومن هذه الطروحات : 1_ أولاً : من أولى هذه الطروحات الخبيثة المضللة تتمثل باسقاط حق عودة اللاجئين الى ديارهم والى بيوتهم بأن تحل مشكلتهم بتوطين قسم منهم في الضفة الغربية ، وتسكن الباقي منهم في البلاء التي لجأوا اليها . والواضح ان السلطات الاسرائيلية الحتلة تلح بانها مشكلة اللاجئين الذين اوعدوهم الآن عن سبعة ملايين لاجئ وهم في تزايد مستمر ، وعليه فإن مشكلتهم تمثل شوكة في حلق السلطات المحتلة . وتؤكد لمرة تلو المرة بانه لا حل لمشكلة اللاجئين الا بعودتهم الى ديار آباءهم واجدادهم فهو حق شرعي وذلك استناداً الى الميراث الشرعي المفصل في القرآن الكريم ، واستنادا أيضاً الى ان أرض فلسطين هي ارض وقفية خراجية وسبق ان اصدرنا فتةى شرعية قبل ثماني سنوات بهذا الخصوص ةلا تزال تؤكد عليها ونددوها في اللقاءات المحلية والدولية ، وأصبحت هذه الفتوى معلومة لدى جميع الفلسطينيين في الشتات وفي انحاء العالم . أيها المسلمون _ يا ابناء ارض الاسراء والمعراج _ يا اخوة الايمان في كل مكان ومما يبعث بالأمل والتفاؤل والاستبشار بأن أهل فلسطين في المهجر ومعهم العرب والمسلمون يقيمون الاحتفالات والمهرجانات في دول آوروبا وفي كندا وامريكا للتأكيد على حق العودة ولتوعية الأجيال الصاعدة من المهجرين الذين يشاركون في فعاليات هذه المهرجانات والاحتفالات ، وسيبقى حق العودة قائما ولن يضيع حق وراءهم مطالب ، مهما طال الزمان وتوالت الأجيال ولن يسقط هذا الحق بمدور الزمان . فالطروحات التي تتناولها وسائل الاعلام في هذه الايام هي طروحات باطلة وساقطة ولا فقر ولا معترف بها . هذا وان الادعاء بدولة يهودية هو ادعاء عنصري وتطهير عرقي وهو ادعاء مرفوض اصلاً وشرعاً . وان القانون الذي صدر مؤخراً بمنع اقامة مهرجانات لاحياء ذكرى النكبة هو قانون ظالم وغير مبرر مع حرية الرأي وما يسمى بالديمقراطية الزائفة. 2- ثانياً : الطرح الآخر يتعلق بما يسمى تدويل البلدة القديمة من مدينة القدس او ان تقع تحت الاشراف الدولي كما يرجمون .وهذا الطرح مختزن لدى أحلام الفرنجة الصليببين الذين يسعون للعودة لحكم مدينة القدس . وأن أهل فلسطين والعرب جميعاً قد سبق لهم ان رفضوا تدويل القدس منذ عام 1947 م الذي تضمن قرار التقسيم . وان السبب الرئيسي في رفض قرار تقسيم فلسطين وقتئذ حول موضوع مدينة القدس ، والله سبحانه وتعالى يقول " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " . سورة النساء الآية 141 فهذه المدينة المباركة المقدسة قد قرر رب العالمين اسلاميتها من سبع سنوات في معجزة الإسراء والمعراج . وأن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قد وطأت قدماه الشريفتان هذا المدينة وأم الانبياء والمرسلين في الصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك. وبعد ذلك تسلم الخليفة الراشدي الثاني امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح بيت المقدس من صفرومنيوس بطرك الروم.عام 15 ه / 636 م ودخلها مشيا على الاقدام آمنا مطمئنا ، ومنح اهلها الامن والامان من خلال العهدة العمرية الشهيره ، ومنذ ذلك التاريخ أي منذ خمسة عشر قرنا والمسلمون يقيمون الصلوات في المسجد الأقصى المبارك دون منازع ، وعليه ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نعلن رفضنا رفضاً قاطعاً بمحاولة تدويل هذه المدينة ، كما نرفض رفضاً قاطعاً تهويد هذه المدينة أيضاً ، فالتدويل مرفوض ، والتهويد مرفوض وستبقى على العهد مع رب العالمين وليأذن لنا بالفرج القريب وليقضي الله امراً كان مفعولا ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي اللهم آمنا في اوطاننا ، وفرج الكرب عنا . اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء . الله هيء من يوحد المسلمين ، ويحذو حذو صلاح الدين . اللهم اجعل الأمة الاسلامية في كفالتك واهدها للعمل في بكتابك اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن كلمة المسلمين بالحق والنصر المبين . اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها . اللهم إنا نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات . اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . " واقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون " . سورة العنكبوت الآية 45 . 29/5/2009م د . عكرمة صبري
بر الوالدين
<EMBED height=44 type=audio/x-wav width=612 src=http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/2009-05-29-1430-06-05.wav>
الخطبة الأولى الحمد لله... الحمد لله إذا لم يأتني أجلي ، حتى اكتسبت من الاسلام سربالا الحمد لله آمنا بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا . الحمد لله أنعم علينا الإقامة والمرابطة في بيت المقدس وأكتاف بيت المقدس. الحمد لله أكرم مدينة القدس بأن رفع منزلتها وربطها بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة كما ربطها بالسماء . وربط المسجد الأقصى المبارك بالحرم المكي والكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي . ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله ولا شيء بعده . اللهم اشرح لنا صدورنا ، ويسر لنا أمورنا . اللهم انا نعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر ، ةشر فتنة ما يلح في الليل وما يلج في النهار ، وشر ما تهب به الريح ، وشر بوائق الدهر . ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ونبيه ورسوله امام العادين وقدوة العاملين وسيد المجاهدين وخاتم الأنبياء والمرسلين ، أمرنا بطاعة الوالدين والبر بهما ، وعد عقوقهما كبيرة من الكبائر ، صلى الله عليه على آله الطاهرين المبجلين ، وصحابته الغر الميامين المحجلين ، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وخطا وربهم واستن العلماء العاملين باحسان إلى يوم الدين . أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء : وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ، إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما : أف ولا تنهرهما ، وقل لهما : قولاً كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل : رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم . سورة الاسراء _ الآيتان 23 و 24 . أـيها المسلمون _ يا خير أمة أخرجت للناس هاتان الآيتان الكريمتان من سورة الاسراء وهي مكية ، وتشير هاتان الآيتان الى معان إيمانية جمة ومتعددة ، اذكر عدداً منها : 1- يتوجب على الابناء والبنات الاحسان الى الوالدين ، وبخاصة حين سن الكبر لأحدهما أو كلاهما أو لكليهما . ويلاحظ أن الإحسان يحق للوالدين قد ورد ذكرهما في القرآن الكريم بعد عبادة الله عز وجل ، وذلك لبيان أهمية طاعة الوالدين . ومعنى ( قضى نحبه ) حكم وأمر . وهناك آية كريمة أخرى تؤكد هذا المعنى فيقول رب العالمين في سورة النساء " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيء وبالوالدين إحسانا ... " الآية 35 . 2- ثانيا : النهي عن التأفف والتبرم من قبل الإبن أمام والديه لأي سبب من الأسباب يراه منهما . بل ينبغي على الابن ان يصبر ويتحمل لما يصدر عنهما. فكيف يا مسلمون، فيمن يشتم أباه أو أمه أو يضربهما فالاثم أشد وأشد ، والللعنة تنزل على الابن العاق في الدنيا والآخرة . أيها المسلمون _ يا خير أمة أخرجت للناس 3- ثالثاً : تشير هاتان الآيتان الكريمتان الى تحريم زجر الأبوين والى تحريم التلفظ بأي كلام ينغص عليهما أو يحرج شعورهما . 4- رابعاً : يتوجب على الابن ان يقول لهما قولاً حسناً طيباً مقروناً بالاحترام والتقدير . 5- خامساً : ينبغي على الابن ان يتواضع لهما تواضعاً مقروناً بالرحمة والرافة . 6- سادساً : يتوجب على الابن أن يدعو لهما بالرحمة في حياتهما وبعد مماتهما عرفاناً بالجميل . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات السؤال الذي يطرح نفسه : لماذ أتناول موضوع بر الوالدين رغم أنه معلوم لدى الجميع ؟ والجواب : نعم ، لقد تناولت وأتناول موضوع بر الوالدين لما نشاهده في هذه الأيام من تزايد لحالات عقوق الوالدين وم يترتب على ذلك من سلبيات كثيرة من اعتداء عليهما ، ومن طرد لهما من البيت ، ومن استعمال العنف معما ، ومن اهمال لهما في الحياة الاجتماعية ... وغير ذلك من التصرفات اللاأخلاقية التي تصدر من بعض الأبناء تجاه الامهات والآباء، ولا مجال للتفصيل في الحالات غير اللاإنسانية التي تطلع عليها مما تولم كل مسلم ، ومما تدمي القلوب المؤمنة . والمعلوم بأن بر الوالدين من أوجب الواجبات على الأبناء والبنات وأن البر مرتبط بالايمان وبعبادة الله رب العالمين . أيها المسلمون إن فضل الوالدين على الابناء والبنات عظيم وكبير ، حتى ان الابن لا يستطيع أن يوفي حقهما ، ويتجلى هذا واضحاً فيما ورد أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : إن أبوي بلغان الكبر ، وإني أفعل معهما مثل فعلهما معي في الصغر فهل قضيتهما حقهما في التربية ؟ فماذا كان جواب رسول الله صلى اله عليه وسلم يا مسلمون ؟ انه قال " لا فإنهما يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك . وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما " . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن الشعور الداخلي للابن أن ينتظر وفاتهما ، بينما الشعولر الداخلي للأبوين تجاه الابن : أنهما يحبان بقاءه ويتمنان له طول العمر والحياة السعيدة . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : يا رسول الله ، اني حملت أمي على عاتقي فرسخين في رمضها ، لو ألقيت فيها بضعة ً من لحم لنضجت فهل أديت شكرها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام " العلة ان يكون بطلقة " . وفي رواية أن رجلاص كان في الطواف حاملاً ان يطوف في حول الكعبة . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : هل أديت حقها ؟ قال عليه الصلاة والسلام " لا ، ولا بركزه واحدة " وفي رواية " لا ، ولا بزفرة واحدة " . رواه البزار في مسنده رقم 1777 البر والصلة ، والطبراني في الصغير وأورد البيهقي في مجمع الزوائد عن الصحابي الجليل بربدة بن المصيب الأسلمي رضي الله عنه . أيها المسلمون إن من حقوق الوالدين على الأبناء هو الاتفاق عليهما ومد يد العون لهما فقد ثبت ان ابناً اشتكى الى الرسول صلى الله عليه وسلم بان والده يريد ان يحتاج ماله ، أي أن يأخذ ماله . فدعا ( عليه الصلاة والسلام ) الأب _فماذا كانت المفاجأة يا مسلمون _ فإذا بالأب شيخ كبير السن يتوكأ على العصا فسال الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فأجاب أن النبي كان ضعيفاً وانا قوي ، وكان فقيراً وأنا غني . فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي . واليوم انا ضعيف وهو قوي ، وأنا فقير وهو غني ، وبخل علي بماله . فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " ما من حجر ولا مدد يسمع هذا إلا بكى " . وقال للابن " أنت ومالك لأبيك " وقال أيضاً " إن أولادكم من أطيب كسبكم ، فكلوا من كسب أولادكم " . رواه البيهقي وابن ماجة عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن حده ( عبد الله بن عمرو بن العاص ) رضي الله عنعهما أيضاً . فكيف يا مسلمون فيمن يعتدي الابن على أموال وممتلكات والديه . أيها المسلمون ومن حقوق الوالدين ايضاً : قيام الأبناء بخدمتهما ورعايتهما، حتى إن خدمة الأبوين مقدمة على الجهاد في سبيل الله ، أي أن ثواب خدمة الأبوين يفوق ثواب الجهاد في سبيل الله فقد ورد أن رجلاً جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن في الجاد فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم . قال عليه الصلاة والسلام " ففيهما جاهد " . رواه البخاري زمسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب الى الله رسوله ؟ قال : الصلاة في وقتها . قلت : أي ؟ قال : بر الوالدين . قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " . رواه البخاري ومسلم . أيها المسلمون _ أيها الأبناء _ أيتها البنات لقد فاضل الشارع الحكيم بين الأب والأم في الحقوق وفي الرعاية فجعل حق الأم على الأبن أعظم وأكبر من حق الأب ، لان الام أوفر رحمة وأعظم شفعة, وهي تقاسي من آلام الحمل والرضع وهي التي تشقى وتتعب في الرضاعة والحضانة والتربية ، وهي التي تسهر ليلها ليرتاح ابنها ، وتجوع نهارها ليشبع ابنها . كما أن الأم هي المحور وهي العمود الذي تلتقي حوله الأسرة ، فالأم هي مركز للالتقاء وهي مصنع الرجال ومنشأة الأبطال ، لذا استحقت التكريم والرعاية والعناية ففي الحديث النبوي الشريف المشهور : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : م أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال : أمك . فال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك " . متفق عليه عن الصحاب الجليل أب يهريرة رضي الله عنه . أيها المسلمون _ أيها الأبناء أإيتها الامهات كما ان بر الوالدين من الواجبات ، فإن عقوق الوالدين من الكبائر والمحرمات ، بل ان العقوق يأتي في الاثم بعد الاشراك بالله لقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم " ألا انبئكم بأكبر الكبائر : ثلاثاً ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الاشراك بالله وعقوق الوالدين . وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور . فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت". متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه . ولقوله (عليه الصلاة والسلام) في حديث شريف آخر " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات " رواه الحاكم والطبراني عن الصحابيين الجليلين أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما . رواه الحاكم والاصبهاني عن الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه ايها المسلمون _ أيها الابناء _ ايتها البنات فإن الابن العاق يعاقب عقوبتين في الدنيا والآخرة نتيجة عقوقه . وثبت أن شاباً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتضر للموت ولم يستطع نطق الشهادتين لأنه كان يعق والدته . فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمه ليستوضح منها عن وضع ابنها ، وليعلمها بالعاقبة الوخيمة التي تنتظر ابنها يوم القيامة تنيجة عقوقه لها ، ونتيجة عدم رضاها عنه . فسامحته اشفافاًُ منها عليه . فقال صلى الله عليه وسلم " يا غلام قل : لا اله الا وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " . فقال لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله الذي انقذه بي من النار " . رواه احمد والطبراني عن الصحابي الجليل عبد الله ابن أبي اوفى رضي الله عنه . فعليكم _ ايها المسلمون _ ببر الوالدين ، حينئذ ينزل الله رحمة علينا فالرحمة لا تزل على قوم فيهم قاطع رحم فيقول عليه الصلاة والسلام " بروا آباءكم تبركم ابناءكم " . رواه الطبراني عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما . واياكم وعقوق الوالدين فالعاق يحرم من الجنة للحديث الشريف " لا يدخل الجنة : عاق ولا قمار ، ولا منان ، ولا مدمن خمر " . رواه الدارمي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة ، فيا فوز المستغقرين. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم . وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد مكا باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم ، في العالمين انك حميد مجيد. أيها المصلون _ يا ابناء أرض الإسراء والمعراج أتناول في هذه الخطبة الطروحات التصفوية التي أعلن عنها قبل ايام تتعلق بالقضية الفاسطينية تحت ذريعة الحلول الوسط وتحت ذريعة ما يسمى بانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتحت ذريعة إحلال السلام الوهمي ، ومن هذه الطروحات : 1_ أولاً : من أولى هذه الطروحات الخبيثة المضللة تتمثل باسقاط حق عودة اللاجئين الى ديارهم والى بيوتهم بأن تحل مشكلتهم بتوطين قسم منهم في الضفة الغربية ، وتسكن الباقي منهم في البلاء التي لجأوا اليها . والواضح ان السلطات الاسرائيلية الحتلة تلح بانها مشكلة اللاجئين الذين اوعدوهم الآن عن سبعة ملايين لاجئ وهم في تزايد مستمر ، وعليه فإن مشكلتهم تمثل شوكة في حلق السلطات المحتلة . وتؤكد لمرة تلو المرة بانه لا حل لمشكلة اللاجئين الا بعودتهم الى ديار آباءهم واجدادهم فهو حق شرعي وذلك استناداً الى الميراث الشرعي المفصل في القرآن الكريم ، واستنادا أيضاً الى ان أرض فلسطين هي ارض وقفية خراجية وسبق ان اصدرنا فتةى شرعية قبل ثماني سنوات بهذا الخصوص ةلا تزال تؤكد عليها ونددوها في اللقاءات المحلية والدولية ، وأصبحت هذه الفتوى معلومة لدى جميع الفلسطينيين في الشتات وفي انحاء العالم . أيها المسلمون _ يا ابناء ارض الاسراء والمعراج _ يا اخوة الايمان في كل مكان ومما يبعث بالأمل والتفاؤل والاستبشار بأن أهل فلسطين في المهجر ومعهم العرب والمسلمون يقيمون الاحتفالات والمهرجانات في دول آوروبا وفي كندا وامريكا للتأكيد على حق العودة ولتوعية الأجيال الصاعدة من المهجرين الذين يشاركون في فعاليات هذه المهرجانات والاحتفالات ، وسيبقى حق العودة قائما ولن يضيع حق وراءهم مطالب ، مهما طال الزمان وتوالت الأجيال ولن يسقط هذا الحق بمدور الزمان . فالطروحات التي تتناولها وسائل الاعلام في هذه الايام هي طروحات باطلة وساقطة ولا فقر ولا معترف بها . هذا وان الادعاء بدولة يهودية هو ادعاء عنصري وتطهير عرقي وهو ادعاء مرفوض اصلاً وشرعاً . وان القانون الذي صدر مؤخراً بمنع اقامة مهرجانات لاحياء ذكرى النكبة هو قانون ظالم وغير مبرر مع حرية الرأي وما يسمى بالديمقراطية الزائفة. 2- ثانياً : الطرح الآخر يتعلق بما يسمى تدويل البلدة القديمة من مدينة القدس او ان تقع تحت الاشراف الدولي كما يرجمون .وهذا الطرح مختزن لدى أحلام الفرنجة الصليببين الذين يسعون للعودة لحكم مدينة القدس . وأن أهل فلسطين والعرب جميعاً قد سبق لهم ان رفضوا تدويل القدس منذ عام 1947 م الذي تضمن قرار التقسيم . وان السبب الرئيسي في رفض قرار تقسيم فلسطين وقتئذ حول موضوع مدينة القدس ، والله سبحانه وتعالى يقول " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " . سورة النساء الآية 141 فهذه المدينة المباركة المقدسة قد قرر رب العالمين اسلاميتها من سبع سنوات في معجزة الإسراء والمعراج . وأن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قد وطأت قدماه الشريفتان هذا المدينة وأم الانبياء والمرسلين في الصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك. وبعد ذلك تسلم الخليفة الراشدي الثاني امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح بيت المقدس من صفرومنيوس بطرك الروم.عام 15 ه / 636 م ودخلها مشيا على الاقدام آمنا مطمئنا ، ومنح اهلها الامن والامان من خلال العهدة العمرية الشهيره ، ومنذ ذلك التاريخ أي منذ خمسة عشر قرنا والمسلمون يقيمون الصلوات في المسجد الأقصى المبارك دون منازع ، وعليه ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك نعلن رفضنا رفضاً قاطعاً بمحاولة تدويل هذه المدينة ، كما نرفض رفضاً قاطعاً تهويد هذه المدينة أيضاً ، فالتدويل مرفوض ، والتهويد مرفوض وستبقى على العهد مع رب العالمين وليأذن لنا بالفرج القريب وليقضي الله امراً كان مفعولا ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . الساعة ساعة استجابة فأمنوا من بعدي اللهم آمنا في اوطاننا ، وفرج الكرب عنا . اللهم احم المسجد الأقصى من كل سوء . الله هيء من يوحد المسلمين ، ويحذو حذو صلاح الدين . اللهم اجعل الأمة الاسلامية في كفالتك واهدها للعمل في بكتابك اللهم يا الله يا أمل الحائرين ويا نصر المستضعفين ندعوك بكل اليقين إعلاء شأن كلمة المسلمين بالحق والنصر المبين . اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها . اللهم إنا نسألك توبة نصوحا : توبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ورحمة ومغفرة بعد الممات . اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . " واقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون " . سورة العنكبوت الآية 45 . 29/5/2009م د . عكرمة صبري