المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عصام عميرة


admin
06-01-2009, 07:42 PM
http://www.al-msjd-alaqsa.com/Shouookh_Elaqsa/Isam_A'mera.jpg

إضغط هنا لفتح صفحة دروس الشيخ عصام عميرة (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Drows_Elaqsa/drows_amerah.htm)

نائل أبو محمد
07-03-2011, 12:37 AM
الأحد 2 شعبان 1432
سلطة رام الله تنكث عهدها

عدد مرات المشاهدة 312


الخطبة الأولى

أيها الناس: إن الحاكم واحد من أمته وجزء منها، وليس له مكان في الحكم إلا بوجودها فضلا عن رضاها. والأصل فيه أن يعيش بعيشها ويحيا بحياتها، ويموت دفاعا عن قيمها وثوابتها، ويعمل جاهدا على تحقيق مصالحها الدنيوية والأخروية. فتلك هي مقتضيات أمانة الحكم. روى مسلم رحمه الله عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة. وقد كان الخلفاء الراشدون يعيشون بين الناس ويتجولون في شوراعهم. فهذا أمير المؤمنين أبو بكر رضي الله عنه ينزل إلى السوق بعد ساعات من توليه منصب الخلافة ليعمل كما كان يعمل قبل مبايعته، يريد أن يكسب قوت نفسه وعياله، إلا أنهم فرضوا له ما يعوضه عن حبسه عن العمل. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقتل وهو يؤم الناس في صلاة الفجر، وهذا عثمان رضي الله عنه يخرج ليصلي بالناس أثناء حصار بيته قبل أن يشدد عليه، وهذا علي رضي الله عنه يقتل في ميدان المعركة. وهكذا كان دأب كل حاكم من حكام المسلمين الذين عرفوا الحق في الرعاية فاتبعوه، والباطل فاجتنبوه. أما حكام زماننا – قبحهم الله جميعا - فإنهم لا يتجولون في شوارع المسلمين، ولا يعرفون نبض الناس فيها، ولا يشعرون بحقيقة مشاكلها. فلا عجب بعد ذلك أن يخشوها، وأن يخافون النزول إليها، ويجعلوا بينهم وبين الناس فيها حجبا وأبوابا، ورجالا من الأمن أرتالا ونساءا، وأجهزة من المخابرات جواسيس أنذالا، يضربون الناس بالسياط ويقتلونهم بالرصاص.

أيها الناس: إن هؤلاء الحكام يخافون الشارع أكثر من خوفهم من الله، ويحسبون لحركة الناس فيه ألف حساب. ولذلك نجدهم دوما يراقبونه، ويحصون أنفاس الناس فيه، وإذا تحرك هذا الشارع حركة غير محسوبة، أو لا يمكن لهم ضبطها ولو بمجرد الظن أو الشك، فإنهم يقومون بإجراءات تعسفية تقترب من الهستيريا والجنون، فيرغون ويزبدون، ويعتقلون ويقتلون، ويدوسون على القوانين التي بها يحكمون. وما تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا منكم ببعيد. بل إن سلطة رام الله قد حذت حذوهم ونكثت عهدها لما قررت في الربع الأخير من الساعة منع مسيرة إحياء ذكرى الخلافة بعد أن أقرتها وكانت تبحث تفاصيل سيرها وكيفية تسهيل مرورها! فكل الحكام يخافون الشارع لأنهم لا ينتمون إلى أحد من سكانه، وهم غرباء مرتزقة، وعلى رقاب العباد مسلطون، وليس لهم عهد ولا ذمة، ولا ندري ماذا ستفعل سلطة غزة يوم الثلاثاء على أرض المقّوسي!

أيها الناس: لقد طمس الله على قلوب حكامنا فهم لا يفقهون، فمما حصل مع أقرانهم المعاصرين لا يعتبرون، وعلى التاريخ القديم والحديث لا يطلعون، وإذا اطلعوا فلا ينتفعون. ألم يأتهم نبأ ابن علي ومبارك وصالح والقذافي وبشار الأسد؟ أولا يرون أن بعضهم قد هوى من عليائه وأصبح مطرودا مذموما مطلوبا، أو معتقلا في قفص الاتهام مدحورا، والبعض الآخر ملقى على سرير المرض محروقا مكسورا، أو في الأقبية تحت الأرض مستخفيا كالجرذان مذعورا. ألم يسمعوا ما قد حصل ذات يوم لما أطلت ملكة فرنسا “ماري انطوانيت” من شرفة قصرها الشهير “الأليزيه،” مقر العائلة المالكة الفرنسية في ذلك الوقت، وسألت أحد المسؤولين الواقفين بجانبها قائلة: لماذا يتجمع الباريسيون غاضبين ومتجمهرين أمام القصر؟!! فرد المسؤول قائلاً: يريدون الخبز ويهتفون للحصول عليه ! قالت الملكة باستغراب: الخبز بكل مكان فـلماذا لايشترونه؟! أجاب المسؤول: أنهم لايملكون المال الكافي لشرائه يامولاتي! تعجبت الملكة من كلام المسؤول وختمت حوارها معه بقولها: بما أنهم لايملكون ثمن الخبز، فدعهم يأكلون الكعك!! وبعد ذلك قامت الثورة الفرنسية في القرن الـ 18 التي اتصفت بالدموية، واعدم زوجها الملك لويس واعدمت الملكة الجميلة الجاهلة المتغطرسة. وقد تناول التاريخ قصة اعدام الملكة، وكيف أنها حينما اعدمت كانت في ريعان شبابها، ولكن شعرها قد اكتسى كله باللون الأبيض، وتم رؤية شعرها وهي في طريقها من زنزانتها الى وسيلة الاعدام الفرنسية في ذلك الوقت “المقصلة”. وكذلك فعل المصريون بشجرة الدر لما قتلوها بالأحذية ورموا جثتها إلى الشارع شبه عارية لتأكلها الكلاب قبل أن يدركها بعضهم فيدفن ما تبقى من أشلائها. وهذه هي نهاية كل حاكم يترفع عن النزول إلى الشارع ليعرف ما يريده الشعب، فإن لم يفعل فسيصعد الشعب إليه لينزله من قصره، ويقتص منه. فاللهم مكنا من رقاب حكامنا وامنحنا أكتافهم، وخلصنا من شرورهم

الخطبة الثانية

أيها الناس: لقد أصبح الشارع الذي يخشاه الحكام يغلي كالمرجل، وفي كل يوم تزداد النار التي تحته سعيرا، فذنوب الحكام تتجدد في كل ساعة بل في كل دقيقة، فقد أصمهم الله وأعمى أبصارهم، وختم على قلوبهم فلا يؤمنوا إلا قليلا. وقد عودنا هذا الشارع أنه لا يرجع إلا برأس الحاكم، فالشعب يريد إسقاط النظام، ولن يجدي القمع نفعا مع الشارع الهائج على حكامه، والمسألة مسألة وقت حتى يسقط الحاكم، فصبر الأمة أكبر من صبره، وقوتها أكبر من قوته، وأهدافها أوضح من أهدافه. فهي تريد إسقاطه، وهذا هدف واضح، وهو يريد مصلحته وخدمة أسياده وقمع مناوئيه وغير ذلك من الأهداف العامة الغامضة، فوق كونها غير قابلة للتحقيق على المدى البعيد. فالله عز وجل يقول: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}، فكيف بالله عليكم يمكن أن تحقق سلطة رام الله رضا اليهود؟ أو أن يحقق بشار رضا أميركا، أو يحقق غيرهم من الحكام رضا أسيادهم؟ فهذا من ضروب المستحيلات القرآنية الأبدية.

أيها الناس:إن القرآن الكريم الذي منع الحكام من تحقيق أهدافهم الخبيثة، قد بشر الأمة المسلمة بالإطاحة بهم وإقامة خلافتها، طال الزمان أم قصر. عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: بشر هذه الأمة بالسناء، والدين، والرفعة والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب. فاعملوا رحمكم الله مع العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوة، ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون.

التاريخ:01/07/2011
الخطيب/المناسبة:الشيخ عصام عميرة

نائل أبو محمد
09-03-2011, 06:37 PM
السبت 5 شوال 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك