المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «تاريخ القدس والخليل»


نائل أبو محمد
06-02-2009, 08:21 PM
«تاريخ القدس والخليل»..
رحلة توثيقية في التاريخ المحلي والديني للمدينتين

مراجعة: محمد العوايشة

يجول كتاب «تاريخ القدس والخليل» لمؤلفه الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي - الصادر عن مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي - لندن، دراسة وتحقيق محمد عدنان البخيت ونوفان رجا السواريه – بنا في رحلة توثيقية في التاريخ المحلي والديني لمدينتي القدس والخليل .
جاء الكتاب في 429 صفحة من القطع الكبير، واشتمل على عدد من الوثائق التاريخية الهامة والملاحق. ويعد من بين أهم مصادر تاريخ القدس والخليل، وأحد مفاخر التراث العربي، ومصدراً مهماً لدراسي تاريخ فلسطين وآثارها. كما يعتبر مؤلفه عمدة العلماء الاعلام العاملين وأحد ابرز علماء القدس الشريف في القرن الثامن عشر الميلادي.
ولد الشيخ شمس الدين في مدينة الخليل وتلقى تعليمه على يد عدد من شيوخها. وجد الشيخ محمد الخليلي واجتهد في طلب العلوم واستجاز شيوخا فأجازوه وكتبوا له اجازاتهم بما «دروه، ورووه، وحازوه». أما مروياته عنهم التي أجازوه بها فمنها: رواية الحديث المسلسل بالأولية، رواية صحيح الامام البخاري، سائر روحية القطب القاضي زكريا الانصاري ومؤلفاته، وغيرها.
كان الشيخ محمد الخليلي في نظر معاصريه أحد علماء القدس الأعلام، ويعزز هذه المكانة العلمية والاجتماعية المرموقة ما تورده سجلات محكمة القدس الشرعية من ألقاب علمية واجتماعية رفيعة بحقه منها: «عمدة المحدثين والفقهاء العظام، مفخرة العلماء العظام والمدرسين العظام، خاتمة المحققين ونخبة المدققين وسيد العارفين وحجة المناظرين.. الخ». كما شغل الشيخ الخليلي عدة وظائف منها: متولي وقف المدرسة البلدية، ومشيخة التدريس فيها، ووظيفة قراءة الجزأين الشريفين ونصف الجزء بربعة السلطان سليمان كل يوم بعد صلاة الصبح بالصخرة المشرفة، وشغل ايضا وظيفة رئيس المؤذنين في المسجد الاقصى، ووظيفة افتاء السادة الشافعية، وغيرها من الوظائف.
كان الشيخ الخليلي صوفيا واقعيا وافق علمه وعمله سلوكه، كما كان حريصا على اصلاح المقامات وترميمها والمحافظة على طهارتها وكان كثير التردد على حرم سيدنا الخليل ومقامات الانبياء. ومما يسترعي الانتباه في سيرة الشيخ محمد الخليلي هو قلة الانتاج العلمي له، اذا ما قورن بالمكانة العلمية التي تبوأها، ومن مؤلفاته: الفتاوى الكبرى والفتاوى الصغرى. إضافة لعدد من الرسائل البهية والتمريرات الزهية.
كانت مكتبة الشيخ محمد الخليلي من أوائل المكتبات الكبيرة التي يتم وقفها على طلبة العلم ومن يرغب في الافادة منها. وبلغ عدد الكتب الموقوفة في مكتبة الشيخ الخليلي ما يقارب 650 كتابا من ضمنها مجاميع وقد تم ترتيب الكتب في الوقفية في عشرين فنا.
واضافة إلى علمه كان الشيخ الخليلي تاجرا، حيث امتدت تجارته لتصل إلى مكة في مواسم الحج.
وذكر المراوي ان الشيخ الخليلي بقي على حالة حسنة إلى أن مات، وكان تاريخ وفاته في تشرين الثاني 1734. ودفن بالمدرسة البلدية التي كان يسكنها ويدرس فيها.
يبين المحققان البخيت والسواريه، ان الكتاب الذي بين أيدينا لم يرد ذكره ضمن أعمال الشيخ الخليلي التي أوردتها المصادر المعاصرة التي ترجمت له. وهو كعادته في مصنفاته الاخرى، أطلق على هذا المصنف في ثنايا الكتاب عنوانا آخر هو «رسالة في تاريخ القدس والخليل عليه السلام». ويضيف المحققان «نعتقد أن السبب الذي دفعه إلى وضع هذا العنوان هو أن الكتاب موضوع الدراسة عبارة عن كتاب موجه إلى أحد أمراء سنجق القدس. كما فعل في تأريخه لاعمار عين بيت المقدس وقلعتها حيث أهداه على شكل رسالة إلى قاضي القدس محمد أفندي الذي أشرف على هذا الإعمار في العام 1709م.
يعتبر كتاب الشيخ الخليلي من الكتب النادرة التي تناولت التاريخ المحلي لمدينتي القدس والخليل في الفترة العثمانية، وخصوصا موضوع الاوقاف المتمثلة بأوقاف أبي الانبياء الخليل عليه السلام وأوقاف المسجد الاقصى وقبة الصخرة. والحال الذي صارت عليه هذه الاوقاف ورغبة الدولة في تمريرها من جديد حسب شروط أصحاب الوقف .
درس المحققان من خلال صفحات هذا الكتاب الاوضاع الدينية والأمنية والاقتصادية خلال فترة تاريخية حددها الشيخ الخليلي . وامتدت 50 عاما وهي فترة عاشها الشيخ الخليلي ورصد أحداثها وان اقتصر كتابه على أحداث سنتين منها هما فترة حكم الوزير رجب باشا للواء القدس، والتي قال عنها الشيخ الخليلي إنها «فترة انشغال الدولة بحروبها الخارجية».

تكشف المعلومات التي يوردها الكتاب الواقع الفعلي للأوضاع التي كان عليها لواء القدس خلال الفترة المذكورة. وقد بينت الاجراءات التي اتخذتها حكومة الولاية لفرض سيطرتها على اللواء وإشاعة الأمن والاستقرار فيه، أنها لم تكن ناجحة بل ساهمت في تفاقم الاوضاع في اللواء.
وأورد الشيخ الخليلي وصفا حيا لمعاناة أهل اللواء من الممارسات التي كانت ترافق الجردة، اذ كان يتم اثناءها أخذ أموال الأهالي بالباطل، الأمر الذي أدى لاختلال الأوضاع .وقد استغل أهل الشقاوة والفساد هذه الأموال ومارسوا أعمال قطع الطرق والغارة على القوافل وقرى الفلاحين.
كما أشار الشيخ الخليلي إلى نوع من المتنفذين الذين «لا أخلاق لهم»، وهم البلطجية. وكان هؤلاء ممن يأتون من طرف الدولة يحملون بأيديهم مراسم يتولون بموجبها الاوقاف. حتى زاد ظلمهم وتعاظم نفوذهم واستولوا على الأوقاف، وأرهقوا أهالي القرى الوقفية.
أما العسكر فيذكر الكتاب أن عددهم قد تنامى مع مجيء أمير لواء القدس وغزة كردبيرام محمد باشا في العام 1701م - 1702م. وتبعا لذلك زاد نفوذ كبرائهم في مختلف مرافق الحياة العامة، وخصوصا تلك التي لها مساس بمصالح الرعية. حيث أصبحت القدس ميدانا لفساد الانكشارية وطغيانهم ونهبهم.
كما يشير الكتاب إلى ظاهرة أخرى تسترعي الانتباه وهي وجود مصالح مشتركة ربطت بين العسكر وأهالي الخليل. وفي الوقت نفسه كشفت هذه الظاهرة عن ظاهرة أخرى هي توريث المناصب العسكرية. الأمر الذي أدى إلى فساد العسكر وابتعادهم عن الروح العسكرية وانهماكهم في البحث عن مصالحهم الخاصة. ويزودنا الشيخ الخليلي بمعلومات عن واقع المؤسسات الوقفية، وما آلت إليه من توقف عن أداء رسالتها والخراب الذي لحق بها نتيجة لإنحباس وارداتها. وساق لنا أمثلة على ذلك: منها ما لحق بها نتيجة لانحباس وارداتها. ومنها ما لحق مقام الانبياء عليه السلام نتيجة توقف وارداته العينية. الأمر الذي ترتب عليه خراب أفرانه وتهدم طواحينه، وتوقف القنوات التي تجري عليه وعلى سماطه، وعدم اشعال قناديله وهجرة ساكني الحرم من فقراء وصالحين.
أما المسجد الأقصى الشريف فلم يكن بأحسن حالا من حرم أبي الانبياء عليه السلام. فقد جاء في إحدى الحجج الشرعية لسنة 1714 «ان المسجد الاقصى بحاجة الى التنوير بسبب نفاد الزيت المخصص لذلك كما نفدت واردات الوقف فلم يعد بالامكان شراء زيت للتنوير».
ولم تسلم الاموال والمواد العينية التي كانت ترسل لاعمار المسجد الاقصى والمقامات من قبل سلاطين آل عثمان، فلا ينفق منها إلا الشيء القليل بينما يذهب القسم الاكبر لأيدي المتنفذين. وقد نبه الشيخ محمد الخليلي على خطورة اهمال المسلمين لمقدساتهم في الوقت الذي أخذت فيه النصارى تعتني بكنائسها وأديرتها. ومما زاد من ألم الخليلي أن ذلك كان يتم في الوقت الذي يتغلبون فيه على أهل الاسلام. لقد شخص الشيخ الخليلي سبب هذا الخلل كله، أثناء محاورته لضيف الدولة الذي قدم لزيارة القدس، وهو أحد أفراد العساكر السلطانية التي كانت تغزو بلاد الكفار، ألا وهو «إغفال الدولة لهذه البلاد».
وتأتي أهمية المعلومات التي أوردها الشيخ الخليلي في كتابه أنه دونها كشاهد عيان ومشارك في بعضها. ونقل بعضها عن وثائق اطلع عليها أو قرئت أمامه في جمع من الحضور. ونقل بعضها عن والده أو عمن يثق به. ويدل نقل الشيخ الخليلي لنصوص نقوش الوقفيات الموجودة داخل حرم خليل الرحمن على عقلية علمية ناضجة تدرك أهمية مثل هذه النصوص في توثيق العمل التاريخي.

نائل أبو محمد
08-14-2010, 03:37 PM
السبت 5 رمضان 1431
التاريخ:
Thu, 12 Aug 2010 11:01:12 +0300
من:
Dandis Bookshop IT Center <promotion@dandis.ps>
الى:
undisclosed-recipients:;
الموضوع:
كل عام وأنتم بخير

تتقدم مكتبة دنديس

من العالمين العربي والإسلامي بأسمى آيات التهنئة والتبريكات
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

فكل عام وجميعنا إلى الله أقرب

تحميل قائمة الكتب الحديثة في مكتبة دنديس





*

تتقدم مكتبة دنديس

من العالمين العربي والإسلامي بأسمى آيات التهنئة والتبريكات
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

فكل عام وجميعنا إلى الله أقرب

تحميل قائمة الكتب الحديثة في مكتبة دنديس
<http://www.dandis.ps/AllNewBooks.xls>;

*

نائل أبو محمد
12-13-2010, 10:54 AM
الاثنين 7 محرم 1432

ام داود
12-13-2010, 01:16 PM
بارك الله فيك أبو محمد

وجزيت خيرا

نائل أبو محمد
04-03-2011, 11:22 PM
الأحد 29 ربيع الثاني 1432

نائل أبو محمد
01-06-2013, 08:31 PM
الأحد 24 صفر 1434

نائل أبو محمد
11-19-2013, 10:54 PM
الثلاثاء 16 محرم 1435

نائل أبو محمد
11-28-2020, 11:46 AM
السبت 13 ربيع الثاني 1442

بصراحة وبصدق
كم هي المواضيع وما هي الأولويات للقراءة أو الكتابة .... ؟
ـــــــــــــــــ
أدخل أحياناً الى
من على الشبكة الآن
فأجد هناك من يقرأ موضوع من المواضيع ..
مع تكرار هذا العمل طبع في ذهني
أن أقوم برفع الموضوع