رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
ومن الروايات التي توهموا أن فيها دليلاً على اقتتال الصحابة فيما بينهم وأنها كافية لإسقاط عدالتهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير "تقاتل علياً وأنت ظالم له" .
الجواب عليه: أولاً: هذا حديث فوق كونه خبر آحاد فهو ضعيف لا تقوم به حجة في موارد القطع، فرواه الحاكم والبيهقي وأبو يعلى من طريق أبي جروة المازني وهو مجهول ، وفي سنده أيضاً عبد الملك بن مسلم الرقاشي، قال عنه البخاري: لم يصح حديثه ، وقال ابن حجر، لين الحديث ، ورواه ابن ابي شيبة وعبد الرزاق من طريق عبد السلام رجل من بني حية بسند منقطع، لأن عبد السلام لم يثبت له إدراك ولا سماع من علي والزبير ، ورواه عبد الرزاق عن قتادة منقطعاً، فقتادة فوق كونه اتهم بالتدليس فهو أيضاً لم يدرك علياً ولا الزبير، بل ولد بعدهما بأكثر من ثلاثين عاماً ، فمن أين له الرواية عنهما؟!! هذا بالنسبة لضعفه بالتفصيل، وأما بالجملة: فقد قال عنه العقيلي: ولا يُروى هذا المتن من وجه يثبت ، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ، وقال ابن كثير: هذا حديث غريب ، وقال العجلوني: لم يثبت ولم يصححه أهل الحديث ، وقال التويجري: رواه أبو يعلى والبيهقي بسند ضعيف . ثانياً: وزيادة في ضعفه ونكارته أنه خالف الواقع، فطلحة والزبير رضي الله عنهما لم يثبت أنهما قاتلا علياً بل الثابت أنهما قُتلا غيلة، فقُتل طلحة قبل البدء بالمعركة بسهم غرب وقيل أطلقه عليه مروان بن الحكم وكان من أصحابه وقيل غيره . وأما الزبير فانسحب حينما وجد الناس قد اختلفوا فتبعه عمرو ابن جرموز فقتله غيلة وغدراً وهو يصلي وقيل وهو نائم، وكان ذلك بواد السباع لا في المعركة المزعومة . |
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
ثالثاً: لو سلمنا جدلاً بصحة هذا الحديث وهو لم يصح، فإنه في حق شخص واحد من الصحابة ولم يوافقه عليه جماهيرهم كما قد علمت، فليس من الإنصاف تعميم ذلك على كل الصحابة، بل هو من الإجحاف لإثبات مذهبهم الباطل في أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الروايات التي توهموا فيها أن الصحابة قتل بعضهم بعضاً وأنها كافية في إسقاط عدالتهم، بحديث عن علي رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فالناكثون أصحاب الجمل، والقاسطون أصحاب صفين، والمارقون الخوارج" . |
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
الجواب عليه: إضافة إلى كونه خبر آحاد لا يصلح في موارد القطع التي أثبتت عدالة الصحابة، فهو حديث كذب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره ابن الجوزي والذهبي وابن كثير والسيوطي وغيرهم ، وقال العقيلي: والأسانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق ، وقال في موضع آخر: ولا يثبت في هذا الباب شيء ، وكفى الله المؤمنين القتال.
ومما توهموه دليلاً أيضاً على سوء مذهبهم في أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بدليل، ما رواه البزار وغيره عن أبي بكرة يرفعه "يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم إمرأة قائدهم في الجنة" . الجواب عليه: هذا أيضاً حديث منكر موضوع، على ما ذكره ابن الجوزي والسيوطي وابن كثير، وأورده العقيلي في ضعفائه، وآفته من قبل إسناده، ففيه عمر بن الهجنع وعبد الجبار بن عباس كذابان متروكان ، فالحمد لله على نعمة الإسناد. |
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
|
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
|
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
|
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
|
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
|
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
في هذا الكتاب
يعتبر هذا الكتاب بحق بمثابة إعادة نظر فيما كتبه التاريخ عن موقعة صفين والجمل بطريقة تحقيقية علمية، وقد تناول الكتاب عدة جوانب مهمة في هذا الموضوع: معرفة من هم الصحابة، فليس كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر صحابياً ولو مات على الإسلام. كل من ثبت كونه صحابياً فهو عدل ثقة لا يخضع لقانون الجرح والتعديل ولا يصدر منه ما يخالف ذلك. فكما أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار صحابة فكذلك كل من صاحب في الرضوان وفي فتح مكة وبعد الفتح، فلم ينته وجود صحابة إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. مناقشة أحاديث يتوهم منها أن في الصحابة فساق وفجار ومرتدون. كل رواية تخالف القطعي من القرآن أو السنة أو تخالف الواقع الثابت فمردودة، ومن ذلك كل ما ورد في شأن صفين والجمل. إبطال وتكذيب كل ما روي في عدد الجيش والقتلى في تلكما الوقعتين. إبطال وتكذيب كل ما دار حول الحكمين في صفين. تضعيف حديث الحوأب. تضعيف حديث" تقتل عماراً الفئة الباغية". الحرب التي وقعت على صغرها هي حرب فتنة لا حرب بغاة، وإنها ليست نزاعا على الخلافة ولا ضد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإنما كانت بسبب المطالبة بدم عثمان. إن الفئة الباغية هي الخوارج قتلة عثمان رضي الله عنه. لم يشارك في هاتين الفتنتين إلا بضعة صحابة لا كما يصوره أهل الكذب من أنهم يعدون بالآلاف. |
رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل
الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1435
عدد الصفحات 127. |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.