والرقية الشرعية تشير إلى توكلك على الله، وإعتقادك الجازم والكامل والأكيد أن الشفاء من عند الله، وليصح هذا الإعتقاد وهذا التصديق، يجب أن تترافق الرقية الشرعية جنباً إلى جنب مع طلبك للدواء عند الطبيب، كون طلب التطبب عند الطبيب هو إلتزام بمطلب الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أمرنا وقال ﴿تداووا﴾. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ولا يحتاج لغيره، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون، من لم يكفه الله فلا كفاه الله، ومن لم يشفه الله فلا شفاه الله، فالرقية كما قلنا هي من قبيل الأخذ بالأسباب، والقيام بالرقية لا تتعارض مع حديث أنس ﴿سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون﴾، فإن هذا الحديث إنما يشير إلى هؤلاء المؤمنين الذين يستطيعون بتمام توكلها وعلو إيمانهم من معالجة أنفسهم بأنفسهم من شرور شياطين الإنس والجن، ولربما كان القصد أيضا بكلمة يسترقون بالرقة التي بها شركة، ففي حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم ﴿إعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقية ما لم يكن شرك﴾.