عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 06-04-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: من منتدى المسجد الأقصى الى منتدى المسجد النبوي .


فضل المدينة النبوية
أليست المدينة النبوية مقر الإسلام، ومهبط الوحي، ومصدر الحضارة الإسلامية، وينبوع الكمالات والفضائل الإنسانية؟؟

بلى، وبلى مرات ومرات! إذا فالمدينة الفاضلة التي لم تر الدنيا مثلها، ولم يشهد العالم الإنساني على طول تاريخه مدينة جمعت أصول الكمال وفروعه، وأطرافه وحواشيه، وفي جميع الميادين مثل مدينة الرسول محمد سيد البشر صلى الله عليه وسلم .

طيبة، وطابة، والجامعة، والقرية التي تأكل القرى، هي أسماء لتلك المدينة الفاضلة، طالما حلم الفلاسفة القدامى بوجود مثلها، ويا ليتهم عاشوا حتى شاهدوا تحقيق حلمهم يتمثل في مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم على عهده وعهد خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين.

وهاك ما ورد في فضلها على لسان النبي الصادق، روي في الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وقوله صلى الله عليه وسلم : إن الإيمان ليأرز إلى المدينة، كما تأرز الحية إلى جحرها لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة وقوله صلى الله عليه وسلم : من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها وقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وأنا أحرم ما بين لا بتيها وقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي فأسكني في أحب البلاد إليك وقوله صلى الله عليه وسلم : إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ويرحم الله عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، فقد روى مالك في الموطأ: أنه لما خرج من المدينة التفت إليها فبكى، ثم قال: يا مزاحم - مولاه- أيخشى أن نكون ممن نفت المدينة؟


شرف أهل المدينة

لم لا يشرف أهل المدينة، ولم لا يعلو قدرهم، ولم لا يفضلون عن غيرهم؟؟ أليسوا حماة الحمى أليسوا حراس الفضائل، أليسوا أمناء مركز الإشعاع الإسلامي والرحمة والنور؟ بلى في كل ذلك، وفوقه أنهم جيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمار مسجده، وسكان بلده، والمرابطون في حرمه؟ وصلى الله على سيدنا محمد إذ يوصي بهم، ويؤكد حرمتهم، ويؤثل مجدهم، ويقرر حقهم في الفضل والسيادة، والشرف والكمال، فيقول: اللهم بارك لهم- يعني أهل المدينة- في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم، ومدهم ويقول صلى الله عليه وسلم : لا يكيد أحد أهل المدينة إلا انماع كما ينماع الملح في الماء ويقول صلى الله عليه وسلم : لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص ويقول صلى الله عليه وسلم : مهاجري فيها ومضجعي، ومنها مبعثي، حقيق على أمتي حفظ جيراني، ما لم يرتكبوا الكبائر، ومن حفظهم كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة


ليس من أهل المدينة من يفسد فيها
إذا كان الله عز شأنه، وجلت قدرته يقول لنبيه ورسول نوح صلى الله عليه وسلم في شأن ولده الذي عق وفسد: يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فيخرجه. الرب جل وعلا من حظيرة أهله، وينزل به لعنة تطرده من ساحات الرحمة، وأفناء الرضا والسلام إلى الأبد، لا لشيء سوى أنه عمل عملا غير صالح لا يزكي النفس ولا يطهرها من أعمال الشرك والفساد.

فإن مما لا شك فيه أن من يعمل من سكان المدينة بغير ما يصلح النفس ويزكيها لا يكون من أهلها، ولا يعد من أنصارها، ولا ينال شرف الانتساب إليها، بل الثابت أنه تقررت لعنته، ووجب إبعاده وطرده، وأنه وإن كانت المدينة تنفي خبثها، فإن على سكانها أن يحققوا لها ذلك بالفعل، فيعملوا دائما على تطهيرها من كل فساد، ومن كل فاعليه، وكيف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول محذرا متوعدا: من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فهذا الحكم الذي أعلنه صلى الله عليه وسلم ضد العابثين بشرف طيبة، والمستهترين بكمالها بما يرتكبونه فيها من شر وفساد لحكم مستمد من حكم الله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله

وخلاصة القول: إن لسكان المدينة حرمة وشرفا، وقدرا ما لم يعملوا بمعاصي الله، فإن هم. عملوا بذلك فلا حظ لهم في الإعزاز ولا في التكريم، وإنا وإن كنا نعطف عليهم أكثر من غيرهم، ونحب أن نستر عليهم إذا لم تتمكن من إصلاحهم لما لهم في نفوسنا ونفوس سائر المؤمنين من إجلال وإكبار، فإنا لا نرضى أبدا ولن نرضى ما دام الحق رائدنا، وتعاليم الدين الحنيف مبدؤنا أن نسم بالصلاح منهم من كان فاسدا، ولا بالاعتدال والقصد منهم من كان جائرا ولا بالشكر منهم من كان للفضل ناكرا، ولا بالهداية منهم من كان غاويا، فإن الحق أحق أن يقال، والمداهنة على حساب الحق ضرب من الخذلان.

فيا حماة المعرس ويا أهل الحي المقدس، لا تضيعوا شرفكم بالحدث والفساد في مغناه، ولا تنزلوا قدركم بغدركم من علاه، ولا تنسوا واذكروا دائما أنكم جيرة رسول الله. اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وعليهم ما اهتدوا بهداه .

رد مع اقتباس