رد: إشكال في فهم آية
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي نائل، أرى أنك رفعت الموضوع لتذكيري بالرد، جزاك الله خيرا على التذكير،
- عيسى إبن مريم، هو رسولٌ كريمٌ أرسله الله، وبالتالي فإنه يعلم أنَ الشرك بالله هو الذنب الذي لا يغتفر عند الله والذي يؤدي بصاحبه أن يخلد في النار إلى أبد الآبدين، ومن قال بغير هذا فقد إفترى على الله أن لا يعلم أين يضع رسالاته.
- ما نعلمه عن النصارى من أحاديث الرسول عليه الصلاة أنهم (ضالون)، والأكيد أنه لما وصف صلى الله عليه وسلم النصارى بأنهم ضالون، فإنه قصد أن معظم النصارى ضالين. وهذا المفتاح مهم في فهم مقصد عيسى عليه الصلاة والسلام.
- عندما تكلم عيسى عن الشريحة التي بين أيدينا من الناس، فإنه تكلم عن قسم بسيط منهم، الذين آمنوا بالله ولم يشركوا به شيئاً، فليس كل النصارى مشركين، وشاهد ذلك أن عيسى عليه الصلاة والسلام إستخدم كلمة (عبادك)، وهذه الكلمة تسبلا إلى من إختار اللهَ إلاهً له طواعيه، أي تدل على المؤمنين.
- قلنا أن الشريحة التي تكلم عنها سيدنا عيسى هي شريحة بسيطة، ولكن القليل المؤمن عند الله خير من كل المشركين حتى لو كانوا بعدد الحصى.
- عندما قال سيدنا عيسى (إِن تُعَذِّبْهُم فَإِنَّهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِر لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فإن هذا يدل على إشتمال الناس لشريحة أخرى من النصارى الضالين، التي أضلها المشركون من النصارى الضالين، فضلت إعتقاداً منها أنها على صواب، أي أن ضلالها كان خطأ منها، ولهذا الشريحة من الناس يرجو عيسى عليه الصلاة والسلام أن يغفر الله لها، ولكنه في كل الأحوال يعلم عليه الصلاة والسلام أن الله ما كان ليضلها إلا إن إستحقت الضلال فعلاً، لذلك فإنه أعاد مشيئة المغفرة لله وحده.
- وقد يكون في طلب عيسى عليه الصلاة والسلام المغفرة لهؤلاء أيضاً، أملٌ أن يكون هناك جزء من النصارى الذين يبدو عليهم الضلال أن يكونوا مؤمنين فعلا ولكنهم لسببٍ ما قد أخفوا هذا الإيمان، فالناظر يرى فيهم الضلال، ولكن الله يعلم أن فيهم الإيمان.
والله تعالى أعلم
|
|
|
|
|
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
|