عرض مشاركة واحدة
 
  #38  
قديم 08-10-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


الثورة السورية وضرورة التحام الجيش بالشعب




د. سعيد بن حسين


يعتصر القلب حزنا ويموت كمدا من هول ما يحدث لأهلنا ببلاد الشام, قلب الأمة النابض. شعب أعزل يواجه نظاما ستالينيا في قمعه, قذافيا في حقده, عدوا لدودا لشعبه, نذل في بطشه, وغد لئيم في تعامله, جبان أمام عدوه, لم يسلم من بطشه لا شيخ ولا رضيع ولا امرأة. أطفال في عمر الورد يعذبون ويقتلون بأبشع ما يمكن أن يتصوره العقل البشري: قلع للأظافر وسلخ للجلود وتكسير للعظام وتمزيق للأجسام بالرصاص المتفجر. ومع كل هذا فإنّ أهل الشام, أهل الرباط, صامدون في ميادينهم, ثابتون في ثورتهم. وتبا لنفس خدعتني, فأنا الذي تصورت نفسي بطلا مقداما تحدى السجن وأقبية المخابرات لمرات عديدة وإذا بي كقزم أمام شموخ هؤلاء الرجال وأي رجال, شباب في عمر الورد ينطلقون نحو الرصاص بأجساد عارية ويفترشون الأرض لتدوس أجسادهم الطاهرة دبابات المجرمين دفاعا عن أعراضهم وقراهم, ويعجز اللسان عن التعبير ويجف الحبر عن التوصيف, فبسالتهم وشجاعتهم فاقت كل تصور وصمودهم أذهل المراقبين والباحثين, ومعذرة إليكم يا أهل الشام لتخاذلنا عن نجدتكم, فأثار سايكس بيكو قد فعلت فعلها ومزقتنا شر ممزق, فهذه تونس ومصر بالرغم من نجاح ثورتيهما في إزالة الطغاة, لم ينجدا أهل ليبيا بل تركاه عرضة للقتل والتنكيل على يد القذافي ومرتزقته, وما ذلك إلا نتيجة للحدود الوهمية التي رسخت فرقتنا, وفرقت شملنا.

وعزاؤكم يا أهل الشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مدحكم فقال: "ألا إن عقر دار المؤمنين الشام, والخيل معقود على نواصيها الخير إلى يوم القيامة", وتلك منزلة عظيمة, وأنتم والله أهلها, فأنتم أحفاد الراشدين والقادة والفاتحين, أحفاد خالد ابن الوليد ونور الدين زنكي, وصلاح الدين الأيوبي, فاصبروا يا إخوة الإيمان, واعلموا أن النصر صبر ساعة, فأنتم والله على الحق, ونظامكم القمعي على باطل, وإن الله تعهد بنصر الحق على الباطل, ونصر المظلومين على الظالمين, وإن للباطل جولة ولكن للحق صولات, فاصبروا أيها الأحبة, فإن تكونوا تألمون, فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. فأنتم يا أهل الشام, الأتقياء الأوفياء, و إن البلاء على قدر الإيمان, وإنه ستمر بكم أيام صعبة فاصبروا وصابروا ورابطوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم, وإن لشهدائكم المنزلة الرفيعة والمقام العظيم عند الله, وسيرفع ذكرهم في العالمين, وستغبطهم الملائكة لمحبة الله لهم, فأنتم من صدعتم بالحق وقلتم للظالم إنك ظالم, بالرغم من الويل والثبور وعظائم الأمور التي توعدكم بها بشار حارس اليهود وخادم الأمريكان, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشركم فقال: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله", و قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند ذي سلطان جائر", فوالله لموت في طاعة خير من حياة في معصية, وموت العز في ساحة الوغى خير من موت الذل على فراش وثير.



يا أهل الشام, يا أهل المروءة و النخوة, إن النظام الشبيحي المجرم قد فقد صوابه ولن يصمد طويلا بإذن الله, وهو نظام فاقد للشرعية وتزداد عزلته داخليا وخارجيا يوما بعد يوم, وهو لا يستمد قوته إلا من فرق المخابرات والشبيحة, ولذلك نراه يستميت في الدفاع عن الأجهزة الأمنية ومقراتها, لأنها أداة قمع الشعب وتصفية المخلصين الغيوربن من ضباط الجيش السوري وجنوده, ولذلك عليكم بتفكيك هذه الأجهزة المخابراتية وذلك بنزول المدن الكبرى عن بكرة أبيها إلى الشارع, في يوم مشهود كما حدث في مصر وتونس, عندها ستنهار الأجهزة القمعية وسيضطر النظام المجرم إلى إنزال الجيش بكل فرقه وعدم الاقتصار على الفرقة الرابعة أو بالأحرى سرايا الدفاع سيئة الصيت عند السوريين, والحرس الجمهوري التي يعتمد عليها النظام الشبيحي المجرم في اقتحام المدن, وعندها سيصعب ضبط تحركات الجيش ومراقبتها كلها, وهو ما سيشجع ضباط الجيش وجنوده على الانشقاق عن النظام وستكون الفرصة سانحة للإطاحة ببشار و زبانيته وتخليص سوريا من شره, وإن وقوف الجيش السوري مع شعبه أمر لازم لزوم الماء للحياة, حتى تنجح الثورة, والجيش السوري لا يقل إخلاصا عن الجيش التونسي أو المصري اللذان وقفا مع شعبيهما, وضباطه وجنوده هم على حد تعبير أهل سوريا حماة الديار لا حماة بشار.



يا ضباط أهل الشام: أليس فيكم رجل رشيد يعيد الأمور إلى نصابها فيخلع هؤلاء الحكام المجرمين ويريح أهل سوريا من إجرامهم وحقدهم اللئيم. أيها الضباط في بلاد الشام، لقد أوصلكم بشار حارس اليهود ومضيع الجولان إلى شعب يقوم على الكراهية، يكره الأخ أخاه، على أنظمةٍ تقوم على المخابرات، يعتقل الواحد ابن عمه وأخاه وصديقه وجاره، على أنظمة تتفنن في القتل والتعذيب, و إن أهل سوريا يستنهضون هممكم ويستصرخون نجدتكم لتنقذوه من بشار ونظامه الشبيحي, وإنه لمن العار أن يوجه جزء من جيشكم دباباته ومدافعه ضد أبناء قرى ومدن سوريا العزل، وكان الأولى به أن يوجه نيران أسلحته صوب القصور الرئاسية بدمشق وما حولها ليدكها دكا عنيفا فيريح أهل الشام من شر زعيم عصابات المخابرات والشبيحة.

و نسأل الله أن يلين قلوبكم فتحزموا أمركم وتنحازوا إلى أهلكم, كما نسأله تعالى أن تكون هذه الدماء الزكية التي سالت في سبيله بداية النهاية لحكام سوريا المجرمين فقد اهترأ حكمهم واستشرى ظلمهم، وإن الله ليمد للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ونسأله سبحانه أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

منقول : مجلة الزيتونة
__________________
[
رد مع اقتباس