الأربعاء 11 رمضان 1432
وعلى الثلاثة الذين خلفوا أي وتاب على الثلاثة الذين خلفوا : أي أخروا ، ولم تقبل توبتهم في الحال كما قبلت توبة أولئك المتخلفين المتقدم ذكرهم .
قال ابن جرير : معنى خلفوا [ ص: 605 ] تركوا ، يقال : خلفت فلانا فارقته .
وقرأ عكرمة بن خالد " خلفوا " بالتخفيف : أي أقاموا بعد نهوض رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والمؤمنين إلى الغزو .
وقرأ جعفر بن محمد " خالفوا " وهؤلاء الثلاثة : هم كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع أو ابن ربيعة العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، وكلهم من الأنصار لم يقبل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - توبتهم حتى نزل القرآن بأن الله قد تاب عليهم ، وقيل : معنى ( خلفوا ) فسدوا ، مأخوذ من خلوف الفم .
قوله : حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت معناه : أنهم أخروا عن قبول التوبة إلى هذه الغاية ، وهي وقت أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وما مصدرية : أي برحبها ، لإعراض الناس عنهم وعدم مكالمتهم من كل أحد ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى الناس أن يكالموهم ، والرحب : الواسع ، يقال : منزل رحب ورحيب ورحاب .
يتبع