عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 09-27-2009
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: السنّة وحي من عند الله وهي المصدر الثاني للإسلام...والدليل القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعترض بعض الناس على ما ذكرت في مسائل متعددة,وكان الرد على اعتراضه كما يلي:

المسألة الأولى:
لم أقتصر على آيات الحكمة التي تدعم قولي كون الحكمة هي السنّة, ولهذا تطرقت إلى الحكمة ومواطنها في القرآن في حق النبي عليه الصلاة والسلام وحق غيره من الأنبياء والبشر,وقصدت من هذه رد قول قائل:"لقد جاءت الحكمة في القرآن في حق غير الرسول عليه الصلاة والسلام وغير هذا المعنى.
والآيات التي ذكرتُها في حق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كافية في بيان معنى الحكمة ومع هذا فقد عرضت معانيها المتعددة.
وأجيبك عن سؤالك _في أن الحكمة تُعطى لرسل وغيرهم من البشر, فكيف تكون الحكمة هي السنّة ؟؟؟؟؟؟_بسؤال أخر وسأجيب عن السؤال حتى لا يعتبر تهربًا,ما معنى الروح في القرآن؟,والجواب جاءت الروح في القرآن الكريم بمعان كثيرة منها:
1.سر الحياة كما في قوله تعالى:"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً "
2. جبريل عليه السلام كما في قوله تعالى:"تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "
3.الوحي ما في قوله تعالى:"يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ",فالروح من الألفاظ المشتركة أي التي تشترك في أكثر من معنى,والمعنى الصواب يكون حسب سياق النص وحيثياته, والحكمة أيضًا من الألفاظ المشتركة حيث لها أكثر من معنى , وكل حسب موقعه وسياقه,ومن معاني الحكمة:
1.الأحكام المحكمة التي لا يتطرق إليها النسخ والفساد.
2. معرفة الحقائق على ما هي عليه دون غلط ولا اشتباه.
3.النبوة.
4. السنة.
5.والحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم.
والذي يفرض المعنى هو السياق وليس هناك داعٍ لإعادة ما ذكرتُ آنفًا.
المسالة الثانية:
وسؤالك:"ما رأيك بحديث النخيل؟
أخي الكريم مع إحترامي لك فهذا الحديث أُتخذ كمسمار جحا للأسف.
أخي الاكريم ما يجب مراعاته وملاحظته التفريق بين أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام أي يجب أن نراعي أن الفعل الذي قام به من باب التبليغ والتشريع أو أنه من باب أخر,لأن أفعال الأنبياء كافة لا تخرج عن هذين الأمرين.
فالرسول عليه الصلاة والسلام في قصة النخيل لم يأمرهم بحكم شرعي ووجب عليهم التقييد به,وإنما من باب النصيحة والخبرة, والدليل هو ما أُستهل به الحديث :"لو لم تفعلوا", وعقب الحديث :"أنتم أعلم بأمور دنياكم", فحديث النخيل يدخل تحت هذا الباب.
ودليل أخر على أفعال الرسول في أمور غير تشريعية ما حصل في معركة بدر حيث نزل النبي صلى الله عليه وسلم بحافة الوادي الدنيا من جهة المدينة، وكان منزل المشركين بالعدوة القصوى التي من جهة مكة، فنزلوا على أول بئر وصلوا إليه، وجاء النبي ونزل عند أول بئر، وفي هذه الحالة جاء الحباب بن المنذر ، وقال: "يا رسول الله! أمنزل أنزلكه الله فلا قول لأحد، أم هي الحرب والمكيدة؟ قال: لا. بل هي الحرب والمكيدة,فقال الحباب حينها:" الرأي عندي أن نذهب ونتقدم إلى آخر بئر فننزل عليها، ونبني لنا حوضاً نملأه ماءً فنكون على ماء ولا ماء للعدو", فنزل الرسول عليه الصلاة والسلام عند رأي الحباب, وكذلك نزوله في غزوة الأحزاب _الخندق_ عند رأي سلمان الفارسي رضي الله عنه عندما اقترح حفر الخندق,رغم أن الرسول رأي وبعض الصحابة أن يبقوا في المدينة, فهذه أمور الدنيا والرأي فيها رأي أهل الخبرة والصنعة وهذا واضح من كلام الحباب عندما قال للرسول عليه الصلاة والسلام:"أمنزل أنزلكه الله فلا قول لأحد" يعني وبكل وضوح وصراحة أهو وحي أم غير ذلك, فإن كان وحيًا فلا خيرة لنا فيما قضى الله وإلا الرأي والمشورة.
المسألة الثالثة:
وسؤالك:"هل كان صلى الله عليه وسلم يأخذ بالاسباب ام لا؟؟
والجواب:طبعًا وما كان للرسول إلا أن يأخذ بالأسباب التي اودعها الله في مخلوقاته, وهذا واضح جلي في أول غزوة _عمل مادي_ قام به فأعدّ العدة وجيّش الجيوش رغم علمه بنصر الله له.
المسألة الرابعة:
الآية:"وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ", حقيقة لم أدرك سبب إستشهادك بهذه الآية , فالآية وتفسيرها في واد وما نحن بصدده في واد أخر,وهاك تفسيرها:"وقد دلّت الآية على أن الشُّورى مأمور بها الرسُول صلى الله عليه وسلم فيما عبّر عنه بـ(ـالأمر) وهو مُهمّات اللأمّة ومصالحها في الحرب وغيره، وذلك في غير أمر التَّشريع لأنّ أمر التَّشريع إن كان فيه وحي فلا محيد عنه، وإن لم يكن فيه وحي وقلنا بجواز الاجتهاد للنَّبي صلى الله عليه وسلم في التَّشريع فلا تدخل فيه الشورى لأنّ شأن الاجتهاد أن يستند إلى الأدلّة لا للآراء، والمجتهد لا يستشير غيره إلاّ عند القضاء باجتهاده. كما فعل عُمر وعُثمان."اهـ
يعني بإختصار الشورى والمشورة في غير أمور التشريع والتبليغ.
المسألة الخامسة:
وإيرادك هذه الآية:وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى", فالذي أراه أنها تدعم قولي وتنقض رأيك, فالرسول عليه الصلاة والسلام نطق بالقرأن وغير القرآن , ولم يرد عنه أنه نطق بضلالة حتى وقبل أن يأتيه الوحي ويؤمر بالصدع,هذه واحدة ,وأما الثانية ومن منطلق إعتبارنا أن السنّنة وحي فيكون عدم نطقه بالهوى في القرآن وأمور التشريع التي قالها بألفاظه.
ثم لاحظ أنه ذكر النطق بصيغة المضارع, فلم يقل وما نطق عن الهوى, بل قال الله:"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى" أي ما نطق عنه وما سوف ينطق عنه ما هو إلا وحي يوحى.
وبعد هذا وما يحضرني الآن أن السنّة وحي ما أُثرعنه أن رجلا سأله صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن أو إتيان الرجل امرأته في دبرها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلال ، فلما ولى الرجل دعاه أو أمر به فدعي ، فقال : كيف قلت في أي الخربتين وفي أي الخرزتين أو في أي الخصفتين أمن دبرها في قبلها فنعم ، أم من دبرها في دبرها فلا ، إن الله لا يستحي من الحق ، لا تأتوا النساء في أدبارهن",فهذا يدل على أنه تلقى الوحي بحرمة هذا الفعل فدعا الرجل وبلّغه بلفظه عليه الصلاة والسلام:"إن الله لا يستحي من الحق ، لا تأتوا النساء في أدبارهن".
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس