عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 10-22-2011
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: حزب التحرير، نشأته وسيرته ،ملف الوثائق والنشرات, أرشيف لوثائق انطلاق مسيرة حزب التحرير

التحدي في مواقف الرعيل الأول


طالب عوض الله


الأسئلة:

1. منذ قيام الدعوة ظهر التحدي بصورة بالغة من الأمير المؤسس رحمه الله في اللقاء الشهير في قصر رغدان... هل كان هذا هو التحدي الوحيد بل كان هناك غيره من الرعيل الأول وخاصة الأمير الثاني ؟
2. تحدي الشيخ الداعور في مجلس النواب هل كان له الأثر في نظرة العامه ، وكيف كان ذلك ؟
3. هل كانت التحديات من بقية الرعيل الأول بصورة لا فتة للنظر ومؤثرة ؟
من خلال معايشتي لبزوغ نور من المسجد الأقصى يعلن انطلاق مسيرة حزب التحرير كان واضحاً



الجواب:


التحدي الكبير الذي قابل به شيوخنا من الرعيل الأول للحكام وأعداء الدعوة أذكر منها التالي:
1. في كل أسبوع كان الملك عبد الله بن الحسين يدعوا بعض العلماء ( المشايخ ) إلى القصر في رغدان، مما كان حافزاً للمشايخ أن يطلبوا من الملك أن يفرج عن زميلهم الشيخ تقي الدين، فما كان من الملك إلا أن أمر بإحضار الشيخ تقي الدين من سجنه للقصر الملكي بحضور جمع من المشايخ، ولما جلس بينهم توجه الملك عبد الله إلى الشيخ تقي الدين قائلاً: اسمع يا شيخ، هل تعاهدني على أن توالي من واليت، وتعادي من عاديت؟ فنظر أليه الشيخ ولم يجبه بشيء، وكررها ثانية : هل تعاهدني على أن توالي من واليت، وتعادي من عاديت؟ فنظر إليه كما في الأولى ولم يجبه. ومرة ثالثة أعاد عليه نفس السؤال ولكن هذه المرة بصوت مرتفع أكثر من المرتين السابقتين، وهنا رفع الشيخ رأسه ونظر للملك قائلاً: لقد عاهدت الله من قبل على أن أوالي من والى الله وأعادي من عاداه.. فهاج الملك وماج وصاح في الشيخ: قم يا شيخ، أنت شيخ خطر ، وقال لجنوده: خذوه. فأرجعه الحرس إلى السجن، وفي هذا الموقف الذي يحتاج للرجال الأتقياء لم يقل أي من المشايخ أي كلمة.........

2. على أثر تزايد الإقبال المتزايد على حضور دروس الحزب في المساجد، والصراع الفكري الذي أحدث دوياً هائلاً وتفاعلاً شديداً في المجتمع أكسب الحزب العدد الوافر من المنتسبين، أصدرت الحكومة قانوناً بتاريخ 25/08/1955يمنع الخطابة والتدريس في المساجد بدون الحصول على رخصة من الجهات الرسمية أسمته " قانون الوعظ والإرشاد والخطابة والتدريس في المساجد لسنة 1954 " وفرضت عقوبات السجن والغرامة على المخالف، فهاجم سماحة الشيخ الداعور ذلك القانون في خطبة له بالمسجد الإبراهيمي مشبهاً ذلك القانون بقانون رخصة بيع الخمور في البارات والخمارات، ولما أقرت القانون هيئة مشايخ السلاطين المسماة " الهيئة العلمية الإسلامية " بأمر من الجنرال كلوب قام سماحة الشيخ عبد القديم بمهاجمة فكرة جعل رجال دين في الحياة الإسلامية، كما هاجم فكرة الزي الأوكليروسي المميز للعلماء، في خطبة نارية في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومما جاء فيها:" ولولا أنّ حزب التحرير لا يؤمن بالجزئيات لوضعت هذه العمامة تحت قدي احتقارا لها ولمن يلبسـها". – الشيخ وقتها ومنذ تخرجه من الأزهر كان يلبس اللباس المخصص للعلماء وهو الجبة والعمامة – ومع أن الشيخ رحمه الله كان مشهوراً بالحلم الشديد وعدم الانفعال، إلا أن الانفعال كان ظاهراً في خطبته لهول الأمر الذي تناولته، وكانت تلك هي المرة الوحيدة التي رأيته فيها بالغ الانفعال.
3.في منح الثقة لحكومة سليمان النابلسي فاز بثقة 59 نائب - منهم نواب الإخوان الخمسة - لم يحجب الثقة عن الحكومة إلا شيخنا الأستاذ أحمد الداعور حيث استهل بيانه بالتالي ( وقد تقدمت حكومة دولة سليمان النابلسي إلى هذا المجلس ببيانها الوزاري فكانت كسابقاتها من حيث الجوهر إمعانا في نبذ الإسلام عن تعمد، وإيغالا في السير في ركاب الاستعمار عن قصد، ولكنها زادت عن غيرها في الدجل السياسي والخداع القتال وإني إذ أتقدم بمناقشة هذا البيان لأبين بعض الأخطار التي ينطوي عليها هذا حتى أكشف البرقع الشفاف الذي وضعته على وجهها لتخفي سحنة الاستعمار وتغطي ألعابها بالألاعيب البهلوانية والألفاظ المبطنة.....) ،بعدها جاءت حكومة الأحكام العسكرية التي يرأسهما اسماّ - إبراهيم هاشم - وفعلاً المجرم البالغ الإجرام - سمير الرفاعي - ورغم التهديد بمسدس وضع في رأسه كان الوحيد بين النواب الذي رفض إعطاء الثقة ، واستهل بيانه مخاطباً زملائه ( أخواني ، إن هذه الحكومة ، حكومة إبراهيم هاشم، بل حكومة سمير الرفاعي ، وبعد أن ألهبت ظهور هذه الأمة بسياطها ، أتت وبكل وقاحة تستجديكم لطلب الثقة، وكما قال الشاعر:


بالأمس أوهى المسلمين جراحة = واليوم مدّ له يد الجراح


هنا انسحب الوزراء والنواب على السواء ، ولم يسمحوا له بإكمال بيانه ، ألا أنه طبع في كتيب ووزع على الأمة. بعدها في الانتخابات الفرعية لشغر منصب واحد في الخليل، حاول الشيخ التدخل لرفع الضغط عن أسعد بيوض للانسحاب ، وقد تم منعه من إكمال السفر للخليل في موقع مخفر كفار عصيون، وبعد تخاذل أسعد وانسحابه لصالح مرشح الحكومة العميل إسماعيل حجازي، تجرأت عليه الدولة وسجنته وهو نائب وقدمته لمحكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات قضاها في معتقل الجفر الصحراوي، رغم تمتعه بالحصانة البرلمانية، التي سحبت منه بموافقة كافة زملائه أعضاء المجلس بما فيهم نواب الإخوان المسلمين الخمسة عدى واصف عنبتاوي نائب نابلس ، الذي كان الرجل الوحيد في المجلس.

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس