بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله , بارك الله فيك أخي الكريم ,لربما نحن جميعاً وضعنا في مواقف مماثلة , بحيث يحصل الغير على الكثير مما لا يحصل عليه الفرد ولو لمرة واحدة , كالحج . وهذا إبتلاء وإمتحان لفحص مدى رضى العبد بقسمة ربه . ولكن ما أريد قوله , أنه ليست القرعة من تحدد الحجاج بل القدر , والقرعة أداة تحديد داخل إطار القدر , فلو كتب الله لك الحج في هذه السنة , ولم تخرج القرعة لصالحك , فسوف تخرج بإذن الله ببساطة لأن الله كتب لك ذلك, وبهذه الحالة لا تكون القرعة أداة القدر بل أداة أخرى , مثلاً كربح مسابقة جائزتها حج أو عمرة , وهذه الأداة كمثال لا للحصر , فزد على ذلك الكثير . وإن خرجت القرعة لصالحك , ولم يكتب الله لك الحج , فتأكد أنك لن تخرج لأن الله لم يكتب لك ذلك . فالمطلوب الرضاء بقدر الله ومشيئته , فالله العدل وما كان ربنا نسيا . ولعل مفتاح الحل لهذا الإبتلاء الرضى كما أسلفت , وثم الدعاء , فبالدعاء تكون الإستجابة إن شاء الرحمن . قال الله الملك : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ صدق الله العظيم (سورة غافر , أية 60 ) وقال تعالى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. رزقك الله أخي الكريم فرصة للحج , وإياي , وسائر المسلمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .