عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 06-05-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: أهل القرآن بيت المقدس : من، متى، ولماذا؟. *

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز نائل، أشكر لك حرصك على جمع ما أمكن من أعمال أهل العلم في بيت المقدس، ولكني أجد نفسي مضطراً للرد على موضوع الأخ صلاح الدين أبو عرفة، كي لا يعتقد البعض أننا نوافقه فيما يقول، آملا أن يكون ردي بمثابة النصيحة لوجه الله، وسيكون ردي سريعاً وبنقاط بسيطة:-

1- لو إفترضنا أن أخونا الكريم صادقاً فيما قال، فمن فكرته هو، ومن القاعدة التي وضعها هو، نكون مجبورين أن لا نأخذ كلامه، لأن كلامه ليس بكلام الله ولا كلام الرسول ولا كلام الأئمة الأربعة المهدين -حسب شرطه هو-، وبذلك يكون هو كغيره من الناس يخطئ ويصيب، وكلامه ليس بدين، إنما هو كلام بشر.
2- إن القارئ الغريب عن الإسلام والذي يقرأ رسالة الأخ صلاح الدين يعتقد أن الناس حرفت القرآن كما حرفت اليهود والنصارى التوراة والإنجيل، في حين يعتقد المسلم العادي أن الأمة بأجمعها (علماء وعامة) قد هجرت القرآن ووضعته على الرف، وهذا غير صحيح البتة، أما الصحيح فإنه من حب الناس الشديد في القرآن فإنها تقرأ كل ما كُتب عنه قديماً وحديثاً، ولا تترك شاردة أو واردة تكلمت عن القرآن إلا أعملتْ فيها البحث، لفرز الصحيح عن الخطأ - وهذا من فضل الله وحفظه للقرآن.
3- ونزولاً عند رغبة الأخ صلاح الدين، فإني سأحتكم معه في هذا الذي يقوله -وأنا أنازعه فيه- للقرآن الكريم ، لذلك سأرد هذه المسألة لله، والله ما فرط في الكتاب من شيء، فماذا سأجد، سأجد قوله عز وجل (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة75: 17-19)، لنسأل أنفسنا، متى جمع القرآن؟ ثم متى ظهر بيانه؟ هل ظهر بيانه زمن الرسول، والرسول كان يكره أن يسأله أحد في تبيان إحدى آياته كي لا يقف الناس عند هذا التبيان؟ أو هل ظهر التبيان زمن الخلفاء الراشدين المهدين الأربعة؟ ما لا شك فيه أنه ظهر من تبيان القرآن زمن الرسول وزمن الخلفاء ما شاء الله له أن يظهر، ولكن الأكيد أنه لم يظهر كل بيان القرآن، والله هو الذي سيبين لنا القرآن الكريم متى شاء عندما يشاء، فربما ظهر من بيان القرآن بعد ألف عام أو ألفي عام أو ربما بعد مئة ألف عام، من يعلم، لا يعلم إلا الله.
4- المؤكد أن ظهور بيان القرآن سيستمر ليوم القيامة، فالقرآن صالح لكل زمان ومكان، أي أنه في كل مرحلة من مراحل الحياة من وقت نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى يوم القيامة، سيُخرج الله لنا عالماً تقياً فقيهاً يبين لنا على لسانه من معاني القرآن الكريم ما يشاء سبحانه وتعالى.
5- وبهذا فإن كل العلماء السابقين، حتى لو أخطأوا في بعض ما قالوا، إلا أن الله قد بين لنا من خلالهم بعض من أمور القرآن الكريم، لذلك فهم يستحقون منا كل تقدير وإحترام على ما بينوه لنا من معاني آيات القرآن الكريم.
6- ومن هنا فنحن بحاجة لعلوم السابقين، ففيها من بيان القرآن ما قد لا يظهر من جديد إلى يوم القيامة، فكيف نُضيّع على أنفسنا فرصة تعلم شيء رآه عالم في الماضي وسوف لن يراه غيره أحد إلى يوم الدين.
7- أما بخصوص أخطاء المفسرين السابقين فانني أقول:أن يخطأ الإنسان، فهذا أمر طبيعي وبديهي، فكل مخلوقات الله معرضة للخطأ، ومنهم الأئمة الأربعة المهدين، حتى أن الملائكة أخطأت عندما قالت لله (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة2: 30)، فإن أخطأ إنسان في أمر ما، هل نترك كل ما قاله من الصواب ونلقي به في سلة المهملات بحجة أنه أخطأ في مرحلةٍ ما.
8- ثم من قال أن أخونا الكريم لم يخطئ في شيء قاله أو فسر فيه كلام الله، هل يدعي العصمة، فإن إدعاها برأيكم (ماذا يكون؟)، أما إن تبرئ منها - والأرجح أنه يتبرئ منها - فإنه إنسان مثلنا ليس أكثر ولا أقل، أي أنه يخطئ ويصيب، فكيف نتبع ما يقول إن كان يخطئ، وهو الذي يقول لا تتبعوا علماء السلف لإنهم قد يخطئوا.
من أجل هذا كله، فإنني أنصحه بالله، أن يتقي الله، وينضم لقافلة العلماء، يتواضع لهم، يوقرهم، يحترمهم، مذكرا نفسي والآخرين أن الإحترام والشكر والتقدير لا يكون بالشكر تارة والذم تارة أخرى، حتى لو كان عندهم ما عندهم من الأخطاء، يلتمس لهم العذر، لعل الله يسخر له من يلتمس له العذر إن هو أخطأ.
والله من وراء القصد
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 06-05-2009 الساعة 08:50 AM
رد مع اقتباس