الموضوع: 002 - سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 10-10-2009
موسى أحمد الزغاري موسى أحمد الزغاري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 154
افتراضي رد: 002 - سورة البقرة

قال تعالى :

{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [ 266 / البقرة / 2 ] .



في هذه الآية ترى أن المعنى قد اُستقصيَ حتى لم يبق فيه لأحد ، وذلك بعد قوله : { جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } قال :{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } وكمل الوصف بقوله : { لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } فأتى بكل ما في الجنان ليشتد الأسف على إفسادها ، ثم قال : { وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ } ، ثم استقصى المعنى الذي يوجب تعظيم المصاب ، بقوله بعد وصفه بالكبر { وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ } ، ولم يقتصر على كونه له ذرية حتى قال : { ضُعَفَاءُ } ، ثم ذكر استئصالها بالهلاك في أسرع وقت حيث قال : { فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} ، فلو اقتصر على ذكر الإعصار لكان كافياً ، لكن لما علم الله سبحانه أن مجرد الإعصار لا تحصل فيه سرعة الهلاك كما يحصل إذا كان فيه نار ، فقال سبحانه :{ فِيهِ نَارٌ}
، ثم أخبر باحتراقها ، لاحتمال أن تكون النار ضعيفة لا يقوم إحراقها بإطفاء أنهارها، وتجفيف كل أوراقها وثمارها ، فأخبر بإحراقها احتراساً من ذلك .
وهذا أحسن استقصاء وأتمه ، بحيث لم يبق في المعنى موضع استدراك .
__________________
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) } البقرة


أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم
رد مع اقتباس