عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 10-05-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي إشكال في فهم آية


إشكال في فهم آية رقم السؤال: 11

السلام عليكم شيخنا الفاضل

كيف نفهم قول الله عز وجل على لسان عيسى عليه السلام في أواخر سورة المائدة: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) .. كيف يغفر الله لهم مع أن جريمتهم أنهم أشركوا بالله ، كما قال الله قبل آيتين ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ... )

وجزاكم الله خيرا

السائل: عبادة

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أخي السائل بارك الله فيك ...الأصل في المسلم أن يرد المتشابه في القران الذي أشكل عليه تفسيره إلى المحكم منه وفي ضوء المحكم يفهم المتشابه ...ومن الآيات المحكمات في القران قول الله " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فإذا جمع المسلم بين هذه الآية وبين الآية التي سألت عنها علم قطعا أن ما أوكل عيسى عليه السلام مغفرته إلى رب العالمين لا يدخل فيه الشرك لمن مات عليه ...وأما توجيه دعاء عيسى عليه السلام فيمكن تفسيره على عدة أوجه منها :


- ما اختاره ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره قال " يقول تعالى ذكره: إنْ تعذب هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة بإماتتك إياهم عليها "فإنهم عبادك"، مستسلمون لك، لا يمتنعون مما أردت بهم، ولا يدفعون عن أنفسهم ضرًّا ولا أمرًا تنالهم به "وإن تغفر لهم"، بهدايتك إياهم إلى التوبة منها، فتستر عليهم "فإنك أنت العزيز" في انتقامه ممن أراد الانتقام منه، لا يقدر أحدٌ يدفعه عنه "الحكيم"، في هدايته من هدى من خلقه إلى التوبة، وتوفيقه من وفَّق منهم لسبيل النجاة من العقاب "


وقريب منه ما ذكره القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القران :"وقيل الهاء والميم في {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ} لمن مات منهم على الكفر والهاء والميم في {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} لمن تاب منهم قبل الموت وهذا حسن"


- "وقيل : قاله على وجه التسليم لأمره والاستجارة من عذابه وهو يعلم أنه لا يغفر لكافر"ذكره القرطبي في الجامع ، وقريب منه ما ذكره ابن كثير في تفسيره " هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله، عز وجل، فإنه الفعال لما يشاء، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ويتضمن التبري من النصارى الذين كذبوا على الله، وعلى رسوله، وجعلوا لله ندًا وصاحبة وولدًا، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا"


- وذكر القرطبي وجها ثالثا " وقيل : كان عند عيسى أنهم أحدثوا معاصي وعملوا بعده بما لم يأمرهم به إلا أنهم على عمود دينه فقال : وإن تغفر لهم ما أحدثوا بعدي من المعاصي" . وهذا في من كان باقيا على توحيده.


ثم قال رحمه الله " وأما قول من قال إن عيسى عليه السلام لم يعلم أن الكافر لا يغفر له فقول مجترئ على كتاب الله عز وجل لأن الأخبار من الله عز وجل لا تنسخ ".

أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو أسامة الشامي


رد مع اقتباس