تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى
{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }
معناه ثبتنا، لأنهم كانوا مهتدين، وإنما هو رغبة إلى الله أن يثبتنا على ذلك حتى يأتي الموت ونحن عليه.
وقيل: معناه / ألهمنا الثبات على الصراط المستقيم، وهو دين الإسلام، وهو مروي عن ابن عباس.
و " هَدَى " يكون بمعنى: " أَرْشَد " ، نحو قوله:
ويكون بمعنى " بَيَّنَ " كقوله:
ويكون بمعنى " أَلْهَمَ " كقوله:
وقيل: معناه ألهم المصلحة ويكون هدى بمعنى " وَفَّقَ " كما قال "
والصراط المستقيم كتاب الله. وهو مروي عن النبي [عليه السلام].
وقال ابن عباس: " هو الطريق إلى الله عز وجل ".
وعن جماعة من الصحابة أنه الإسلام.
وقال جابر بن عبد الله: " هو الإسلام وهو أوسع مما بين السماء والأرض ".
وعن أبي العالية أنه: " رسول الله صلى الله عليه وسلم / وصاحباه ابو بكر وعمر ".
وهو قول الحسن.
وأصله الطريق الواضح.
وقال ابن الحنفية: " هو دين الله تعالى ".
وسمي مستقيماً لأنه لا عوج فيه ولا خطأ.
وقيل: سمي بذلك لاستقامته بأهله إلى الجنة.
وأصل { ٱلْمُسْتَقِيمَ }: " الْمُسْتَقْوِم " ، فألقيت حركة الواو على القاف وبقيت الواو ساكنة فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. كما قالوا ميزان، وهو من الوزن. وأصله " مِوْزَان " ، ثم قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وكذلك يقلبون الياء واواً إذا انضم ما قبلها نحو " مُوقِنٍ " و " موسِرٍ " لأنه من اليقين واليسار.