عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 10-21-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي تعقيب سريع على نبأ مقتل الطاغية ( * )



هذا تعقيب جاءنا من أخينا أبو أسيد



هذا تعقيب سريع على نبأ مقتل الطاغية





قتل القذافي الشخص ، ولكن الأهم هو قتل القذافي الحالة، وهي إنهاء الزعامة العربية العميلة للغرب المسلطة على رقاب الأمة تقتل وتنهب وتتآمر.

من لا يعرف كيف وصل القذافي للسلطة عليه أن يقرأ الوثائق السرية الأمريكية المفرج عنها بعد ثلاثون عاما من حكم القذافي، أي قبل عشر سنوات حيث يظهر فيها بوضوح تجنيد القذافي من قبل المخابرات الأمريكية لإنهاء حكم الملك السنوسي ، في إطار الصراع الذي كان محتدما بين القوى العظمى في فترة الخمسينيات والستينيات وهو ما عبر عنه وزير خارجية بريطانيا عقب الانقلاب على السنوسي حيث قال (يريدون أن يخرجونا من المنطقة) ويقصد بذلك الأمريكيين.



لقد خدم القذافي أمريكا بما لم يقم به أي زعيم من قبل. فقد أسهم في تقويض النفوذ الأوروبي وخصوصا الفرنسي في القارة الافريقية من خلال دعم الحركات التحررية من الاستعمار الأوروبي بتبديد عوائد النفط الليبي عليها خدمة لأمريكا وبتوجيه من السفراء الأمريكيين في طرابلس وأهمهم السفير نيوسوم الذي مكن القذافي من الاستيلاء على السلطة.



لست بصدد التحليل السياسي هنا ولكن لا بد من الإشارة الى أن تخلي أمريكا عن القذافي هو ما اقتضته المصلحة الأمريكية في مخطط الشرق الأوسط الجديد ، كما هو حالها مع بقية العملاء . فزين العابدين كان جاسوس للمخابرات الأمريكية وعمل معها حتى عندما كان سفيرا لتونس في بولندا . فهم ليسوا أعداء للغرب ولا هم أبطال مناضلون ضد الاستعمار وتاريخهم شاهد على خيانتهم وعمالتهم ، وعندما يتم استهلاكهم تتخلص منهم لأن سياستها لا تقوم على الأخلاق وإنما على المصالح القومية الأمريكية.



إن الذي يجب أن يدركه كل حاكم عميل ، بأن استناده في الحكم على الدعم الأمريكي الغربي هو مقامرة بحياته قبل أن تكون خيانة لدينه ولأمته . لأنه يعيش عبدا لأسياده محتقرا من شعبه يتربصون به للقضاء عليه طال الزمان كما هو الحال مع القذافي أو قصر كما حصل مع بو ضياف.

قال عليه السلام : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .



كما لا بد للأمة أن تدرك بأنها قادرة على استرداد سلطانها واستعادة كرامتها إن هي أعطت قيادتها للمخلصين من أبنائها العاملين لبناء دولتها الإسلامية ، إن على كل فرد من افراد

المسلمين أن يعلن ولاءه لله ويتبرأ ممن سواه وأن يرفض ويقاوم أي محاولة لإعادة تطبيق العلمانية وأن ينبذ كل من يتآمر على الأمة ودينها وأن يعاهد الله بأن يكون نضاله ضد الباطل مصحوبا بإرادة استئناف الحياة الإسلامية التي أمر الله عباده أن يحيوها واقعا في العلاقات كما هي في العبادات. "إننا لننصر رسلنا والذين آمنو في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد."



الجمعة 24 ذو القعدة 1432
( *) من رسائل البريد
رد مع اقتباس