عرض مشاركة واحدة
 
  #86  
قديم 02-18-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

الجواب: لم يساوي علي رضي الله عنه ولا أحد من الصحابة ولا من بعدهم بين الخوارج وبين أهل صفين والجمل، لا في فروع ولا في أُصول ولا في معاملة ولا في حرب ولا في أخذ ولا في رد ولا في تأويل ولا في أجر وثواب، أضف إليه أنه لم يكن أحد من الصحابة معهم كما قد علمت، لذا فوصفهم بالبغاة أدق وأصوب من وصف أهل الجمل وصفين، إضافة إلى افتعالهم للحروب بين المسلمين في هاتين الوقعتين كما تقدم ذكره.
ثم إن الذي يقول عن طلحة والزبير أنهم بغاة وهم من أهل الجنة قطعاً، يلزمه أن يقول بأن الحسين بن علي بن أبي طالب باغ على يزيد بن معاوية الخليفة المبايع من معظم الأُمة، علما أن الحسين من أهل الجنة أيضاً مع أن طلحة والزبير أفضل منه قطعاً، فإذا لم يلزم سقط اللزوم عن الجميع.
فإن قيل هذا قياس مع الفارق، حيث أن الحسين أفضل من يزيد، الجواب: هذا صحيح، لكن الفضيلة وعدمها لا يؤثران في تطبيق الأحكام، قال عليه الصلاة والسلام "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ، ثم الصحيح أيضاً أن طلحة والزبير أفضل من الحسين، وقد وصفوهم بالبغاة، وأن عبد الله بن الزبير أفضل من يزيد ومن مروان بن الحكم وأولاده، وقد وُصف بالباغي، ثم إن الحسن بن علي وهو أفضل من معاوية بن أبي سفيان قد تنازل لمعاوية عن الخلافة، وهذا دليل مجمع عليه قاطع على أن إمامة المفضول مع وجود الأفضل سائغ شرعاً شريطة أن يكونوا من قريش.
رد مع اقتباس