عرض مشاركة واحدة
 
  #87  
قديم 02-18-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

فإن قيل بأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قد وصف أهل صفين بالبغاة بقوله: " لم أجدني آسى على شيء إلا أني لم أُقاتل الفئة الباغية مع علي" .
الجواب عليه: ليس فيه صراحة أنهم أهل صفين، بل جاء عنه تصريح بغيرهم مما يعني حمل عموم هذه الرواية على خصوص ما جاء في غيرها، ففي سنن البيهقي الكبرى أنه رضي الله عنه سئل عن الفئة الباغية فقال: "ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم" ، وفي رواية ثانية من طريق ابن عساكر "أنها الحجاج بن يوسف الثقفي" ، فيسقط بذلك اعتراضهم. ورابع الأجوبة: أنه لم يثبت عن عمار رضي الله عنه أنه قُتل في نِزال أو مبارزة مع أحد ممن اتفق على صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، بل قُتل غيلة كما قُتل طلحة والزبير يوم الجمل، فلم يثبت عن أحد من الصحابة ممن كان مع معاوية على قِلِّتهم أنهم أمروا بقتل عمار أو حرضوا على قتله.
فهذا الاختلاف في صحة حديث "تقتل عماراً الفئة الباغية" وفي دلالاته يزيد في عدم صراحته اقتتال الصحابة فيما بينهم، فلا يصلح في اتهام وجرح من ثبتت عدالته بالقطع واليقين، بل إن إنكار العلماء لصحته أسلم لديننا، كإنكار أي رواية تتعارض مع القطعي، أو فيها ضعف ونكارة ولو رواها البخاري ومسلم وغيرهما فلا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو المعهود عند أئمة العلم منذ العصور الممدوحة، ولذلك استدرك أبو علي الغساني وأبو مسعود الدمشقي وغيرهما عدة أحاديث على الصحيحين، بل أعل الدارقطني أكثر من مائة حديث في الصحيحين ، وضعف أحمد بن حنبل حديث الاستخارة وقد رواه البخاري ، وضعف حديث {أيما إهاب دبغ فقد طهر} وقد رواه مسلم، وضعف الباجي حديث {إن إبني هذا سيد} وقد رواه البخاري، وضعف ابن معين والدارقطني حديث {كان للنبي فرس يقال له اللحيف} وقد رواه البخاري ، إلى غير ذلك.
رد مع اقتباس