عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 11-28-2010
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: دخول آدم وحواء الجنة وخروجهما منها


بسم الله الرحمن الرحيم

أخي علاء أكرمك الله،


يسرني دائما أن أجيب على إستفساراتك وتساؤلاتك، وأدعو الله العون والمدد والتوفيق والصواب والسداد، وإليك ما سألتَ عنه:

1. المدة التي عبد عزازيل فيها الله وهو على الأرض غير معروفة، ذلك أننا لا نعرف متى ولد إبليس في صنف الجان، ما نعلمه أن الجان خلق قبل الإنسان بألفي عام، وهذا يقودنا أن نعرف أن أقصى مدة قد تكون لعزازيل على الأرض هي هذه الألفي عام، فالجواب هو ألفي عام أو أقل.


3. خلاصة الحوار في ثلاثة كلمات (الخيرية، الإستكبار، العلو)، وهذه الكلمات تشير لنفس المعنى ألا وهو (الكِبْر)، والكبرياء هي لله وحده عز وجل ولا يجوز أن ننازع الله فيها، وفي الحديث الصحيح (الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهن ألقيته في جهنم)، فاكبر خطير وعلينا الحذر منه، لذلك كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر).

4. الكِبر هو أمر فطري في نفوس كل مخلوقات الله، ولكن المطلوب عدم إظهاره ومحاولة كبته وقيادته وتوجيه في إتاجه للعمل الصالح، فأن ترى إنسان أفضل منك يجب أن يؤدي بك أن تتحرك في القنوات الشرعية المباحة للوصول لما وصل له هذا الشخص دون حسده أو أزيته.

5. الملائكة كانت تطمح بأن تكون كفتها افضل من كفة آدم عند الله، يقول عز وجل (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
) (البقرة2: 30). إلا أن هذا الطموح كان مكتوماً في داخلها ولم يظهر على لسانها ولا على أفعالها وتصرفاتها، يقول عز وجل (وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة2: 33)، لاحظ كلمة (تكتمون).

6. فإذا كان الشعور موجود ولكنه مكتوم ولا يظهر على الجوارح ولا على الأفعال فهو ليس بإستكبار، لذلك إعتبر اللهُ الملائكةَ (غير مستكبرة)، يقول عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) (الأعراف7: 206).

7. الكِبْر الخاطئ الغير مكبوع قد يكون أول طريق المعصية، إنظر لمعصية إبليس، وإنظر لخطأ الملائكة الذي قدمناه، وإنظر لكيفية وسواس الشيطان لآدم وحواء حتى يخرجهما من الجنة، يقول عز وجل (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَو تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) (الأعراف7: 20), نعم لقد وضعهما في كفتي المقارنة (أن تكونا ملكين)، حتى يبدأ آدم وتبدأ حواء بالمقارنة أيهما افضل وأيهم أحسن نحن أم الملائكة.

8. وفي حياتنا الدنيا فإن المعاصي على الإطلاق تبدأ بالمقارنة، أنا أريد أن اكون مثل فلان، أو أفضل من فلان، لذلك تبدأ المعصية.

9. وإن سألنا، هل كان من الممكن أن يرفض إبليس السجود لآدم لو لم يرفع السماوات؟ مع أن هذا السؤال جدلي، فليس من الممكن تغيير ما قد فات، إلا أن أننا قد نسأل أنفسنا سؤال آخر يعطي نفس الإجابة، ولنصغ السؤال بهذه الصيغة، هل يزداد الكِبْر في نفس المخلوق كلما إزدادت نعم الله عليه؟! فالجواب (عادةً وغالباً) نعم. يقول عز وجل (وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (الشورى42: 27).

10. ولكن علينا دائماً أن نتذكر أننا نحن من يقرر المعصية، ولا يجبرنا عليها عز وجل، وأن الله أعطانا إمكانية كبح جماح أنفسنا ورفض الوسواس سواءاً أكان من هوى النفس أم من نزغ الشيطان، فآدم هو الذي إختار الأكل من الشجرة، وإبليس هو الذي إختار عدم السجود لآدم، وكل واحد منا يختار بنفسه أن يعصي الله عز وجل، فالخير من الله والسوء من أنفسنا.

أكتفي بهذا المقدار على أمل اللقاء من جديد: أخوكم الشيخ خالد المغربي، منتدى المسجد الأقصى المبارك

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

آخر تعديل بواسطة admin ، 11-28-2010 الساعة 04:01 PM
رد مع اقتباس