[admin]

	بسم الله الرحمن الرحيم لا ندري لربما كانت الفكرة عند القائمين عليها صالحة، فالأعمال بالنيات ولكن الأكيد أنهم أخطئوا التنفيذ، ووقعوا في محاذير خطيرة، وما فعلوه حرام، فقد وقع القائمين على هذا العمل بعدة محرمات ومحاذير منها: المحظور الأول - صوت الله والرسول وجبريل فلا يجوز وصف الله بصفة لم يصف بها نفسه، فالله ليس كمثله شيء، يقول عز وجل في سورة الشورى 42 (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُم فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (11)، فمن أين لهم أن يعلموا أن هكذا هو صوت الله، ففيما يختص بذات الله فنحن لا نخبر عنها إلا ما أخبرنا به عز وجل عن نفسه أو ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم عنه، فالرسول لا ينطق عن الهوى، يقول عز وجل في سورة النجم 53 (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إن هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (3-4)، ومن هذا المنطلق كانت محنة الإمام أحمد بن حنبل في موضوع خلق القرآن، فموقفه كان أنه لا يتعدى ما قاله الله عن أمر يخصه، فهو إعتبر أن القرآن كلام الله، وأنه يخص الله، فلا يقول عما يخص الله إلا ما قاله الله ورسوله في هذا الشأن، لذلك فهو قد رفض أن يقول أن القرآن مخلوق، لأن هذا تعدي على ما يخصه عز وجل، كما هو الحال في هذا الفلم هنا، فهو تعدي صارخ وخطير على شيء يخص الله ألا وهو صوت الله، فمن قال لهم أن هكذا هو صوت الله، حتى من قال لهم أن هكذا هو صوت الرسول أو من قال لهم أن هكذا هو صوت جبريل، لقد كان بإمكانهم حل الإشكال بطريقة سهلة وبسيطة بأن يقول قائل من خلف الكواليس (قال الله عز وجل) ثم يبدأ الكلام، أو أن يقول (قال الرسول صلى الله عليه وسلم) ثم يبدا الكلام، أو أن يقول (قال جبريل عليه السلام) ثم يبدأ الكلام، فنعلم هنا أن الصوت هو صوت بشري ينقل ما قاله عز وجل ورسوله وجبريل. المحظور الثاني - كينونة الله فقد ظهرت في الفلم هالة تمثل الله عند الكلام، وهذا يوحي بشكل خفي للصغار بالأخص أن الله جزء من المكان، وهذا أمر خطير آخر، كون المكان مخلوق من مخلوقات الله، فنحن لا نقول أن الله موجود، بل نقول أن الله واجب الوجود، أي عقليا، مع علمنا أن المكان هو مخلوق صغير ضعيف محتاج لله في كل لحظة من لحظات وجوده، وأن الله هو مدبر أمر المكان، فلا يمكن إظهار الله كأنه جزء من المكان، وكان يكفي أن يبدأ كلام الله بدون وجود لهذه الهالة حتى نستشعر أن كلام الله يغطي المكان. المحظور الثالث - تمثيل صورة جسد الرسول فمن الخطأ والخطرتمثيل صورة الرسول والإكتفاء بتغطية وجهه، فليس هذا من الأدب الكافي عندما نتعامل بأمر يخصه صلى الله عليه وسلم، بل يجب تغطيته بالكامل وإظاهره على شكل هالة، يقول سبحانه وتعالى في سورة الشرح 94 (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (4). فلو أنهم فعلوا ما أنصحهم به هنا متجنبين هذه المحاذير لكان عملهم مما يحسب لهم في موازين أعمالهم لأننا بحاجة لمثل هذه البرامج لأطفالنا الأحباء الذين ملتء البرامج التلفزيونية الفاسدة عقولهم، وذاد عليهم الطين بله إستخدامهم الخاطئ للإنترنت وأجهزة الهاتف المحمول وكاميرات الدجيتال ومسجلات الصوت الرقمية وغيرها. اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافة في الدنيا والآخرة: أخوكم: خالد المغربي 19 ذي الحجة 1431 هجري.